|
ساسكولوجيا الحرف (23)
سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 13:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سامي فريدي ساسكولوجيا الحرف (23) هشاشة الاصطفاء في الاسلام.. الدين قديم في تاريخ البشرية، قدم وجود حضارات سومر ووادي النيل والهند، وله أصوله وأطره وخطابه الثقافي، مما توارثته الشعوب والجماعات الدينية. وقد أرخت الحفريات وعلم الآثار لمظاهره البدائية والمتقدمة في أنحاء مختلفة من العالم وفي كلّ القارات تقريبا. وما من أحد عبر التاريخ زعم لنفسه اختراع الدين أو فكرة الألوهة أو هندسة النظام الديني وتصميم الشريعة، فكلّها مبادئ وقواعد قديمة متوارثة، تتداولها كل جماعة، وتحاول أن تضفي عليها لمسة اجتماعية أو بيئية خاصة بها أحيانا، دون مغايرة الجوهر والأطر. في زمن العبرانيين بلغت الظاهرة الدينية أوجها، ليس من باب التطور، فحسب، وانما دخولها في السياسة. فبعدما كان الدين ظاهرة نفسية اجتماعية، عمل العبرانيون على استخدامه أساسا لبناء أنفسهم اجتماعيا - كشعب-. وبعدما كانوا جماعات متنقلة متفرقة غير مستقرة، تحولوا إلى كيان سياسي، يتخذ المزاعم الدينية وسيلة للسيطرة على البلاد والتسلط على العباد. وهذا هو أساس العنصرية والشوفونية في الفكر اليهودي الاسرائيلي، التي ما فتئت تلقى الرفض من الفكر الانساني عبر التاريخ، وتكلف اليهود الكراهية والحروب والاقصاء. وتكشف أسفار العبرانيين دورهم في دوامة العنف والاضطرابات الأمنية وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط - من ميسوبوتاميا حتى مصر، قرابة ألفين من السنين-، واستمروا مصدر بلبلة وقلاقل للدولة الرومانية والفارسية. فاليهودية لم تكن ديانة سلام وأخوة، وانما سبب كراهية وبلبلة. ولولا عيوب اليهودية وخطاياها، لما انقرضت مملكتهم، وظهر شخص يسوع المسيح بمبادئه الداعية للمحبة والمساعدة بين الناس [عكس الكراهية والاغتصاب] مؤكدا أن مملكته - روحية- ليست - مادية- من هذا العالم [ردّا على مطالبات اليهود انشاء مملكة تسود العالم]. لم يأت يسوع ليؤسس دينا أو يفرض شريعة أو يقيم دولة، وانما جاء يكرز ويدعو الناس للتعامل بالمحبة والرحمة والعطف والمساعدة والمؤاخاة، مستبدلا الاخوة - الجسدية- بالاخوة الروحية بين البشر. وقد أدان اليهود على تعجرفهم وخطاياهم ودعاهم بأنهم أولاد ابليس الكذاب: [لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَق. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ اَلَّذِي مِنَ اللهِ يَسْمَعُ كَلاَمَ اللهِ. لِذلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللهِ.]- (يوحنا 8: 43- 47). وبعدما كان قد أخبرهم باقتراب النهاية، تم تدمير أورشليم وهدم الهيكل اليهودي في عام (70م). وبذلك انتهت - عمليا- طقوس العبادة/ الديانة اليهودية، وتشتتوا في الأرض حتى اليوم. فإذا كان هذا مضمون ديانة اليهود ونهايتهم وتقييمهم على لسان يسوع ونظرة البشرية لهم، فما الذي يجعل صاحب القرآن يحسدهم على (مجدهم السياسي)؟:[وآتيناهم ملكا عظيما]- (النساء 4: 54)، ألم يروا كيف كان مآل ذلك الحكم؟.. أم تغافلوا وصفهم بأولاد ابليس، وان ديدنهم الكذب على مذهب سيدّهم (يو8: 44)؟.. فنسخ الاسلام اليهودية، واختار العرب أن يشربوا من نفس الكأس التي شربها اليهود، ويزروا نفس وزهم!!. وقد حذر يسوع الناس من تصديق أية مزاعم دينية [إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. فَانْظُرُوا أَنْتُمْ. