أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):















المزيد.....



تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن كُنْتَ لا تدرِي فتلك مصيبةٌ، وإن كُنْتَ تدري فالمصيبة أعظمُ.

تكلمنا في موضوعنا السابق عن نموذج يعرفه القراء جيداً، ومع ذلك حاولنا كشف الغطاء عن خصال أخرى فيه لعله يعيد النظر في أدائه الذي أصبح وبالاً عليه وخصماً على مصداقيته وأمانته وسلوكه العام في المجتمع.

كما أن هناك نماذج آخرى ليست بأحسن حالٍ من سابقتها، نذكر منها ذلك الذي جاءت أولى تعليقاته موجهة لشخصنا مباشرةً، تحت عنوان: (بشاراه أحمد)، قال لنا فيها:
((طوبى لصانعى السلام، طوبى لناشرى الحب، الويل للكذابين والدجالين ومنتحلى صفات الانبياء ودعاة النبوة، الويل من يبشر بالكذب وتبع الدجال الذى قال عنهم السيد المسيح)).

رغم أن هذا القول ظاهره فيه الحق ولكن صاحبنا هذا أراد به الباطل. على أية حال، نحن نفهم مقاصده جيداً، نقول له ما يلي:
أولاً: نحن أعلم بالمسيح وما قاله وما لم يقله أكثر منك، لأنك ببساطة شديدة لا تملك الحجة ولا الدليل المؤكد أو البرهان على أن هذا النص "تحديداً" قد صدر هكذا من المسيح،، ولا يعني ذلك أننا ننفيه بكامله من حيث المبدأ. فهناك شيء من توراة وإنجيل وزبور لا يزال لديكم، ولكن مثله معه أضعافاً مضعفة مدسوساً فإختلط الرمل بالسمسم، والسم بالدسم. ليس هذا قولنا وإجتهادنا، وإنما أخذناه مباشرة من كتابكم المقدس لديكم، وحتى لا ندخل في مغالطات ومماحكات، سوف نعرض على القراء الكرام بعضاً من هذه النماذج الموثقة لديهم في كتابهم،، مثلاً:
1. جاء في سفر أرميا، إصحاح 8: (8- كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقّاً إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ)، (9- خَزِيَ الْحُكَمَاءُ. ارْتَاعُوا وَأُخِذُوا. هَا قَدْ رَفَضُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ فَأَيَّةُ حِكْمَةٍ لَهُمْ؟), (10- لِذَلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لِآخَرِينَ وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ.).
2. سفر أرميا، إصحاح 9: (2- يَا لَيْتَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ مَبِيتَ مُسَافِرِينَ فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَنْطَلِقَ مِنْ عِنْدِهِمْ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً زُنَاةٌ جَمَاعَةُ خَائِنِينَ.), (3- يَمُدُّونَ أَلْسِنَتَهُمْ كَقِسِيِّهِمْ لِلْكَذِبِ. لاَ لِلْحَقِّ قَوُوا فِي الأَرْضِ. لأَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْ شَرٍّ إِلَى شَرٍّ وَإِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا يَقُولُ الرَّبُّ.)، (4- اِحْتَرِزُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَعَلَى كُلِّ أَخٍ لاَ تَتَّكِلُوا لأَنَّ كُلَّ أَخٍ يَعْقِبُ عَقِباً وَكُلَّ صَاحِبٍ يَسْعَى فِي الْوِشَايَةِ.)، (5- وَيَخْتِلُ الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِالْحَقِّ. عَلَّمُوا أَلْسِنَتَهُمُ التَّكَلُّمَ بِالْكَذِبِ وَتَعِبُوا فِي الاِفْتِرَاءِ.).
3. وفي سفر أرميا، إصحاح 14: (13- فَقُلْتُ: [آهِ أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ! هُوَذَا الأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ لَهُمْ لاَ تَرُونَ سَيْفاً وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ جُوعٌ بَلْ سَلاَماً ثَابِتاً أُعْطِيكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ.)، (14- فَقَالَ الرَّبُّ لِي: [بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ)، (15- لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: ]لاَ يَكُونُ سَيْفٌ وَلاَ جُوعٌ فِي هَذِهِ الأَرْضِ]: [لِلسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولَئِكَ الأَنْبِيَاءُ.).
4. سفر أرميا، إصحاح 23: (9- فِي الأَنْبِيَاءِ - انْسَحَقَ قَلْبِي فِي وَسَطِي. ارْتَخَتْ كُلُّ عِظَامِي. صِرْتُ كَإِنْسَانٍ سَكْرَانَ وَمِثْلَ رَجُلٍ غَلَبَتْهُ الْخَمْرُ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِ قُدْسِهِ.)، (10- لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ مِنَ الْفَاسِقِينَ. لأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ اللَّعْنِ نَاحَتِ الأَرْضُ. جَفَّتْ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ وَصَارَ سَعْيُهُمْ لِلشَّرِّ وَجَبَرُوتُهُمْ لِلْبَاطِلِ.)، (11- لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعاً بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.), (13- وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. «« تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ »» وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ.)، (14- وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ.).

إستمع الآن جيداً إلى ماجاء في سورة الصافات عن دعوة أهل الكتاب للبعل من دون الله تعالى،، قال: (سَلَامٌ عَلَىٰ-;- مُوسَىٰ-;- وَهَارُونَ 120)، (إِنَّا كَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 121)، (إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ 122). (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ 123), (إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ 124)؟ (أَتَدْعُونَ «« بَعْلًا »» وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ 125)؟؟ (اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ 126)؟

5. وجاء أيضاً في سفر أرميا، إصحاح 36: (32- فَأَخَذَ إِرْمِيَا دَرْجاً آخَرَ وَدَفَعَهُ لِبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا الْكَاتِبِ فَكَتَبَ فِيهِ عَنْ فَمِ إِرْمِيَا كُلَّ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي أَحْرَقَهُ يَهُويَاقِيمُ مَلِكُ يَهُوذَا بِالنَّارِ « وَزِيدَ عَلَيْهِ أَيْضاً كَلاَمٌ كَثِيرٌ مِثْلُهُ »).
6. رسالة بطرس الثانية، إصحاح2: (1- وَلَكِنْ كَانَ أَيْضاً فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكاً سَرِيعاً.)،
7. رسالة بطرس الثانية، إصحاح3: (16- كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.) .... هذا هو ميراث عيسى عليه السلام، وهؤلاء هم الأنبياء والكهنة الكذبة الذين تكلم عنهم المسيح عيسى، كما قلت.
إذاً،، كل هذه النصوص "الصريحة" بأسفار، ورسائل، وإصحاحات بالعهدين من كتابكم المقدس لديكم تؤكد بأن المقصودين بالويل للكذابين والدجالين ومنتحلى صفات الانبياء ودعاة النبوة، والويل لمن يبشر بالكذب وتبع الدجال الذى قال عنهم السيد المسيح هم أهل الكتاب أنفسهم "حصرياً"، فعليك أن تتبين جيداً قبل أن تصرح بشئ يستحيل عليك رده أو التماري فيه. وها أنت ذا تؤكد على نفسك (الكذب المتعمد على المسيح، وعلى نفسك وعلى القراء الكرام، وتدلس وتأفك دون وازع من ضمير أو تحرج وخجل), فمن كان بيته من خيوط العنكبوت فمن الحماقة أن يثير الرياح العواتي حوله.

ثانياً: نقول لك نعم،،، جميع أنبياء الله ورسله دون إستثناء، لم يأتوا إلَّا من أجل السَّلام النفسي بالتوحيد ونبذ الشرك المدمر للروح والوجدان، والسلام البيئي والبدني والإجتماعي بإتباع تعاليمه ووصاياه لكل الأنبياء والرسل بصفة عامة, ثم (وَحْيِهِ) لخاتمهم وإمامهم وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام بصفة خاصة. فلك أن تتدبر قوله تعالى في سورة الشورى،، مفصلاً ذلك وبكل وضوح،، قال: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ « مَا وَصَّىٰ-;- بِهِ نُوحًا » وَ «« الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ »» وَ « مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ-;- وَعِيسَىٰ-;- » ←-;- أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ « كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » ←-;- اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ 13).

فهم بلا شك إصطفاءات الله تعالى، وصانعوا السلام ليس وفق أهوائهم وإجتهاداتهم "كبشر"، وإنما وفق وصايا ووحي ربهم الذي خلقهم وخلق كل شيء فهو وحده القادر على صيانة ما خلق فسوَّى, وقدَّرَ فَهَدَىْ, وأخرج المرعى فجعله غثاءاً أحوى.
وبلا أدنى شك هم ناشروا الحب الحقيقي المبني على أسس ثابتة واضحة،، قوامها المساواة بين الناس - كل الناس - في الحقوق والواجبات والكرامة وحرية العقيدة، والعدل، والإحسان، وذلك بتوحيد الوجهة والمصير والحقوق العامة والخاصة، فالرب واحد والتوجه واحد والمصير واحد إلَّا من أبى بإختياره السبل الملتوية من دون السبيل الحق، وتمنى على الله الأماني.

