|
الآن يا كبار العلماء
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 16:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أثار أستغرابى الحملة التى شنتها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الأحد، هجومًا عنيفًا على تنظيم داعش، مؤكدة أن مثل هذه التنظيمات الإرهابية خارجة عن صحيح الدين وتعاليم الإسلام، وقالت الهيئة في بيانها لها الأحد " إن ما يُطلق عليه إعلاميا تنظيم «داعش» وسائر التنظيمات الإرهابَية، لا تمثل بسلوكياتها وما تُمارسه من قتل وقطع للرقاب وتفجير وترويع للآمِنين الإسلام، مؤكدة أن هؤلاء خارجون عن صحيحِ الدِّين وتعاليمه."، كلام جاء متأخراً لأن الشباب الذى لا يسمع ولا يقرأ موقف كبار العلماء والمشايخ من التنظيمات الإجرامية، يظل فى حيرة من أمره حتى يجد نفسه وجهاً لوجه أمام أفراد تلك التنظيمات لتقوم بتجنيده وإثارة غيرته دفعاً عن الإسلام وتطبيق شرع الله، إذن التقصير الدعوى وتجنب الكلام فى وضع مبدأ وإعلان يسير عليه كل إماما وكل شيخ حيث يعتمدون عليه فى خطبهم وأحاديثهم، نعم لا بد ان يكون هناك إعلان منذ زمان طويل يشرح ويفسر ويقول كلمة الإسلام فى تلك الجماعات والتنظيمات وأنشطتها، إن تصريحات الإدانة لا تغير من ثقافة وإعتقادات مؤمنين تشبعوا بخطب التكفير والكراهية والقتل لكل مختلف عت تلك التنظيمات حتى ولو كانوا من أفراد الشرطة والجيش والشعب المسلم نفسه.
من الملاحظ أيضاً أن كلام كبار العلماء الآن كلام يكتنفه الغموض لأنهم عندما يقولون أن تنظيم داعش وما شابهه خارجين عن صحيح الإسلام، وأن داعش وغيره لا تمثل بسلوكياتها وممارساتها من قتل وقطع للرقاب وترويح للآمنين الدين الإسلامى، لأن طريقة صياغة الكلام يجعل كل فرد يسأل من منطق التبسيط والتوضيح حتى لا يكون هناك لبس فى فهم ما بين السطور، وسؤالى: هل تنظيم داعش وغيره خارجين عن صحيح الإسلام وتعاليمه أى أنهم ليسوا مسلمين وكفروا بنصوص القرآن التى تمنع قتل النفوس البريئة؟ خارجين عن صحيح الإسلام هل تعنى أنهم ما زالوا مسلمين رغم قتلهم وقطعهم لرقاب الأبرياء لكنهم فقط خرجوا عن صحيح الإسلام؟
السؤال الذى يجعلنا نسأل كبار العلماء: كيف يتمكن إرهابيين فى أفكارهم وثقافتهم وعقائدهم وممارستهم الدموية فى تجنيد تلك الاعداد الهائلة، ليس عبر الحوارات والخطب المنبرية فى المساجد بل عبر مواقع التواصل الإجتماعى، بينما كل تلك الكثرة من شيوخ وأئمة ودعاة وكبار العلماء فى أنحاء العالم يخفقون فى جذب هؤلاء الشباب والشابات الأجانب إلى الإسلام العادى السلمى المعتدل، بينما داعش وغيرهم ينجحون فى تجنيدهم لقطع الرؤوس وسفك الدماء؟
أعرف أنه سؤال يعرف إجابته كثيرين غيرى وقاموا بطرحه لعل البعض يتفكر ويستخدم نعمة العقل، ولكن أقول: من هو الذى على حق هيئة كبار العلماء الأقلية العدد أم تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية على حق؟ فإذا كنتم يا كبار العلماء على حق، فأين كنت خلال السنوات الطويلة التى ترعرعت فيها ونشأت ما يطلقون عليها جماعات معتدلة وميليشياتها السرية العسكرية والتى تحولت إلى الإرهاب مثل جماعة التكفير والهجرة ومقتل الشيخ الذهبى وفرج فودة وغيرهم؟أم أن تلك الجماعات وداعش والقاعدة المثال العصرى لها على حق لأنهم يستخدمون نفس النصوص التى يقدسها كبار العلماء ومطالب بتطبيقها كل مسلم؟
صوت الجماعات والتنظيمات الإسلامية أضحى كبيراً وهى معادلة أرتكبتها الأنظمة السياسية السابقة وأتاحت لهم حرية العمل دون عقاب، والآن يا كبار العلماء لا تتركوا صوت تلك الجماعات المجرمة يعلو فوق صوتكم، شعب مصر ينتظر أصوات كبار المشايخ والعلماء لتحدثهم ليل نهار عن تلك الجماعات الخارجة عن الإسلام ، إذا كان هذا حقيقة حتى يصدقوكم البسطاء والنخبة وتكونون لهم قدوة بأستمرار، تعلنون عن جرائم تلك التنظيمات وتقودوا الشعب للحرب ومكافحة هذه الثقافة الإرهابية سفاكة الدماء الإنسانية البريئة تكفيرية الهوى والعقيدة، إن الواجب والمسئولية الكبيرة الواقعة على عاتق كبار العلماء والمشايخ هى ليس مكافحة الإرهاب بل إقتلاع الإرهاب من جذوره وإلا ستكون الحرب ضد الإرهاب خاسرة لأنها ستكون مستمرة، إن ما يرتكبه هؤلاء المأجورين هى أعمال ضد الإنسانية تعبر عن الخيانة للأوطان والشعوب وكل القيم الإنسانية.
وأختم مقالى بتساؤل لهيئة كبار العلماء: هل تنظيم داعش وغيره من التنظيمات إرهابية وتشكل خطر جسيم على البشر أم على الإسلام؟ وما هو عقاب القتلة قاطعى الرقاب حسب الشريعة؟ ومتى تحددون موقفكم من هذا الإرهاب أم تنتظرون خراب الدول والشعوب؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دافعوا عن أنفسكم أيها العرب
-
ثعابين المحظورة والأستنزاف
-
داعش والحل الإسلامى
-
تنمية الشباب للإرهاب
-
ألف جلدة يا قضاة الإسلام
-
المجانين فى نعيم
-
حرية التعبير والتجسس
-
الإرهاب وهيومان رايتس
-
تناقض الخطاب الديني
-
تسقط حماس وتحيا غزة
-
شرعية الإرهاب الأمريكى
-
غزوة ملصقات هل صليت
-
التحرش الجنسى والنرجسية الدينية
-
تقديس الإتحاد الأوربى
-
طرد وفد الإتحاد الأوروبي
-
نجاح الإرادة الوطنية
-
إنتصار الإرادة الشعبية
-
السلام عليكم يا إخوان
-
فضيحة مستشار علمى
-
مشاريع الموت والنهضة القتالية
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|