أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - لقد هزلت حتى بدا من هزالها














المزيد.....

لقد هزلت حتى بدا من هزالها


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع/ة للتصريحات الصحفية التى أدلى بها عدد من السياسيين التونسيين فى وسائل الإعلام العالمية كالصين والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهما ينتبه إلى سمة مشتركة بين قادة الأحزاب كالمرزوقى والغنوشى وابن جعفر تتمثّل فى الإشادة بالأنموذج التونسى، والتغنّى بمميّزات التجربة التونسية، ودعوة البلدان العربية، خاصّة مصر إلى تعلّم الدروس والعبر. وفى غياب المدّاحين والمتزّلفين يجوز للأنا أن تنتج السرديات، وأن تتفنّن فى نظم قصائد فى غرض الفخر.. لِمَ لا والتجربة التونسية أضحت حديث الجميع هذا الأسبوع.

فمن مميّزات التجربة التونسية بلوغ رقم المترشحين إلى منصب الرئاسة 70 مترشحا ومترشحة، وهو رقم يستحق أن يسجله غيناس. ويتّضح أنّ خبر تهافت الناس على تسجيل ترشحاتهم حتى آخر ساعة قد حجب الضوء عن المترشحين للانتخابات التشريعية، وجعل كلّ الأنظار تتجّه صوب الانتخابات الرئاسية. فماذا يساوى الترشّح لمنصب نائب فى البرلمان أمام إغراء منصب رئيس/ة الدولة؟

لسباق الجرى على تقديم الترشحات بعد كوميدى إذ ضحك التونسيون حتى بدت نواجذهم. فهذه أجبرتها روسيا والصين على تقديم ترشّحها، وهى مؤلفة كتاب منذ كانت يافعة، وذاك معطّل عن العمل يرى فى الترشّح للرئاسة ما يضمن علاج قضايا الشباب العاطل عن العمل والمهمّش، وآخر يتسلل من النافذة لتقديم ملفّه بعد أن أغلقت الأبواب، وتلك فئة تعنتت ولم تعترف بشروط الترشّح فقدّمت ملفاتها رغم أنف الجميع متعلّلة بأنّ الشعب رشّحها.فضلا عن رجال الأعمال، و«أزلام النظام» السابق، والمنتمين إلى قطاع المحاماة، والتدريس، والقضاء، والمتقاعدين، وغيرهم ممّا يثبت أنّ معيار النخبة المنتمية إلى طبقة محدّدة قد تمّ تجاوزه مثلما تمّ تجاوز الجندر، والسنّ، والأيديولوجيا باستثناء معيار الدين إذ لم يجرؤ مسيحى أو يهودى أو بهائى على تقديم ترشّحه. أمّا أسباب هذا الجرى الحثيث باتجاه قصر قرطاج فإنّها تعود إلى عدّة اعتبارات منها: سقوط الأسطرة عن القصر فلم يعد حكرا على كبار المسئولين والسياسيين وغيرهم من علية القوم، وإنّما صار بعد الثورة قبلة أطياف من «العوام»: وفد عليه دعاة السلفية، وأصحاب السوابق الذين تمرّدوا على القانون، وتمتّعوا بالإفلات من العقاب وتحصّنوا بانتمائهم إلى ما يسمّى بروابط حماية الثورة: فُتحت أبواب القصر فزاره من هبّ ودبّ فى تكريس فجّ للشعبويّة أطاح بهيبة الدولة.

ولئن عنّ لرئيس الدولة مخالفة المتعارف عليه من حيث الهيئة فأزال رابطة العنق والتحف بالبرنس، ولبس المظلة فى محاولة للتقرّب من عامّة الشعب فإنّ أغلب التونسيين انتقدوا ملابسه وسلوكه لاسيما فى المحافل العالمية، ورأوا أنّه عبث بأبهة المؤسسة الرئاسية. والمطلع على تعليقات الفيسبوكيين، وصور الكاريكاتور والفوتوشوب المتداولة لا يملك إلاّ أن يضحك مقرّا بقدرة هؤلاء على ابتكار الملحة وانتزاع الضحكة فى زمن عزّ فيه الفرح. وليست السخرية إلاّ حجّة على مواقف الناس من الرئيس، ومما آلت إليه مؤسسة الرئاسة فى عهد المرزوقى.

أمّا زائر القصر الرئاسى فإنّه سرعان ما ينتبه إلى التغييرات الطارئة عليه: فلا عناية بالحديقة ولا اهتمام بالبروتوكول مثلما جرت العادة من قبل، والتى جعلت مراسم الزيارة تخضع لطقوس كثيرة. كلّ هذه العوامل ساهمت فى نزع الهالة عن منصب الرئيس، الذى كان من المواقع التى لا يفكّر فيها التونسى فى احتلالها فباتت من أكثر ما يستهويه. زد على ذلك أنّ وعى التونسى/ة بأنّه أضحى يتمتع بعدّة حريات وحقوق باسم المواطنة جعله يريد أن يبرز حقّه فى الترشّح وخدمة البلاد لِم لا وتجربة المجلس التأسيسى جعلت النواب والنائبات يغترفون من ميزانية الدولة أموالا ما كانوا يحلمون باكتسابها بالعملة المحلية والعملة الصعبة.

تُبيّن هذه التحوّلات على مستوى تمثّل منصب رئيس الدولة، وفهم ما تتطلبه إدارة الحكم من مواصفات، وتصوّر ركائز ما تقوم عليه العملية السياسية، أننا إزاء تركيبة جديدة من التونسيين الذين لا يتوانون عن دخول معترك السياسة من باب التطفّل، والهواية، وخوض التجربة، زادهم محبّة الناس الذين قدّموا لهم التزكية، فضلا عن بروز طموحات ارتفع سقفها، وأطماع جديدة، هى كوميديا سوداء تمتزج عناصرها بخصائص العمل الدرامى، بل هى مأساة واقع السياسة فى تونس اليوم.

وحده حزب النهضة لجم أطماع أتباعه فجعلهم لا ينساقون وراء سباق الترشّح. وليس ذلك زهدا وتعفّفا بل من باب «التكتيك» السياسى حتى يثبت للآخرين أنّه متميّز يزّكى هذا الشيوعى وتلك المرأة المتبرجّة، وذاك التجمّعى، وذاك الملياردير يقف وراء الجميع «يدفعهم» إلى الأمام والعبرة فى النهاية: من سيضحك؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة كرنفال
- سفينة النجاة
- على قدر الكساء نمدّ أرجلنا!
- كلّهم فى الهوى سوى
- برگاتك يا حزب!
- المسكوت عنه فى محاربة الإرهاب
- يا قصر قرطاج.. ها هم على أبوابك يتزاحمون
- نكبتنا فى الطبقة السياسية
- مأزق الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات
- شطحة من شطحات الشيخ
- ما بعد «حلحلة» الأزمات
- شكل آخر من أشكال «التمكين»
- أين نحن من ثقافة الاعتذار؟
- من نحن نوّاب الشعب إلى نحن الشعب
- عندما يتحول الشباب إلى كبش فداء
- ثقافة «التسليك»
- هل تنفع الجراحة التجميليّة؟
- شرعيّة تكتسب بالكد والعمل وحب الوطن
- الحلحلة والفككة... ومفردات أخرى
- أيّها الثوّار.. شكر الله سعيكم


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - لقد هزلت حتى بدا من هزالها