أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - متابعات صحفية















المزيد.....



متابعات صحفية


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 336 - 2002 / 12 / 13 - 04:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                 متابعات صحفية
                                         ( (46

   

جريدة الثورة:        يوم السبت 14كانون الاول2002 بدء فعاليات مهرجان المربد الشعري الثامن عشر
مثلما حول النظام العراقي حياة العراقيين الى معركة طويلة الخسارات ،حول بخبرته التعسفية المرعبة كل الظواهر الفنية والاحداث الثقافية في العراق الى برامج دعائية لحروبه وعدوانيته ، ومن بين هذه الفعاليات الثقافية كان مهرجان المربد، بما اسّسه من حلم في التواصل الفكري والثقافي،لكن نظام صدام افرغ هذا المهرجان من اهدافه الثقافية والفنية والانسانية منذ سنوات طويلة.
هذه الايام  يحتفل النظام ببدء أعمال المربد الشعري الثامن عشر، وتحت الشعار /لماضينا نغني..لمستقبلنا نطلق الكلمة/، ذاته شعار السنة الماضية،والتي تابعت خلالها فعاليات المهرجان الفقيرة والمثمنة بالكوبونات النفطية وارصدة الدولار الباهظة، في حفلات السمسرة الثقافية وصفقات القصائد بما يفوق التصور. وكانت فعاليات المربد السابق مقتصرة على نفس الوجوه المشتراة كل سنة ،ونجوم تسويق النظام: المتوكل طه، ومروان الخاطر من فلسطين، ومحمد الفيتوري من السودان، وعبد الرزاق عبد الواحد وعلي الياسري .
 بعد جولة في المحافظات، عادت وفود المربد لتحضر حفل تقديم  هدية ياسر عرفات لاتحاد الادباء العراقيين حيث أقيم احتفال خاص في اتحاد الأدباء حضره الشاعر المتوكل طه رئيس "بيت الشعر" في فلسطين، والذي قدّم الهدية  وهي عشرة عناوين لشعراء عراقيين داخل الحصار، و ثلاثة ملفات عن الشعر العراقي المحاصر في مجلة "الشعراء"، كذلك تم تسليم بعض إصدارات "بيت الشعر"!!
وكنت  تابعت اواخر عام 2000 بعض اخبار مهرجان المربد السادس عشر واتذكر ان اكثر شيء شدّ انتباهي كان في مقالة متميزة للكاتب والصحفي المصري ياسر عبد الحافظ الذي حضر فعاليات المربد السادس عشر، والذي نشرته مجلة( اخبار الادب ) مع صورة لبغداد كتب اسفلها(من شرفة الفندق، منظر مخادع)..
مقال ينقل صورة العراق الموجزة من صحفي زار بغداد لبضعة ايام وحاول ان يوصل للقارئ العربي فاجعة المشهد، لن اطيل التعليق على المقال،لكني من عمق حزني مع كل كلمة فيه احيي كاتبه واتمنى لو انه امعن كثيرا في بعض اسباب هذا الوجع العراقي..


 البحث عن العراق*:
             ابتسامة السلطة وأحزان الناس في بلد محاصر!!
                                                                                      ياسر عبدالحافظ

