أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3















المزيد.....

أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد كل ماتقدم من فيوضات في وصف الحال الذي وصل به المتآمرون من عراقيين وإقليميون على وحدة العراق من إنجاز وتحقيق تجاوز عتبة الحاجز النفسي للعامة من الناس في غربية العراق ، ومن ثم إجبارهم على القبول مرغمين بعد ذلك بالواقع الجديد ، وهذا ماحصل فعلاً فكانت الكارثة الأنسانية الكبيرة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل وعلى مر الأزمنة والعصور من خلال تهجير الملايين وتركهم منازلهم مذعورين من بطش الأفغان والأوزبك والشيشان وإغتصاب بناتهم ونسائهم ، وجرت لأول مرة في تأريخ العصر الحديث عمليات سبي للنساء ذكّرتنا بما كانت عليه عصور السبي أيام بابل والرومان في ألفيات من السنين قبل الميلاد ، وجل الكارثة حلّت بأقوام من أقليات أخرى تعايشت مع العراقيين آلافاً من السنين والدهور ومن مختلف الأديان بأمن وأمان ، ويمارسون عاداتهم وطقوسهم الدينية على أتم وجه وبكامل حريتهم دون أن يشير لهم به أحد ولو بسبابة يده ، وهكذا أراد الداعشيون ومريديهم وأنصارهم وحواضنهم من أبناء المكون السني وأبناء الموصل بالذات تدمير كل شيء وكل بنى نفسية وتحتية للأنسان على هذه الأرض ليس سوى كرهاً وبغضاً للمكوّن العربي الشيعي في العراق ، وإلتقت هنا مصالح فئتين منحرفتين توافقتا تماماً مع الأملاء الجديد أوبالأحرى مع ما تم التخطيط له معاً في التوجه بدفة الأمور نحو الفوضى واللاقانون الذي سيكرّس لهما التقسيم والتصفية العرقية وإقامة دولتهم الصورية المزعومة ، وهذا كان بالنسبة للفئة الضالة الأولى ، ومن ثم الجاه والمال والمناصب والأستحواذ على إرادات الناس بالنسبة للفئة الثانية من النفعيين والخونة والمنحرفين ، ولكن الذي حدث وبعد أن حلّت الكارثة وسارت الأمور بغير ما حسبان له من قبل تداعى الوضع إلى أمر جديد تعالت معه صيحات الغوث والأستنكار والأستنجاد والتظلّم من السلوك المنحرف والمشين والشاذ لأولائك الأوباش الذين قدموا لمدينة التأريخ ( الموصل ) من خارج الحدود ، والذين ملؤوا أحشاء الموصليات بأجنّة هجينة شيشانية وأفغانية وأوزبكية ولايعرف لهم أباً بدعوى نكاح المجاهدة ، وذهبوا إلى ماهو أبعد من ذلك حين تم عرضهن بالمئات من بنات نينوى ونسائها في أسواق البيع ، وتم بيعهن بالفعل وبثمن بخس ، وتسارعت الأحداث بعجالة وتساخن محرّكها صوب التهجير والقتل الجماعي وإقامة الحدود كرهاً وإستعباطاً على الناس في الشوارع والساحات لأرهابهم وإشاعة حالة الرعب والخوف والفوضى ، والأستيلاء على المصارف والمقرات العامة وكل شيء ومصادرة بيوت النصارى والأيزيديين ، وفرض الأتاوات والجزية على أصحاب الديانات الأخرى ، وتداعت الأمور إلى مالايصدق في سرد قصة أو رواية ، وإبّان كل هذه الأحداث والتغييرات الديموغرافية السريعة في المنطقة وعمليات النزوح المهيلة في أعدادها ، والمريبة نحو مناطق أخرى خارج وداخل العراق وقفت الولايات المتحدة الأميركية والدول التي تدور في فلكها والأطراف الأقليمية الأخرى المنتفعة من الوضع الجديد وفي مقدمتهم تركيا والسعودية وقطر والأقليم الكردي متفرّجة وتنظر لجسامة الموقف من بعيد وكأن شيئاً لم يكن بل وكأن هناك مخططاً على الأرض يسير وفق ماهو مرسوم إليه وبتؤدة وبسلسلة من حلقات الواحدة تلو الأخرى ، وظهر إلى السطح مالم يكن بحسبان الخونة والمتخاذلين في القيادات العراقية والأقليم الكردي والمنطقة العربية ومالم يدر بخلد أحد ، وهو قرار المرجعية الدينية العراقية العليا بأصدارها الفتوى الجهادية الكفائية لصد ودحر العدوان الداعشي عن البلاد ، وحينها هبّت الأعداد الغفيرة بنفير شعبي قل نظيره أربك الأعداء والأصدقاء ، وحار الخونة والجبناء والمتخاذلون داخل المكوّن الشيعي نفسه حيال التصرف تجاهه ، فحاولوا عرقلة مهام الجموع الجهادية الملبية لنداء المرجعية عن طريق عدم إمدادها بالمؤن والمواد الغذائية وتركوها لحال سبيلها تتدبر أمرها من خلال المواكب الحسينية التي تعتمد تبرعات الأهالي من الناس في المدن والتجار العراقيين الشيعة حصراً ، والغريب أنه غاب عنهم الجهد العسكري