فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 20:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس هنالك من موضوع يکاد أن يهيمن على معظم المواضيع الاخرى في وسائل الاعلام المختلفة کما هو الحال مع موضوع "تنظيم الدولة الاسلامية"، او داعش کما کانت تعرف سابقا، خصوصا وان التصرفات الهمجية الوحشية الابعد ماتکون عن کل القيم و المبادئ و الاعراف الانسانية المتعارف عليها، قد هزت المجتمع الدولي بأسره و جعلته يشعر بالقرف و الاشمئزاز من هذا التنظيم و من کل من سار على نهجه او آمن و قبل به.
هذا التنظيم الارهابي الموغل بالدموية و القسوة الاستثنائية، هو في الحقيقة حاصل تحصيل التطرف الديني و نتيجة منطقية له، ولاسيما وان التطرف الديني يطرح أفکارا شوفينية إستعلائية إنتقائية تکاد أن تکون أقرب منها للافکار النازية العدوانية، حيث يوغر الحقد و الکراهية و البغضاء بأبشع صورها و في أعلى مستوياتها في الصدور و الافکار و القلوب، ويدفع ليس فقط لکراهية الآخر وانما أيضا رفضه الکامل الى حد القتل البربري او التهجير بعد سلبه کل شئ.
هذا التنظيم الارهابي مهما کانت خطورته و بشاعته، فإنه في النتيجة من نتائج و تداعيات التطرف الديني الذي هو اساس المآسي و المصائب في المنطقة، وان ظهور دول دينية متطرفة نظير طالبان و نظام ولاية الفقيه و الدولة الاسلامية، انما هو من أجل فرض قيم و أفکار دينية بالاکراه ومن خلال ممارسة العنف ضد المواطنين، رغم اننا يجب أن نشير أن المستفيد و الموجه الاکبر للتطرف الديني في المنطقة و العالم، انما هو النظام الايراني و الذي يحاول من خلال مصطلحات مشبوهة و ذات طابع إرهابي نظير"الصحوة الاسلامية"و"تصدير الثورة"، بث و نشر الافکار المتطرفة ذات المضمون العدواني في مختلف دول المنطقة و العالم.
ان المجتمع الدولي بحاجة ماسة لحملة دولية شاملة من مختلف النواحي من أجل تعبئة الرأي العام العالمي ضد الافکار الدينية المتطرفة و منع إنتشارها و تأثيرها على الاجيال الشابة، واننا نرى مثلما أن الافکار النازية محظورة قانونا في دول، فإنه من الواجب أن يتم الاتفاق على إصدار قوانين يتم بموجبها حظر التطرف الديني و إخضاع من يؤمن به او يعمل على ضوء أفکاره العدوانية الهدامة المعادية للإنسانية بعقوبات شديدة تصل الى السجن مدى الحياة، مثلما يجب أن تکون هناك آلية تعاون و تنسيق مابين الدول من أجل تبادل الذين ينشرون التطرف الديني او يسعون لفرض أفکاره على الاخرين.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