الكتابة عن العراق، عن هذه الرحلة، وفي هذا الوقت تحديدا ليست إلا مأزقا!
مأزق لأن العراق كتلة من السياسة، والسياسة بطبيعتها مربكة لا يمكنك التحدث عبرها بصراحة، لابد من قناع أو عدة أقنعة إن أمكن. بخلاف الثقافة إن لم يتوافر لها درجة من الصدق تصبح كلاما منمقا يقوله متحذلقون.
نحن ذهبنا إلي العراق لحضور فعاليات مهرجان المربد الشعري، وضمنا كان مفهوما أن مشاركتنا هي خطوة في سلسلة عربية تمت وتتواصل من أجل كسر الحصار. لكن السلطة (السياسية والثقافية والشعبية) هناك لا تفترض أن هذه المشاركة تتحقق بتواجدك داخل القاعات لسماع الشعر والمحاضرات النقدية، إنما تطلب تفاعلا كاملا مع قضيتها.. بكثير من التهذيب والدبلوماسية.
أول ما فعلناه في العراق زيارة النصب التذكاري للجندي المجهول، وآخر ما عرفناه ونحن نغادر أننا أعلنا تطوعنا في جيش صدام لتحرير القدس!!
قبل أن أذهب للعراق كانت معرفتي بما يحدث هناك نظرية، مثل كثيرين، معرفة تكفلت مئات المقالات وانطباعات الأصدقاء، ونشرات الأخبار التليفزيونية بتكوينها. معرفة سهلة ومسلية تختصر التفاصيل في جمل وكلمات قبل أن تحولها لمصطلحات تعلق في الذهن لكنها تفقد مع الالحاح علي تكرارها شيئا مما تعنيه في الواقع.
لهذا سيظل دوما من الصعب مشاهدة الحقائق المادة الخام قبل تلوينها وبثها اعلاميا، فالإعلام ينقي صوره من الألم. لكن الأكثر صعوبة تكوين رأي عن هذه الحقائق.. البعض يتحمس سريعا، الآخر يعترض، وهناك من يلجأ للحياد يصبح مثل كاميرا بدون مصور تصف كل ما يتحرك.. و أي اختيار منهم لا يخلو من خطورة!
الطريق الطويل الشاق تولي بجدارة تفكيك الغلاف الاعلامي عن مصطلح حصار ليرتد إلي ما يعنيه حقيقة: القسوة في تعذيب من لا ذنب لهم.
 17 ساعة وسط الصحراء، وعربة G.M.C قديمة بسائق صامت تآمر مع ثقل المسافة الطويلة ربما لتنبيهنا أن الحديث و الابتسام أصبحا علامات رفاهية رحلت لتترك للهموم وقتا تؤدي فيه دورها بحسب التعاقب القدري الشهير.كانت مصر للطيران قد أكدت أن طريقنا لبغداد لن يكون سهلا، وإذا نسينا هذا فهي تجد نفسها مسئولة عن تذكيرنا به، يتأخر ميعاد رحلتها ثلاث ساعات من الثامنة والربع إلي الحادية عشرة والنصف دون ابداء أسباب أو اعتذارات، ويرد شخص علي الأسئلة بحدة سوء أحوال جوية ، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فعندما نصعد للطائرة يتأخر اقلاعها ساعة اضافية في انتظار ركاب ما من الدرجة الأولي، همس البعض أن لهم مكانة ما في الأردن وتأكد هذا عندما جاء خدمهم الآسيويون للجلوس معنا في الدرجةالسياحية.
ينتظرنا في المطار شخصان أحدهما شاب والآخر في أواسط العمر يرفعان يافطتين مكتوبتين علي ورق عادي بخط كبير ضيوف مهرجان المربد الشعري لا أذكر إن كان أحدهما قد ابتسم أو ألقي بكلمة تحية، من المؤكد أن هذا قد حدث غير أني لا أذكر سوي وجهين متعبين ولقاء كأنه يتم في سرادق عزاء.خرجنا من المطار لأصطدم بمرأي السيارتين، ولو امتلكت الجرأة لعدت لحظتها، لم أتخيل هذا في كابوس، حالة العربتين ليست بهذه السوء، لكن المشكلة أن السفر بها هذه المسافة ليس إلا كارثة. هي أقرب لتلك العربات الذي تجده علي الطرق في المحافظات المصرية. ما هون الأمر قليلا أن عددنا كان صغيرا.. ستة أفراد فقط، فاستقل كل ثلاثة عربة فأصبحت هناك امكانية لشيء من الاسترخاء، وضعنا الحقائب وصعدنا ندعو الله أن يهون علينا الطريق ، لكن قبل أن نتم الدعاء جاءنا الشرطي.. دائما ما يأتي الشرطي!
يحوم حول العربتين، يتحدث مع السائقين، يعلو صوته وصوتهما، يسحب الرخص، ينزل السائقان، بعدهما بقية الوفد يستطلعون ما يحدث. كان الرجل مصرا علي تنفيذ القانون الذي يقول العربات التي من حقها حمل ركاب من المطار هي فقط التي تحمل رخصة بذلك وكان معني ما يقوله أن تسبقنا العربتان إلي عمان ونستقل نحن تاكسيات، ونستقل العربات من هناك، أفهمناه أننا ضيوف وأنه أمامنا سفر طويل، فقال أنه يعرف هذا ويحترمه غير أنه يحترم القانون أكثر ويصر علي تنفيذه، كنت أود أن أقول له ما قاله أمل دنقل للطبيب أن القوانين تسن لكي تخرق لكني تشككت أن يفهم المغزي، فقلت شيئا آخر: ستتسبب في أزمة دبلوماسية.. كانت دعابة أكثر منها تهديدا، غير أنه أخذها بجد وغضب وأصر علي موقفه أكثر، ولم يكن أمامنا غير السير علي أقدامنا نسبق العربات خطوات بعيدا عن عينيه، لكن ما أن بدأنا تنفيذ هذا حتي لان موقفه وصاح علينا أن نعود ونركب العربات، غير أنه لم ينس أن يرفع أصبعه في وجهي محذرا اركب لكن لا تقل لي أزمة دبلوماسية فقلت له ولا ترفع أصبعك في وجهي فهذا انطباع سييء عن بلد أزورها للمرة أزورها للمرة الأولي .