ولم يهتم بهم أحد بل أنهم وضعوا في معسكرات لتسجيل الأسماء بغرض الهيكلة ضمن ماتم تسميته بالحشد الشعبي وبحجة التدريب ، وكأن الحكومة تنتظر أوامراً من الخارج في كيفية التصرّف بهذه الجموع المريبة والتي بدأت تزحف على الأرض في أماكن يحتلها داعش وتحقق الأنتصار تلو الأنتصار ذلك الذي أذهل دوائر الغرب والأميركان على وجه الخصوص ، وبدأت عمليات إلتفاف حول جموع أولائك المجاهدين لأجل الأيقاع بهم وإيقاع أكبر الخسائر بينهم ومحاولة التقتير عنهم بالمؤونة والعتاد الحربي بحجة العجز في ذلك لدى الدولة ، فآلت الحرب بدلاً من إنتصارات متتالية إلى كر وفر أي بمعنى إنتصار وتحرير ثم عودة وإحتلال داعشي جديد ، وهو ما تم الأنتباه إليه أنه وبتواطؤ أجهزة عسكرية قيادية في الدولة يتم بيع البعض من القطعات العسكرية كما جرى الحال في قاعدة سبايكر الجوية التي تم فيها بيع أكثر من ( 1700) طالب في كلية القوة الجوية جلهم من أبناء الوسط والجنوب العراقي ، وتمت عملية ذبحهم وإبادتهم جميعاً وبدم بارد ، وحاول المسؤولون ومازالوا لملمة أوراقها وغلق ملفّها غير مكترثين ولا آبهين لصيحات أهليهم وذويهم ، وجاء التغيير الوزاري الجديد ليزيد الطين بلة ويهيّء أرضية لأنتكاسات عسكرية على الأرض لاشك وأنّ الأطراف الداخلة في العملية السياسية لن تتفق مطلقاً فيما سيفيد الوطن دون أن يكون الوفاق فيما بينهم جميعاً على من هو الأضعف ، وذلك لأجل تمرير كل مايريدون تمريره من خلاله بسهولة ويسر ، وتحقق ذلك على الأرض فعلاً من خلال جملة من الأمور التي إتخذتها الأدارة العراقية الجديدة منها وقف قصف المدن الساخنة حتى تلك التي يحتلها الدواعش بحجة إعطاء فرصة لأهليها للتخلص منهم ، والحكومة تدرك جيداً أن أهل هذه الحواضر والمدن هم مادة الدواعش نفسها وهم بأنفسهم مقاتليها وهم أنفسهم من يقيم الحدود ويقطع الرؤوس لأبنائنا هناك الذين ذهبوا أصلاً للدفاع عنهم ، ومنها أيضاً تكريم القادة الخونة الكبار الذين باعوا الموصل وأجزاء كبيرة من العراق بأحالتهم إلى التقاعد ومن دون أية محاكمات ، ومنها أيضاً إلغاء قرارات قبض وإحضار فوري وأحكام وصلت بالأعدام عن مجرمين متورطين بالأرهاب وأياديهم ملطخة بالدم العراقي ومن مستوى قيادي كبير في الدولة ، ولن تمر أياماً على قرار وقف القصف الذي هلل له كل الداعشيون من السياسيين المنخرطين في العملية السياسية في الحكومة والبرلمان حتى جاءت مأساة الصقلاوية والسجر والتي ناشد فيها المحاصرون من أبناء الجيش يوماً كاملاً المسؤولين من أنهم بلا مؤن ولاذخيرة داخل حي سكني في الصقلاوية ، وأن لم يتم فك الحصار عنهم فأنهم لامحالة مذبوحون جميعاً ، وبدأت حيالها تصريحات كاذبة هنا وهناك من قادة ميدانيين بأنهم أرسلوا قواتاً وإسناداً كبيراً لهم ، ولكنه كان تمويهاً وخديعة وكسباً للوقت حتى وقعت الكارثة الكبيرة ، وتم إقتياد أبناء العراق الغيارى الذين ذهبوا للدفاع عن حياض أخوتهم السنة بحسب إعتقادهم فأسروهم أذلاّء إلى جهة غير معروفة وتم قتلهم جميعاً ، وهكذا تترى الأحداث إلى كل ما لايسر صديق .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 2
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 1
- من هو الأشد خطراً من داعش
- الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير
- قراءة .. من داخل قبة البرلمان الجديد
- العراق بين فكي .. الأنقسام والأقتسام
- لماذا .. الجهاد كفائي ؟
- التغيير .. وأبجدية الخلاف والأختلاف
- في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت
- أمر الولاية الثالثة حسم الآن .. ولنعمل على الولاية الرابعة
- النكوص العربي .. وقذارة التفخيخ
- المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان
- قراءة مبكرة .. في نتائج الأنتخابات
- مجرّد سؤال .. إلى مفوّضية الأنتخابات
- وطاويط .. ودخلاء
- الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة
- الأحزاب في العراق .. والأنتخابات
- قراءة .. في حربنا مع الأرهاب
- قراءة تحليلية .. في الأنتخابات القادمة
- الثقافة .. والسلوك الثقافي بين أتون وترّهات المتثيقفين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3