|
التواصل .. ملح الحياة
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 23:18
المحور:
الصحافة والاعلام
تعد وسائل الأعلام مصدرا مهما ً للوعي والثقافة المجتمعية ،وبعد التطورات الحديثة التي اوجدت اصنافا ً جديدة وطرائق تواصل عامة لايقتصر مدى تأثيرها على العائلة فقط بل انها بدأت تصمم لتخاطب الفرد بصورة شخصية مباشرة ،واصبحت جانب لايستغنى عنه في حياتنا ،وهي كوسيلة مجردة يمكن ان تستخدم للخير او ما نسميه التأثير الأيجابي ويمكن ان تستخدم في الشر وهو التأثير السلبي،والأمر يعود الى الأنسان مستخدم هذه الوسيلة . اصبح دور الأعلام اليوم دورا رئيسيا ولايمكن الأستغناء عنه ،لما له من عميق التأثير على الناس ومن تثبيت أومحو تصورات وافكاروفي غياب الأتصال بين الناس، فلاتكون هناك علاقات ويتوقف نبض الحياة ،وهناك من يعتبر التواصل اليومي ملح الحياة الحقيقي، يقول الكاتب الكندي مارشال ماكلوهان في كتابه الشهير ( ( The Medium is the Message لقد حققت نوافذ التواصل الحديثة قوة جاذبية وانبهار أصبح معها من الصعب التمييز بين تأثير الوسيلة وتأثير الرسالة ،كما يؤكد بأن وسائل الأتصال الحديثة تسيطر على حياة الشعوب وتؤثر على أفكارها . اذن نحن نتفق على ان للأعلام اليوم سحرا ً يشد الناس اليه سواء أكانوا في البيت او في العمل او في الشارع ،ولم يعد هناك ادنى شك في التأثير الكبير للأعلام علـى سـلوك الناس ولكـن المختلف فيه هـو هل ان هذا التأثير ايجابي ام سـلبي ؟ التأثير في العائلة : اصبحت وسائل التواصل الحديثة اكثر قربا ً للعائلة حتى من رب العائلة ،ففي وقت كان الأبناء والزوجة يتبعون صورة وثقافة الأب ويقتدون فيه ،فقد ضاعت هذه الصورة اليوم التي يكون الجيل الجديد فيها متحلقا ًاغلب الوقت امام التلفزيون او برامج التواصل الأجتماعي عبر الأنترنيت ،بينما لايجد الأب الوقت للألتقاء لعائلته سوى وقت وجبات الطعام فيما لو كانت عائلية ومنتظمة ! التأثير السياسي : وقد شاهدنا كيف اصبحت السياسة تنفق على الأعلام ، وكيف يهتم القادة والشخصيات التي تتولى المناصب المهمة بالأعلام ،كما شاهدنا ان دولا ً كبيرة قد اسقطت بدون ان تطلق رصاصة واحدة وكان الأعلام كافيا ً ليؤدي هذا الدور الخطير ،ولكن هل ان للأعلام سلطة مطلقة ان كان حقا ً او باطلا ً ؟ كلا فالأعلام المسؤول هو الأعلام الذي لايعتمد على شوشرة الشارع فينقل منها ،صحيح انها قد تجذبه للحدث الذي يتوجب عليه ان يصل الى حقيقته وعمقه وبالسرعة اللازمة قبل ان يكتب او يصرح مستخدما ًالضمير المهني وهذا هو عماد الأعلام الحر المسؤول . الأعلام المسؤول يجب ان ينشد الحقيقة : الأعلامي المسؤول يجب ان ينشد الحقيقة لا الأثارة الكاذبة والحقيقة لاتعرف إلا ّ بعد ان تكون قريبا ً منها وهذا ما يجعل الأعلاميين من اوائل من يبذلون النفس من اجل المهنة وهناك المئات منهم من انضموا الى قافلة شهداء الكلمة الصادقة ، وبالمقابل فهناك المئات من يسيرون في قوافل الكلمة المسموعة فقط حيث يجلس على مكتبه لينقل كل ما يسمعه مفتريا ً على الناس رغم ان الكثير من الأحداث لاتتطلب