أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما هي الحياة و كيف نفهمها















المزيد.....

ما هي الحياة و كيف نفهمها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 15:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحياة عميقة في كينونتها، و الانسان ارقى الكائنات فيها عقلا و فكرا و تعمقا و تاملا . و من المعلوم انها تتعقد يوما بعد اخر و تختلف التعامل معها وفق العوامل المؤثرة العديدة من النواحي الثقافية و الفكرية و الفلسفية و هناك ظروف موضوعية و ذاتية لتحديد طريقة التعامل و فهم الحياة بما فيها . و كلما تطورت الحياة تواكبت معها التعقيدات و التشابك بين المؤثرات المادية والمثالية او المعنوية، و بهذه التطورات و التغييرات ما تنتج من العقلانية اواو الاستناد على العاطفة او السطحية في التفكير . البشرية سارت بموجب البيئة و المتغيرات التي حصلت فيها، و ما غير الانسان من اي شيء او الة او اية ضرورة كانت استخدمها لصالحه او لاشباع غريزته اولا و من ثم تطور لفهم ما في الحياة و الايمان و التطبيق لمفاهيم عديدة استوجدت او استحدثت، و منها انبثاق التعامل مع المجهول و التخمينات و النظر الى ماوراء الطبيعة ببساطة اولا و من ثم تطور مع تغيير الوسائل و ما نتج عن التاثير و التاثر بين البشر و ما انتجته يديه و عقله، اي التفكير و التخطيط ولو غير علني او بدون فهم ما يجري بانه شيء يمكن ان يسميه تفكير او فلسفة و تعبير لما هو غير الموجود مع الواقع الموجود . فالدين و انبثاقه منذ بداياته و انواعه و اليات تطبيقه و الطقوس المنبثقة منه، و من ثم تطوره الى دين وحدوي و كله كان وفق المصالح الاقتصادية العامة اولا او من اجل التنظيم المادي و الفكري الموجود في حينه، و كيفية التعامل مع الكون و الحياة بشكل بدائي اولا الى ان وصلنا الى خاتم الانبياء، و ما فعل خيرا للبشرية ليس بنشره الدين الاسلامي و فروقاته مع الاديان الاخرى، و انما لكونه اسماه اخر الاديان و هو خاتم الانبياء وبه سيصبح بداية النهاية للدين عاجلا كان ام آجلا و من ثم يتاثر بما يحصل التفكير الذي يمكن ان نسميه الروحي او النفسي او التنقل الى خيال و التعامل مع ماوراء الطبيعة الى فكر علمي مادي قح . و التطور الذي حصل في التعمق في ماهية الحياة و والوجود، و الذي يمكن في مرحلته الاخيرة ان نسميه الفلسفة، افاد البشرية لانها تطورت و اثرت على الانسان فكرا و معيشة . و هكذا استخلصت التعقيدات التي حدثت في هذا الاتجاه الى بروز اتجاهين متضادين و متعاملين مع بعضهما بعلاقات جدلية واضحة و هما التوجه او الفكر و النظرة المادية والتوجه و الفكر و النظرة المثالية في الفلسفة، و كان هذا مواكبا جنبا الى جنب مع التطورات الحاصلة في شتى مجالات الحياة .
لو نقفز من بدايات التعامل مع الحياة البسيطة الى اليوم دون التدرج في مراحلها الوسطية و اشكالها لنختصر، اننا اليوم نعيش في عصر المتناقضات فلسفيا، و كانت كل مرحلة من التغييرات في توجه و عقلية الانسانية اطول من التغييرات الاخرى لانها تتاثر بشكل بطيء من التغييرات المادية و يمكن ان تتخلف عن المرحلة بما فيها من العلوم و الوسائل المادية المتطورة لاسباب عديدة و في مقدمتها النفس البشرية و تخوفها من الموت و المستقبل و من ما وراء الطبيعة غريزة و طبيعة .
