|
الألوهة الواحدة رغم تعدد المفاهيم والمظاهر .
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 23:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الألوهة الواحدة رغم تعدد المفاهيم والمظاهر .
يعتقد انسان العصر الحديث المتدين أن عقيدته هي التي جاءت بمفهوم التوحيد الصحيح مهما تعددت مظاهر ومفاهيم الألوهة ، وأن لا علاقة لها على الإطلاق بأية مفاهيم ومعتقدات قديمة بدائية .رغم أن الإسلام يعترف في بعض آيات القرآن بالمسيحية واليهودية وحتى بالصابئية. والمسيحية تعترف باليهودية حسب الإنجيل أو الأناجيل . واليهودية لا تعترف بما قبلها من عقائد رغم أنها أخذت الكثير من المعتقدات الأقدم الفرعونية والبابلية والكنعانية . الإسلام ينفي تثليث الألوهة رغم اقترانها بشخص النبي محمد وجبريل (ناقل الوحي) مع الله ، فلا يذكر اسم محمد أوصفته إلا ويذكر اسم الله معه وفي الشهادة ينبغي ذكر محمد مع الله .ونصف الشهادة لا يقبل فهو غير محمود كأن يقال " أشهد أن لا إله إلا الله " فقط . وإذا ما عدنا إلى ابن عربي وبعض المتصوفة سنجد أن الخلق جاء من الحقيقة المحمدية التي كانت في العماء الإلهي (الهيولى البدئية ) منذ الأزل ! وفي المسيحية لا تتم البسملة إلا باسم الآب والابن وروح القدس . ثلاثة أقانيم في ذات إلهية واحدة أزلية . في اليهودية ضاعت المفاهيم بين إيل وألوهيم ويهوة والرب والله وغيرهم ، وإن كانت قد استقرت على رب الجنود يهوة !بنسبة كبيرة . سأستعرض الآن هذه السلسلة من (الثالوثات والتعددات الإلهية ) بغض النظر عن كيفية تطورها وتناقلها من أمة إلى أمة ، متجاوزا المراحل الأولى للدين المتمثلة في السحر والطقوس السحرية والطوطمية، ومتجاوزا صراعات وتحولات وتعددات الآلهة بعد مظاهر الوجود البدئي : العائلة الخالقة الأولى :أي الإله الواحد، في عقائد جنوب شبه جزيرة العرب ( اليمن ومحيطها ) : القمر : الأب . الشمس : الأم . الزهرة : الإبن . أقانيم ثلاثة تمثل الألوهة . يرد القسم في القرآن بالشمس والقمر والنجوم وحتى بالتين والزيتون . فما الذي يعنيه القسم بها إذا لم يكن لها علاقة بالوجود الإلهي ؟! مرحلة لاحقة في شبه الجزيرة العربية : يمكن أن تكون ممثلة في ثالوث إلهي : أللات (الله ) العزى . مناة . ومن ثم تعددت الأوثان التي ترمز إلى ألوهة ممثلة في ذات إلهية واحدة ، وما الأوثان إلا للتقرب بها إلى هذه الذات ، التي بني لها العديد من الكعبات ( جمع كعبة ) ثمة روايات ذكرت 23 كعبة . وحدت فيما بعد في كعبة واحدة ، توجها الإسلام بتحطيم الأوثان . مراحل ما بعد الأوثان في الجزيرة : اليهودية . الصابئة . الحنيفية الابراهيمية . النصرانية ، الإسلامية
العائلة الخالقة السومرية البدئية ( التكوين السومري البدئي ) : آن . إله السماء . زوج كي . الأب . كي . إلهة الأرض ، زوجة آن .الأم . إنليل : إله الهواء . الإبن .
العائلة الخالقة البابلية : ابسو : الماء العذب ( الله الأب( تعامة : الإلهة الزوجة والأم . الماء المالح . ممو : الإله الإبن . الأمواج المتلاطمة.
عائلة خالقة فرعونية : رع : الشمس . الله . جيب : إله الأرض زوج . نوت : إلهة السماء . زوجة جيب .
العائلة الإيزيسية : ايزيس الأم أوزيريس الأخ والزوج !! حورس الإبن ( ايزيس تحمل من خالق دون زوج كمريم العذراء )
عائلة فرعونية لاحقة آتونية ( شمسية ) اتفق المؤرخون على أنها من وحد الألوهة ، ونحن نعتبرها مرحلة متطورة من التوحيد : آتون : الشمس . الله . أخناتون : الإبن ! نفرتيتي . زوجة أخناتون ابن الله !