الشهادة وليست فيها أي مخاطرة ،كما ان هناك من يحلو له التلفيق وكيل التهم للآخرين . الأعلامي يكتب سيرته بنفسه : لكون اتصاله مباشر مع الناس فأن عمله فيه بيان لسيرته وسرعان ما يبرز ان كان مبدئي او غيرذلك وأن كان موثوق بكلامه او هناك درجة من الضعف فيه ،وقد بان للناس كيف ان فضائيات ابتدأت بأمكانيات مالية هائلة ودعم لوجستي واصبحت تمتلك هالة اعلامية مشهورة ولكن كسبها للناس كان مؤقتا ً حيث انها سرعان ما ظهرت على حقيقتها كقنوات مسيسة وأعلام ينشد اهداف خاصة مشبوهه فنبذها الناس واصبحت تنعق في محيط ضيق وانحسر تأثيرها وزالت الشعبية التي كسبتها . أعلامنا ناشئ : اننا في العراق وبسبب الظروف التي كانت الديكتاتورية تحرم فيها الكلمة الحرة الهادفة ، تعتبر ولادة الأعلام لدينا بعد سقوط الديكتاتور ،حيث انتهى زمن التمجيد بالطاغية وولى أعلام الأستفزاز الذي كان يقطع مباراة كرة القدم للمنتخب الوطني ليعرض برنامج من أقوال القائد ، وانتهى عصر الأحتكار حيث كانت قناة السلطة هي الوحيدة التي يشاهدها العراقيون ،وابتدأ عصر جديد ،حيث الأتساع والتنوع ولكنه مشوب بقلة الخبرة بسبب العمر القصير ومما لاشك فيه ان الأعلام الأن بأحوج ما يكون الى المهنية وتجنب التسييس والأنحياز لغير طريق الحق وان قل سالكيه، فالثبات على مبدء والدفاع عنه شئ والتعصب شئ آخر، والأبتعاد عن تمجيد الأشخاص الذي جربناه طويلا ً فلم يوصلنا الى غير الخراب والدمار ،والبحث عن الحقيقة فلا تطلق الكلمة أو الخبر جزافا ً واعتمادا ً على السماع دون الوصول الى مكان الحدث ،بل استقاء المعلومة من مصدرها الأصلي ،فالأعلامي مسؤول امام الله وضميره والناس . الأعلام الشعبي : من مزايا التطورات الحديثة في التواصل والأعلام هو بروز ظاهرة الأعلام الشعبي ، حيث ظهرت مواقع تسمح لكل راغب بايضاح مايريد ان يقوله وعرضه عبر وسائل الأعلام بعد ان كان هذا مقتصرا ً على فئة متخصصة لايسمح لغيرها ، وبذلك تمكن من النقد وابراز اي مظلومية وايصال رأيه الى الجهة التي يريد ان تسمعه سواء اكانت جهة رسمية او غيرها ، وبالمقابل مطلوب استخدام هذه النعمة باسلوب حضاري لما فيه الفائدة العامة ،وعدم استخدامها لأغراض التشهير والتجريح .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حب ممنوع
-
لماذا تستهوينا حكايات التاريخ
-
اوكرانيا كمين شبيه بالكويت
-
انت تحبني .. كيف ولماذا !
-
ديمقراطية المال والعصا الغليضة
-
من الذي سيخرج رابحا ًفي العراق
-
هل فشل الأمريكان في التعامل مع العراق
-
الوداع الأخير
-
شباب الناصرية ومهرجان دعم النازحين
-
زوال دويلة الدواعش وبروز دويلة الكرد
-
ثوار البندقية وثوار البناء
-
ماذا يريد المواطن العراقي
-
ديمقراطية الدم
-
العودة خارج فلسطين
-
واخيرا ً صوت مجلس الأمن
-
امريكا و داعش ..غزل حبايب
-
حلال عليهم وحرام على الآخرين
-
مؤسسوا اسرائيل ..اجادوا ام اخطأوا في اختيار مكان دولتهم
-
ماذا لو كانت خسائر مدني واطفال غزة في الصهاينة
-
يعيشون المستقبل و نعيش في الماضي
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|