ثالثاً: جميع أنبياء الله ورسله جاءوا حرباً على الكذب والكذابين، والدجل والدجالين، ومنتحلي صفات الأنبياء ودعاة النبوة والخِلَافَةَ والسيادة،، وليس هناك مصدر فيه تفاصيل هذه الشرور وأصحابها الأشرار "سوى القرآن الكريم" الذي فضح أهله من الأولين والآخرين، بدءاً من الشيطان الرجيم الذي ليس له هدف سوى جَرَّ الإنسانِ "بالغواية" معه إلى مصيره المحتوم، قال تعالى في سورة الأعراف: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا « إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ » 11)، غِلَّاً وعدواناً وكِبراً: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ « أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ » 12). فماذا كان مصيره سوى الخزلان؟؟؟

(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ « إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ » 13)، ولكن بدلاً من التوبة آثر الإنتقام من آدم وذريته ليلاقوا نفس مصيره إن إستطاع لذلك سبيلاً، فضمر الشر وطلب من ربه أن يمهله حتى يوم القيامة: (قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ-;- يَوْمِ يُبْعَثُونَ 14)، فرد الله تعالى عليه: (قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ 15)، فوجد الشيطان فرصته في عدوه اللدود: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي «« لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ »» 16)، (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم « مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ» وَ « مِنْ خَلْفِهِمْ » وَ « عَنْ أَيْمَانِهِمْ » وَ « عَن شَمَائِلِهِمْ » ←-;- وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ 17).

وهكذا،،، إلى آخر الكذابين الدجالين المفسدين الذين جعلوا مع الله إلهاً آخر فنسبوا إليه الند والشريك والبنات والبنون، أولئك الذين تبرأ الله منهم كما تبرأ منهم جميع الأنبياء والمرسلين ومن بينهم عبد الله ونبيه ورسوله المسيح عيسى بن مريم، تلك الصِّدِّيْقَةُ البتول عليهم السلام.

وقال تعالى لنبيه الكريم عن المكذبين في سورة البقرة: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ « وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ - ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ - وَهُمْ يَعْلَمُونَ » 75)، (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ-;- بَعْضٍ قَالُوا «« أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ »» ←-;- أَفَلَا تَعْقِلُونَ 76)؟؟؟

ثم قال مستهجناً هذا السلوك الغريب، وهذا التفكير الذي يدل على الغباء المتأصل في هؤلاء السفلة، قال: (أَوَلَا يَعْلَمُونَ « أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ » 77)؟؟؟ (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ « وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ » 78). فلم يسلم هؤلاء الأميون من شر الكذابين والدجالين من دعاة النبوة والرهبنة والقداسة، ويوجد تأكيد لهذه الحقيقة في كتابكم المقدس لديكم.

وقد توعد الله هؤلاء الكذابين المراوغين من أهل الكتاب وغيرهم، قال: («فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰ-;-ذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ » - لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا - « فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ » وَ « وَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ » 79). فكذب هؤلاء ليس سراً خفياً، بل هم يصرحون به على الملأ: (وَقَالُوا « لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً » ...)، وهذا حلم اليقظة وخداع النفس والغير، لذا قال الله تعالى لنبيه الكريم مؤكداً: (... « قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا ؟» ←-;- فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ←-;- « أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ» 80)؟؟؟

فهذا قول حق تطلقونه بألسنتكم فقط، ولكنكم تريدون به باطلاً,, قال موضحاً ومفصلاً ومبيناً: (بَلَىٰ-;- « مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ » ←-;- فَأُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 81). هذا من ناحية: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ « أُولَٰ-;-ئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ » ←-;- هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ 82)، هذا من الناحية الأخرى.
أما تكذيب الرسل، والإدعاءات الكاذبة، ونقض الميثاق،،، فحدث ولا حرج، فهذه خصلة رزيلة وسمة راسخة فيهم، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ « لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ » وَ « بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا » وَ « ذِي الْقُرْبَىٰ-;- وَالْيَتَامَىٰ-;- وَالْمَسَاكِينِ » وَ « قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا » وَ « أَقِيمُوا الصَّلَاةَ » وَ « آتُوا الزَّكَاةَ » ...), فكيف كانت الإستجابة منهم والإلتزام بهذا الميثاق؟

كالعادة،، لقد نقضوا كل شيء وفعلوا عكسه تماماً، لقول الله تعالى لهم: (... ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ - « إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ » - وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ 83)، ليس ذلك فحسب، بل تجاوزتم كل الخطوط الحمراء عدواناً وظلماً، قال: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ - « لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ » وَ « لَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ » ←-;- ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 84).

أيضاً مع كل ذلك لم تلتزموا هذا الميثاق، فلم يأمن بعضكم بعضاً.. قال: (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰ-;-ؤُلَاءِ - « تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ » وَ « تُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ » - تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ – وَ « إِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ-;- تُفَادُوهُمْ » ←-;- وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ « أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ؟؟؟» ←-;- فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰ-;-لِكَ مِنكُمْ « إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » - وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ-;- أَشَدِّ الْعَذَابِ - « وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ » 85).

وقال تعالى في سورة الأنعام: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ « افْتَرَىٰ-;- عَلَى اللَّهِ كَذِبًا » أَوْ « قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ » وَ « مَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ » ←-;- وَلَوْ تَرَىٰ-;- إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ - « أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ !!!» ←-;- الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ « بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ » وَ « كُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ » 93).

ليس غريباً أو مستهجناً على المسيح عيسى بن مريم إبنة عمران أن يتضمن قوله كل هذه المعايير الإيجابية الصادقة عن صناعة السلام ونشر الحب لأنه أحد رواده ومن عباد الله الصالحين، ومن أولي العزم من الرسل عليه وعليهم السلام. ولكن الذي لا يسعنا أن نفتي فيه من تلقاء أنفسنا هو الجزم بدقة هذا النص "تحديداً" بإعتباره مقولة "حرفية" من مقولات ووصايا نبي الله عيسى عليه السلام.

فالويل كل الويل لمن يبشر بالكذب ويتبع الدجل والدجالين من عبدة الطاغوت من دون الله، بشراً كان المعبود أم حجراً أم شجراً أم شمسأ وقمر،،، الخ. فالقرآن كله المتحدث فيه هو الله وحده لا يقول أحد بقولٍ معه، لذا،، فالمتدبر الفطن يلاحظ أن سورة "التوبة" هي السورة الوحيدة بالقرآن الكريم التي لم تُفْتَتَحْ بآية البسملة، لقوله تعالى (بَرَاءَةٌ « مِّنَ اللَّهِ » وَ « رَسُولِهِ » ←-;- إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ 1). فمجرد ضرورة ظهور "واو العطف" بين « اللَّهِ » وَ « رَسُولِهِ » تعطي شبهة الشرك إن ظن أحد أن براءة الرسول من المشركين كانت من ذاته أو إشترك مع الله فيها، وليست تبرءة من الله تعالى له كعبد ونبي ورسول، فظهور البسملة في هذه السورة التي بها هذه الآية الكريمة لعله يُقَوِّيْ هذه الشبهة لدى الجهلاء والمتربصين والمتشككين خاصة أولئك الذين إعتادوا وإستمرءوا عبادةَ وتأليْهَ البشرِ، والله أعلم.

ثم يقول لنا هذا الأخ: ((... منذ ان بدات يا زميلنا بالكتابة تحاول كبوق دعائى لاسلامك ولكن بوقك الاعلامى ساقط مفضوح تسيل منه دماء الشهداء الابرياء ضحايا الاسلام وفيه النتانة التى لم يتمكن التاريخ طمسها خلال الف واربعماية عام من الجرائم المتواصلة بحق الابرياء والشعوب)) ......... الخ، الخ،، الخ. كلام مرسل، سخيف مبتذل مكرر، يُطْلَقُ بلا وعي أو إدراك كما إعتدنا منهم دائماً.

نقول لهذا الأخ المتورط،
أولاً: يبدوا من نعتك لنا بعبارة "زميلنا بالكتابة"، انك ممتهن للكتابة عموماً، ظناً منك أن الآخرين مثلك وبالتالي لن أستغرب إتهامك لنا بعبارة "بوق دعائي"، لأن الإعلاميين المأجورين إذا تناولوا موضوعاً أفسدوه بأهوائهم وأجندة موكليهم ومموليهم، وإيحاءات شياطينهم، وكذلك يفعلون. وقد رأينا كيف أسَالَ الإعلام الرخيص "المخترق" المقهور دماء الشهداء وروج لقتل آلاف الشباب المؤمن بربه ثم بقضيته العادلة، خلال ساعات معدودة، وفي الأشهر الحرم، وتسبب في مآسي مرعبة لن ينساها التاريخ إلَّا بعد نسيان فرعون موسى بأحقاب – رغم أن الذي يبدوا ظاهراً منها تقشعر منه الأبدان، وما خُفِيِ من قاعدة جبل الثلج منه لا يعلم سواده ونتنه إلَّا الله. فإن كُنْتُ أبدوا في نظرك من خلال كتاباتي - التي لم تفهمها أو تفهم مقاصدها - بأنني إعلامي، فأسمح لي أن أقول لك "بحسرة" إنك تغرد خارج السرب حقيقةً. إلَّا إذا كان "كتابك المقدس" في نظرك وبإقرارك مجرد أخبار إعلامية دعائية، أما من ناحية القرآن فهو ليس كذلك. إنه أصدق قول طلعت عليه الشمس، ومَنْ أصدق من الله حديثاً. أقول ذلك لأسباب كثيرة نذكر لك منها بعضها، بل ونذكرك بها:

‌أ) أولاً: أنتم الإعلاميون لا يخلوا توجهكم من تحريك للحقائق من مسارها وواقعها إلى واقع آخر وفقاً لإعتبارات كثيرة منها القناعة والموضوعية من وجهة نظركم، أو الإقتناع بمنطقٍ مفروضٍ أو إلزامٍ قهري كما رأينا في أقصى شمال أفريقيا، أو إتباع لا يخلوا من هوى ومصالح على ثلاث مباديء أساسية هي:
1) الغاية تبرر الوسيلة،
2) صاحب الزبدة إن طلب منك أن تشويها،، فأفعل بلا تردد ولا حرج,
3) إن جاء الطوفان،، ضع إبنك تحت قدمين، ...
إلَّا من رحم ربي وهم قلة. ومن هذا المنطلق فأنا لست إعلامياً، ولن أكون كذلك ما حييت، ليس تنكراً للإعلام الإيجابي الصحي الكريم، ولكن لتجارة الأعراض والإستثمار في الفضائح والتشهير بالآخرين، والتطفيف في الكيل والميزان بمهنية خبيثة.