مقطع من ترتيلة أخناتونية:
" يا آتون الحي الذي يظهر في السماء كل يوم والذي ولد ابنه المبجل " وا- إن –رع " ( أخناتون ) على شاكلته . ابن رع الذي يستمد من جماله . أنا ابنك الذي يعمل لمرضاتك ويبجل اسمك
)فراس سواح . تاريخ التوراة العبرانية . ص 85)
العائلة الخالقة الكنعانية : إيل ( الله ) كبير الآلهة الكنعانية عشيرة : الزوجة الأم . يم : الابن .
عائلة كنعانية لاحقة : بعل . الله . الزوج . عناة : العذراء . الزوجة . عشتارت : الإبنة .
العائلة الخالقة اليهودية : إيل . أيلوهيم . يهوة : ثلاثة أسماء لإله واحد . آدم : بمثابة ابن . حواء : بمثابة ابنه . موسى : كليم الله . حامل وصاياه العشر . قائد بني اسرائيل . مؤسس العقيدة اليهودية .نبي حسب المسلمين . العائلة الخالقة الهندوسية : براهمان : إله فيشنو : إله مساعد شيفا : إله مساعد
العائلة الخالقة النصرانية ( المسيحية : الروح القدس :الله الأب . الأزلي . روح الله .المبدع المجدد للحياة .وهو الأقنوم الثالث في العقيدة المسيحية الذي يحتوي ليس على الأقانيم الثلاثة فحسب لتصبح واحدا، بل على كل ما يتعلق بالخلق ( وهذه الأخيرة من اجتهادي ) يرمز له برموز كثيرة منها الحمامة البيضاء . المسلمون يعتبرون الروح القدس جبريل
يسوع المسيح : الإله الإبن . مريم العذراء : الأم المقدسة . كل ما مر معنا من تثليث أو ثالوث إلهي في المفاهيم البشرية لا ينفي أن تكون الغاية هي فهم الألوهة بحد ذاتها : الغيب المجهول . القدرة الخالقة . الحقيقة المطلقة . الطاقة الكامنة ما وراء الكون والخلق . ويمكن اختصار كل ذلك بكلمة أوجدها البشر : ( الله )! والغاية من فهم الألوهة هي للتواصل معها والتقرب إليها بل والوجود فيها ! ولا أشك في أن المعتقدين بوحدة الوجود هم الأقرب إلى الصواب في فهم الألوهة ، مهما تعددت مفاهيم ومظاهر الخلق . فالعائلة الخالقة عند هؤلاء تتمثل في الوجود كله وليس بجزء منه أو فرد أو كائن فيه . ونحن أحد هؤلاء بالتأكيد ، غير أننا نختلف في فهم وحدة الوجود أيضا كما تختلف العقائد السالفة . والآن إلى مطلع ترتيلة توحيدية من مصر الفرعونية القديمة : " واحد ،ولا ثاني له ، واحد خالق كل شيء قائم منذ البدء، عندما لم يكن حوله شيء والموجودات خلقها بعد أن أظهر نفسه إلى الوجود أبو البدايات ، أزلي أبدي ، دائم قائم خفي لا يعرف له شكل وليس له من شبيه " (فراس السواح : الأسطورة والمعنى ص 189 .)
المفاهيم والإجتهادات تختلف لكن الغاية هي وحدها . ويا ليت البشرية تتفق على الغاية . لعل صراعات الأمم تقل .. مراجع : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : جواد علي . فراس السواح : الأسطورة والمعنى مغامرة العقل الأولى . دين الإنسان . لغز عشتار . تاريخ التوراة العبرية . واليس بدج : الديانة الفرعونية . نصر حامد أبو زيد : فلسفة التأويل . الكتاب المقدس .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وحدة الوجود في المفهوم الحديث المعاصر حسب محمود شاهين ( أنا
...
-
النص الكامل لقصة - أبناء الشيطان - كما صدرت في حلتها الأخيرة
...
-
بعد شهر من اشتراكي في الحوار المتمدن !!
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (9) وأخيرة
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (8)
-
أنا واحد كذاب !!
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (7)
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (6)
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (5)
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (4)
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (3)
-
محنة العقل الحديث ومحنة المثقف !
-
في محنة العقل العربي !
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (2)
-
قراءة في قصة الخلق التوراتية (1)
-
ملكة السماء تنشد سحر جمالها للأديب !
-
ابن الله ( الفصل (12) من الملحمة الأدبية ( رحيل معلن إلى رحا
...
-
المسيح الصوفي والبطل التراجيدي (2)
-
الألوهة الذبيحة في المسيح الإله (3)
-
قلق قلق قلق !!
المزيد.....
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|