أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عن حوار الجدران ح2















المزيد.....

عن حوار الجدران ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


_لا اعتقد أني أتفق مع بالكثير وخاصة أنكم تتجاهلون التاريخ والحقائق وتنظرون للأمور من زاوية المصالح السياسية التي لا تعني الا أن ترى ما هو خطر على مصالحكم السياسية والاقتصادية دون محاولة فهم الاسباب, فانك تدعي أن الاصولية الاسلامية مسئولة عن هذا التوتر وعدم فهم الاخر وكأن الغرب مجموعة من الملائكة الذين يعيشون في الارض بسلام وأن الاصولية الاسلامية هي الشيطان بعينه ونسيت يا صديقي ما عانت الامتين العربية والاسلامية على مدى اكثر من خمسة قرون من الاستعمار والتدخل في الشؤون الداخلية لنا , كذلك نسيتم دور الغرب في صنع وايجاد الكيان الصهيوني في قلب عالمنا العربي واننا كعرب ومسلمين نرى في هذه الموضوعات وخاصة دعمكم المطلق لإسرائيل سبب حيوي وهام في عدم تحقيق السلام والحوار مع الاخر؟.
+جسنا ان مشكلة العالم الاسلامي عدم قدرته على التسامح والعيش في ماضيه, نعم كانت هناك فترات استعمارية أملتها ظروف سياسية عالمية في حينها وخاصة ما كان يواجهه العرب خصوصا من ظلم الاتراك العثمانيين فجاء التدخل الغربي وبالرغم مما سبب من الالام جاء لمصلحة تخليص العرب من حكامهم المستبدين مع تداخل ظروف دولية اخرى خارج ارادة الغرب ووفق سياقات الصراع فشلت بعض الجهود في مساعدة العرب على تجاوز مرحلة صعبة من حياتهم بظهور الشيوعية مرة والنازية مرة اخرى, نعم كانت هناك أخطاء العيش معها وتحسس آلامها لا ينفع علينا أن نتجاوزها جميعا, اما عن ما يخص الدعم لإسرائيل فنعتقد أن السعي لصنع سلام في الشرق الاوسط يضمن أمن اسرائيل في حدود معترف بها من الجميع واحترام القانون الدولي وضرورة التعايش مع هذا الواقع سوف يمنح للفلسطينيين حياة حرة ديمقراطية في دولة متعايشة مع اسرائيل جنبا الى جنب, اذن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ونبذ العنف والارهاب من قبل المجموعات المتطرفة مثل حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله هو الكفيل بتحقيق السلام والتسامح. نحن نرى ذلك بوضوح.
_نعود الى نفس الاتهام وكأنه اللعنة التي أصابتنا العنف والكراهية والارهاب العربي والاسلامي هم أسس المشكلة العالمية وليس الاستعمار والعدوان واحتلال بلادنا والاعتداء على مقدساتنا هي السبب وتطلبون منا التسامح وكان المطلوب من الضحية المسامحة وطلب العفو والمغفرة من الجاني؟ اليس هذا هو المطلوب منا.
+ ليس صحيحا, بعد احداث ايلول سبتمبر شرع الرئيس الامريكي بوش في ولايته الاولى بخطوات هامة جدا نحو التسامح مع المسلمين وقد زار بعض المساجد والتقى بزعماء الجالية الاسلامية لأننا نعتقد ان ليس للمسلمين ولا للعرب بأجمعهم علاقة بما حدث, نعم كانت القاعدة وراء ذلك, وهذا التسامح الامريكي مع فظاعة ما جرى لم يكن الا من ايماننا وفهمنا للإسلام كونه دين سلام وان أصل المشكلة في فكر من حول الاسلام من طقوس وعبادات بين الانسان والرب الى مفهوم الجهادية التي تعني قتل الاخر, هذا ما يحدث الان في الشرق الاوسط نفس الفهم والاسلوب فالانتحاري الذي يدخل الاسواق ويفجر نفسه ويقتل الابرياء في اسرائيل ويرى في نفسه شهيد هو نفسه الذي فجر مركز التجارة الدولية, هذا ليس الاسلام الذي نفهم ليس معنى الدين أن تقتل البريء بدون سبب إلا لكونه لا يؤمن بما تؤمن, نحن أعداء هذا الفهم وعليه اعلنت الحرب على الارهاب واعتقد ان الجميع في العالم متفقون على ضرورة محاربة الارهاب هذا ما نريد.