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ.]- (مرقس13: 21- 23). فما هو مبرر ظهور الاسلام خارج دائرة - العبرانيين- وخارج حدود العالم المتحضر يومذاك. بعدما كان ظهور اليهودية والمسيحية في قلب العالم الحضار والسياسي من قبل!. * منذ التاريخ الميلادي كان الفكر الديني متعارفا راسخا بأصوله واطره وتشكيلاته ولغته واصطلاحاته. وقد تجاوزته الفلسفة الاغريقية ومدرسة الاسكندرية منتقلة للاهتمام بالدراسات اللاهوتية [Theologian Studies]، و- اللاهوت- المسيحي [Christian Theology]. فالفكر الاسلامي، في إطار حركة تطور الفكر الديني، يعتب ارتدادا عقليا رجعيا من مرحلة اللاهوت الممثلة بالدراسات المسيحية، إلى الفكر الديني التقليدي الذي جرى تجاوزه في اليهودية. من أجل هذا، وضع الاسلام تعريفه الخاص ومعناه الخاص لكل مفاهيم واصطلاحات القاموس الديني. فلزم معرفة القراءة القرآنية للمصطلح الديني، وليس معناها المتعارف، الذي يستخدم لتذرية الرماد في العيون وتغشيش العقول. فالمفهوم الاسلامي الخاص للألفاظ والأشياء، بجذوره النفسية المضطربة والاجتماعية البدوية، شكّل انفصاما عن الحضارة والثقافة الانسانية العامة، ثم عمد لفرض مفهومه الخاص على العام المتعارَف في العالم. وكان من نتائج هذا العمل، مشكلة الاغتراب التي يحسّها المسلم في العالم، ووقوف مفاهيمه وتعاليمه الخاصة عائقا في طريق تكيفه مع البيئة الموجود فيها، وصعوبة انسجامه مع الناس من حواليه. ولحلّ هذه الاشكالية أمامه أحد طريقين، فرض نموذجه ومفاهيمه الخاصة على الناس، أو اعلان الحرب عليهم إذا رفضوه!. وفي هذا يمثل الاسلام إعادة انتاج المعضلة اليهودية منذ ظهورها. هنا أيضا تظهر إشكالية التفاوت الثقافي والاجتماعي، الذي دعاه ابن خلدون -بلغة دبلوماسية-، صراع العصبية والحضارة. فالشعور بالنقص والعجز عن الابداع والانتاج، ورفض التفاوت وتمثيل الجانب الأضعف، يدفع البدوي البدائي الجاهل لتدمير الحضارة وقتل الشخص الأفضل منه، أو إذلاله والتشفي بعبوديته. والثقافة السعودية تصف الأوربيين، -أهل الحضارة والتكنولوجيا التي يعتاش عليها العالم كله-، بأن (الله) سخّرهم لخدمة المسلمين. فصورة الأوربي والوافد من مجتمع أرقى من مجتمع البداة، هو مجرد عبد وخادم. وفهم دلالات لفظة - عبد وخادم- يحيل على التراث الطويل من العبودية وتجارة الرقيق التي طبعت حياة العرب، وما تزال تطبعهم تحت لواء الاسلام. فالنظرة للأخر، غير المسلم وغر العربي، تنطلق من الشعور بالاختلاف والفوقية والزراية به. وهذا يناقض مبدأ المساواة والمؤاخاة بين البشر. فالنظرة الفوقية الاستعلائية، المستندة إلى شعور دفين بالنقص والعجز، اتخذت (الدين) -عروة- للتغطية عليها وتجاوزها تحت مبرر الاصطفاء والاختيار الإلهي. وقد حاول القرآن ايجاد مسوّغات متعددة لتأكيد فكرة الاختيار والاصطفاء وتمايز العرب على البشر، كما في (البقرة2: 132): [ان الله اصطفى لكم الدين، فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون]. فالدين هو المستوى الأول للاصطفاء