اليوم وصلنا لحال من الناحية الفلسفية يمكن ان نقول انها في اعقد مراحلها او يمكن ان نعتبرها مرحلة فلسفية متنقلة من حيث التجسيد او التاثير على عقل البشري و تاثر الحياة بها وبما يتغيرالانسان فيه فكرا و فلسفة و وافعا علميا كان ام اجتماعيا او ثقافيا، و كل هذا يتاثر بالحالة الاقتصادية ايضا و كيفية معيشة الفرد و المجتمع و ما يتاثرون بمستوى الاقتصاد العام للواقع الذي يعيشون و بوضعهم الاقتصادي الخاص و مستوى ثقافتهم و كيفية تعاملهم مع ظروفهم و واقعهم و كيف يتاثرون فكريا عقليا و فلسفيا بظروفهم العامة و الخاصة .
ان خضنا في السير بما يخص الدين و ما اثر على الفكر الانساني و بالتالي تاثر الانسان فلسفيا به، يمكن ان نخرج بنتيجة لو تجردنا من الدين خصوصياته الاقتصادية و السياسية و الخلط المتقصد الذي احدثه الممين بينه و بين السياسة لمصالح خاصة، و تعمقنا في الناحية الفلسفية منه لنقيمه و نتفحصه و نبين ما يفرز منه مؤثرا على عقلية الانسان الضعيفة نتيجة لضخافة الكون و ما هو العميق و العظيم ان دخل اي فرد فيه من اية ناحة كانت سواء علميا او فلسفيا . فاصبح للدين دور بارز و تعدد الاوجه، و من استغله غيٌره حسب هواه و بحجج منحازة الى قناعاته، لم نر من الدين الاولي الا دين المجتهدين هذا ما يؤكده حتى المتدينين و الادعياء بانفسهم . اذا تعاملنا نحن مع الدين الصافي المجرد الخالي من التغيرات التي حصلت له نتيجة مسيرة الحياة و قدمه، و حسبنا الحسابات الفلسفية فقط، وتعاملنا معه و كأن اليوم هو عصر محمد الاسلامي اخر الانبياء و ما فعله و كيف انبثق هذا الدين و ما الالية التي تعامل بها و كيف اثر فكريا و فلسفيا على الناس، لن نحصل منه الا البساطة و التخلف في معرفة ماوراء الطبيعة وفق الايات القرانية، اي ابسط التوجهات دون التعمق، وكان ذلك وفق المصلحة الذاتية او التخلف الذي كانوا يعيشونه نسبة للاخرين و متاثرا بما يمكن ان نسميه حسب مصطلحات اليوم بالسياسة و المصالح فقط، اي استخدام الدين والاله و القران و ما كان عليه وفق هواه كما قالته عائشة بكل صراحة .
اما الفلسفة كعلم جديد متطور منبثق من الحياة المتقدمة و بحسابات علمية مرتكزة على العلوم كافة و ليس كفكر اي دين و اي نبي و حتى محمد، ان حسبنا خطواته الفكرية و تاثره برفاقه و ما هم كانوا عليه امثال ورقة بن نوفل و حسان بن ثابت و غيرهم من العقليات المتاثرة بالتاريخ و بما قبلهم و ما تعاملوا به مع الواقع في حينه و مدى علمهم باالديانات ما قبل الاسلام، اننا نخرج بمعادلة بسيطة و هي ان الدين الاسلامي اعتمد على اختلال نفسية الفرد اي محاولة تفريغ نفسية الانسان المتاثر نفسيا بصعوبة الحياة و الفروقات الفردية الاقتصادية و الاجتماعية كعتقه للعبيد و مساعدة الفقراء لغرض نشر الدين لا كمحاولة لنشر العدالة و المساواة، و من ثم استخدام القوة و الافزاع و الارهاب، لنشر دينه بدلا من الاستناد على القاعدة الفلسفية المقنعة لعقل البشرية في حينه .
اليوم لازالت بعض الناس يعيشون في المرحلة الماضية من الحقبات الغابرة و لكنهم في واقع القرن الواحد و العشرين متحاشين التطورات المتعددة التي تمسهم مهما تجنبوها، فان صعوبات الحياة سلختهم من الواقعية و التعايش مع الموجود، فانهم اما يعيشون غافلين التاثيرات التي تفرضها التطورات المختلفة على الانسان و معيشته، بقوة الارادة المعاكسة، او خدع الذات بالخيال و العقلية ماورائية الطبيعة و السير عكس اتجاه المسيرة الحياتية الطبيعية .