_ جيد وهل من باب التسامح احتلال بلدين مسلمين وتدميرهما وقتل الكثير من شعبيهما بتهمة اثبتت كل الوقائع القانونية والسياسية عدم صحتهما بل ان اكثر المجتمع الدولي كان ضد هذه الحرب؟ اليس هذا ارهابا باسم مكافحة الارهاب؟.
+حسنا. لم تكن حرب افغانستان والقضاء على القاعدة وحركة طالبان موجهة ضد الافغان بل ان بسط القانون والحرية وتطبيق الديمقراطية والشروع في بناء مجتمع عصري يؤمن بحقوق المرأة وحرية الصحافة وبناء مستقبل جيد للأفغان من مكاسب هذه الحملة الدولية ضد الارهاب لقد اصبح الافغان اليوم يتمتعون بحرية اوسع وبكرامة افضل من أيام حكم طالبان وقد جرت انتخابات حرة ونزيهة في النصف الثاني من هذا العام والجهود الاممية متواصلة لدعم النظام الديمقراطي هناك, لا يمكن لاحد أن ينكر ان طالبان كانت تعامل الافغان على أنهم عبيد في عصور ما قبل النهضة.
_ ما تقوله لبس صحيحا فالأفغان أنفسهم يعترفون بان الاحتلال الدولي بقيادة امريكا لم يحسن من أوضاعهم بل ان بعض الجوانب الحياتية قد ساءت وخاصة في مجال الامن فهم يتعرضون للهجمات والقتل من الطرفين وخاصة من قوات الناتو والقوات الامريكية التي تقتل العشرات من الابرياء وتدعي بانهم من مقاتلي طالبان ثم تشكل لجان تحقيقية ثم يعلن مسؤول امريكي اسفه عما حدث وتنتهي القصة والضحية قد ذهبت في مهب الريح كما تقولون؟ اليس هذا ما يحصل هناك ؟.
+لا ليس تماما انها حالات منعزلة وقد تحدث في كل الحروب ,قد تكون نتيجة اخطاء بشرية او تقنية وتعالج كل حالة حسب ظروفها والقادة العسكريون على الارض يتابعون ذلك عن كثب في محاولة تقليل الخسائر بين المدنيين.
_ولكن الشواهد لا تدل على انها حالات فردية بل تجري بالتكرار وبمدى واسع والاعلام يفضح هذه الحقائق كما حدث مثلا مع الغارة التي شنتها القوات الالمانية على صهريج وقود في قندوز وراح ضحيتها العشرات من الابرياء وتضاربت تصريحات الناتو عن المسؤولية لتنتهي النتيجة عن عدم مسؤولية القوات الالمانية وباليوم التالي يستقيل رئيس اركان القوات الالمانية بسبب تداعيات الغارة, هل هذه الحرية والديمقراطية التي جلبتموها للأفغان؟.
+حقيقة ان الاعلام العربي منه خاصة كثيرا ما يتلاعب بالحقائق من خلال اثارة المخاوف واختلاق الاعلام الذي يحرض على الكراهية وخاصة قناة الجزيرة الفضائية, هذا مهم جدا, عندما تكون منحاز الى جهة معينة لا تكون قادر عادة على نقل الصورة على حقيقتها وبحرية ,المهم في مجتمعاتنا ان الاعلام حر ينقل الحقيقة كما هي بدون انحياز, اما عن الغارة فالتحقيق الاولي اثبت خلو مسؤولية القوات الجوية الالمانية المشاركة في الايساف مما حدث .هذا يكفي لدي موعد مهم صباحا والساعة قاربت الواحدة صباحا اراك غدا عند الحادية عشر مساءا حسب توقيت نيويورك دي سي .انا مسرور لهذه المحاورة شكرا القاك على خير .
