|
المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 11:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تتزعم الإدارة الأمريكية حملة جديدة من حملاتها التى لا تنتهى تحت عنوان (محاربة الإرهاب) والتركيز هذه المرة على تنظيم (داعش) ومن أجل تنفيذ تلك الخطة دبّرت توريط 40 دولة ، وبالطبع تضع فى حسابها أنْ تكون الدول العربية ومصر فى المقدمة. والإدارة الأمريكية تتعامل مع الدول الخاضعة لها ، على خلفية أنّ شعوب تلك الدول ليس لها أى دور فى سياسة تلك الأنظمة ، وعلى تصور أنه لا أحد يتذكر السجل الإجرامى للإدارة الأمريكية فى صناعة الأصولية الدينية (يهودية/ مسيحية/ إسلامية) إنّ الحملة ضد داعش لابد أنْ تـُحيل العقل الحر لما حدث فى أفغانستان عندما قرّرت الإدارة الأمريكية تجنيد طلبة الشريعة فى باكستان (جماعة طالبان) تحت ستار من الدخان اسمه (محاربة السوفيت الكفرة) الذين احتلوا (بغباء لا يستطيع أحد الدفاع عنه) أفغانستان . وكانت النتيجة توريط الدول العربية والدول المُسماة (إسلامية) فى دفع فاتورة تلك الحرب التى مات فيها كثيرون، سواء من الشعب الأفغانى أو من الجنود السوفيت . ونظرًا لأنّ الإدارة الأمريكية ليستْ مبعوثة العناية الإلهية للدفاع عن الإسلام ضد (الملاحدة السوفيت) وإنما لأنها لا تقبل أى شريك استعمارى، ولأنّ المناضل (مسعود شاه) كان يرفض الاستعماريْن السوفيتى والأمريكى، لذلك اتفقتْ المخابرات الأمريكية مع العميل الأمريكى حكمتيار على تصفية مسعود شاه وأتباعه من المناضلين الأفغان ، وهو ما تمّ بالفعل بقتل مسعود شاه. وكان المقابل أنْ حصل حكمتيار على مبلغ مليار دولار من المخابرات الأمريكية ، التى لا تدفع من خزينة الدولة الأمريكية إنما من حصيلة ما تجمعه من الدول العربية (كانت السعودية فى ذاك الوقت على رأس قائمة دافعى الفاتورة ومعها مصر وباقى الدول العربية) وبعد خروج السوفيت من أفغانستان بدأ الفصل الثانى لتوريط الدول العربية والمسماة الإسلامية ، أى فصل (فزاعة) تنظيم الجهاد ، ورغم أنّ الإدارة الأمريكية هى التى أنشأته وموّلته ، تزعّمتْ حملة سافرة بحجة القضاء على الإرهاب والتخلص من تنظيم الجهاد ، وبعد أنْ تركته يرتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية ، سواء ضد الشعب الأفغانى أو الباكستانى أو الصومالى الخ ، كانت المحطة الأخيرة عندما قرّرت إغتيال عميلها بن لادن. والشىء المُـلفت لنظر أى باحث حر هو أنه بعد إغتيال بن لادن بدأتْ تظهر عدة تنظيمات إسلامية تتبنى العنف والتخريب والقتل فى أكثر من مكان فى العالم ، وكلها تحت مُسميات إسلامية ذات مرجعية دينية ، وتـُستخدم فيها ألفاظ (الجهاد ، محمد ، الله ، الإسلام الخ) ووصل عدد تلك التنظيمات الإجرامية إلى أكثر من سبعين تنظيمًا ، على علاقة بالمخابرات الأمريكية مباشرة ، كان من بينها تنظيم داعش. والسؤال الذى يطرحه العقل الحر هو: إذا كانت الإدارة الأمريكية هى التى أنشأتْ جماعة داعش ، فلماذا تريد أنْ تتخلص من أعضائها وتشن الحرب عليها ؟ وهل هى صادقة فما يُسمى (الحرب ضد الإرهاب) أم أنها تـُخطط لمرحلة جديدة : فيتم القضاء على أتباع داعش، وفى نفس الوقت تكون قد أنشأتْ تنظيمًا جديدًا ، يُحقق نفس أغراض داعش ، مع الحرص على الظهور بأنه أقل من داعش من حيث الدموية وحرق المدن وسبى النساء وقتل الأطفال والشيوخ الخ ؟ ولأنّ الإدارة الأمريكية – بعد الحرب العالية الثانية- قرّرتْ أنْ تكون هى زعيمة الاستعمار العالمى، لذلك كان وقوفها ومساندتها ودعمها لكافة أنظمة الحكم الاستبدادية ، ولأنّ تلك الأنظمة لا تستطيع العيش بدون الأصوليات الدينية التى تعمل على تخدير شعوبها ، بكل ما فى جعبة الميتافيزيقا من غيبيات ، لذلك كانت الخلطة السحرية الأمريكية (أنظمة استبداية تروّج لها أصولية دينية) وليس مصادفة أنّ الإدارة الأمريكية أيدتْ وصول الإسلاميين إلى الحكم فى مصر بعد ثورة يناير2011. وليس مصادفة ما حدث فى ليبيا حيث سيطرة الأصوليين على مقدرات الشعب الليبى بالتواطؤ مع حلف الناتو، وليس مصادفة وقوف الإدارة الأمريكية مع الأصوليين فى سوريا (بغض النظر عن نظام بشار الدموى) وليس مصادفة تسلل التنظيمات الإسلامية الإرهابية (المدعومة من المخابرات الأمريكية) داخل مصر وتونس وليبيا (تنظيم القاعدة نموذجًا) وذلك من أجل تحقيق أكبر قدر من عدم الاستقرار، من خلال عملياتهم الإرهابية سواء بقتل الجنود والمدنيين أو تخريب المنشآت العامة والخاصة. (عدم الإستقرار) هو أهم أهداف الإدارة الأمريكية والتى تسعى لتحقيقه مع الأنظمة التى ترى أنها تابعة لها وخاضعة لكل ما تـُخطط له ، حتى ولو كان ضد المصلحة الوطنية. لماذا التركيز على (عدم الإستقرار)؟ لأنه- بمفهوم المخالفة- لو تحقق الإستقرار، تحققتْ التنمية الاقتصادية ، وهذه لو تحققتْ تحقق مبدأ (الاعتماد على الذات) وهو المبدأ الذى يُسبّب أشد أنواع القلق لدى الإدارة الأمريكية ، حتى تظل تلك الدول (الخاضعة والخانعة) تحت سيطرتها لصالح الرأسمال العالمى وتحت سيطرة صندوق النقد الدولى وكافة المؤسسات العالمية التى تـُسيطر عليها أميركا ، وبالتالى تفرض شروطها من حيث بيع المؤسسات الوطنية لصالح المستثمرين الأمريكان والأوروبيين والعرب المدعومين من الرأسمالية العالمية. وكذلك إلغاء الدعم عن الفئات الشعبية. وإنشاء العديد من المدارس والجامعات الخاصة لصالح أبناء الأثرياء (بهدف خلق الجيل المُـتبنى وجهة النظر الأمريكية عن الرفاهية) وقائمة شروط صندوق النقد الدولى وغيره من المؤسسات الرأسمالية طويلة ، لعلّ على رأسها وأخطرها شرط تعيين مندوبين عن المؤسسات المالية العالمية (مثل صندوق النقد الدولى) فى الوزارت والجهات الحكومية التى لها علاقة بإدارة المحفظة المالية أو التخطيط مثل وزارة المالية والبنك المركزى ووزارة التخطيط ، وهو الأمر الذى كان مُـتبعًا منذ عهد عبد الناصر، ففى نوفمبر1955 اشترط (يوجين بلاك) رئيس البنك الدولى على مصر أنّ البنك عليه مراقبة الميزانية المصرية. وأنْ تمتنع مصر عن إجراء أى قروض أخرى)) (د. أنور عبد الملك – المجتمع المصرى والجيش- طبعة مكتبة الأسرة- عام 2013- ص124) وكان