‌ب) لو إستَطَعْتَ إثبات أنَّ الإسلام يحتاج إلى أبواق دعائية أو إلى ترويج وتحسين بالمزايدات والتلاعب بالألفاظ،، فهو حينئذ لا يستحق مِنِّي أن أكتب عنه مجرد شبه جملة واحدة. والذين لا يعرفون ماهية الأبواق الدعائية ولا يزكم أنوفهم نتنها وقذارة أساليبها يكون "حرفياً" ليس إعلامياً حقيقياً، وبالتالي ليس غريباً أن يختلط لديه الحق بالباطل ولا يفرق بين المتناقضات والمتوافقات وبين المتشابهات والمشتبهات.

فإن كُنْتَ أنت إعلامياً حقيقياً كما تقول، لَمَا إلتبس عليك أمرنا وتوجهنا، ولعلمت "علمياً" أن اسلوبنا لا يتفق مع المعايير والمدارس الإعلامية التي درستها وتخصصت فيها، وعليه أنصحك بأن تعيد النظر في ما تقول وتكتب قبل عرضه على القراء الأذكياء والمنصفون، فالموضوع جاد حتى النخاع،، فإما أن تكون مالكاً لناصية الحقيقة وتملك الدليل أو تشهر عجزك وتترك المهمة لغيرك، فالمجالات الأخرى تعج بها الساحة وأسواقها رائجة وخراجها مُغْرٍ يسل له اللعاب ويتدلى له اللسان.

‌ج) ما دام أن فراستك العالية أوصلتك إلى أننا بوق إعلامي ساقط مفضوح كما تقول،،، أصبح الآن لزاماً عليك وحق للقراء الكرام أن تكشف لهم هذا الإنجاز العظيم الذي توصلت إليه بقريحتك وذلك بأن تفضح لهم هذا البوق الإعلامي على الملأ "فووووراً promptly" إن كنت حقاً وحقيقةً من الصادقين، خاصة وأنك قلت بأنه "مفضوح". أما إن عجزت عن ذلك فلا أقل من أن تعتذر لمن حاولت العبث في رؤسهم بالخداع والتضليل وهم أبعد منالاً مما تظن، والكلام المرسل غير المسئول يثير السخرية ويفقد صاحبته المصداقية، ويعتبر دليل على إنعدام الشفافية لإنعدام الحيلة والحجة المؤثرة.

على أية حال،، "نحن في إنتظار هذا الفضح على صفيح ساخن. كما أنَّ للإنسانية كلها عليك حق بأن تقوم بدورك كإعلامي شريف كما تقول، والمساهمة في درأ هذا الخطر الذي قلت بأنه "تفوح منه دماء الشهداء الأبرياء ضحايا الإسلام". أنت في ورطة حقيقية يا صاحبي والتاريخ لا يرحم، والحجة والدليل خير شاهد وأكمل برهان.

الحسرة كل الحسرة على البشرية أن تكون النخبة المثقفة تتردى وتردد كلام العوام دون تحرج. وواضح انك لم تفهم ما كتبناه للأسف الشديد، ولم تعط نفسة الفرصة الكافية لتستنبط غايتنا وهدفنا من هذه الكتابة،،، ولأن الروح السائدة الآن هي التشكك والتعجل والإتهامات وسوء الظن والتوجس وغيرها التي تعتبر (أهم آليات الإرهاب الفكري، الذي يعكسه المرضى عبر الإعلام المأجور إلى فتن بين الفرقاء، وسرعان ما يتحول إلى إرهاب مادي ماحق يهلك الهرث والنسل), فتروي الدِّمَاءُ الدَّمَارَ, ويملأ الجُيُوبَ الدولار والدينار والريال، فيعتلي المنابر الأشرار.

وأخشى أن تكون أدوات البحث والإستقصاء لديكم تجاوزت حدود المعايير العلمية لتدخل في دائرة التنجيم، ووشوشة الودع، وإستفتاء الرمل، وقراءة الكف والفنجان، وإستشارة عرافة البيت الأبيض الرسمية، الخ. يا عزيزي،، يجب أن تضع نصب عينيك أموراً أساسية نحن بدورنا لم تغب عنا ولن نحيد عنها، منها:
1. القرآن الكريم: الذي يعتبر أوثق مصدر عرفته الإنسانية، - إعترفت بذلك أم لم تعترف فهذا لن يغير من الحق والحقيقة شيئاً - هو نَصٌّ غير قابل للمزايدات والمناقصات والتغيير ما بقيت الدنيا، وهو يشهد لنفسه بذلك لأن الله تعالى قد حفظه من دون باقي الكتب التي أوحاها ثم نسخها فأنساها.

2. الكتاب المقدس لديكم: بأسفاره وإصحاحاته المتوافق عليها بينكم والمختلف فيها مثلاً إنجيل برنابا وغيره، فهذه حسب ظني هي المصادر المعتمدة لدى الذين قالوا إنا نصارى.

3. عقلية وحضور القراء الكرام وذكائهم وتعطشهم لحقائق الأمور: إذ أنهم متابعون بشغف، بل هم مراقبون أذكياء وجادون في أغلبهم، وبالتالي يستحيل على أحد أن يمرر عليهم أمراً غير مقنع ومبَرَّرٍ ومبرهن ومقام عليه الدليل. بإستثناء أصحاب الأهواء الذين يبغونها عِوَجَاً فهؤلاء لا تهمهم الحقيقة ما دامت لا تنتصر لتلك الأهواء، ولا خراج لها.
4. التاريخ: وهو مصدر عام وكتاب مفتوح على مصراعيه، ومتاح لكل البشر. مصادره المتعددة يصحح بعضها بعضاً ويراقبه ويحاججه, فلا مجال للحديث بلسانه وإن كانت المماراة فيه واردة لغياب العصمة فيه.

رابعاً: ليست بداية التاريخ فقط منذ 1400 سنة كما تردد إسطوانتكم المشروخة. بل التاريخ قبل آدم عليه السلام، وقبل الجن، وقبل خلق الكون كله. وهذه التواريخ البعيدة مرجعيتها وتدقيقها في القرآن الكريم "وقفاً وحصرياً"، قال تعالى في سورة البقرة: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ-;- إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 29)، (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ 30).

أما إدعاءك بأن الإسلام مسئول عن دماء الشهداء الابرياء،، فهذا إدعاء باطل وإفك ظاهر وتدليس لن تستطيع أقامة أي دليل عليه وستكون مرجعيتك فقط خزعبلات زكريا بطرس وصبي غبي يطن ليل نهار بالفارغة، فمثلاً:
1. الأشرار الذين ألقوا بإبراهيم الخليل في النار،، هل الإسلام والمسلمون مسئولون عنهم؟
2. التعساء الذين آذوا نبي الله موسى بسفيه قولهم فبرأه الله مما قالوا،، هل كانوا مسلمين؟
3. الطاغية فرعون ذي الأوتاد، الذي عَبَّدَ بني إسرائيل وذبح أبناءهم واستحيى نساءهم وكان وآلِهِ فوقهم قاهرون هل كانوا مسلمين؟
4. قوم شعيب، وقوم لوط، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع، وقوم صالح ،،، الخ هل هؤلاء كانوا مسلمين؟
5. هل (الأسباط) الذين ألقوا يوسف في غيابة الجب وتآمروا على قتله كانوا مسلمين؟؟؟
6. هل الذين كذبوا من بني إسرائيل، وقتلوا الأنبياء والمرسلين، وعملوا كل الشرور التي عجز عنها الشيطان نفسه,, هل كان هؤلاء مسلمين؟
7. هل الذين قطعوا رأس نبي الله يحي، وشقوا أبيه نبي الله زكريا بالمنشار، هل كانوا مسلمين؟؟؟
8. والهالكين الذين سعوا إلى قتل المسيح عيسى بن مريم، وأعدوا له أبشع أنواع العذاب والتنكيل والتمثيل، لو لا أن رفعه الله تعالى إليه وشبه لهم غيره ففعلوا ما فعلوا به بوحشية تستنكرها الذئاب والضواري. هل هؤلاء التعساء كانوا مسلمين؟؟؟
9. الذين طعنوا في نسب المسيح عيسى وفي شرف أمه العذراء البتول الطاهرة الصديقة، هل كانوا مسلمين؟؟؟
10. حروب الإبادة الشاملة ومحاكم التفتيش والخلافات بين الطوائف النصرانية والإنقسامات التي راح ضحيتها الملايين من الأبرياء ومن نماذجها "حرب الثلاثين عاماً"، وغيره،، هل قام بها المسلمون؟؟؟

هذه هي دماء الشهًداء الأبرياء الذين تتحدث عنها وتشهد التاريخ عليها، وهذا هو النتن الحقيقي من أكثر خلق الله نتانةً لم يكن أبطاله مسلمين ولا ينبغي لهم ولا يفعلون، بل كل ذلك حدث فيما قبل ألــ 1400 سنة التي تتحدث عنها. ولم ولن يطمسها التاريخ إلى قيام الساعة، بل وموثقة في كتابكم المقدس لديكم. فما بالك بفظائع التاريخ الحديث في القرنين السابقين والقرن الحالي.

