أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - مرة أخرى















المزيد.....

مرة أخرى


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى
المشروع الغربي والإسلام السياسي
ما بعد الحداثة وتفجير الخصوصيات
في الصدمة المريعة التي حدثت جراء الحربين العالميتين في أوروبا , وخصوصا الحرب العالمية الثانية واستطالتها في الفظاعة النغازاكية في اليابان , هذه الفظاعة الهيروشيمية إن شئتم
قد أسست : لتاريخ جديد كليا للبشرية : التاريخ النووي في إحداثيات الآن الأمريكي بما هو الآن : الذي يتجوى داخل كل المجتمعات البشرية ويتلون تاركا العنان لكتاب السيناريو والمقالة
السياسية السريعة : Take Away , التي يتمثلها الذهن الإنساني كما يتمثل جسده وجبة الهمبرغر السريعة و: مزيدا من التقنية , مزيدا من اختراق العالم الصغير عالم الخلية الأولى
تماما كما اخترق نواة الذرة : وفجر العالم نوويا , الكائن الفرد في عقر داره وليس مبعوثا : دراسيا أو دبلوماسيا إلى عقر دار الغرب , التقنية باتت محمولة على النسق الانكليزي إلى كل
طفل وكل غرفة في هذا العالم ـــ ذيول هذا في مجاعات إفريقيا و تسو ناميات آسيا لا يغير في الأمر الشيء الكثير بل العكس ربما يضيء هذا الآن الأمريكي أكثر بما هو آن لكل البشرية ! ــ
إنها الصدمة التي خلفت ما بات ركاما الآن من النتاجات [ الما بعد حداثوية ] وعاد اليسار الفرنسي ليصرخ مرة أخرى : مزيدا من التقنية , ومزيدا من الأمركة على الطريقة الفرنسية !!
لأن ميشيل فوكو مات شاردا في شارع تحت عجلة هذه التقنية , وجيل دولوز انتحر دون معرفة السبب , وجاك دريدا لم يعد يجد ما يفككه , ويؤوله ... إنها الصرخة الأخيرة في الدفاع عن
الخاص والفردي والأقلوي , والمهمش وعلى هذا الطراز : الشعوب الفقيرة في العالم الذي لم يعد الآن ثالثا !! لم يستفد العالم كثيرا من فضح [ المركزية الأوروبية وعقلها الغربي ] ومات
أصحابها قبل أن يفجعوا بنتاج أعمالهم وكيف تحولت إلى جزء من الآن الأمريكي , لم يكتشفوا قبل موتهم : أنهم الجزء الأكثر حداثوية في هذا العقل المركزي الأوروبي الذي تحول الآن
ليصبح عقل العالم بامتياز وبعلامة الجودة من هيئة المواصفات والمقاييس الدولية !! فإذا كانت حركة الاستشراق والتي ترافقت مع ما يعرف بالاستعمار القديم : قد نبشت الآثار
الكبرى للبشرية : وحفرت فيها وبنصوصها الدينية والدنيوية , هذه الآثار الكبرى للحضارات الكبرى المندثرة أو المتراجعة أو التي هزمت بفعل الشيخوخة والمرض ..الخ أو بفعل هذا الاجتياح
نفسه , وكانت الأنثروبولوجيا الفللوجية#1 رائدة التأويل واكتشاف الآخر الصنو بالحضارة والعراقة والتراث والتاريخ , وكان حفرا دمويا في بعض مراحله لأنه حفرا لم يكن من السهولة
القيام به دون المرور على الحواضن الجمعية والحامية لهذه الآثار : هذا الحفر الدموي الذي عرف بظاهرة الاستعمار أيضا , الذي أراد اكتشاف الأنساق الكبرى لحضارات البشرية من أجل
استثمارها رمزيا وماديا أو من أجل اجتياحها وإلى غير رجعة من هناك : حيث الشرق في محيط المتوسط وآكلي لحوم البشر في أفريقيا والديانات الوضعية في عمق آسيا الجنوبية والشرقية .
لتعود وتصدر ما عرفته أو أنتجته أو أعادت إنتاجه إلى أصحابه مبذورا فيه تاريخية وتفاصيل هذا العقل الغربي وقيميته!! عبر ما تم إقامته في هذه الحواضر ــ التي لم تعد كذلك ــ أو تم