تعليق د. عبد الملك ((وهذا يعنى أنّ على مصر أْنْ تعود إلى أيام المراقبة الفرنسية الإنجليزية (صندوق الدين) الذى مهّـد للاحتلال عام 1882)) كما كان من بين شروط صندوق النقد الدولى ، أنْ تكون هيئة قناة السويس أو هيئة السكة الحديد ، ضامنة للقرض ، وهذا يعنى حق البنك فى الحجز على الأراضى والمنشآت وكل الأصول العقارية التى تمتلكها الهيئة المصرية ضامنة القرض. وما ذكره د. عبد الملك عن شروط البنك الدولى فى عهد عبد الناصر، عاصرته بنفسى– بحكم عملى فى وزارة المالية لعدة سنوات – شاهدتُ مندوبى صندوق النقد الدولى وهم يتدخلون فى كل كبيرة وصغيرة لها علاقة بمشروع الموازنة العامة للدولة. وكانوا يُسيطرون – بشكل أساسى – على أهم قطاع بوزارة المالية (قطاع التمويل) وبالتالى كانوا على علم بإيرادات الهيئات الاقتصادية العامة ويُوجّهون المسئولين المصريين نحو توزيع بنود الصرف على الوزارات الخدمية ، مثل وزارة الصحة ووزارة التعليم الخ وعلى الهيئات الخدمية مثل هيئة الكتاب الخ. باختصار فإنّ الخضوع لكارثة ما يُسمى (القروض) أو أكذوبة ما يُسمى (المنح) من المؤسسات المالية العالمية ، معناه فقدان الاستقلال الاقتصادى ، وبالتالى نجاح المخطط الأمريكى لاستبعاد أى قدر من الاعتماد على الذات ، الذى بموجبه تمكنتْ الدول العظمى مثل الهند واليابان والصين وبعض دول أميركا اللاتينية ، من تجاوز أزماتها الاقتصدية ، فلحقتْ تلك الدول بالعصر الحديث ، فامتلكتْ إرادتها وبالتالى امتلكتْ محطات الفضاء ونافستْ أعتى الدول الرأسمالية فى مجالات العلوم الطبيعية (النظرية) والتقدم التكنولوجى . إنّ الحملة التى تتزعمها الإدارة الأمريكية – بإشراف أجهزتها من وزارة الخارجية إلى جهاز المخابرات ، تـُحقق لها ثلاثة أهداف الأول : الظهور بمظهر الدولة الرافضة لما يُسمى (التطرف الدينى) وبالتالى فهى مع الحداثة والدولة المدنية وحق المواطنة الخ. الهدف الثانى : توريط الدول العربية والدول المُسماة (إسلامية) فى هذه الحرب الملعونة ، فيموت شباب تلك الأنظمة فى حرب دبّرتْ لها الإدارة الأمريكية ولصالح المخطط الأمريكى الذى يسعى إلى تعميق الخلافات بين تلك الأنظمة من جهة ، أو داخل كل دولة ، حيث تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض للمشاركة فى تلك الحرب المجنونة التى هى سيناريو مُـتكرر لما حدث فى أفغانستان وفى دول البلقان . كما أنه – داخل الهدف الثانى – ستكون الفرصة مواتية للإدارة الأمريكية لتنفيذ مخططها نحو تقسم كل دولة إلى عدة دويلات كما حدث فى العراق واليمن وليبيا. أما الهدف الثالث فهو تبديد موارد الأنظمة التى ستوافق على المشاركة فى تلك الحرب ، وإنهاك جيوشها وقتل أولادها فى حرب – هى فى حقيقتها – تـُدار لصالح الإدارة الأمريكية. فى ضوء ما سبق فإننى أتمنى – أعلم أنّ التمنى درجة من الرومانسية المرفوضة وفق معطيات الواقع لتركيبة الأنظمة العربية ، خاصة المُـدلــّهة فى حب أميركا – ولكن لا بأس من المحاولة- لعلّ البعض يستجيب لرؤيتى وهى كالآتى : الرفض القاطع للمخطط