إذ لم يأت الإسلام بمبيدات البشر وإستئصالهم، من أسلحة نووية وبالستية وكيميائية وجرثومية، التي تحصد الأرواح حصداً، ولم يأتِ الإسلام بقنابل النابالم الحارقة والقنابل العنقودية، والصواريخ ارض ارض، وأرض جو، وجو أرض، وجو جو التي توصل الموت في كل جحر أو شق على وجه البسيطة، ولم يكونوا مسئولين عن الحربين الكونيتين، ولم يصنعوا ويفجروا القنابل النووية في هيروشيما وناجازاكي، ولم يتلفوا شرنوبل وغيرها من بقاع الأرض والبحار، وليس منهم معتوه سعى إلى مشروع حرب النجوم، ولم يصنع الألغام الأرضية ضد الأفراد، ولم يَبْنِ الإسلام إقتصاده على تجارة السلاح والدعارة والإباحية والمثلية والسحاق، وزنى المحارم متضمنة الأم الوالدة نفسها والإبنة من الظهر، وترويج الفتن بين الأخلاء قبل الأعداء لدعم أسواقها، ولم يكن مسئولاً عن المافيا العالمية، لا عن غسيل الأموال القذرة التي تعتبر نتاج طبيعي للصناعات القذرة التي لا يد للإسلام فيها وإنما أغبياء المسلمين والشياطين المنسوبين إليه ومدسوسون فيه هم وكلاء لصناع الشر.

فالذي لا يطاله السلاح لن ينجو من الموت جوعاً بسلاح العقوبات الإقتصادية المهلكة للشعوب والأمم المغلوبة على أمرها، وأكبر ضامن لموتهم وهلاكهم وضياعهم "الممنهج" هو مبدأ الكيل بمكيالين، وعقوبات البند السابع وحق النقض vito والغزو الإستباقي وتصدير الأوبئة الفتاكة. فيتناقص عدد الأمم وتتزايد وتتضاعف أرصدة الفاسدين المفسدين في المصارف ذات الحسابات السرية والعلنية معاً.

لم يكن المسلمون مسئولون عن فساد البيئة والمناخ، من ثقب للأوزون وإشعاعات حرارية، وأمطار حمضية،، وأمراض جلدية وسرطانات، وجنون بقر وجنون بشر، وسيلانات فتاكة وأمراض وعقد نفسية.

يا من تتحدث عن الشهداء ودماء الأبرياء وتنسبها إلى الإسلام، ما قولك في ما يحدث في أفغانستان بإسم محاربة الإرهاب؟ وما يحدث في العراق وسوريا؟ ومن هو القاسم المشترك في كل هذه المحن أيها الصحفي الكاتب المسئول الثائر على الظلم والمظالم؟

ما رأيك فيما حدث في سجن gvantanamo؟ وسجن باغريب، وسجون إسرائيل وغيره من السجون التي لا يعرف أحد أين هي ومن الذي بها وماذا يحدث فيها. حسناً، ما رأيك في هذه الصورة البشعة؟ أيهما هو المسلم وأيهما هو غير المسلم، أنظر جيداً في هذا الرابط، وقل رأيك المهني والإنساني: http://www.vaseljenska.com/svet/rusi-kritikuju-sad-zbog-nepostovanja-ljudskih-prava/ (صحيح،،،،، إلِّ اسْتَحُوْا مَاتُو...). ثم أنظر إلى هذا الرابط أيضا: http://gs.delfi.lt/images/pix/file49890098_d6454227.jpg فإن كانت هذه المناظر والمظالم تسعدك مشاهدتها عليك بكتابة كلمة (gvantanamo) في قوقل للصور GoogleImage واستمتع بمنظر الحضارة الغربية والإنسانية وفعالية ونشاط منظمات حقوق الإنسان على الطبيعة. حينئذ ستجد أمامك الأبواق الإعلامية الحقيقية وجهاً لوجه. ثم بعد ذلك ستعرف أين يكون موقعك ومقامك منها.

ليس معنى هذا أنني أبرئ ساحة المسلمين كلهم، وأنفي عنهم المسئولية، أو أقول لك بأنهم - بإدعاء بعضهم الإسلام - قد أصبحوا حملاناً وديعة،، لا!!! بل على العكس من ذلك تماماً. فإن هناك من هم أكثر شراً وأكبر خطراً على الإسلام والمسلمين والإنسانية والبيئة من خطر أعدائهم "الظاهرين" عليهم.
ولولا أن الدِّين بالإختيار الحر ولا أحد يملك الحق في إخراج غيره منه أو إدخاله فيه "قهراً" لكان الأولى بالمؤمنين الحقيقيين حصر هؤلاء المندسين بينهم وطردهم منه لإبعادهم وشرهم معهم. فالمشكلة التي تقعون فيها أنتم دائماً هي عدم تمييزكم ما بين "الإسلام كدين قويم" وبين "المسلم" كسلوك خَيَّرَ الله صاحبه بين الإعتدال والتطرف، ولكنه كشف على الملأ علامات الكفر والنفاق والشرك،، ووضع معايير الإيمان الذي يقبله ويرتضيه. وسورة التوبة قد فصلت ما أجملته سورة البقرة: عن صفات البشر (كل البشر) وصنفتهم إلى ثلاث شرائح من حيث الإيمان والكفر والنفاق.

قال تعالى في سورة البقرة: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8)، (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9)، (« فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا » وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10).

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ « لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ !!» ←-;- قَالُوا « إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ » 11)، (أَلَا « إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ » وَلَٰ-;-كِن لَّا يَشْعُرُونَ 12)، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ « آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ » ←-;- قَالُوا « أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ؟؟؟» ←-;- أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ « وَلَٰ-;-كِن لَّا يَعْلَمُونَ » 13).

(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا « قَالُوا آمَنَّا » ←-;- وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ-;- شَيَاطِينِهِمْ « قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ » - إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ 14)، (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15)، (أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ « اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ-;- » ←-;- فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 16).

إنَّ كل مقالاتنا التي كتبناها وسنكتبها لم تخرج عن الحديث عن "الإسلام كدين"، ولم ولن نُدْخِل الأهواء أو الأجندة الخاصة في ما نكتب، بل نكتفي بعرض آيات القرآن الكريم "بإسلوب التدبر"، بتتبع ما فصله الله تعالى بنفسه، وهو لا يحتاج إلى مزيد إيضاح أو بيان، ليس في إطار وبهدف التبشير والدعوة والترويج كما يظن البعض، وإنما لإعطاء الباحث الصادق الأمين طرف الخيط ليعرف الإسلام على حقيقته من مصدره الأساسي وهو "القرآن الكريم"، دون إدخال الرأي والهوى فيه.
ولن يكون ضمن مساعينا أن نحاول هداية من أضله الله، بل نقيم عليه الحجة بكشف الحقائق أمامه حتى لا نُسْأل عن ذنبه يوم القيامة ونكون مقصرين في حقه وهو معرفته لمراد ربه منه بوضوح، فإن أعمل عقله وحرره من غواية وعبث الشيطان، فإنه سيحسن الإختيار حتماً.

لم تنبع لدينا فكرة الكتابة من فراغ، وإنما وجدنا هناك محاولات مستميتة ومتصاعدة وجائرة من مغرضين مأجورين، سعوا إلى تشويه الإسلام عن قصد وتربص فربطوا "صفاءه ونقاءه وصدقه" بسلوك وتجاوزات أناس مندسون بين المؤمنين، من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون. الذين إدعوا الإيمان ولكنهم "نافقوا" فتضاعف شرهم وعداءهم لله وللإسلام والمؤمنين.

وقد بَدَأتُ كتاباتي إنطلاقاً من سورة "التوبة"، تلك السورة الرائعة التي "أدخل فيها المتربصين و بعض سفهاء المسلمين وجهلائهم" ما ليس فيها، فجعلوا منها وحشاً كاسراً بإتهامها بما يعرف "بآية أو آيات السيف"، فأثبتنا من السورة نفسها مدى ضلال وإضلال هؤلاء المتربصين ومعهم اولئك الجهلاء والمتسلقين غير أن الله تعالى قد فضحهم في السورة نفسها وتبرأت منهم وضَمَّهم إلى أقرانهم من الكفار والمشركين والفاسقين.

ليس لدينا هوىً أو أجندة خاصة، وإنما البحث عن الحقيقة المحضة، وإيصالها للقراء بكل أمانة وشفافية مراقبة من رب العباد الذي حذر من مغبة الكذب عليه. لذا نتحرى هذه المصادر الموثوقة ولا نتجاهلها أو نزيد عليها، فإن كان لديكم مصادر غير هذه الأسفار والإصحاحات دلونا عليها وسنأخذها في الإعتبار ونستشهد بها ما دامت مصدراً معتبراً لديكم، والدليل والبرهان هو الفيصل.