فرضه أو تصديره لا فرق : أنظمة التعليم والمدرسة بوصفها مؤسسة المؤسسات في الوصول إلى المبتغى الأخير أن يصبح كل فردا في العالم : غربيا !! مع احترام خصوصياته بالطبع !!!
وبقيت هذه الخصوصيات الكبرى تدور في فلك عدم قدرتها على مواجهة العالمية الغربية , وكي لا ينزعج الغيورين من القومويين والإسلامويين نطرح السؤال عن اليابان :
ماذا تبقى من الخصوصية اليابانية وهل الحضارة العربية أكثر عمقا و قيمية من حضارة الساموراي ؟؟
أما ما بقي لما بعد الحداثة و أنثروبولوجيتها البنيوية : هو الأنساق الصغرى التي بقيت بمنأى عن حركة الاستشراق الكبرى التي تحدثنا عنها : أساطير الهنود الحمر وميكرونيزيا, وسكان
الأصليين في أستراليا وما يحيط بها من جزر وأصقاع اكتشفت حديثا , والأقليات الدينية والطائفية التي كانت منغلقة لأنها مهمشة في حضاراتها الكبرى : الأقباط في مصر مثلا .
وبهذه اللوحة لم يعد في العالم المعاصر ما هو غير مطروح للبحث في ثقافات البشر وخصوصياتها الثقافية والدينية ..الخ : الأنثروبولوجيا البنيوية : ليفي شتراوس , الحفر في الجزئي عند فوكو
ولادة السجن #2, الجنسانية في سياق التحرر من مقولة الموضوع : في العقلانية الأوروبية ومن أجل فلسفة للذات في انهمامها [الأخلاقي والقيمي في سقراطية معاصرة] بذاتها . النفس
بوصفها عنصرا داخل البنية اللغوية واللسانية عند لاكان , تفكيك النص العقلاني متمثلا في الهيغيلة عند دريدا ... الخ ولكن ما يهمنا هنا : أنه لفرط الحساسية القومية والدينية في
المنطقة العربية : نهض التيار القوموي والإسلاموي المتنور وألتقط هذه المقولات الما بعد حداثوية , وبدأ بالعمل عليها ــ مع حفظ الفارق بين مفكر وآخر و التلوينات الأيديولوجية المختلفة ــ
من أجل إعادة إنتاج الخصوصية القومية أو الإسلامية ثقافيا وسياسيا .. الخ من أجل ماذا في الواقع : من أجل إحياء المشروع الإسلامي في لؤلؤته العربية !! وساعد في هذا ألمر النظم
السياسية العربية في تعريب هذه الثقافة لا بل مساعدتها أحيانا للدفاع عن الخصوصية والنهوض العربي : وتلك النظم نفسها تعي أكثر من هؤلاء أن التاريخ لا يعود إلى الوراء , وأصبحت
هذه النظم التي انتهكت أبسط حقوق الإنسان العربي : خط بارليف الأخير في الدفاع عن الهوية القومية والخصوصية الثقافية بمواجهة الغزو الثقافي الغربي , وللمفارقة : تم الاستناد إلى
منتوجات الفكر الغربي نفسه بنسخته الما بعد حداثوية , ليعود هذا الفكر الآن إلى ذات الشرنقة التي لازال فيها النظام السياسي العربي المافياوي , متحصنا في مقولة جديدة : الداخل / الخارج.
هذا من جهة ومن الجهة الأخرى نهضت ثقافة في سياق الدرس الما بعد حداثوي تستنهض الثقافة الأقلاوية المقموعة في بلدانها الأصلية , تودورف والهنود الحمر كانت آخر الصيحات الما بعد
حداثوية. هذا الدخول المابعد حداثوي أكمل دون أن يدري فتوحات العقل الغربي نفسه وفجر آخر الخصوصيات والأنساق الصغرى , كما أنه دخل إلى أماكن جديدة وقارات أخرى في هذه
الأنساق الحضارية الكبرى : النسق الإسلامي والعربي أحد هذه الأنساق التي حفر فيها حتى لم يبقى هنالك قاع كي يصل إليه !! محمد أركون نموذجا , الوضع الطائفي في سوريا : هولينباخ .
