أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بوشقرة جمال الدين - إرهاب يلتبس الحق ويغتصب الواجب














المزيد.....


إرهاب يلتبس الحق ويغتصب الواجب


بوشقرة جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 18:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


"الحقوق والواجبات" مفردة تجود كل دساتير العالم وقوانين الأرض الوضعية بها، وكل مواطن يعيش في حدود الدولة الوطنية الحديثة، فعليها ينسلخ نوع من عقد اجتماعي بين الدولة ومواطنيها، ويفرض على الدولة "السلطة" التي تؤمن للمواطن حقوقه الإنسانية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتفرض عليه بالمقابل واجبات يؤديها المواطن تجاه الدولة منها واجب الدفاع عنها، وحمايتها والإلتزام بقوانينها وما إلى ذلك من الواجبات الأخرى في العمل والحرية وغيرها.
الجزائر كعمق لايقيني الحدود والموروث ومشدود الامتداد الجيوسياسي، كانت ولازالت على مر التاريخ تلبس رداء الدولة، وتطالب المواطن بأداء واجباته مع بصيص أمل أن توفر له حقوقه الإنسانية البسيطة في بعض الاوقات ، وكان أسلوب الحماية العثماني وجباية الضرائب في العصور السالفة هي أحد أهم مظاهر دكتاتورية الدولة، ففي ظل حرمان الفرد والمجتمع من رعاية الدولة النسبية، كانت الجبايات تذهب إلى عمارة القصور السلطانية العثمانية والفرنسية فيما بعد، والإغداق على الموالين والمتزلفين والمسبحين بحمد الحكام بعد الاستقلال.
وفي عصرنا هذا لا تعدوا أن تكون ثروات الأمة تكرس لخدمة أنظمة الحكم وإدامة سلطتها، وكأن النفط الذي حبا الله معظم الشعوب العربية بنعمته، قد تحول من نعمة إلى نقمة على الشعوب، فكرست عائداتها لتقوية سلطان الحكام وتأسيس مؤسسات أمنية وعسكرية تذود عن الأنظمة بدلا من أن تذود عن الشعب والدولة إلا بتسابيح وشعارات بطلها الإرهاب والجريمة المنظمة أو حتى النظم السياسية المجاورة، ولعل ليبيا سابقا والمغرب منذ نصف قرن هي بطلتها على حد تعبير باري وزان وفق مفهوم المعضلة الامنية. هذا الخيال المريض الذي يراود أنساق جزائرنا العميقة ببعده الكامن والديناميكي، جعل برامج النهضة والتنمية بأساليب الاشتراكية المتبنات تبعث حسادا همهم الوحيد إفراغ هذا المسار من روحه المبطون والنقي برفع همة البلد وتحقيق الديمقراطية إلى تنوير شباب بمفاهيم وأفكار يكون فيها الاستقلال عن المستعمر ضرب من الخيال ومن جانبه تدخل القاعدة –الشعب- في دوامة القابلية للاستعمار على حد تعبير مالك بن نبي.
اليوم يكاد التاريخ يكرر نفسه مرة أخرى، فالبلد يواجه هجمة شرسة من قوى تكاد تصنف بالهلامية مدعومة من جهات، أطراف، دول.. لتنفيذ مخطط شيطاني هدفه تمزيق الشعب وليس الكيان كما يرها الماديون، ومعظم القوات التي تواجه هذا الجيش الهلامي والإرهابي لا تمتلك الوسائل الكافية للمواجهة، فالمواطن الذي حرم من حقوقه الإنسانية في أوقات ما ولايزال يتخبط مع البيروقراطية والفشل.. لا تستطيع الدولة أن ترغمه على الدفاع عنها، ولاتستطيع حكومة أن تطلب من عنصر "الجيش" أن يتوجه إلى جبهات القتال ويجود بحياته ودمه في وقت تعاني فيه عائلته من الجوع ولا تملك زوجته ما تدفع به إيجار بيتها..، هذه هي الحقيقية المرة، لأن الجزائر ليست العاصمة بتاريخها وفقط، والتنمية ليست مشاريع الإسكان وإنشاء المستشفيات والجامعات والطريق السيار الذي لاندري ماهي حقيقته وخباياه، بل هي نظام وحريات وعيش كريم واستقلال عن تابع، لكسر القابلية للخضوع والاستدمار..، أليس من حق هذا الشعب أن يجهز بكل هذه الحقوق ليكون واجب الدفاع نابع من قناعة خاصة قبل أن تطلب منه الحكومة أداء واجبه بالدفاع عن أرض الوطن؟.



#بوشقرة_جمال_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آثار على اقدام الميراث: كلام من الفكر والقلب
- ألقاب تضر التاريخ وتدنس الحاضر.. استعمار أم استحمار...
- كرة القدم في الجزائر وضعية تسلل و هدف غير شرعي؟
- اللغات الأجنبية واللغة الأم.. اعتداء على الأصول


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بوشقرة جمال الدين - إرهاب يلتبس الحق ويغتصب الواجب