أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم البيك - منظمات (لا) إنسانية














المزيد.....


منظمات (لا) إنسانية


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 11:19
المحور: المجتمع المدني
    


احتلت في الآونة الأخيرة منظمات حقوق الإنسان مكانة أجبرت الشرائح المتنفذة في القرار السياسي في البلد المعني ايلاء اعتبار خاص لها, خاصة و أن هذه المنظمات تستهوي الشعب و المجتمع المدني, و بعضها العصا الخارجية. تختلف هذه المنظمات عن بعضها تبعاً لمدى استقلاليتها أو ارتباطها بحكومة ما ( خارجية أو داخلية ) أو بحزب أو مؤسسة ما و كذلك تبعاً لمدى اندماجها بمصالح و هموم المجتمع المحلي و الوطني أفراداً و جماعات.

تقسم هذه المنظمات بشكل عام إلى ثلاث مجموعات, الأولى هي تلك المنظمات التي تدافع حقيقة عن حقوق الإنسان و هو المكون الأساسي لأي شعب و بالتالي لا تناقض في منظورها بين حقوق و مصالح الإنسان كفرد و كجماعة, فهي تدافع عن حقوق الشعب أو فلنقل الأغلبية الساحقة لأي شعب, كونها تتناقض مع مصالح فئات من البرجوازية. فبالنسبة لهذه المجموعة, حقوق الفرد التي تصب في حقوق الشعب عامة هي الجديرة بالدفاع عنها قبل غيرها. هذه المنظمات هي التي تعاني من الحكومات الداخلية و الخارجية, و ذلك كونها تتمرد على سلطات كليهما و التي تحاول فرض نوع من المساومة لغض البصر ,في عدة أماكن, عن انتهاكات تتنوع في بشاعتها.

المجموعة الثانية هي تلك المرتبطة بالحكومة ( الداخلية ) أو بما يسمى بوزارة حقوق الإنسان. و هذه المنظمات نفسها تثير الشفقة و تتطلب من يدافع عن حقوق أعضائها فعملها موجه لما هو في صالح تلك الحكومة التي أوجدتها لغاية في نفسها, و تلك الحكومات تكون إما شمولية أو رأسمالية أو ثيوقراطية دينية. و تشكل هذه المنظمات الغطاء الحريري لممارسات حكومية قمعية على الشعب و الصحافة و الأحزاب و المجتمع المدني و تحاول زوراً إثبات أن هذه الممارسات( إن وجدت, ليست لا إنسانية )!

أما المجموعة الثالثة, و هي الأكثر انتشاراً, فهي مرتبطة بحكومات خارجية أو بمنظمات غير حكومية خارجية, و يكون الدعم الذي تتلقاه مشروطاً للتحرك بما يتوافق مع مصالح تلك الجهات. هذه المجموعة, و الممولة من الرأسمالية الغربية, تقوم ببرجوزة حقوق الإنسان, فهي تتعامل بطبقية بشعة مع الإنسان. هي تتكفل بمتابعة بعض الأفراد و بالمطالبة بحقوقهم الإنسانية و المدنية في الوقت الذي تتغاضى فيه عن حقوق الملايين من الأفراد في البلد المعني. و تصدف دائماً أن ذلك ( المدلل ) تكون له علاقة ما مع تلك الجهات, فإنسان ما لا يجب أن يغبَر على حقوقه و آخر ( يدبر نفسو )!

هذه المنظمات لا تلتفت إلى الانتهاكات ( بالجملة ) الممارسة على فئة واسعة من الناس أو الاضطهاد الجماعي ( للدراويش ) إن كان من قبل حكومة ما أو ميليشيات , إلا إذا استشعرت بفائدة سياسية أو اقتصادية ( للبيغ بوس ). هذه المجموعة لا تلمح ,حتى, إلى السياسات الرأسمالية الجشعة التي تمارسها تلك الحكومات الخارجية من نهب و حصار و سطو مسلح على بلدان الجنوب و جموع شعوبه. هذه المنظمات ( الإنسانية ) تتنكر لوجود الصراع الطبقي, بين مستغل (بكسر الغين ) و مستغل ( بفتحها ) إن كان ذلك في علاقات الدول أو الطبقات داخل الدولة. فهي, تبريراً لسلوكها, ترفع شعار الإنسان اللا منتمي إلى طبقة, الإنسان بشكل عام, و هي تدعي الحياد و أنها تقف على مسافة واحدة من كل إنسان, و لكنها تسعى لتغطية المصالح الطبقية البرجوازية برفضها لحقيقة الصراع الطبقي. كان من الأصدق لها لو أطلقت على نفسها اسم منظمات حقوق الإنسان البرجوازي.

لم توجد ( الإنسانية ) حتى الآن في أي مجتمع, فالتناقضات التي تمزق المجتمع لا يمكنها أن تخلق ظاهرة اجتماعية لا طبقية أو فوق الطبقات, و إلى أن نصل إلى المجتمع اللاطبقي يكون فيه النداء و العمل لحقوق الإنسان بشكل عام مرادف لحقوق كل إنسان بشكل خاص, و تتبلور لتصبح حقوق الشعب, إلى ذلك الحين, أرى أن تقوم منظمات حقوق الإنسان بإعطاء الأولوية للحقوق الإنسانية و المدنية للأغلبية الساحقة و المسحوقة في أي مجتمع و هم الفقراء, و ألا تمايز بين إنسان و آخر على أسس ( لا إنسانية ).



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان في الأم و الوطن
- سنثور و نلعب
- القصة أطول بكثير..
- تكامل الكفاح الفلسطيني
- فجر الحركة الشيوعية في فلسطين
- اليسار العربي... والإجابة الصحيحة على السؤال
- إنسان برقم...سولد
- المنتدى الإجتماعي الاوروبي..... على طريق عالم آخر ممكن
- إلى الرفيق سعـدات
- إشكالية اليسار في -إسرائيل-...باختصار


المزيد.....




- الداخلية السعودية تعلن إعدام مواطن في مكة وتكشف اسمه وما أدي ...
- إسرئيل: تسليم جثامين الأسرى سيتم السبت دون تغييرات
- تقزيض مهمة -الأونروا- جزء من مخطط تصفية قضية اللاجئين وحقوقه ...
- الأمم المتحدة تُعلن دعمها للعراق في استرداد أمواله المُهربة ...
- الولايات المتحدة تتخذ الخطوة الأولى للانسحاب من الأمم المتحد ...
- سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يتهم حماس بإعادة جثة غير معرو ...
- تقرير للأمم المتحدة: اقتصاد سوريا قد يحتاج 50 عاما ليتعافى و ...
- الأمم المتحدة: الاقتصاد السوري بحاجة لـ55 عاماً للعودة إلى م ...
- ميتا تطلق العنان لحرية التعبير... هل تكون حقوق الإنسان الضحي ...
- واشنطن تدشن مسارا جديدا لترحيل المهاجرين إلى فنزويلا


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سليم البيك - منظمات (لا) إنسانية