في الاسلام، وبهذا يجعل أفضلية لذوي الدين على من - لادين- لهم. وهذا مبرر سماوي لقتلهم واغتصابهم واستعبادهم ومصادرة حقوقهم واموالهم وأرضهم. وإذا كانت جذور هذه الفكرة كائنة في اليهودية، فأن الاسلام عمّمها على جميع الأرض وجميع البشر [أمرت أن أحارب الناس حتى يقولوا (الشهادة الاسلامية)]. فالناس - غير المسلمين- ليسوا - ناسا- أو هم درجة أدنى لعدم - اصطفائهم- بالاسلام، وهذا حكم الله فيهم. وقد سبق القول بتعمد التداخل والتنافذ بين ألفاظ [اصطفاء، نبوة، رسالة] المأخوذة عن الفكر العبراني القديم. ونظرا لأهمية علم المصطلح وتقعيد المفاهيم للتوفر على فهم صحيح وصريح لموضوع الدراسة، فأنه بدون دراسة علم المصطلح والمفاهيم الاسلامية، لن يتاح فهم مقاصد الاسلام وحقيقة دعاواه وجوانيات مزاعمه وأغراضه الخفية من وراء الدين. وفي مقدمة المفاهيم والاصطلاحات التي اعتمدها القرآن لتبرير نفسه وتسويقها في آن، هي مفهوم الاصطفاء. ورد هذا الاصطلاح في التوراة بمعنى الاختيار المرتبط بغرض معين ولزمن معين. فالاختيار ليس عاما ولا مطلقا. كما انه ليس تزكية للشخص. والأشخاص المختارون في التوراة مارسوا الخطيئة والاثم والسقوط، مما لا يرد في التعريف الاسلامي الهشّ. المبالغة في قيمة الاصطفاء إلى مديات تجنح للتحليق بعيدا عن الدنس النفسي والجسدي الذي يبلط الفكر الاسلامي والشخصية البدوية بالطول والعرض. اختيار نوح كان لغرض بناء السفينة/ الفلك [تك6: 14، تك7: 1]، وبعد الطوفان سكر نوح وتعرى (تك9: 21) وسقطت العائلة، واختير من بينهم سام (تك9: 26) لغرض النسل، ولا تذكر له أية أعمال أو خصائص . وهكذا ينحصر الاختيار، في شخص محدد، ولغرض محدد، ولمدة محددة. وينتهي الاختيار بعدها ويسقط الشخص مثل سواه. اختيار ابراهيم (تك12: 2) اعتمد على وعد النسل، والوعد تحدد باسحق (تك17: 16، 19؛ 18: 10؛ 21: 2) لانجاب ذرية (شعب).والغرض من وعد النسل (الذرية) هو لامتلاك الأرض [تك15: 7، 18]. تعمّد القرآن فتح معنى الاصطفاء لتمتد عبر النسل [ذرية بعضها من بعض]-(آل عمران3: 34) وهذا هو الاحتيال الأول على النص والمصطلح. رغم أن الواقع والمنطق يفنّد هذه الفرية. والقرآن نفسه ذكر في (آل عمران3: 33) اصطفاء آدم - مثلا-. فلو كان اصطفاء آدم يمتد ويشمل ذريته، فمن أين جاء قابيل قاتل أخيه، ولماذا فسدت البشرية وحدث الطوفان؟.. رغم أن اصطفاء آدم، أمر ليس له ذكر أو تأييد كتابي، وبالغ القرآن في مكانته. كما أن الأرض فسدت من بعد نوح، وجرى لعن حام من ولده. والقرآن يؤكد أن اليهود - المصطفين- من أولاد ابراهيم ويعقوب هم قتلة الانبياء ومضطهدوهم. يؤكد داود وأشعياء أن [الجميع قد زاغوا وفسدوا]، ويسوع المسيح يصفهم بأولاد ابليس. فأين هو مفعول الاصطفاء النسلي. كل هذا التزوير والتحريف جرى لتوليف الربط بين قريش وآل ابراهيم. وهو ما جرى باستخدام اسماعيل، لتبير ظهور ظهور نبي عربي، وكأن النبوّة شيء يورّث. هنا جرى استسهال تمرير فريتين من وراء قفا التاريخ والحقيقة البائسة: - شمول اسماعيل بالاصطفاء - النسلي- بحسب ابراهيم. بل اكثر من هذا، يعتبر القرآن اسماعيل (نبيا). - جعل اسماعيل - أبا - للعرب. ان التوراة هي التي ذكرت اسماعيل وكل قصة هاجر الجارية المصرية ، ولا يوجد مصدر تاريخي غير