أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - بُقع ضوء داعشية...!!














المزيد.....

بُقع ضوء داعشية...!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


..! بُقع ضوء داعشية
إنها بُقع ضوء خافتة ، وليست من إنتاج الدواعش ، لكنها منتوج جانبي لوحشيتهم . فمشاهد الذبح وحز الرؤوس بالسكاكين ، صدمت الصغير قبل الكبير وأذهبت لب الحليم . وها هو رسام كاريكاتير يُعلق بكوميديا سوداء على ذبح دجاجة ، وهذا رابط الكاريكاتير :
http://www.alquds.co.uk/wp-content/uploads/picdata/2014/09/09-25/25qpt970.jpg
والسُخرية ، وتحديدا من الذات ، هي الخطوة الأولى على طريق النقاهة من "مرض شديد" . وذلك ،لأنه سواء رغبنا أم أبينا ، فإن الداعشية والداعشيين جزء من جسد هذه الأمة ، قد يكون جزءا مصابا "بالغرغرينا " يجب بتره لئلا يُصاب سائر الجسد ، لكنه يبقى منا وفينا .
ويزداد المشهد الكاريكاتيري سوداوية ،بإعتبارأن ما يجري للحيوانات على يد الإنسان ، هو داعشية أيضا . وقد عبر عن هذا الموقف سابقا ، الروائي الحائز على نوبل ، اليهودي الأصل ، بيشبيس زينغر ، حينما وصف ذبح الحيوانات وتناول لحومها ، بأنه كارثة أو هولوكوست . في مقارنة "جريئة " مع كارثة اليهود على أيدي النازية . وهكذا كتب : " بالنسبة لهم (أي للحيوانات ) كل البشر نازيون ، وكل يوم بالنسبة اليهم هو تريبلينكا (معسكر ابادة نازي ) " . فهل سيحظى الإنسان إبن هذا الشرق على كافة أطيافه القومية والدينية ، بمُدافع صلب عن حقه في الحياة في وجه الذبح الداعشي ، كما حظيت الحيوانات بمدافع صلب عنها ..!!
وللشفافية ، فأنا وأبناء اسرتي ، نأكل اللحوم ، لكننا لا نملك الجرأة على رؤية حيوانات تُذبح ..!! فهل هذا نفاق وزيف ؟؟ ربما ..
لكن ، ما أعرفه من الكثيرين ،بأنهم لا يستطيعون مُشاهدة فيديوهات داعش ، التي تُحزُ فيها الرؤوس ، فهل هذه هي أول الطريق الموصلة الى نبذ العنف والذبح ..؟؟ فداعش تريد أن تجعل مشهد الذبح روتينيا ومُتداولا حتى يترسخ في الأذهان ، ومجرد رفض المشاهدة ، قد يرمز الى رفض البشاعة ورفض لتبلد الشعور أيضا .
فالسخرية من الداعشية والتمسك بأبسط المشاعر الإنسانية ورفض تبلدها ، هو بقعة ضوء صغيرة وخافتة .
اما نقطة الضوء الثانية التي رأيتُها من منظوري الشخصي ، فهي قائدة الطائرة الإماراتية العسكرية ، مريم المنصوري ، التي شاركت في قصف مواقع داعش .
وتأتي أهمية مريم لكونها إمرأة في المكان الأول ، فداعش هي أعدى أعداء المرأة ، وبما أن أشباه الرجال من حاملي الفكر الداعشي تجاه المرأة ، ولو لم ينتموا لداعش ، اشباه الرجال هؤلاء لا يُحركون ساكنا في الدفاع عن حقوق المرأة ومُساواتها ، فلا بد للمرأة والحالة هذه إلا التصدي لهم بكل الوسائل . ومريم ، قد تكون لاحقا ، رمزا للمرأة ، لكونها تقتحم مجالا ، لم يكن للمرأة فيه موطأ قدم . وتُمهد الطريق أمام الفتيات لخوض كل مجالات الحياة التي كانت حصرا على الذكر فقط ..