كما فعلنا مع إنجيل لوقا ومتي والأخبار وغيرها. فإن كنتم لا تقبلون بمرجعية كتابكم المقدس لديكم، ولكم مراجع أخرى فالأولى لكم أن تجادلوا بها بدلاً عن التغريد خارج السرب، وتبني أسلوب المراوغة واللف والدوران والتلميح الذي بات غير مجدٍ أمام الحقائق الموثقة التي عرضناها على القراء.

أما حديثك عن ذكرنا لزكريا بطرس وزمرته، نقول الآتي:
أولاً: أنت تعلم جيداً أننا لا نتهم هؤلاء الأشخاص المعتدين بل نقول فيهم كلمة الحق، ونمهد لكشف مساعيهم وفضح دجلهم وإدعاءاتهم الباطلة الملفقة، لأن الذي فعلوه ويفعلونه من إدعاءات وإفتراءات وعدوان صريح سافر مباشر على الإسلام والمسلمين تعتبر الشعوذة فيه صفة متواضعة للغاية. فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري "ونظن أنت تدري حقاً" فالمصيبة أعظمُ.

فالذي نكتبه ونفنده إنما فيه تمهيد فقط لردنا (الواسع الشامل) على هؤلاء الرهط بصورة مباشرة ومفحمة لما سنواجههم به من حقائق أعِدُكَ بأنها ستغير مفاهيم كثيرة ولن نترك جحر ضب دخلوه إلَّا نبشناه وكشفنا سترهم وشعوذتهم فيه، والبادي أظلم،، حينئذ أنت نفسك ستشهد بأننا لم نبالغ فيما قلنا من وصف لسلوكهم العدواني المباشر غير المبرر.

ثانياً: الإدعاء بأن ما قلناه عن زكريا ومن معه ينطبق علينا، هذا ليس غريباً أن يصدر عنك، فالذين إعتادوا التخبط والبهتان ونشر الكلام المرسل، والإتهامات جزافاً دون تورع ولا يستطيعون إقامة الدليل على ما يدعون لا بد أن يلتقوا قلباً وقالباً وتوجهاً مع هذه الزمرة. نحن لا ولن نعتدي أو نبادر على الإطلاق، إننا إذاً، لمن الظالمين والعياذ بالله تعالى أن نكون كذلك. ولكننا لن نتوانى في التصدي لكل من تسول له نفسه العبث والشعوذة وقراءة الفنجان والكف والأبراج.

ثالثاً: الآن أنت تشهد على نفسك بالدجل والسفه، فقولك بأنني أتبع لدجال ملطخة يداه بدماء الأبرياء وهكذا أوصى أتباعه،،، الخ فمن هو ذلك الذي تتحدث عنه؟؟؟ ومن هم هؤلاء الأبرياء الذين تتحدث عنهم؟ أبَلَغَ بكمُ العجز والإحباط هذا المبلغ من التردي فباتت الخطرفة والتوهم هما معاييركم التي تقيمون بها الأشياء والأشخاص؟ ..... لا يا عزيزي أنا عبد لرب واحد أحد ونبيه هو الخاتم (خير من وَطِأ الثرى، وأرفع قدراً وهامةً من الثريا)، ومرجعيتي هي كتاب الله الكريم، وأسوة هذا التبي العظيم.

رابعاً: زكريا بطرس ورشيد المغربي تفننوا في نسج الأباطيل والصيد في الماء العكر، والجري وراء مصادر من كتب السيرة والتاريخ والتفاسير والإجتهادات الشخصية لدى المسلمين، وكذلك الفرق والجماعات المنحرفة المتزندقة،،، الخ ويريدون أن يجعلوها معايير يُحَاكَمُ بها القرآن الكريم ويُقَيَّمُ بها الإسلام، وقد وجدوا ضالتهم هناك من خلافات طبيعية وبديهية وإختلافات في وجهات النظر وهي أمور مفهومة، تدور حول النص ولكنها لا تخترقه أو تغيره أو تبدله.

ولكن للأسف المتأخرون من بعض علماء المسلمين أخذوها مسلماً بها ولم يفطنوا إلى تعارض بعضها مع نصوص القرآن فأوحى الشيطان إلى أوليائه من شياطين الإنس بإستغلال هذه الثغرة والغفلة (غير المقصودة) وإنشغال وإشغال المسلمين بالدنيا والتنافس فيها فإنقَضَّ عليهم زكرياً بطرس وجَنَّدَ معه رهطٌ من سفهاء المسلمين الذي لم يعرفوا الإسلام يوماً أو يعتنقون لحظة من حياتهم فقط وجدوه ضمن بيانات هوياتهم، وهو بعيد عن وجدانهم ومداركهم، فلفظهم الإسلام وإستغنى عنهم وقلاهم، فباتوا يتلصصون وينقبون في هذه المراجع ليوهموا الناس بأن الدين الإسلامي فيه ما يقولون،، ولك هيهات هيهاك،، وأنَّى يؤفكون.

وقد إنتظرنا حتى يفرغوا ما في جعبتهم، والآن جاء دور المواجهة المفحمة وسترى وسيرى القراء الكرام كيف سيكون الرد على هذه الغزعبلات والتراهات التي أنت تقول عنها إنها "موثقة بشهادات أتباع الإسلام"، وسيعلمون قريباً أي منقلب ينقلبون.

خامساً: الإسلام ليست فيه فضائح حتى تقول إنني أبررها (فَلَيُّ اللِّسانِ وتقعيره لن يكون فلسفة وحجة)،، أما الألسن التي تذاع من قبل زكرياً بطرس ورشيد المغربي فهي ألسن ليست حرة، وإنما هي مأجورة،، وتمارس أبشع أنواع الضلال والإضلال لأهل الكتاب أنفسهم بصفة عامة وللنصارى بصفة خاصة، والتزوير الذي سنكشفه بالأساليب العلمية والبحثية التي يفتقرون إليها. فأترك الموضوع بينا لأنه أكبر من تصورك وإستيعابك، والزمن والأحداث كفيلة بأن تزيد من معلوماتك وتصحح ما شكل عليك فأصبر وسترى.

سادساً: عجبت لقولك بأن: ((... الأجدر بي أن أنفي ما هو مكتوب من فضائح دامغة ، قبل أن أتهجم على الآخرين ...)،، وهذا القول نتاج طبيعي لغيبة الشفافية والأمانة العلمية والموضوعية، إذاً،، ما الذي أفعله الآن بكتاباتي المستمرة والمتنوعة في رأيك؟؟؟:
1. أما إدعائك بأن ما تكتبه هذه الشرذمة "فضائح دامغة" فهذا أوثق درجات الكذب،، فببساطة شديدة،، من أين لك الحكم على ما قاله هؤلاء بأنه "فضائح" وكذلك "دامغة", ألا ترى أنك تراهن بمصداقيتك إكراماً لغيرك وتحمل تبعة كذبهم وجورهم وتلفيقهم؟

2. أنا لا أتهجم على الآخرين كما تدعي،، "كن دقيقاً فيما تقول"، فليس لدي ضدهم ولا ضدك ولا ضد غيركم شيء شخصي، وإنما أنا أرد "بأسلوب حضاري علمي توثيقي" على ما يفترونه ويأفكون، وسنُحَكِّمُ القراء والمراقبين والعقلاء على ما سنقدمه من أدلة وبراهين موثقة توثيقاً حقيقياً، وليس إرتجالاً كما يفعل الطرف والأطراف الأخرى لا أقول المحاورة ولكن أقول المشاكسة والمناهضة.
فإن ثبت لك وللقراء بأنني أتهجم على الآخرين بغير دليل وبرهان موثق على أنهم كذبة دجالون، حينئذ أنا أعترف لك وللقراء الكرام بأنها "نقيصة" بحق نفسي وبحق الصحافة كما تقول. وعندها لا يسعني إلَّا الخجل من نفسي إذا ثبت أنني أتهم غيري زوراً,, كن مطمئناً من ذلك.

ثم جاءنا صاحبنا هذا بتعليق آخر أغرب من سابقه وبنفس العنوان قال فيه: ((اعذرنى جدا فيوم امس لم اتمكن ان اواصل فضح اكاذيبك المصفطة لعدم كفاية رقعة التعليق وجئت اليوم لكى اكتب لك ولاقول لك انك كذاب ومدلس ودجال وهما صفتان متلازمتان، جئت اتحداك واخرب عليك يومك، اسالك اين فى كتاب التوراة والانجيل كمصدرين مهمين اين مذكور عن والد مريم العذراء اسمه عمران؟)).

نقول له وبالله التوفيق:
أولاً: لا أرى أي داعٍ أو مبرر لعبارة (أعذرني جداً،،، فيوم أمس لم أتمكن،،، وأواصل،،،)، كأنما نحن على موعد، فهذه المطاولات لن تخفي الحقيقة التي أنت تعرفها ونحن لم تغب عنَّا بالطبع. فهل الإعتذار هذا غير المبرر يمكن أن ينسجم مع هذه العبارات الكريمة التي جادت بها قريحتك مثل قولك: ((... أواصل فضح أكاذيبك المصفطة ,,,, جئت اليوم لأكتب لك ولأقول لك انك كذاب مدلس ودجال,,, وأخرب عليك يومك ,,,,)), ما كل هذا التناقض والإرتباك والتخبط يا رجل، إني والله لأشفك عليك من نفسك، هون عليك،،، كل هذا لن يجدي فقط هات ما لديك وما لَدَىْ مَنْ أوحى إليك وأشارعليك،، وسنرد عليك فالأمر لا يحتاج إلى رتوش.