نرى و نلمس ان صعوبات الحياة نتيجة التغييرات التي حصلت و الضرورات الكثيرة التي لا تتوفر لدى الجميع، فان التوجه الديني الخيالي حل بديلا عن الفلسفة العلمية العقلانية الصحيحة، اي كم من طقوس دينية فرضت نفسها على المتدين او المتكا على الدين و به فرغ نفسه من تراكمات المؤثرات السلبية من صعوبات مسيرة الحياة على الحياة النفسية له و غيٌرته الى المعيشة غير الصحية في الحياة من الجانب النفسي و ما اكثرهم من تاثر حتى جسميا ايضا بما اصاب نفسيتهم . لذا نلمس حتى اليوم تفرغات نفسية باسم الدين كما هو حال التفريغات الاخرى و بطرق مغايرة سواء اليوغا او الرياضات النفسية، و لكن هنا باساليب و طرق متخلفة و باسم طقوس الدين .
و عليه لفهم الحياة و ما تتضمن، يجب الخوض في العلم بقدر يبعدك عن الخرافات و الدين و من ثم الحفاظ على الحالة النفسية و الصحة الجسدية و معرفة نسبة معينة من تاريخ البشرية و الكون و ما مر به التاريخ و اساس كل مفهوم حياتي كموضوع مفصلي هام، و من ثم البحث وراء الدلائل العقلية لاي موضوع غير مفهوم ، بطرق و بحوث علمية دقيقة، فالفلسفة اساس العلم و علم العلوم و الطريق الوحيدة لمعرفة الحياة، و لتغيير حياة الناس يجب تعميم الفلسفة و العمل على نشر تاثيراتها على البشرية لفهم الحياة بما هي بعيدا عن الخرافات و التاثيرات السلبية لها على الانسان و باي اسم كانت سواء الدين او الطقوس او المذهب او الاعتقاد بماوراء الطبيعة باي شكل كان ،والابتعاد عن الحساب لغير الفلسفة الصحيحة و عدم اتخاذها كاولوية عقيدية و فلسفية . الحياة تعقدت مع تعقيد الموجودات المادية المثالية عليه، و لابد من فهمها على حقيقتها مجردة من الترسبات السلبية التي فعلتها عدم الفهم بما هو الحقيقة على طول مسيرتها، كي يبدا الانسان بمسيرة صافية نظيفة بعيدة عن الخرافات و الاسباب المشوهة للحقيقة الحياتية، و ما يجب ان يكون عليه الانسان فكرا و فلسفة و معيشة على الارض .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا تلعبها على المكشوف
- سلبية توفر الحرية لمن ينفي الحرية
- كيف تكون اليسارية في كوردستان
- اعتبروا من درس اسكتلندا و انكلترا يا ساسة العراق
- تاثير الجنس على عقلية القادة الاسلاميين
- لماذا يفرض المالكي وزيرا فاسدا على العبادي ؟
- هل بان رد فعل ايران ازاء تحالف جدة
- موقف تركيا من التحالف ضد داعش
- مؤتمر باريس والاولوية السياسية بموازاة العسكرية
- شاهدت الغريب في بلد العجائب
- ما الحل لو لم يكن هناك البديل المناسب ؟
- هل يمكن ان يكون العبادي منقذا لما فيه العراق ؟
- لماذا الاخطاء المتكررة للسلطة الكوردستانية ?
- احلال البديل المناسب اصعب من انهاء داعش
- اين المفر من هذه المنظومات الفاسدة ؟
- مؤتمر جدة يؤسس لمابعد داعش
- مؤتمر جدة يؤسس لابعد من داعش
- ايٌ الاسلام هوالحقيقي مقابل عادات و تقاليد و ثقافة ؟
- مَن نلوم غير المال و الراسمال و الملالي
- من هو الشخص المناسب في المكان المناسب في العراق


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما هي الحياة و كيف نفهمها