أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - «داعش» ومصالح الغرب














المزيد.....

«داعش» ومصالح الغرب


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يمر في العالم الآن يمثل درساً عميق العِظات والدلالات، وخصوصاً بالصيغة الأكثر غِنى وبما في تاريخه الحديث والمعاصر، وكي لا نقع في الالتباس، وفي اضطراب المفاهيم والأفكار والرؤى، ينبغي أن نسارع إلى التذكير الدقيق بقضية الإرهاب وإشكالية البحث فيه في سبيل الخروج منه، والقضاء عليه على نحو يتماهى مع تاريخ العالم، وكي نفصح عن ذلك، نشير إلى أن الولايات المتحدة الأميركية، ومعها الدول الأوروبية المشاركة مع غيرها الآن في التحالف ضد «داعش» وغيره، بدأت فعلاً وحقيقة في العمل على مكافحة الإرهاب، مع نشأة الأدلة الدقيقة على ممارسته في هذه المرحلة، وعلى دور «داعش» في ذلك بكيفية خاصة، ومع العلم بأن «داعش» ليس أول تعبير عن الإرهاب بصورته الراهنة، الوحشية، فإنه من المعروف كذلك أن تنظيم «القاعدة» هو الذي شكل، في حينه، المرجعية الحاسمة له في وحشيته وفي منظومته الفكرية السوسيولوجية العامة.


في سياق ذلك وضوئه، يطرح السؤال التالي نفسه في مرحلتنا الراهنة: لماذا تُكرّس الولايات المتحدة الأميركية وتوظف طاقاتها العسكرية الكبيرة أو الكبرى في خدمة إطاحة «الوحش الإرهابي الراهن»، مع أنها لم تفعل ذلك رداً على أحداث نيويورك الشهيرة؟ كان الجواب على ذلك، وهو مازال نفسه الآن، كالتالي: لم يكن الخطر على الولايات المتحدة وأوروبا (أي الغرب) في حينه قد تجاوز البعد الاستراتيجي لهذا الأخير، وتتسع الأسئلة التي نجمعها نحن حول أحداث الإرهاب في العالم، لنتبين ردود الفعل عليها من قِبل الغرب متوافقة مع مصالحه، بمعنى الكلمة الدقيق والشامل.

إن هدفنا من ذلك هو الوصول إلى نتيجة أولية تتصل بما نحن الآن بصدده: ما يتصل بمصالح الغرب إياه من الصراعات والتخريب والتدمير، على نحو ما يحدث وما سيحدث في العالم على صعيد الإرهاب وما يتصل به وما ينشأ عنه، هو ما يهم الغرب ويمثل همه، ليس إلا!

إن الغرب المعني هنا (الولايات المتحدة وأوروبا ولواحقهما وامتداداتهما) هو الذي أرسى دعائم التخلف والتخليف والإفقار والإذلال وصمت على تحول العالم العربي إلى حقل لأشنع صيغ التخلف والديكتاتورية والحيلولة دون فتح أبواب الديمقراطية والمجتمع المدني ومبدأ تداول السلطة، مع إقصاء وتحريم مبادئ الحرية والمحاسبة والبقاء في السلطة، أية سلطة، مع ترك احتمال ترك السلطة من قِبل الحاكم المستبد في حالتين: الموت الطبيعي أو القتل.

ولكننا ها هنا نجد أنفسنا مرغمين على التوقف عند منعطف كبير خطير ومفعم بالكثير من التفكر في شؤون المواطن العربي عموماً، والذي ينتمي إلى الطبقات الوسطى المدمرة وما تحتها، حتى نصل إلى ما لا يوجد بعدها: أما ما يوجد بعدها، فنأخذ طرفاً منه، ممثلاً بما نطلق عليه، وفق علم الاجتماع الاقتصادي «الهجرة». وإذا كان الهروب يجد سبيله إلى ما يحلم به الإنسان المقهور والمذل والمجوع والمجهل إلخ، فإن ما حصل عليه من السعادة كبديل عما فقده معظم عمره، ضمن الدولة الأمنية في الدول العربية، التي تصنع أفراد المجتمع المعني، بحيث يصبح «الجميع» ملوثين ومُدانين تحت الطلب، تأتي بذلك عملية توحيد المجتمع التي أخفقت وتصدعت في الواقع العربي الحي، بطريقة توحيد المجتمع في مرضه السريري الذي يفقد فيه الكرامة والحرية إلخ.

لذلك من يعترض الآن على برنامج مكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة والدول الأخرى بتأكيد القول إن تحقيق ذلك لا يتم عن هذا الطريق، وإنما عن طريق البدء باجتثاث الحاضنة السوسيوتاريخية والفكرية القيمية لحالة الإرهاب في صيغه المتعددة والمتكاثرة، وإذا كان هذا الرأي يمتلك مصداقية معرفية نظرية محضة، إلا أنه يفتقد بذلك مصداقيته التاريخية المجتمعية والسياسية التي تستوجب الاستجابة لمشروع اجتثاث «داعش» وأمثاله راهناً، ولكن ضمن طريق التأسيس لهذا المشروع في عالم خرج من المذلة والمجاعة والجهالة ومن الاستبداد السياسي بأسسه الأربعة: استئثار بالثروة والسلطة، والإعلام، والمرجعية المجتمعية السياسية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «داعش».. توحيد للعالم الآن فقط!
- التخلي عن المشروع الديموقراطي!
- معركة التنوير العقلاني
- سوريا..هل باتت «أم الكوارث»؟
- تنوير إسلامي مبكر
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - «داعش» ومصالح الغرب