***                            
يجلس( أسامة الرحيمي (الأهرام) بجانب السائق، وفي الكرسي التالي حسام الدين السيد (اسلام أون لاين نت) وأنا علي المقعد الأخير، أسامة زار العراق قبلا جوا وبرا زيارتين ضمن حملات كسر الحصار لديه معلومات عديدة وخبرة جعلته يجلس بجانب السائق كي لا ينام فتحدث كارثة، بالنسبة لي كانت الكارثة مفيدة في تغيير المشهد الذي لا ينتهي وكأننا قضينا عمرنا كله علي هذا الطريق، تحدثنا حتي تعبنا، غفونا، تأملنا السماء والرمل بحكمة ولا شيء يتغير وكأنها خلفية في بلاتوه تصوير.
كل ثلاث ساعات أو أقل تتوقف العربة علي ما يشبه قرية وليست كذلك فقط بضعة بيوت ومحلات ودائما مسجد، سألني بائع أردني ابتعت منه شيبسي وماء بالدولار وأعطاني الباقي بالدينار عن مكان سكني بالقاهرة قائلا أنه زار مصر ويعرفها جيدا، قلت: في شبرا، هز رأسه بابتسامة، ثم سألني عن أحد مرشحي مجلس الشعب نجح أم لا لم أعرف الاسم، فقال لي أنه في دائرة بجانب شبرا، سألته عن اسمها فقال: البحيرة! ضحكت ربما لأول مرة منذ خرجت من القاهرة، شرحت له أن البحيرة ليست بجانب شبرا بل هي محافظة أخري مثل القاهرة، فسألني بنفاد صبر يعني نجح ولا لأ، قلت ما اعرفش والله بس هاسألك .
عبرنا الحدود الأردنية دون مشاكل، بعدها بقليل كانت نقطة الحدود العراقية تستقبلنا، مكثنا في قاعة مريحة ما يقرب من ساعة، كانت هناك اجراءات ما تتم، قال البعض انهم كانوا يفتشون العربات بدقة، غير أني متأكد أن هذا لم يحدث فالعربات كانت أمام القاعة، ونحن خرجنا منها أكثر من مرة إنما. لا أحد باستطاعته معرفة لماذا انتظرنا هذه الساعة.
انطلقنا بعدها مباشرة، نصف المسافة انتهت تقريبا، قلنا للسائق ألا يتوقف نرغب الوصول بأسرع طريقة، غير أنه قال إن العربة لا تستطيع السير دون توقف كل هذه المسافة، واصلنا ما ما بدأناه منذ الثانية والنصف ظهرا: السير والتوقف.. لا شيء آخر، وفي النهاية قبل أن نصل بغداد بحوالي ستين كيلو نفذ البنزين من عربة سائقنا متوسط العمر عبدالرحيم حسن، نزلنا الي الصحراء، سألناه ماذا ستفعل، همهم بما لا يفهم غيره وأخذ من العربة جركن فارغ وانطلق به واثقا وكأن البنزينة علي ناصية الشارع راقبناه صامتين حتي اختفي، ثم وهو يعاود الظهور ب الجركن الفارغ. حتي هذه اللحظة لم أعرف ماذا كان يحاول أن يفعل فأقرب محط تزود بالوقود تبعد ما لا يقل عن 300كم!!

***                          

كان التعب والجوع قد أوصلنا لحالة أقرب للسكر ماذا سنفعل في تلك الصحراء وهذا الجو القارس. أنقذنا الحظ.. كانت العربة الأخري بقيادة المنقذ: صلال وراءنا لم تسبقنا، ركبنا معهم عاطف حزين (الأهرام العربي)، وفاء عوض (الاذاعة والتليفزيون)، خيرية المنصور (مخرجة عراقية) فجأة وصلنا بغداد، من الصحراء للمدينة مباشرة لا يوجد خطوة انتقالية ربما باستثناء النخيل. العين دخلت مرحلة رفض أوامر صاحبها، يقول لها لا تسقطي الآن، تلك هي اللحظة الأولي التي نري فيها بغداد مسرح العمليات الحقيقي لألف ليلة وليلة أيفوتنا أن نري السندباد طائرا فوق سجادته يستمتع بهذا الهدوء، أتأمل مثل السياح الذين يدهشهم كل شيء: صورة للرئيس من جامع مزخرف مثل الحكايات، صورة للرئيس، اضاءة مريحة، صورة للرئيس، شوارع خالية، نصب ضخم يحتل ساحة ميدان، نخيل، الكثير من النخيل، أقوال للرئيس، صورة للرئيس..
صعدنا إلي غرفنا بفندق المنصور بعد أن أنهينا اجراءات استقبالنا، كانت الخامسة فجرا، الراحة كانت حلما بعيد المنال فأصبح بالامكان تأجيلها قليلا، من الشرفة يبدو نهر دجلة والجسور، تتشابه العواصم دائما من شرفات الفنادق دوما ما يبدو المشهد وكأنه فايف ستارز مثل الخدمة، تبدو بغداد من الشرفة مبتسمة وواثقة ولا أي مشاكل، في مواجهة سريري لوحة لتمثال مرجانة تصب الزيت المغلي علي الأربعين حرامي، وصوت المؤذن يدعو الله بصوت خافت جميل أن يكون عونا للعراق والأمة العربية علي أعدائها.