ثانياً: تقول إنني ((... كذَّابٌ ومدلس ودجَّال وهما صفتان متلازمتان ...), رغم أنها كما هي ظاهرة للعيان "ثلاث صفات" بالتمام والكمال، وليست صفتان إثنان متلازمتان كما تدعي، أليس كذلك؟؟؟ ..... على أية حال، عليك بأن تُوطِّن نفسك قليلاً وتُركز وتكون دقيقاً في طرحك خير لك، ما دام أنك صياد ماهر في تصيد كذب ودجل وتدليس الآخرين، ففاقد الشي لا يعطيه ... أليس كذلك؟ هل هذا كيل بمكيالين أم هو غفلة وسقطة لم تحسب لها حساب؟

ثالثاً: دعنا نتعرف معاً على هذه الصفات لنرى على من تنطبق، ومن يستحقها بجدارة وإقتدار:
1. أليس الكذب في أبسط صوره هو "الحديث بما ليس عليه دليل أو برهان يثبت صحته؟"، فإذا كان ما كتبناه لم يخرج إما من آيات القرآن الكريم، أو من أسفار وإصحاحات كتابكم المقدس لديكم، فأين الكذب إذاً؟؟؟ أما بخصوص آيات القرآن الكريم فأنا متوثق من صحتها تماماً كما هي في المصحف. ومن الجانب الآخر فقد أخذنا الأعداد التي عرضناها من إصحاحات كتابكم المقدس لديكم تماماً كما وجدناها هناك، ودرسناها قبل عرضها، إذاً،،، أين هذا الكذب الذي تدعيه؟؟؟

2. أليس التدليس هو: غشُ وتزييفُ الأشياءَ، وتضليلٌ بطرقٍ إحتياليَّةٍ، وإخفاء لعيوبٍ عمداً، أو تدليسٌ في الإسنادٍ...؟، فما الذي فعلناه من هذا كله وغيره, والذي تصيدته بقريحتك المتقدة؟ عليك بذكرها صراحةً بدلاً من اللف والدوران والإتهامات التي لن تستطيع إثباتها علينا، وبالتالي لن تقدم أو تؤخر في أصل الموضوع شيئاً؟

3. أليس الدجل هو: كَذبٌ، وتمويهٌ وإدعاءٌ باطلٌ، وغطاءٌ، ولبسٌ للحق بالباطل؟؟؟ إذاً فما هو الكذب والتمويه والإدعاء بالباطل والغطاء الذي خبرته عنا من خلال كتاباتنا المنشورة على الملأ، وتحت سمع وبصر وفكر عشرات الآلاف من القراء؟ وما هو الحق لديك الذي ألبسناه بالباطل؟؟؟ فالقرآن الكريم كله حق مبين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولم نأتِ بآية واحدةٍ في غير موضعها أو ندخل رأينا فيها،، علماً بأن حق القرآن علينا هو كشف أدق أدق دقيق تفاصيله كما هي، وهو كالإبريز كلما طَرَقْتَ عليه إزداد بريقاً ولمعاناً وضياءً، وبان أصله ونفاثة معدنه، وكأنَّمَا ألمَاسَةُ الحُرَّةُ لا يعلق بها دَرَنٌ، فلماذا إذاً نَلجَأُ إلى التدليس فيه؟؟؟ أما بالنسبة لكتابكم المقدس لديكم، فأنا لا أذكره في كتاباتي كحجة إثبات لي، أو دليل على صحة القرآن،، وإنما هو مواجهة لكم به فقط لإقامة الحجة عليكم ليس إلَّا، حتى نقتل المماحكة في مهدها ونتفادى الجدل والدجل والمراوغة.

ثالثاً: قولك بأنك جئت لتتحداني وتُخْرِبَ عَلَيَّ يومي، فهذه غاية بعيدة المنال يتمناها كثيرون غيرك معك، فما دامت مرجعيتي هي القرآن الكريم وأنطلق منه وأعمل بهديه وأعود إليه في الكبيرة والصغيرة فأقرب لك الثريا. فكيف سيكون حالك إذا تبين لك بأنك لم تستطع تخريب ثانية واحدة من يومي ولكننا حقيقةً قد خربت عليك ايامك التي بقيت من عمرك بالحقائق التي لم تحسب لها حساب.

أما سؤالك لي "اين فى كتاب التوراة والانجيل كمصدرين مهمين اين مذكور عن والد مريم العذراء اسمه عمران، أقول لك، (لا تخلط الأوراق)، فالتوراة والإنجيل "ألأصليين" الذين نزلا على أنبياء الله تعالى ورسله الكرام موسى وعيسى، نعم هما مصدران مهمان، ولكن عليك أولاً أن تقيم لنا الدليل على أن ما بالكتاب المقدس لديكم هو فقط ما نزل على موسى وعيسى من توراة وإنجيل دون زيادة أو نقصان. وأقول لك "متحدياً" أنك لن تستطيع ذلك والدليل وجود أكثر من أربعة كتب بينها تناقضات وإختلافات كثيرة سنعرضها على القراء الكرام إن أردت ذلك منا.

فأنا في دراستي التي كتبتها لم أتطرق إلى التوراة والإنجيل (الأصل) إلَّا من خلال القرآن الكريم فقط، ولم أذكرهما على الإطلاق من خلال أسفار وإصحاحات وأعداد كتبكم المقدسة إلَّا بإعتبارها مرجعكم الوحيد، فكون هذا الكتاب مصدر مهم بالنسبة لكم فهذا لن أدخل نفسي فيه ومن ثم فقد إعتبرته المرجع الوحيد لديكم في حدود الزعم assertion، دون إدخال نفسي في تقييمه أو إعمال الرأي فيه.

فلو كان الأصل موجوداً الآن لما وجد تناقض بينه وبين القرآن الكريم لأنها جميعاً من مشكاة واحدة وموحيها واحد أحد. ولو كان الأصل موجوداً لوجدت فيه (البشارة بأحمد) ظاهرة بينة، ولعرفت فيها حقيقة عيسى عليه السلام عبداً لله ونبيه ورسوله، وبالتالي لوجد (عمران بن باشم) هناك بجانب زكريا. لذا أنصحك ومن معك أن تقيموا ورشة عمل أو مؤتمر جامع لكم لبحث هذا الموضوع الخطير الذي لا يكفي فيه الإرتجال والتهور والإدعاءات. ولكن دعني فقط أن أسهل عليك المهمة بعض الشي فما يلي:
(‌أ) قلنا لكم من قبل إن إصطفاء آل عمران يبدأ من عمران والد موسى وهارون وينتهي بعمران الحفيد والد العذراء البتول مريم، وقد عرضنا سلسلة هذا النسب كما يلي:
هو: ((عمران والد العذراء هو: عمران، بن باشم, بن أمون, بن ميشا, بن حزقيا, بن احريق, بن موثم, بن عزازيا, بن امصيا, بن ياوش, ين احريهو, بن يازم, بن يهفاشاط, بن ايشا, بن إيان, بن رحبعام, بن « سليمان », بن « داوود »,)).

(‌ب) ولسؤالك لنا ((... اين فى كتاب التوراة والانجيل كمصدرين مهمين اين مذكور عن والد مريم العذراء اسمه عمران؟))، سأعرض لك القصة كاملة من كتابك المقدس ومن هناك سيعرف القراء لماذا لم يظهر إسم (عمران)، وذلك بتتبع سلسلة ملوك بني إسرائيل من داود عليه السلام وحتى .....؟ حيث يفترض أن يكون هناك عمران،،، ولكن!!!

(‌ج) فلنبدأ القصة إنطلاقاً من سفر أخبار الأيام الثاني، لنرى تسلسل ملوك بني إسرائيل بدءاً من نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام وحتى السبي فيما يلي:
إصحاح 10: (31 - ثُمَّ اضْطَجَعَ « سُلَيْمَانُ » مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَمَلَكَ « رَحُبْعَامُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ(،
إصحاح 11: (16- ثُمَّ اضْطَجَعَ « رَحُبْعَامُ » مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ « أَبِيَّا » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).
إصحاح 14: (1- ثُمَّ اضْطَجَعَ « أَبِيَّا » مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ « آسَا » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. فِي أَيَّامِهِ اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ), (13- ثُمَّ اضْطَجَعَ « آسَا » مَعَ آبَائِهِ وَمَاتَ فِي السَّنَةِ الْحَادِيَةِ وَالأَرْبَعِينَ لِمُلْكِهِ),

إصحاح 17: (1- وَمَلَكَ « يَهُوشَافَاطُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ).
إصحاح 21: (1- وَاضْطَجَعَ « يَهُوشَافَاطُ » مَعَ آبَائِهِ فَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ « يَهُورَامُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ), (17- فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَافْتَتَحُوهَا، وَسَبَوْا كُلَّ الأَمْوَالِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضًا، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرُ بَنِيهِ),

إصحاح 22: (1- وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ « أَخَزْيَا » ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا(,
إصحاح 24: (1- كَانَ يُوآشُ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ ظَبْيَةُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ), (2- وَعَمِلَ يُوآشُ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ(, (27- وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ اللهِ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ الْمُلُوكِ. وَمَلَكَ « أَمَصْيَا » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).