عدا عن أن مريم تعرضت من هؤلاء الدواعش غير المُنتمين إلى النبذ وإعلان البراءة منها ، حيث أصدرت عائلتها بيانا بالبراءة منها . لأسباب واهية ، وهي مُشاركتها في قصف مواقع للثورة السورية ..!!
والسبب الحقيقي لإعلان البراءة ، في رأيي ، هو لكونها انثى فقط . فلو كانت ذكرا من أل المنصوري لفاخروا به العالمين ..!! ومما يبدو للعيان فهي صامدة أمام هجوم الأهل والعشيرة عليها .
وتنضم مريم ، وفي قرائتي الخاصة ايضا ، إلى صفوف المُقاتلات الكرديات البطلات اللواتي حملن السلاح في وجه الدواعش ، ويُسطرن كل يوم مأثرة جديدة في التضحية والدفاع عن شرف وكرامة الإنسان ، ذكرا وأنثى . ولا ننسى في هذا السياق أيضا شهيدة الحرية الحقوقية سميرة النُعيمي التي تحدت رُعب الذبح الداعشي . لها ولكل النساء الشجاعات والمظلومات الف تحية .
فهاته المناضلات لم يتحدين داعش فقط ، وإنما يتحدين كل كاهنات القمع ، الداعيات إلى قبول الخنوع والرضا بإدارة مملكتهن من مطبخ البيت ..!!
ومن إضاءات داعش التي "ستُحسبُ " لها لاحقا ، هي إجبار رجال الدين بالخروج عن صمتهم المُشين ولفترة طويلة .. فقد توجه بعضهم ، ومن بينهم مشهورون ، برسالة مفتوحة إلى "الخليفة " البغدادي ، يردون فيها على فهم البغدادي وعصابته للنصوص الدينية الإسلامية .
والرسالة طويلة وهذا رابطها لمن يريد الإستزادة :
http://lettertobaghdadi.com/14/arabic-v14.pdf
والمهم في هذه الرسالة في رأيي هو هذه الإستنتاجات التي يتوصل اليها هؤلاء المشايخ ، وليس فهمهم للنصوص فقط . فهم يستنتجون ما يلي ، وفقا لفهمهم للإسلام :
أولا : لا يجوز الإساءة للنصارى
ثانيا : يجب إعتبار اليزيدين أهل كتاب
ثالثا : لا يجوز الرق ، فقد انتهى بالإجماع
رابعا : لا يجوز الإكراه في الدين
خامسا : لا يجوز سلب حقوق النساء
سادسا : لا يجوز سلب حقوق الطفل
وقائمة الإستنتاجات طويلة ، لكنني اخترت هذه ، لما لها من أهمية مُستقبلية . فهذه الإستنتاجات تتماشى مع مواثيق حقوق الإنسان ، وحرية المُعتقد .
فهل نحن شهود على فهم للنصوص المُقدسة يتساوق مع القرن الحادي والعشرين ؟ يكفي أن هؤلاء ، يقررون بأن قراءة النص هي قراءة بشرية ، قابلة للموائمة مع العصر .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكثر قراءة..!!
- الإله الأعرج ..!!
- -خلّي هالباب يلقى من الكلاب -..!!
- ألعبيد حين يملكون ..!!
- من أجل خاطر عيونكم ..؟؟!!
- المسلم كيّس فَطن أم كيس قطن ؟؟!!
- إنما ألمسلمون وغير ألمسلمين أُخوة ..في ألوطن .
- انه وَغدُنا اللطيف...!!
- سيكولوجية الأسير : المجتمعات والدول العربية كمراكز إعتقال
- بستوريوس وهرم الأعراق ..
- بين الحُلم والمعنى ..
- غارقون في بولهم ..!!
- - علم ألنحو- والجنس..
- أينشتاين ، أللحمة وبعض أسباب ألتخلف ألعربي ..
- في ظرفية ألنص و-الأزهري- المُتبلبل ..!!
- ألمُنزلق نحو ألفاشية...
- معايير ألنصر والهزيمة ..
- ألسر ألدفين من وراء ألخلط بين حماس وفلسطين ..!!؟؟
- ولا أُنازع الأمرَ أهلَهُ ..!! أو خلق وعي -مُقعد - ..
- -رحلة - الأُنثى مع ألذكر ، ليارا محاجنة ..


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - بُقع ضوء داعشية...!!