ذلك. وفي نفس الوقت لم يعثر العلماء والآثاريون على دليل مادي يؤكد وجود تلك الشخصيات التاريخية. وإدخال أية معلومة إضافية غير مسبوقة في التوراة - المصدر العبراني الوحيد- فضيحة مكشوفة. فالجديد لا يؤرخ للقديم، والأحدث ليس أعلم وأعرف من الأسبق. وبالصورة الاجمالية، يبقى اسماعيل ونسله عبرانيين ضمن العائلة العبرانية التي استوطنت في سيناء، بحسب التوراة. وكل قصة اسماعيل وأمه يمكن مراجعتها في سفر التكوين التوراتي [تك16- 25]. لكن التوراة لا تجعل اسماعيل من بين المصطفين، كما يرد في القرآن: [ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض]-(آل عمران3: 33، 34). كما أن اسماعيل ليس من بين الأنبياء أو الرسل الذين - يُوحَى- إليهم، بزعم القرآن: [أوحينا إلى ابراهيم واسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهرون وسليمان وآتينا داود زبورا]-(النساء4: 63). وخلط اسم شخص مع اسماء معروفة احتيال واضح وزغل مفضوح، يضعف قيمة الزعم. ان أهمية شخصية يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم تنتهي في انجابه الأبناء الأثني عشر -[مقابل أبناء اسماعيل الأثني عشر]، الذين ينتهون في مصر [تك 46، 47]. ان بدء النبوة والرسالة، بحسب المنظور الكتابي العلمي، كانت بموسى [خروج3، يوحنا 1: 17]. وكل آباء العبرانيين - من ابراهيم حتى بني يعقوب- ليست لهم (نبوّات)، ويسمّيهم العامة أنبياء من قبيل التقدير الاجتماعي والاعتزاز القومي لا غير. وقد نقل العرب عن عامة العبرانيين نظرة التوقير التلمودي للأباء الأوائل، وما يهال عليهم من صفات - غير كتابية-. أما الزعم الثاني المكمّل لفكرة الاصطفاء والنبوة، فهي ربط العرب باسماعيل، واعتباره أبا أو جدّا لهم. وهي فرية يفنّدها التاريخ والجغرافيا، وليس لها أي أساس كتابي -في التوراة-، أو اساس مادي في الحفريات. وذلك لأسباب التالية: 1- اسماعيل كان عبرانيا، لغته العبرية. 2- اسماعيل عاش ونشأ في فلسطين - غرب نهر الأردن-. 3- اسماعيل من أم مصرية كانت جارية سارة العبرانية. 4- تزوج اسماعيل من امرأة مصرية بمعرفة أمه. 5- اسماعيل وأبناؤه عاشوا في شبه جزيرة سيناء قربا من مصر. 6- اسماعيل مات في سيناء ودفن فيها، وقبره ليس مع أبراهيم في مغارة المكفيلة في فلسطين. 7- لفظة اسماعيل معناها (ايل سمع) وايل هو إله الكنعانيين الذي كان ابراهيم يتعبد له ويقدم له العشور والذبائح. 8- اسم -هاجر- كلمة عبرية بمعنى (هرب) أطلقتها سارة وجماعتها على خادمتها عندما تركت أهلها المصريين أو هربت منهم ولحقت بها. فكلمة (هاجر) نعت جرى مجرى الاسم. وتقارب اللغات العربية مع العبرية والارامية يجعل العرب يعتبرنها اسما عربيا، والعكس صحيح. يقول ابن هشام ان العرب تقول:هاجر وآجر، فيبدلون الألف من الهاء. وينقل عن عبدالله بن لهيعة -عن عمر مولى غفرة- قوله: هاجر ام العرب، من قرية كانت أمام الفرما من مصر. فهل يعتبر ابن لهيعة مصدرا علميا موثقا يمكن اعتماده لبناء حقيقة تاريخية، ليس لها سند في أصول مصرية أو عبرانية قديمة. بهذه السهولة والعقلية - الحكائية- جرى زعم وصول اسماعيل إلى مكة وزواجه من جرهم - البائدة-. والمصدر الكتابي التوراتي يؤكد حياة اسماعيل وموته في سيناء (تك 25). واسماعيل عبراني لغته العبرانية