***                     
أهل بغداد والعارفين بها من الوفود العربية يؤكدون أنها تغيرت كثيرا، وجميعهم يتفقون علي جملة يقولونها في ختام الحديث عن التغيرات بشكل أقرب للاعتذار عشرون عاما من الحرب والحصار قاسية علي أي مدينة مهما بلغت صلابتها ، قلت لواحد من أهلها: بغداد حلوة، فنظر لي بتعجب قبل أن يقول: وين بغداد اللي انت بتتكلم عنها!مع هذا فقد رأيتها جميلة ووقعت في هواها مثلما يفعل الرومانسيون الصغار، وعندما وصلت مصر حلمت بشوارعها ونخلها وقباب مآذنها المزخرفة مثل الحكايات، واستيقظت علي الحنين، هناك ما يمنح بغداد حسا اسطوريا، تشعر أن السماء قريبة من الناس بإمكانك لمسها بإصبعك، التماثيل في الميادين تتم هذا الشعور، يملك العراقيون قدرا كبيرا من الاحساس بالعظمة والثقة بالنفس ويجسدون هذا في تماثيلهم، لكن التماثيل وحدها تستطيع أن تقف ثابتة في ظل الحصار أما الناس فلهم الله، فهم بحاجة إليه بشدة.
كنت أرغب في تبديل دولارات، قالوا لي في شارع السعدون توجد الصيرفة، أشرت لتاكسي فتوقفت عربة ملاكي، زالت دهشتي بعد أن أجابني: نستعين علي المعيشة، وهكذا يعمل كل الموظفين العراقيين تقريبا، يجوبون العاصمة بعرباتهم من أجل 100 دينار زيادة.
الفقر والحاجة هنا بلغا حدهما الأعلي، ورغم أن الأمور قد أصبحت أخف وطأة من ذي قبل (أحد المثقفين العراقيين وصف الحصار في سنواته الأولي بأنه بلغ حد الموت أو أقسي) إلا أن المعاناة مازالت مستمرة، يمكن ملاحظتها دون حاجة إلي التدقيق عديدة.. عدم وجود عربات من طراز حديث علي الاطلاق كثير جدا من زجاج العربات الأمامي مهشم، ولا يبدو أن هناك نية لتغييره في الوقت الحاضر، كذلك في البيوت (زجاج مشغل النحات الفذ محمد غني حكمت) أيضا في المحلات، في أحد المطاعم الفخمة بمنطقة المنصور وهي حي راق في بغداد كانت المرآة مشروخة في دورة المياه، نظرت إليها وكان علي وجهي المقسوم اثنين بداخلها أن يتلقي السؤال: من صنع الحصار؟! أجاب بفرحة اكتشاف مشروخة أيضا: أعرف، قلت له: احتفظ بالاجابة لنفسك!
الشعار الذي يرتفع ويعلو هنا: الصيانة، استبدال الأجهزة القديمة غير وارد، مراكز التصليح تعمل علي إعادة تشغيل كل ما يصيبه العطب لتطول مدة صلاحيته، الشعار الثاني: التوفير، الاقتصاد في كل شيء، الناس كلها تذهب لبيوتها مبكرا جدا، بعد العاشرة لن تجد إلا قلة في الشارع، بغداد التي كانت تنافس القاهرة في السهر حتي الصباح أصبح الهدوء التام أحد ملامحها، ربما يسهر الناس في المنزل، فالخروج معناه انفاق المال وهو غير موجود أصلا.
لا يمكن تصديق الي أي حد تردت قيمة الدينار العراقي.. الدولار يساوي تقريبا 1700 دينار، يزيد أو يقل بحسب الأخبار، تعقدت مفاوضات النفط مقابل الغذاء ترتفع قيمة الدولار، طائرة تصل كاسرة الحصار ترتفع قيمة الدينار.
في يومي الأول وبتصرف سائح ساذج بدلت خمسين دولارا ففوجئت أن معي ما يشبه الثروة، كان حملها مشكلة مستمرة، يتحسر المواطنون علي عملتهم السابقة، هذه بالنسبة لهم مجرد أوراق لا أكثر، اختفت النقود المعدنية تماما (أجزاء الدينار) وأصبحت أقل عملة هي 25 دينارا وتلك وهي في طريقها للاختفاء لا تشتري أكثر من علبة كبريت، وفي الأسواق يبيعون الآن الفلس داخل ميدالية كتذكار لما كان.!أكبر عملة هي ال 250 دينارا، السائق الذي يعمل بالفندق مصاحبا للوفود راتبة تلك الورقة.. يمكنه أن يشتري بها 10 علب كبريت!! مدير حسابات بإحدي الوزارات يعمل علي عربته الخاصة بعد انتهائه من العمل.. راتبه 300 دينار.
أي ما يزيد قليلا عن دولارين (حوالي 10 جنيهات مصرية)، قال لي الرجل أن راتبه قبل الحصار كان 100 دينار، بني منها بيتا وأسسه واشتري سيارتين واحدة له والأخري لامرأته، وباع الآن كل شيء ولم تبق له إلا هذه السيارة يعمل عليها حتي يذهب للنوم وأتمني ألا أصحو مرة أخري هكذا قال وأنا لم أعرف ماذا أقول.