إصحاح 25: (1- مَلَكَ أَمَصْيَا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ مِنْ أُورُشَلِيمَ),
إصحاح 26: (1- وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا « عُزِّيَّا » وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا), (23- ثُمَّ اضْطَجَعَ « عُزِّيَّا » مَعَ آبَائِهِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي حَقْلِ الْمِقْبَرَةِ الَّتِي لِلْمُلُوكِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ أَبْرَصُ. وَمَلَكَ « يُوثَامُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).

إصحاح 27: (9- ثُمَّ اضْطَجَعَ « يُوثَامُ » مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ « آحَازُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).
إصحاح 28: (27- ثُمَّ اضْطَجَعَ « آحَازُ » مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِهِ إِلَى قُبُورِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَمَلَكَ « حَزَقِيَّا » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).
إصحاح 32: (33- ثُمَّ اضْطَجَعَ « حَزَقِيَّا » مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي عَقَبَةِ قُبُورِ بَنِي دَاوُدَ، وَعَمِلَ لَهُ إِكْرَامًا عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. وَمَلَكَ « مَنَسَّى » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ).

إصحاح 33: (23- وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ الرَّبِّ كَمَا تَوَاضَعَ مَنَسَّى أَبُوهُ، بَلِ ازْدَادَ آمُونُ إِثْمًا), (24- وَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ وَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ), (25- وَقَتَلَ شَعْبُ الأَرْضِ جَمِيعَ الْفَاتِنِينَ عَلَى الْمَلِكِ آمُونَ، وَمَلَّكَ شَعْبُ الأَرْضِ « يُوشِيَّا » ابْنَهُ عِوَضًا عَنْهُ).
إصحاح 36: (1- وَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ « يَهُوآحَازَ » بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ فِي أُورُشَلِيمَ), (2- كَانَ يُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ(, (3- وَعَزَلَهُ مَلِكُ مِصْرَ فِي أُورُشَلِيمَ وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبِوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ).........؟؟؟
إلى هنا تكون السلسلة متوازية إلى حد ما (مع ملاحظة إختلافات في الأسماء من سفر إلى آخر ومن إصحاح لآخر عبر كتابهم المقدس:

عمران والد العذراء هو: عمران(يَهُوآحَازُ)، بن باشم(يُوشِيَّا), بن أمون, بن ميشا(مَنَسَّى), بن حزقيا, بن احريق(آحَازُ), بن موثم(يُوثَامُ), بن عزازيا(عُزِّيَّا), بن امصيا, بن ياوش(يُوآشُ), ين احريهو(أَخَزْيَا)/احزيا, بن يازم (يَهُورَامُ)/يورام*, بن يهفاشاط (يَهُوشَافَاطُ), بن ايشا (آسا), بن إيان (أبيَّا), بن رحبعام, بن « سليمان », بن « داوود »,
* ملحوظة: يقول في سفر الملوك الأول - الأصحاح 22 (50- وأضجع يوشافاط مع آبائه، وقبر مع آبائه في مدينة داود أبيه، وملك « يورام » آبنه مكانه.)،

(‌د) قلنا إنَّ "عمران" هو بن باشم (يُوشِيَّا), ولكن لعله لم يذكر لأنه لم يكن ملكاً وبالتالي من البديهي أن يذكر (يَهُوآحَازُ)، بن باشم(يُوشِيَّا), بن أمون، في سلسلة ملوك بني إسرائيل، فمن يكون يهوآحاز بالنسبة لعمرام (عمران) والد السيدة الصديقة مريم؟ وما سر الربكة الظاهرة للعيان منذ أن وصل التسلسل إلى باشم (يُوشِيَّا) الذي يعتبر والد عمران؟ فهل هذا التمويه والإخفاء مقصود ومخطط له أم شيء آخر غير هذا؟ على أية حال،، للوقوف على هذه الربكة نواصل عرض ما تبقى من سفر اليوم الثاني إصحاح 36 الأخير فيما يلي:
يقول إصحاح 36: (2- كَانَ يُوآحَازُ ابْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ(, (3- وَعَزَلَهُ مَلِكُ مِصْرَ فِي أُورُشَلِيمَ وَغَرَّمَ الأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبِوَزْنَةٍ مِنَ الذَّهَبِ), (4- وَمَلَّكَ مَلِكُ مِصْرَ « أَلِيَاقِيمَ » أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَغَيَّرَ اسْمَهُ إِلَى « يَهُويَاقِيمَ ». وَأَمَّا يُوآحَازُ أَخُوهُ فَأَخَذَهُ نَخُوُ وَأَتَى بِهِ إِلَى مِصْرَ), (5- كَانَ يَهُويَاقِيمُ ابْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ), (6- عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ), (7- وَأَتَى نَبُوخَذْنَاصَّرُ بِبَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهَا فِي هَيْكَلِهِ فِي بَابِلَ), (8- وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُويَاقِيمَ وَرَجَاسَاتُهُ الَّتِي عَمِلَ وَمَا وُجِدَ فِيهِ هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَمَلَكَ « يَهُويَاكِينُ » ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ),

(9- كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ), (10- وَعِنْدَ رُجُوعِ السَّنَةِ أَرْسَلَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْنَاصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ الرَّبِّ الثَّمِينَةِ، وَمَلَّكَ « صِدْقِيَّا» أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ), (11- كَانَ صِدْقِيَّا ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ), (12- وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ، وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ إِرْمِيَا النَّبِيِّ مِنْ فَمِ الرَّبِّ), (13- وَتَمَرَّدَ أَيْضًا عَلَى الْمَلِكِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ الَّذِي حَلَّفَهُ بِاللهِ، وَصَلَّبَ عُنُقَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ),،،،، وهكذا إلى أن قال:

الشيء الغريب في الأمر والذي لم يحسبوا له أي حساب هو:
أولاً: يفترض أن يكون التأريخ للسيد المسيح وأمه الصديقة أوضع من غيره من السير التي يعج بها أسفار وإصحاحات كتابهم المقدس، خاصة وأن المسيح هذا يعتبرونه إلهاً لهم، وقال بعض السفهاء منهم (هو الله الخالق الديان) تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً،، فكيف إذا يكون نسبه بهذا الغموض والتشكك وكذلك نسب أمه؟

ثانياً: البعض منهم يدعي أن إلههم هذا يأتي إليهم ويتعشى معهم،، كما يروج لذلك زكريا بطرس وصبيه المقود، فلماذا لم يخبرهم مرة واحد عبر آلاف السنين بحقيقة نسبه ويجمع كل النصارى على كتاب واحد ما دام أن صاحب هذا الكتاب معهم على الدوام؟؟؟

خلاصة القول هو أن عمران بن باشم (يُوشِيَّا)، موجود ونسبه معروف ولكنه متستر عليه كما تستروا على (بشارة أحمد على لسان المسيح عيسى)، فإن كان الأمر غير ذلك عليهم توضيحه فإن لم يستطيعوا،، ولن يستطيوا يبقى الحال على ما هو عليه وهو أن مريم هي بنت عمران بن باشم (يُوشِيَّا) بن آمون, بن ميشا(مَنَسَّى), بن حزقيا, بن احريق(آحَازُ), بن موثم(يُوثَامُ), بن عزازيا(عُزِّيَّا), بن امصيا, بن ياوش(يُوآشُ), ين احريهو(أَخَزْيَا)/احزيا, بن يازم (يَهُورَامُ)*, بن يهفاشاط (يَهُوشَافَاطُ), بن ايشا (آسا), بن إيان (أبيَّا), بن رحبعام, بن « سليمان », بن « داوود ». فإخفاؤه بالطبع لا يعني عدم وجوده بأي حال من الأحوال.

أما قولك ((... واين قال السيد المسيح عندما كان طفلا انا عبد ؟)).
نعم قالها تماماً كما أخبر عنه ربه وسيده وخالقه في سورة مريم, حيث قال: (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا 29)، (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا 30)، (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا 31)، (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا 32)، (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا 33), ومن أصدق من الله قولاً؟؟؟ فمن البديهي أن ينكر العبودية من نادى بالربوبية لعدم بقاء النقيضين معا.

ها أنا ذا قد أجبتك على سؤالك وقدمت لك الدليل وبينت لك المصدر الذي يشهد به مليارات من البشر،، والآن جاء دورك لتقدم لي "دليلك" من المرتبة العاشرة، الذي يؤكد أن المسيح عيسى بن مريم لم يقل هذا القول؟؟؟ وإن لم تستطع (وأقسم لك برب السماوات والأرض، رب العرش العظيم انك لن تستطيع أن تظهره أو تستطيع له نقباً). فالذي يقول القول ويعجز عن إقامة الدليل عليه هو الأجدر بالخجل من التدليس والكذب الذي طوق نفسه به.

وقولك بأنني أكتب من المصادر الإسلامية، فهذا تدليس وكذب وغباء ظاهر، فأنا أكتب من كل المصادر المعتمدة والموثقة، دون أن أدخل فيها رأي الشخصي أو هواي، وإلَّا لما كتبت من كتبكم شيئاً، ولكن الحوار يقتضي ذلك.