هنا انتهى الحوار ولملمت اوراقي وأنا اشعر بعدم الرضا من الاداء على الاقل بالنسبة لي فقد خرج نطاق الحوار من كونه حوار فكري الى شكل من أشكال الاداء الصحفي أو المقابلة الصحفية التي هدفها عرض وتسويق وجهة نظر دون أن تلامس او تتصل بما أردت وخططت أنا من أجل أن أوضح وجهة نظري بالمقابل, قررت أخيرا وبعد عدة قرأ لنصوص الحوار أن نضع أسس جديدة تتلاءم مع غاية الحوار وهدفه.
واكتشفت امرا في غاية الاهمية فيما يتصل بالأسلوب والوسائل التي يمكن من خلالها الحصول على المبتغى من مثل تلك المحاورات وفهمت لماذا نحن متخلفين في طرح وتسويق وجهات نظرنا بالرغم مما نملك من اوراق تكشف وتوضح لنا وللأخر ما نريد أو ما هو المطلوب وقد كنت أعيب كثيرا على وسائل الاعلام العربية في عجزها من إقناع المثقف الغربي فضلا عن السياسيين عن أطروحاتنا ولاحظت إن أساليب التفكير والطرح عندنا لا تتناسب مع ذهنية الاخر الغربي وكيفية صناعة الوعي عندنا وعند الغير .
إذن فلابد من المراجعة والانتقال بالأسلوب من الكشف والاستكشاف الى جوهرية مهمة الا وهي أن أكون ندا بلا وجل أو تردد في الكشف عن رؤيتنا ومحاولة ترويض الاسلوب لكي أبلغ الغاية من الحوار بعيدا عن التعميمات وطريقة سين وجيم بالرغم من أهمية الاستجواب والمكاشفة التي تؤدي في احيان كثيرة ال إظهار روح وجوهرية بعض المسائل ولكن من المؤكد في هذه الطريقة عجزها عن بلوغ حقيقة الوعي عند الاخر فقد نتمكن من أن نحصل على إجابات لا تدل بالضرورة على كونها هي ما يؤمن به الاخر حقيقةً مع يقين بأن الكثير من الساسة والمثقفون الغربيون مؤدلجون وفق تصورات تحكمها بالضرورة أن تعبر عن رأي المؤسسة الأيديولوجية الحاكمة او التي ينتمي اليها المحاور او الناطق باسمها, وهكذا كان قراري الذي ابلغته للصديق العربي لكي يبلغه الى الطرف الاخر وفق الاسس التالية:
1. ضرورة أن يجري الحوار على نقطة مفصلية واحدة لا ننتقل الى غيرها الا بعد الوصول الى غاية وحقيقة الفهم لها عند كل طرف,
2. لكي يبلغ الحوار جديته علينا الانطلاق الى ذاتية وعينا وحقيقة هذا الوعي الشخصي دون أن يكون مرتبطا بما هو متصل منه بالمؤسسة او المنهج الذي نتبعه وتحويل الحوار من صيغة السين والجيم الى صيغة أكثر تفاعلية ووجدانية لكشف الجذور المستمدة منه خطوط واتجاهات الوعي الذاتي للأمور المتحاور عليها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح1
- المادية الفكرية والنتيجة المستخلصة ح2
- العقلانية التأريخية وتصادمها مع المادية التأريخية
- البرغمانية الكهنوتيه
- الفكر التوراتي وتأثيراته على الفلسفة المادية الحسية
- متى تكبر أحلامي الصغيرة
- نبيل نعمة الجابري مصورا صوفيا في عالم الحرف
- تأثيرات المادية على الفكر الإنساني ونتائجه
- علاقة نشوء الحداثة كفكر فلسفي بالعلمانية السياسية
- قصائدي ............... لحن الفضة والذهب
- تطور قواعد السلوك الدولي ومبادي القانون الأممي الكوني
- المسئولية الأفتراضية عن الأرهاب ونسبتها للعرب والمسلمين
- الحرب والسلام مسئولية العالم المتحضر
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح1
- الأصولية النصية والأصولية الدلالية ح2
- اليباب في اسطورة الخلق
- قصة الخلق في الأسطورة العراقية
- الخلق والأسطورة
- صورة الخلق في الأساطير الأولى
- الأسطورة والتاريخ والدين


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - عن حوار الجدران ح2