وبهذه اللمحة السريعة نستطيع القول أن : العقل الغربي أكمل دورته حول الكوكب وفي باطنه وما يربط أنواع بشرها ثم وصل إلى الفرد / الإنسان . وهذه آخر محطاته الكبرى . لأننا بعد ذلك
والآن أصبحنا داخل قطاره الكوني , بغض النظر عن رؤية كل منا لموقعه داخل هذا القطار الكوني : يصعد بنا ربما في يوم ما إلى المريخ !! من يدري ؟؟وبالتأكيد الإسلام السياسي أحد ركابه
وليسوا خارج هذه العربة !!! الانكشاف الثقافي والحضاري والقيمي قام فيه الغرب#3, وعلى أساسه أصبح المشروع الغربي مشروعا للبشرية , بكل طبقيتها ذات النتائج السيئة .
ربما لم يعد الأمر مستحبا أن تذكر كلمة الطبقية : ليس فقط نتيجة لانهيار الاشتراكية في عالمنا العربي والإسلامي بل لتواطؤ مديد ولازال مستمرا في احتجاز الثيمة الطبقية بالمساومة
العتيدة بين الإسلام وممثليه على كثرتهم وعلى اختلاف طرق جهادهم : مساومة متينة البنيان بين الإسلام السياسي والغرب عموما : وليس الغرب كله بل الغرب الذي أصبح عدوا لهذا الإسلام
السياسي : وهو بالضبط الابن ربما غير الشرعي لهذا الغرب القووي بامتياز و العولمي بامتياز !!!؟#4 احتجازها داخل البعبع الإلحادي أو العلماني بشكل أدق . الذي لازال هو الشيطان الأكبر
بالنسبة لهذا الإسلام السياسي , والثيمة الطبقية ليست ثيمة شيوعية فقط بل هي ثيمة : العدل وحق البشر في ألا يتعرضوا لهذا الاستغلال !!! وهذا الذي مازال اليسار وحركاته النقابية في
غالبية الدول ــ نقول الدول وليس السلط !!! ــ يناضل بقوة وبشدة من أجل هذا الحيف الطبقي ورفعه عن كاهل الكتلة الإنسانية في هذه المجتمعات. وبالعودة لموضوعنا : الإسلام السياسي هو
نتاج لتفجير الخصوصيات الكبيرة والصغيرة التي قام فيها العقل الغربي في رحلته الأثيرة والمثيرة نحو النيرفانا بنسختها الهيغيلة المعدلة : حدا ثويا وما بعد حداثوي .
وودنا من هذه العجالة أن نفتح خطا مغفلا في النقاش الدائر حول العلمانية والإسلامية والليبرالية والديمقراطية , كمفاهيم أصبحت مهمة بعد أن طرحت نفسها على الواقع العربي عموما
والسوري خصوصا ... وللحديث صلة .
الهوامش :
#1 ــ والتي ترافقت مع الدراسات الأمريكية و الأثنولوجيا السلوكية...
#2 ــ دون أن ننسى الخطاب الطبي وولادة العيادة , وخطاب الجنون : إنه الهامش والعالم ثالثي والشعوب الصغيرة والتي لم تكن قد خرجت من جهل أساطيرها
البسيطة والساذجة .
#3 ــ لم يعد هنالك ما هو مخبوء على هذا الغرب وبالتالي لم يعد هنالك سترا لأي ثقافة أو أسطورة و لا حاجزا أمام البشرية لتدرسه وتتحاور معه أو تسيطر
عليه ... الخ . ولا بد في مرة أخرى التوقف عند موضوع : السينما الأمريكية أعادت وتعيد كتابة تاريخ العالم من جديد سواء فللوجيا أو ما بعد حداثويا.
#4 ــ رغم هذا العنف المتبادل بين النسخة الجهادية وغير الجهادية من هذا الإسلام السياسي والغرب الزاحف نحو مواقعه الأخيرة .


غسان المفلح ــ كاتب سوري
سويسرا



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الغربي والإسلام السياسي
- العلمانية والإسلاموية في سوريا
- الديمقراطية الثقافة والتأسيس
- المرأة بين حقوق الإنسان وجاهزيات الجسد ... وجهة نظر ...


المزيد.....




- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - مرة أخرى