***                         

ما أذهلني حقيقة قدرة هؤلاء الناس علي الصمود، وفي نفس الوقت الاحتفاظ بدماثة أخلاقهم وكرمهم. الرجل هذا.. مدير الحسابات سألته بعد أن وصلنا إلي المكان الذي أريده عن الأحبرة قال: بكيفك ، قلت: 500 كويس ، رد بنفس الهدوء: بكيفك . وهكذا الجميع ربما يطلب أحدهم زيادة قليلة، لكن إن رفضت فلن يدخل معك في جدل.
وسط ظروف كهذه يصبح تسول الأطفال أمرا طبيعيا، يلمون بنفس الطريقة التي يفعلونها في وسط البلد هنا، يبيعون التفاح في البصرة، ويمسحون الأحذية في بغداد، أو يطلبون مالا بلا مقابل لكي يأكلون، أكمل التفافهم حولنا بعد انتهاء زيارتنا لنصب الجندي المجهول تعميق الرسالة التي أراد المسئولون إيصالها لنا.. أن هذا البلد تم تدميره بالحرب والحصار.
من لم يتزوج قبل بداية سنوات الحصار فقد وقع تحت رحمة حسبة من المستحيل علي مواطن عادي حلها حتي لو عمل 100 ساعة في اليوم، الشاب العراقي بحسب تقاليدهم كما فهمت يتكفل بكل نفقات الزواج بدءا من ملعقة الطعام وحتي أدوات الماكياُج وفي المتوسط فإن الشاب الذي يرغب في الزواج يحتاج بهذه العملة إلي 4 ملايين دينار عراقي لتأجير منزل وتأسيسه، إلي جانب المصاريف الأخري للزواج...، وهناك بعض الأسر تقبل من الشاب 200 دولار لاتسأله بعدها أين سيقيم ولا تدقق إن كان الأثاث قديما أم جديدا أو حتي غير موجود أصلا، 200 دولار ثروة للعراقي الآن، غير أنهم ليسوا كذلك بالنسبة للأردنيين، عدد كبير منهم أتي العراق ليتزوج.. في عملية اشبه بالتجارة: شراء فتيات!
أحد المثقفين سألني ونحن نتحدث عن عمق المأساة: هل تعرف لماذا يقولون عن أحد الاغنياء مثلا أنه عايش متبغدد؟ لأن العراقي وبالذات في بغداد كان يحيا في ترف لايوصف، ومن هذا الترف إلي الفقر التام.. هذه هي المأساة!
تحولت بغداد لمدينة خالية من الحياة الحقيقية، كل الفتيات يرتدين الحجاب أو الزي الأسود ووجودهن في الشوارع والأماكن العامة محدود، الصيدليات جميعها بلا استثناء مغلقة، المطاعم شبه خالية، ومع هذا فالأسواق تعمل بكفاءة تامة وهذا هو المدهش، تجد فيها كل شيء.. الملابس المستوردة، الأحذية الجلدية، الأكسسوارات، الهدايا، الذهب والفضة، والتمور بالطبع أشهر منتج عراقي. تأتي البضائع (فيما عدا المنتجات الجلدية والتمور) عبر طريقين الأردن وتركيا، لكن علي الرغم من تدني أسعار معظم البضائع فلا يشتري سوي قليلين، فالأسعار مناسبة فقط للقادم من الخارج، التكلفة العالية نسبيا الوحيدة كانت في أسعار المكالمات الهاتفية فأربع دقائق للقاهرة تعني سبعة دولارات تقريبا، غير ذلك يلجأ الباعة للوصول بأثمان البضائع إلي حد ما قبل الخسارة.. يحاربون الكساد كأنه شبح.