أما رائحة العفونة الفكرية التي تتحدث عنها، فلا أظن هناك عفونة تقوق سقطة عبادة البشر من دون الله تعالى. فإذا رجعت للإصحاح الأخير من سفر الأيام الثاني من العدد 14 إلى العدد 23، فإنك ستجد الرد موثقاً وفاضحاً ومفحماً. عندها يحق لك أن تخجل من قولك وفعلك معاً. أنظر وأحكم:

سفر الأيام الثاني، إصحاح 36: (14- حَتَّى إِنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ، وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ), (15- فَأَرْسَلَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ مُبَكِّرًا وَمُرْسِلاً لأَنَّهُ شَفِقَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ), (16- فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ اللهِ، وَرَذَلُوا كَلاَمَهُ وَتَهَاوَنُوا بِأَنْبِيَائِهِ حَتَّى ثَارَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ), (17- فَأَصْعَدَ عَلَيْهِمْ مَلِكَ الْكِلْدَانِيِّينَ فَقَتَلَ مُخْتَارِيهِمْ بِالسَّيْفِ فِي بَيْتِ مَقْدِسِهِمْ. وَلَمْ يَشْفِقْ عَلَى فَتًى أَوْ عَذْرَاءَ، وَلاَ عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ، بَلْ دَفَعَ الْجَمِيعَ لِيَدِهِ), (18- وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ اللهِ الْكَبِيرَةِ وَالصَّغِيرَةِ وَخَزَائِنِ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنِ الْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ أَتَى بِهَا جَمِيعًا إِلَى بَابِلَ),

(19- وَأَحْرَقُوا بَيْتَ اللهِ، وَهَدَمُوا سُورَ أُورُشَلِيمَ وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ قُصُورِهَا بِالنَّارِ، وَأَهْلَكُوا جَمِيعَ آنِيَتِهَا الثَّمِينَةِ), (20- وَسَبَى الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّيْفِ إِلَى بَابِلَ، فَكَانُوا لَهُ وَلِبَنِيهِ عَبِيدًا إِلَى أَنْ مَلَكَتْ مَمْلَكَةُ فَارِسَ), (21- لإِكْمَالِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى اسْتَوْفَتِ الأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً), (22- وَفِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لأَجْلِ تَكْمِيلِ كَلاَمِ الرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ، فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَكَذَا بِالْكِتَابَةِ قَائِلاً:), (23- «هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: إِنَّ الرَّبَّ إِلهَ السَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ، الرَّبُّ إِلهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ».).
الآن ما رأيك؟؟؟ هل بلغتك العفونة التي تبحث عنها؟؟؟

وأود هنا أن ألفت نظر القراء الكرام إلى هذه الصورة المأساوية للسذاجة المفرطة التي يتسم بها أفراد وجماعات هذه الشرذمة الضالة المضلة، التي أساءت إلى المسيحية والمسيحيين المعتدلين الطيبين، تماماً كما أساء المنافقون المنتسبون للإسلام إليه وإلى المسلمين. وإلى أي مدى إستطاع إبليس أن يعبث بهذه العقول الخربة التي جمدها أصحابها فختم الله عليها،، وذلك للآتي:

أولاً: يسألني صاحبنا الدعي بقوله: ((... هل أنت متضايق لهذا الحد من « الادلة والبراهين العلمية » التى كان الراهب بحيرة « قد توصل اليها عندما خدع نبى الاسلام فى الحروف المقطعة واحتفظ بالاجوبة لاجياله اللاحقة » و « حقق مشيئة الله فى كلام السيد المسيح عن الانبياء الدجالين »؟ ...)). في الحقيقة صعقت لهذا الطرح الغريب،، ولم أر سذاجة أكبر من هذه،، خاصة عندما تكون مبنية على الجهل والجهالة وإدمان الدجل،، على العمون نرد عليه عن بعض النقاط منها:
1) كيف لي أن أتضايق من هذه الفرصة الكبيرة التي ساقها الله لنا فتمكنا عبرها من ضرب أربعة صقور جارحة بحصاة واحدة، فأبدلها فضاء جو السماء بحضيض الأرض. فمن هو بحيرا الراهب هذا؟ ومن هم شابو، وبطرس، ومهابا هؤلاء؟ وما شأنهم وطبيعة إفكهم الذي قد بات وبالاً عليهم يجرون أزيال عاره عبر الأجيال وإلى أن تقوم الساعة؟ لا يا صاحبي، أنا لم ولن أتضايق لأنني في فسحة ودعم وتأييد من الله تعالى.

2) ستجد في موضوعنا: (سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(هـ))، تحت عنوان:
(VIII) السرقة الكبرى- The Great Robbery: أننا قد عرضنا على القراء أغرب واقعة حقيقية حدثت في تاريخ البشرية كلها، ليس فيها شيء من خيال، ولا مبالغة أو تهويل،، وإنما هي عبارة عن (بحث) قام به كاتب إسمه Jesus_Mhaba نشره بمنتدى طريق الحق النصراني تحت عنوان: (سر الحروف التي في أوائل السور القرآنية وفك طلاسمها)، في مارس عام 2007م.
3) تصدينا له وفندنا كل حرف تفوه به وإدعاه، فكانت النتيجة مرة عليكم وعليهم، ومذاقها علقم، وإن كنت تعشق أزيز الأدرنالين وإرتفاع ضغط الدم، عليك بالروابط التالية، وستندم أنك تطرقت لموضوع بحيرا هذا، كما ندموا وتماروا فتوارو:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412012
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=412516
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413385

ثانياً: قال لنا أيضاً: ((... هل انت متضايق لهذا الحد بحيث جئت تكتب مقالات مطولة، اقول لك يا زميلنا المدلس مهما كتبت فان كتبكم التى اشتريناها من المكتبات اللبنانية والسورية تدينكم وتفضحكم...))... وقول له:
1) أنا ليست لدي كتب تباع وتشترى في سوريا ولبنان، فكيف تنسب لي ما ليس لي به علاقة؟؟؟

2) مبروك عليك الكتب الجديدة التي إشتريتها من سوريا ولبنان، ومبروك عليك أنك وجدت كتب فيها إدانة لنا بل وتفضحنا،،، وأتمنى أن تكون أحسن حظاً من سخافات بخيرا الراهب والطغمة المحبطة المهزومة، ولكن إحذر أن تجد نفسك في المربع الأول مع جيسس موابا وشلة الأنس. فاعلم أنك واقع ما بين سندان كتابكم المقدس ومطرقة القرآن الكريم، فتحسس طريقك جيداً وتفادى السقوط إلى أعلى فهو يزيد من سرعة عجلة الجاذبية.

3) أليست هذه سذاجة منك وقلة حيلة ودليل على الإحباط والتخبط أن تترك الكتاب المفتوح على مصراعيه، الذي يوجد فيه تفصيل كل شيء، وفيه الحجة والمرجع والدليل ثم تترمم هنا وهناك، وتلجأ إلى كتب مضروبة ومخترقة لتبحث عن إدانتنا وفضحنا؟؟؟ علماً بأن أي إدانة أو فضيحة تستطيع الوصول إليها بهذا الكتاب ستكون ملزمة لنا ولا يسعنا سوى الإعتراف بها إن لم نستطع أن نظهر جهلك وتدليسك وإخفاقك من خلالها وبها.
4) ثم ما هي جدوى الدعاية والترويج لهذه الكتب المدعاة ما دامت تحتضن إدانتنا وفضحنا وهي تعتبر أعلى سقف لأمانيكم وتطلعاتكم؟ لِمَ لا تبادر على الفور بالإدانة والفضيحة إن كنت من الصادقين؟ أم هي فقاعة صابون أو فرقعة إعلامية ليس إلَّا،، هلم إلينا بما تعدنا وتتوعدنا ودعك من التنطع والتمحك فنحن في وسط الساحة ونحمل القرآن في يدنا ونوره في قلبنا وموحيه معنا.

ثالثاً: بعبارة غير مفهومة قال لنا: (... الا تكفى الاية الاخرى التى لم يتمكن نبى الاسلام من اهماله عن قوله سلام على يوم ولدت، هل تعرف معناها؟ عذرا لك يا مدل..تح)).
على الرغم من أن العبارة غير مفهومة وما الذي يقصده بها، وقد إعتدنا منه ومن معه ذلك، ولكن يكفي أن نرد على بعض ما تدل عليه الكلمات فنقول وبالله التوفيق:

1) إنَّ نبي الإسلام لا يعرف للإهمال طريقاً، فهو كان كجده إبراهيم الخليل، أوَّاهَاً حليماً، كانت تغمض عينيه ويظل قلبه صاحياً وقد شهد الله تعالى له بذلك، ونتيجة رسالته كانت الكمال المطلق، لقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). فإن كان يهمل شيئاً لعاتبه الله عليه صراحةً كما قال له في سورة عبس (عبس وتولى أن جاءه الأعمى).

2) وقولك عن النبي بأنه لم يتمكن من شيء مهما كانت درجته وقيمته، فهذا هو السفه والتدليس بذاته،، فإذا عجز النبي عن شيء مطلوب منه عمله فكيف يكون قد أكمل الدين كما طلب منه ومدحه ربه على ذلك؟

لا يزال للموضوع بقية ،،،،

تحية للقراء الكرام



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س (ملخص آل عمران ومريم):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ع (ألم، كهيعص2):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13س(ألم، كهيعص1):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13ن (آل عمران):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (رد على تعليقات):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13م (طس، طه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ل):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ك) رد على تعليقات بعض القر ...
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (ياء):
- حوار العقلاء2 (ردود):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ط):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ح):
- حوار العقلاء:
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ز):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(و):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء13(ه):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13 (د):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ج):
- سأصليه سقر... لواحة للبشر – جزء 13(ب):


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):