|
أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 4583 - 2014 / 9 / 23 - 18:06
المحور:
حقوق الانسان
-;-أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين! يحتفظ المغرب بروح السلام وطيبة قلوب شعبه ولو حكمه طاغية لأربعة عقود، وارتعشت الشفاه لمجرد ذكر تزمامارت، ,وأحصت المخابرات المغربية عدد أسنان كل مواطن بعد الفجر و.. قبل الخلود إلى النوم مساءً! للمغرب قدرة على سحر الزائر، وجذب السائح، وحتى الانطباعات السلبية تتحول مع الوقت إلى ذكريات إيجابية كجزء من الزيارة قبل تجزئتها. منذ خمس سنوات قالت لي ابنتي الكبرى بأنها ستقيم حفل زواجها في المغرب الذي لا تعرف فيه أحداً، ولا حتى زوجها يعرف غير زيارة قصيرة قبلها بعام. سألتها عن السبب، ولماذا لا تقيم الحفل في بلدها النرويج حيث تعيش العائلتان، أو في مصر بلد والدها، أو في لندن حيث درست وعملت في الترجمة وكانت وقتها تقيم في عاصمة الضباب، وكنت خائفاً أن لا يحضر من العائلتين في النرويج إلا حفنة تُعد على أصابع اليد الواحدة. لكن ابنتي أصرت أن يكون العُرس النرويجي في خيام صحراوية على الطريقة البربرية الجميلة، وعلى مبعدة 14 ساعة بحافلتين من مراكش، فالمغاربة هم الأكثر قدرة على إسعادها في يوم العُمر. وفعلا نجح العُرس، وحضره 67 مدعواً من العائلتين فضلا عن صديقات لها من اليابان وإيطاليا وجنوب أفريقيا، وسبعة أطفال قضوا ساعات طويلة في الحافلتين ذهابا وإيابا من مراكش دون شكوى صغيرة أو.. ضجر أصغر! والمغرب كنز من الثقافة والأرض الخيــّــرة والشعب الودود، حتى من يقوم بالاستغلال يتراجع على الفور إذا أعطيته قيمته وحفظت له كرامته وأنت تعاتبه. قلت لبائع: لقد وثقت بك وأنت خدعتني! أعاد لي المبلغ الذي أخذه بدون علمي، وقدم خالص اعتذاره وقد أحمر وجهه خجلا. في حفل العُرس على مبعدة أربعين كيلومتراً من الحدود الجزائرية والجميع مستمتع كان الدليل المغربي شاباً في مقتبل العُمر، وبدأ يشرب، ويسكر، ويثمل، ثم حاول تعكير صفو الحفل الذي هو قائم على تنظيمه. حاولنا تهدئته فلم نفلح. تقدمت منه العروس، ابنتي، وقالت له: ألا تخجل من نفسك، تــُــحدثنا عن الإسلام ورائحة الخمر في فمك، وأنا نرويجية مسلمة لم أرتشفه طوال حياتي! وخجل الشاب وانتهت المشكلة الوحيدة طوال أسبوع الزيارة الرائعة لبلد الضيافة. مكتبات المغرب مليئة بكنوز المعرفة، ومثقفو هذا البلد الساحر مُطلعون على ثقافة الشرق والغرب بدرجة أفضل كثيرا من المشرقيين، والفقر ليست به وقاحة الفقر في بلاد أخرى، والمغاربة يعشقون اللهجة المصرية والفنون والآداب ويرحبون بكل فنان مصري كأنه ضيف كل واحد منهم على حدة، وتلاميذ المدارس يسيرون خلف المصريين الزائريين ليستمعوا للهجة المصرية. حضرت الملتقى الإعلامي في يوليو 2011 وكان تعامل الوزير السابق محمد بن عيسى أمين عام منتدى “أصيلة” من الرقي والتحضر فبدا هو الضيف ونحن أصحاب الدار. لا أتحدث عن بلد سكانها من الملائكة فقط، وأعرف سلبيات كثيرة، ومررت كما مر غيري بتجارب تركت آثاراً سيئة ومنها مثلا سرقتي الاحتيالية، بمبلغ كبير، التي قامت بها شرطة مطار الدار البيضاء في فجر يوم 17 يوليو 2011 قبيل صعودي إلى الطائرة المتوجهة إلى لشبونة البرتغالية. ولكن من منا لم يتعرض في عالمنا العربي للسرقة والاحتيال، وحتى في أوروبا ، ولكن ينبغي أن لا يجرمننا سوء سلوك البعض عن قول كلمة حق في شعب فتح قلوب أبنائه لضيوفه! الشعب ليس هو بائعي البضائع الرخيصة في الأسواق المكدسة، وليس هو العاملين في الجمرك والمطارات والموانيء والمطاعم والمنتجعات السياحية، لكنه الإنسان البسيط العادي، والمرأة، والطفل ، والابتسامة الجذابة التي تُشعرك أنك في بيتك وبين أهلك. الشعب ليس نظام الحُكم المستبد، أو رجل الأمن الذي يتعقبك، أو المخبر الذي يضع يده في جيبك، أو الموظف الذي يفتح درج مكتبه لتضع فيه أجر عمل تــَـسلــَّـمه هو من صاحب العمل، وإلا فإن الجحيم في المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وكوستاريكا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وباكستان وتركيا وأوروبا الشرقية ففيها يسرقون الكُحل من عينيك. الفنانون المصريون الذين وجوا إساءة لمغربنا الحبيب ليسوا منا ولسنا منهم، وجهلهم ليس جهل المصريين تماما كالإعلاميين الذين يزورون المغرب ولا يفتحون صحيفة مغربية ليطلعوا على أخبار مضيفيهم. أقدم خالص وكامل وأعمق إعتذار للمغرب وشعبه الطيب وفنانييه ومثقفييه وإعلامييه ومُنظمي المهرجانات ، وأتمنى أن يختاروا في مرات قادمة ضيوفهم ليس من خلال اسم الشهرة، ولكن من خلال الفن الراقي والسلوك السويّ. نحن أيضا في مصر نعاني من جهل وأميــّــة وعنجهية وكبرياء فنانين مصريين وإعلاميين يخجل من كتاباتهم حبر القلم، فسامحونا، أيها الاشقاء المغاربة، على ما بدر من اساءات جارحة تبيــّــن جهل ضيوفكم من فنانينا وإعلاميينا بتاريخ ونضال وثقافة وفنون ولغات ولهجات وجغرافية المملكة المغربية. وسلام الله على المغرب محمد عبد المجيد طائر الشمال أوسلو في 23 سبتمبر 2014
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى سيد القصر!
-
قِرَدة مقارنة الأديان!
-
لهذا يكرهون السيسي!
-
فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
-
الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
-
تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
-
حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
-
متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
-
الارهاب والأشباح!
-
حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
-
دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
-
القاضي الحُلم!
-
دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
-
حوار بين مرسي و .. السيسي!
-
حوار بين الحياة و .. الموت!
-
الوطن من الخارج أكبر!
-
المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!
-
مقطع من يوميات شاب رابعي!
-
أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!
-
أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
المزيد.....
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|