***                            
سوق المتنبي تعدت شهرته لينصح المثقفون العرب بعضهم بزيارته، يقع في منطقة الكرادة، حي شعبي به سوق ملابس تقترب ملامحه من وكالة البلح، تباع فيه الملابس بأقل من نصف السعر الموجود في المحلات، في سوق المتنبي باع المبدعون والمثقفون العراقيون أثمن مما يملكون لأجل اطعام أولادهم، ذهبت إليه غير أن حظي السييء وفضولي وقفا دون ما أرغب، ففي الكرادة وجدت جمعا غفيرا من الناس يشكلون دائرة في حراسة الشرطة، اقتربت لأري، صوت الطبول كان يشير إلي أنه احتفال ما.. مسيرات من نساء ورجال واطفال، رجال يحملون أعلاما وعرائس خشبية ونساء يرتدين السواد، وأطفال يصيحون بأغنية ويقودهم رجل طاعن في السن يشبه المجاذيب، سألت فقالوا يوم بغداد، فما هو يوم بغداد؟ فأجابوا احتفال ومهرجان يقام كل عام من أجل بغداد (كسبنا صلاة النبي، فهمت أنا إيه) منعني رجل شرطة من التصوير مصرا علي أنه لابد من تصريح، فتخليت عن مهنتي ووقفت مثل بقية المواطنين المهذبين استمتع بالعرض الذي كان يقترب من نهايته. يبدو أن سياسة المهرجانات والاحتفالات متبعة هنا، ما الذي تعنيه فلسفة الاحتفال؟ محاولة إبعاد الناس عن همومهم، طرد الشعور بالوحدة (كانت هناك ثلاث ندوات عالمية تقيمها بغداد في وقت واحد.. وفندق المنصور كانت تقيم به وفود من كل دول العالم.. عدا أمريكا وبريطانيا المحرومين من دخول الأراضي العراقية بإذن رسمي... حتي متي؟!) دوما كان يراودني الإحساس أن هذه الاحتفالات تقام من أجل إعادة بثها تلفزيونيا مع إضفاء التعليقات المناسبة، صاحبني هذا الشعور منذ اليوم الأول، فعندما زرنا النصب التذكاري للجندي المجهول، وضعت شاعرة سودانية اكليل الزهور علي القبر، لكن قبل انصرافنا أخبرونا أنه علينا إعادة المراسم لأن التصوير التلفزيوني لم يكن جيدا!
لم أجد أحدا من باعة الكتب في سوق المتنبي بعد انتهاء يوم بغداد، فقط بضعة مكتبات (قرطاسية) تبيع الورق والأقلام والكشاكيل، قال لي أحدهم أن السوق (يعزل) مبكرا خاصة في هذا الوقت من السنة، فالكثيرون يحرصون علي صوم أيام من شهر شعبان تأسيا بسنة الرسول (صلي الله عليه وسلم). ولم يتح لي الوقت في الأيام التالية تكرار الزيارة، كنت الوحيد ضمن أعضاء الوفد المصري وبقية الوفود الذي لم يبتع كتابا من سوق المتنبي!

***                             
كان علي اقتسام الوقت بالعدل بين الناس والسلطة! أقصد بين رؤية بغداد علي طبيعتها بعد التخلص من عبء أني زائر رسمي وهو وصف له قداسته في العراق، وبين حضور جلسات وفعاليات المهرجان، وفي الحقيقة فقد كان لكليهما جاذبية لاتقاوم من الناحية الصحفية، فالحياة في الشارع رغم الحصار أو بسببه غنية بالتفاصيل، والمهرجان كان فرصة غير عادية للتعرف بالمبدعين والمثقفين غير الرسميين.
غير الرسميين لأنه مع الاهتمام الملحوظ بالشعر والثقافة بشكل عام من جانب الدولة، فهناك جيل كامل يتشكل وعيه خارج حدود المؤسسة، جيل يتابع بشغف وتيقظ الحركات الإبداعية في الوطن العربي، يسألون بنهم عن أحدث ما صدر في مصر من من دواوين ومجموعات وروايات، من الأسماء السائدة الآن، وأشكال الكتابة، كان مشهدا معتادا أن أجد أعضاء الوفد المصري في لوبي الفندق يحتسون الشاي (بعد أن عملنا الجرسون كيف يصنع شايا مصريا في كباية كبيرة) مع شعراء أو قصاصين عراقيين ونقاش ما يشتعل بعد التعارف.
يحيا هذا الجيل المتمرد إلي حد كبير علي قوانين المنابر ظروفا أقسي ما تكون، ليس فقط بسبب نقص المال، أو لاضطراره العمل بجنون لأجل لاشيء تقريبا، إنما لأنه لايستطيع التواصل مع إخوانه داخل وطنه أو خارجه، الكتابة بل والقراءة تكلف صاحبها الكثير هنا، كانت صدمة لنا معرفة أن  أحدهم قد تم حرمانه من استكمال رسالته للدكتوراه لأنه لم يقدمها في الوقت المناسب، لم يكن لديه المال لطبعها، غير أن المؤسسة الأكاديمية العراقية متشددة جدا في قواعد منح هذه الدرجة.جيل ثقافة الاستنساخ صوته يزداد وضوحا يوما بعد الآخر، ربما لم تتشكل له ملامح محددة بعد غير أن وجوده كهامش في الثقافة العراقية لايمكن مداراته، هم الأغلبية والأصدق في موهبتهم ومعاناتهم.
الاستنساخ هو التصوير الضوئي، يوجد هنا استنساخ مستندات ، وهذه العملية يعتمد عليها المبدعون الشباب في المعرفة بعد أن منعت أمريكا (الجبارة) الكتب من الدخول للعراق، تأتي الكتب مع الزائرين فيتم استنساخها بالمئات وتبادلها من يد إلي يد لتحمل معها رؤية يتوحدون حولها. ليس هينا أن يمنعوا وسائل المعرفة عن بلد تحب القراءة، وجودك في العراق الآن يعني انقطاعك عن كل ما يحدث في العالم الخارجي، لاجرائد ولافضائيات فقط القنوات التليفزيونية المحلية الثلاث، كنت قد حملت معي ما يقرب من مائة نسخة من أخبار الادب ، وفي الفندق قلت لمندوب وزارة الثقافة سأتيك بخمسين منها لتوزيعها علي من تري، قال نحن في انتظار أي مطبوعة. ولم أكن لأتخيل أبعاد ما قال.. فعندما وضعتها أمامه علي منضدته تخاطفتها أيدي شعراء وأدباء ونقاد في ثوان لم يستطع هو خلالها إنقاذ عدد لنفسه، ثم عاد كل بنسخة إلي مقعده وأصبح المشهد عجيبا.. كل الجالسين في بهو الفندق الواسع يقرأون أخبار الأدب . وسط حصار كهذا فإن كتابا صدر حديثا وخصوصا في الاتجاهات الأدبية الجديدة يعتبرونه كنزا فشل علاء الدين أن يأتي به.