ولم يفارق قومه. وبحسب المصادر التاريخية يعود ظهور - مكة- للقرن الرابع الميلادي. بينما عاش ابراهيم قبل ألفين عام من الميلاد. والكتاب العبراني ينقل المخطط الجغرافي لحركة ابراهيم حتى موته ودفنه في فلسطين، وليست مكة ضمن هذا المخطط. لذلك منع الاسلام اتباعه من قراءة كتب العبرانيين حتى تمر عليهم الفرية. والسؤال هنا، كيف يمكن سرقة شخص من نفسه؟.. كيف يمكن تحريف واقعة وأثر معروف عند أهله، وإجبار الناس لتكذيب أنفسهم وتصديق المحدث؟.. لقد سرق القرآن تراث العبرانيين وقام بتزويره وإعادة تسويقه على أنه البضاعة الأصلية. لكن هذا التراث موثق ومسجل في الكتب والمصادر والوثائق التاريخية العريقة، الأكثر قدما من ظهور العرب والقرآن والاسلام في أفق الزمان. ولم يكن المسلمون المؤسسون يتصوّرون مجيئ يوم تنتشر فيه الطباعة والكتب الورقية، وتكون الحقائق والوثائق في متناول الجميع. وكان من دأب - وعاظ السلاطين- رفد المكتبة الاسلامية وشحن نفوس المسلمين بنصوص وفتاوي واحاديث وقصائد وأهازيج، تؤكد الخصوصية الاصطفائية المتنزلة من [ابراهيم- اسماعيل- عدنان- عبد المطلب] لتتجسد في نبيهم الذي أحيط بهالة من الأسماء والأوصاف والمبالغات السلطانية، يهمنا منها، ما أبتغاه هو لنفسه سبيلا، [المصطفى، النبيّ، الرسول]. وعلى جمهور المسلمين التسبيح واللهج بذلك في صلواتهم اليومية وحلقات الذكر ودوائر المتصوفة والدراويش. لكن ابراهيم لم يكن له كتاب ولا شريعة خاصة، واسماعيل أين كتابه وشريعته، مجرد أوهام راسخة في عقل المسلم، لا يجرؤ على تقليبها وتنقيبها!. بنفس طريقة الموارَبة (المكر في القرآن) والاحتيال أسقط القرآن معاني مغايرة لأصولها على مفردات واصطلاحات دينة واجتماعية متعارَفة في الثقافة العامة. والقارئ الحصيف مدعوّ للتمييز بين المعاني والمفاهيم الحقيقية للمصطلح، وبين مفهومها الاسلامي المزوّر والمحرّف. الغاية تبرر الوسيلة، والوسيلة تتضمن الحيلة والفرية والمكر والتزوير أو التحريف.
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساسكولوجيا الحرف (22)
-
ساسكولوجيا الحرف (21)
-
ساسكولوجيا الحرف- 20
-
سايكولوجيا الحرف- 19
-
[حماس.. داعش.. حزب الله]
-
كِتَابُ الْمَاءِ - رِسَالَةٌ إلَى بَيْتِ نَهْرَيْنَ-
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (52)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (51)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (50)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (49)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (48)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (47)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (46)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (45)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (44)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (43)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (42)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (41)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (40)
-
بَيْتُ نَهْرَيْنَ (39)
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|