الأمريكى الذى أخذ شكل (ستار من الدخان) اسمه (محاربة داعش) ولكن هذا الرفض يجب أنْ يكون على أساس الإرادة الفعلية لمواجهة كل أشكال التطرف ، وأنّ على كل دولة محاربة الأصوليين الإسلاميين الذين ينتهجون أسلوب العنف الدموى والتخريب على أرضها ، ويتواكب مع ذلك أنه يجب على كل دولة حماية حدودها، وهذا لن يتحقق إلاّ بتوفر أقصى درجة من الإرادة الوطنية. كما أننى أتوقع – وأرجو أنْ أكون مغاليًا فى توقعى – أنّ المخطط الأمريكى سيكون ذريعة لدخول جيوش قوات الناتو لبعض الدول العربية ، فتكون النتيجة نوع من الاحتلال الأمريكى الأوروبى تحت شماعة (محاربة الإرهاب) ثم يُفاجأ الجميع أنه بعد هدوء العاصفة وجمع أشلاء الضحايا ، بظهور تنظيم إرهابى جديد كان يتم استنساخه فى معامل تفريخ الإرهابيين فى الولايات المتحدة الأمريكية. لدينا فى مصر مثل شعبى يقول ((اللى حضـّر العفريت عليه أنْ يصرفه)) ولكن الإدارة الأمريكية تتبنى آلية شيطانية تتلخص فى أنها تتولى تربية الإرهابيين ، ثمّ تتحمل الدول العربية والمُسماه (إسلامية) محاربتهم أى أنها ((تحضر العفريت وعلى غيرها أنْ يصرفه)) كما يهمنى التأكيد على أنّ الإرهاب المُسلــّح بأدوات القتل (من قنابل ومدافع الخ) ليس هو الخطر الوحيد ، بل أزعم أنّ الأخطر منه هو الإرهاب المُـسلــّح بالنصوص الدينية التى تنفى حق الآخر المُختلف فى العيش فى وطنه وفقــًا لمبدأ (المواطنة) وليس لمبدأ (الديانة) وهذا النوع من الإرهاب هو ما تتغافل عنه الأنظمة العربية وتتغافل عنه مصر، وبهذا التغافل ساهمتْ مصر وساهمتْ الأنظمة العربية فى تخريج الآلاف من الإرهابيين فى معاملها المُسماة : مدارس ومعاهد وجامعات وفضائيات وأرضيات ، أى أنّ معامل تفريخ الإرهابيين فى الأنظمة العربية ومصر، تكاتفتْ وتضامنتْ مع معامل تفريخ الإرهابيين فى الولايات المتحدة الأمريكية ، سواء عن قصد أو عن جهل ، وفى الحالتيْن فإنّ النتيجة واحدة ، لأنّ العبرة بالنتائج وليست بالنيات. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين
-
عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
-
الناصرية ومتوالية الكوارث
-
لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
-
العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى
-
الشعر فلسفيًا والفلسفة شعرًا
-
السنة المصرية وجذور التقويم العالمى
-
الحمساويون دمّروا غزة
-
العلاقة بين الكلمة والفنبلة
-
بيرم التونسى والشعر المصرى
-
عندما تكون الرواية (وليمة للذئاب)
-
الأدب والقمع الدينى والسياسى
-
مصر بين العدوان الإسرائيلى والإرهاب الحمساوى
-
الترجمة من المصرى للعربى
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (9)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (8)
-
أحزان السياب السبعة
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (7)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (6)
-
مسلسل صديق العمر والغضب الناصرى (5)
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|