أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: الى متى يا بغداد؟














المزيد.....

تغريدة الاربعاء: الى متى يا بغداد؟


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 23:04
المحور: المجتمع المدني
    


يقول السيد التاريخ في كتابه السديد ان هولاكو حاصر بغداد ثم دخلها سنة 1258م، فاهتز العالم لسقوط عاصمة الخلافة العباسية بيد المغول، وبلغ الحزن زباه حتى ظنت الناس أن العالم على شفا القيامة، بالنظر الى هول المصيبة التي حلّت، حيث استبيحت الزوراء ووصل عدد قتلاها المليون، ونهبت المساجد والقصور والمكتبات والمشافي ثم احرقت، ودمرت مكتبتها الكبيرة حتى اسودّ ماء دجلة من الحبر الهائل المسفوك، وحتى ان هولاكو اضطر لنقل معسكره بعيدا عن بغداد، هربا من رائحة الجثث والخراب، وظلت المدينة مهجورة لسنوات عدة.
أما تيمورلنك ففي سنة 1400م قدم الى بغداد وهاجمها بقسوة، فدمر أسوارها، وأحرق بيوتها، وقتل عشرات الآلاف من أهلها، فسقطت مسبيّة بيده الآثمة، وقيل انه ألزم من معه أن يأتيه كل واحد منهم برأسين من أهل بغداد، فكان رقم المفتوك بهم في يومين مئة ألف إنسان، هذا سوى من ألقى بنفسه في دجلة هربا فغرق في لجّته.
وأما في مستهل حزيران 1941، وبعد هروب حكومة الكيلاني من بغداد، هبّ الرعاع والغوغاء والقومجية الشوفينيون المتطرفون وأنصار نادي المثنى وكتائب (هيا فتوة للجهاد) وعصابات الجريمة المنظمة وبعض من ضباط الشرطة والجيش وهم مسلحون بالخناجر والعصي والسكاكين ليقوموا بعمليات (الفرهود) التاريخية، في غارات على دور اليهود ومحلاتهم التجارية. وكان البيت اذا أقتحم فانه يُنهب، وقيل ايضا: يُغتصب صبيانه وبناته قبل النهب، وان من القتل شاع تهشيم الرأس بيدة الهاون.
وخلال ست وثلاثين ساعة فقط من غياب السلطة كانت الحصيلة: المئات من القتلى والجرحى والاغتصابات والمنازل المدمرة، وسرقة أملاك بملايين الدنانير ومنها دراجات هوائية وسيارات، وما أثار دهشة السيد التاريخ شيوع اهزوجة نشاز بعد ذلك تقول: (الله اشحلو الفرهود.. ريته يصير يومية).
ويوم الجمعة 8 شباط 1963، جاء نازيون جدد على وقع نشيد "الله أكبر" ونشيد "جيش العروبة يا بطل" لأم كلثوم، ونشيد "لاحت رؤوس الحراب"، اذ تناخى الرجعيون وبقايا الاقطاع والعملاء الرسميون والقومجية القدامى والجدد والبعثيون "النشامى" تباركهم شركات النفط، أتوا بقطار أمريكي عتيد لوأد حلم وحرية العاشق جواد سليم.
نفذت الجريمة باطار مقنن اذ اعلنت دار الاذاعة القرار (13) الذي دعا الى الابادة بصورة صريحة ومباشرة وفريدة في العالم. وفي الاسبوع الاول قتل خمسة آلاف مواطن، وغيّب وسجن أضعافهم، وامتلأت المزارع والصحارى واعماق الانهار بجثث الضحايا من النساء والرجال، من الرموز والعامة، وشاع التعذيب والاغتصاب، وصارت الملاعب والمدارس والمكتبات أماكن للاعتقال، وحظائر لقطعان الحرس القومي.
والان فمنذ 2003 تسبح بغداد في بركة دم حفرها الذوات في أعلاه أنفسهم، مع جيل جديد من الدراكولات المحسّنة. ففي مقطع يومين مثلا نكبوا بغداد الجديدة، واستباحوا الكرادة، وأبادوا الصقلاوية، ونهشوا الكاظمية بالاسلحة كلها، حتى أن الحضرة المقدسة اغلقت عشيتئذ ولأول مرة أبوابها خوفا على زوارها، فآثرت زائرةٌ "حسچة" أن تئن وتولول وتحشد، ولكن أبدلت مفردة "فكن" بـ "زيدن":
كلچن يامظلومات للكاظم امشن
ويم سيد السادات زيدن حزنچن



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع
- تغريدة الاربعاء: الذئب وعيون بعشيقة
- تغريدة الاربعاء: الولاية الثابتة
- تغريدة الاربعاء: سلامة الرؤساء
- تغريدة الاربعاء: العريف
- تغريدة الاربعاء: يا ضوه ولاياتنا
- تغريدة الاربعاء: حكمة الحصيني
- تغريدة الاربعاء: عليجة من قمر
- تغريدة الاربعاء: ما هي أحلامك؟
- تغريدة الاربعاء: عن الانتخابات الاسرائيلية
- تغريدة الاربعاء: (العراقية) العراقية
- تغريدة الاربعاء: ما يصيرون أوادم
- تغريدة الاربعاء: بعير الحكومة
- تغريدة الاربعاء: الخازوق العراقي
- تغريدة الاربعاء: وجدتها
- ديالى .. برتقالة الثقافة
- تغريدة الاربعاء: زرق ورق
- تغريدة الاربعاء: الولد طار.. يمه يايمه
- تغريدة الاربعاء: خدوجة العظمى
- تغريدة الاربعاء: الفلوجة في تشيلي


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: الى متى يا بغداد؟