أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - تونس في سطور














المزيد.....

تونس في سطور


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زرت تونس ثلاث مرات خلال العقد الأخير، مرتين كانتا خلال حكم الرئيس المخلوع زين العابدين " بن علي ــ كما يطلق التونسيين عليه " ، والمرة الأخيرة كانت قبل أسبوع من كتابة هذه السطور، وفي كل مرة كعادتي في سفراتي أسأل وأستفسر بشكل غير مباشر من سواق التاكسي " مفاتيح المدن " ، وعمال الفنادق والمطاعم التي أرتادها، وممن ألتقيهم هنا وهناك عن أحوال البلد، والوضع الاقتصادي، والسياسي ... كانت الإجابات قبل " ثورة الياسمين " تتحدث عن الفساد وسرقة المال العام من قبل أزلام السلطة لا سيما عائلة " الطرابلسي " زوجة الرئيس ... في سفرتي الأخيرة كانت الأجوبة تصلني بالترحم على حكم بن علي، على أنه كان رجل دولة رغم الأخطاء، وزوجته وأقاربها كانوا السبب في حال البلد التعبان آنذاك ... كما يصاحب الكلام بصب اللعنات على " الأخوانجية " هكذا يقولون في إشارة لحزب النهضة الإسلامي الحاكم بقيادة " الغنوشي " ... حيث لا خدمات ولا أية مشاريع جديدة والإقتصاد في تراجع، وغلاء الأسعار .. الشوارع وسخة، وأكوام الزبالة في تتكدس في زوايا الشوارع، وأمام المحلات ... وحقاً كانت مشاهداتي في ما يتعلق بالمظهر العام للمدن مطابقة لنقمة الشارع على النظام الجديد ... سئلت رجل مسن متقاعد عن الرئيس الجديد بإعتباره علماني و " دكتور" قضى جل عمره معارضاً في فرنسا " المنصف المرزوقي " أجابني بكلمة واحدة " طرطور " ... أبتسمت و تذكرت قصيدة الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم " إلى الأمة العربية .. بعد الطز لم يعد يليق بك التحية " وفي وصفه للمرزوقي " ما أخبار تونس ــ أنتعل رئاستها مهرج بدعوى الديمقراطية " وقال لي آخر أنه طبيب نفساني يتصور الشعب التونسي كلهم " هبل " مجانين والله هو المهبول الوحيد في هذا البلد ...
أتأمل الوضع وصفحات كتب التاريخ التي طالعتها، وتجارب الشعوب بعد الثورات التي تابعتها وأستقرأتها تؤكد لي أن أنصار وأتباع أي دكتاتور ما ، وفي أي بلد ما، تربع على كرسي السلطة لعقود طويلة لا يستسلمون بسهولة بعد خلع رئيسهم وولي نعمتهم .. يتمترسون في البلد كطابور خامس في محارية النظام الجديد كل من موقعه في مؤسسات ودوائر الدولة يمارسون عمليات تخريب منظمة للبنى التحتية، وتعطيل الخدمات ... وفتح المجال للتدخل الخارجي تحت واجهات شتى، في سبيل إفشال العملية السياسية، ليتبوؤا السلطة مجدداً بسلم الديمقراطية، أنها عمليات تخريبية مدروسة ... لتصل الشعوب إلى قناعة بأن بلدانهم لا تحكم إلا من خلال شخص قوي كارزمي " دكتاتور " ويضعوهم أمام واقع جديد مفاده .. أما الفوضى وعدم الأمان أو الدكتاتورية، وهذا ما حصل و يحصل فعلاً في بلدان الربيع العربي " مصر نموذجاً " ... وبغض النظر عن سوء حكم الأخوانجيين المصريين الذين لو بقوا في السلطة برأيي لنهاية الفترة المحددة من حكمهم لسقطوا في الإنتخابات، بدون أنقلاب عسكري ليتسلم السلطة جنرال عسكري تربى على أيدي نظام حسني مبارك ... أذن ما الذي تغير في مصر فقد ذهب جنرال هرم فاسد ليأتي جنرال آخر في عنفوان قوته ويظهر للشعب كمخلص ومنقذ وبطل الأمة من شرور الاخوانجية ... وتجارب غالبية الشعوب لا تبشر بخير حكم العسكر ... أنها لعبة تبديل أدوار لا يستفيد منها الشعب غير بعض الشعارات وحريات محدودة في التعبير، وهذا ضروري للتنفيس عن النفس لديمومة سلطة القبضة الحديدة .... وليس غريباً أبداً عندما نسمع الكثير من العراقيين اليوم يترحم على صدام المقبور ... وتزيد الكارثة عندما يستلم البلد سياسيون بدون تجارب، يمارسون إدارة الدولة بالخطابة، والثأر، والإنتقام، وتقليد النظام القديم في بعض جوانبه كالمحسوبية، وملئ الجيوب بالسحت الحرام، وبناء القصور، وتطويق أنفسهم بالحرس و مظاهر الأبهة والسلطة... للأسف أن أحزاب المعارضة " سابقاً " في بلدان الربيع العربي وخاصة الأحزاب الإسلامية لم يفرزوا سياسيين بحجم الثورات التي قادتها الشباب الواعد الناهض المتنور، وقداسة الدماء التي أريقت من أجل التغيير الديمقراطي الحقيقي... آه كم من الزمن سيمر قبل أن يحدث تغيير حقيقي وتستلم الشعوب مقدرات بلدانها ومصائرها نحو الرقي والحضارة والعيش بكرامة !!!؟...

عوني الداوودي
السويد ـ غوتبورغ





#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 20 ساعة بين مقتل صحفي مناضل، وإنتحاري إرهابي
- 20 ساعة بين مقتل صحفي مناضل، وإنتحاري إرهابي
- ما بين حرب البسوس وحرب المفخخات
- لا تلوموا أحداً من خارج محيطنا
- أطباق المزة والفشاقيش
- المطر وشوربة العدس الخرافية
- إفتراءات الدكتور وائل عبد اللطيف
- الشرق الأوسط على كف عفريت
- بلقيس العاشقة
- زهير كاظم عبود يطرق أبواب لم تُطرق من قبل
- التمييز الجنسي كارثة لا نعي أبعادها المدمرة
- عروس الثورات، الثورة السورية
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عوني الداوودي - تونس في سطور