الاستنساخ هو كذلك الحل المثالي لطبع أعمالهم الأدبية، فالنشر العادي يكلف صاحبه ما يزيد عن نصف مليون دينار (راجع أسعار العملات في بداية المقال)، لكن استنساخ العمل في مكتب كمبيوتر بما في ذلك الغلاف لن يتعدي 150 ألف دينار، إنما المشكلة الحقيقية أن عدد النسخ المستنسخة لاتزيد عن عشرين.. عشرون قارئا فقط لابد من انتقائهم بمنتهي العناية.
معادلة لايصمد أمامها سوي من يرغب حماية الهوية الأساسية لما يكتب، فالتخلي عن هذا والقبول بشروط السلطة الثقافية يعني المخاطرة.. فهي تطلب إبداعا من نوع خاص تفهمه الجماهير، إبداع يقول رأي (مؤيد) للسياسة المعلنة وهناك من يسقط، شاعر موهوب فوجئت به يلقي قصيدة طويلة في مدح المنابر لها ضرائب يجب أن تدفعها.

***                             
بعد أن يفرغ الشعراء من قصائدهم، وينتهي النقاد من تحليلاتهم، لايبقي ما يمكن عمله سوي النوم، حل مريح للجميع، منعت سلطات الدولة تناول الخمور في المشارب فأغلق شارع أبي نواس أبوابه تقريبا، تقدم بعض محلاته الطعام فقط.. السمك المسجوف الأكلة العراقية الجميلة، التي قيل لنا هنا أن جاك شيراك بعث في السبعينات بطاقم مطبخه ليتعلموا صنعها، بعد أن تذوقها ولم ينس طعمها.. وله كل الحق.
بضع مقاه تظل صامدة حتي ساعات متأخرة من أجل لاعبي الدومينو، المربعة حي المصريين هنا خاو كذلك، رحل جميعهم بعد أن كان تعدادهم قد بلغ 4 ملايين حسب التقديرات الشعبية، لم يبق منهم سوي من تزوج، من له مشروع... من ارتبط بأرض النخيل، لم أقابل عراقيا إلا وله صديق مصري، وبعضهم حملني رسائل إلي فلان الفلاني في كفر الشيخ، وآخر في طنطا... سائق تاكسي أوصلني الفندق ليلا، قال لي أن مصريا هو الذي علمه العمل بالليل، وأنهما تصادقا لدرجة أنه لم يكن يطرق الباب عند دخوله، وقال وهو يضحك: عندما كان يكلم أهله في مصر كنا نغلق باب البيت ونقف أمامه نطمئن الجيران أنه لاتوجد مشاكل، سألته لماذا، فقال من بين ضحكة الذي يكاد يغرق فيه: لأنه كان يزعق بصوت عال ازيك يااااماه ثم يبكي بصوت عال أيضا، ضحكت معه وازداد ضحكي علي نكت قديمة مصرية يحفظها عن صديقه، كنت اضحك لطريقة إلقائه إياها.. أما النكت فقد سمعتها في طفولتي!!

***                             
البصرة: شط العرب، إيران علي الضفة الأخري، بدر شاكر السياب، الطفل بائع التفاح والرقصة الحزينة.
لم أعرف علي وجه التحديد مغزي زيارتنا للبصرة إلا إذا كان مجاملة هذه المدينة وشيوخها، فهي التي كانت تستضيف المربد فيما سبق، ويتسابق أكابرها دعوة الضيوف والاحتفاء بهم.
مكثنا فيها يومين، وصلناها في الصباح بقطار خاص ضم الوفود العربية، كان في استقبالنا دفوف وغناء وتلميذات جئن قبل مدارسهن يوزعن علينا اللبن والتمر (عيش وملح)، ثم زرنا تمثال بدر شاكر السياب، ووضع عليه أحد الضيوف نائبا عن الوفود أكليلا من الزهور.
حجم الدمار الذي أصاب البصرة أكبر من أي مدينة أخري، فقبل الحصار كانت حرب ايران قد أضرت بها كثيرا، ولأنها أقرب مدينة للكويت فقد شددت أمريكا وبريطانيا علي قصفها. والأهوال التي عاشها أهلها تفوق بكثير ما عاشه أهل بغداد، ألفوا القصف من كثرته فمضوا إلي أعمالهم غير عائبين به.
علي شط العرب تماثيل الضباط الذين سقطوا خلال الحرب مع إيران يشيرون بأصابعهم الي جهة ايران، الاصابات التي خلفتها الحرب تراها بكثرة في البصرة.. يمر أمامك متثاقلا علي عكاز خشبية يسند قدمه المبتورة، يسوق عربة بيد واحدة وهكذا نماذج عديدة. أحد المثقفين مال علي هامسا ما الذي كسبناه ؟!
أكثر ما كان يهمني في البصرة لقاء الأديب العراقي الكبير: محمد خضير، اضطرتني رحلة البحث عنه إلي ترك الوفود والبقاء حتي أجده، ثم غادرت البصرة إلي بغداد في المنشأة (اتوبيس النقل العام) العربة كان ينقصها ثلاثة ركاب والأجرة 1500، عرض السائق علي الركاب أن يدفع كل منهم 250 دينارا زيادة بدلا من الانتظار فرفض الأغلبية، وانتظرنا ساعة ونصف لأجل 250 دينارا.. إلي هذا الحد تردت الأحوال، كان هناك عساكر كثيرون ينتظرون خارج الأتوبيس لم أعرف ماذا ينتظرون، ثم فهمت فيما بعد، أنهم لن يصعدوا إلا بعد أن يكتمل عدد الجالسين، لأنهم سيقفون من أجل دفع نصف الأجرة، والمسافة من البصرة إلي بغداد ست ساعات تقريبا!!
***                        
لم تكن العربات التي ستعيدنا للأردن هذه المرة G.M. C، بل أتوبيس كبير يضم أردنيين وتوانسة وجزائريين ونحن (مسعود شومان، علي عفيفي، ممدوح متولي أسامة الرحيمي وأنا) انطلقت الأغاني الوطنية الفلسطينية بدأتها راكبتان كانتا تعملان بالتدريس وتقولان الشعر كذلك تحيي الأغاني الصامدين في فلسطين، والعراق، وصدام، ونغني نحن فيما بيننا أغاني خالية من الايدولوجيا والوطنية.
نتعذب علي الحدود العراقية، ونتعذب علي الحدود الأردنية تنسي وزارة الثقافة ابلاغ الحدود العراقية بمرورنا، فيصرون علي تفتيش الأتوبيس كله، ننتظر ساعتين في ظل معاملة سخيفة، وعندما نصعد يقول لنا اخواننا الفلسطينيون والأردنيون نرجو من الصحفيين ألا يكتبوا ما حدث، سيظل العراقيون أهل كرم برغم ما حدث (وهل كتابة ما حدث تنفي عنهم خصلة الكرم؟

وعلي الحدود الأردنية لانتعرض للتفتيش غير أننا نظل ما يقرب من الساعة أو أكثر لاندري ماذا ننتظر، وفي النهاية يطلب شخص ما من المصريين دفع ثلاثة دينارات تأمين علي الحياة! لماذا؟ هكذا، بموجب اتفاق بين السفارة المصرية في الأردن وبين احدي الشركات واسمها رمادا، نرفض، لن ندفع... إذن لن تأخذوا تأشيرة خروج، نحاول افهام الرجل أن التأمين علي الحياة ليس اجباريا ولايمكن أن يكون كذلك، غير أنه لايفهم، نهدد بأننا سنعتصم علي الحدود ونوشك أن نفعل هذا.. غير أن بقية الوفود يقنعوننا بالعودة.. (وبعدين الجو كان برد قوي علي الحدود)، غير أننا نتعاهد بإثارة هذا الموضوع علي أعلي المستويات عندما نصل إلي مصر، فهذا تصرف غير حضاري، فيه بقدر انتهاك حرية الناس قدر كبير من الابتزاز.......... هل عاني دريد لحام من كل هذا عندما صنع الحدود .
يوم ونصف بين السفر والانتظار في المطار، أو علي السفينة نصل بعدها إلي القاهرة مدركين أنها تجربة ستبقي آثارها بداخل كل فرد منا طويلا.

*  (اخبار الادب)  كانون الاول 2000 العدد 387




#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- الاجيال الشعرية تحتفي ب كمال سبتي في مدينة لاهاي
- متابعات صحفية -37
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- ليس كل ناج ٍ حكيماً
- القلعة الحصينة.... صداميينغراد
- متابعات صحفية
- متابعات صحفية
- متابعات صحافية


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - متابعات صحفية