أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المناضل مجد اعتراف الريماوي














المزيد.....


المناضل مجد اعتراف الريماوي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 11:39
المحور: القضية الفلسطينية
    



إلى مجد، ووجد، وباسل، وريناد

شكراً لدولة "إسرائيل" الديمقراطية. "عن جد" شكراً لهذه الدولة، فقد نجحت في إحالة حياتناً جميعاً إلى جحيم. وربما أن الترياق يأتي من السم. وهكذا فإن من يرغب في "ممارسة الحب"< مع "إسرائيل" عوضاً عن الرفض والكراهية، يجد نفسه دائماً في موقف حرج. ذلك أن هذه الديمقراطية القائمة على حذف الآخر معنوياً ومادياً بالإنكار والقتل على السواء، لا تنفك تذكره بأنه واهم، لأنها لا تريد سلاماً ولا تعايشاً ولا من يحزنون. وهذا بالطبع يصدق على الممارسة والفعل، لكنه لا يمنع بعض الكلام المعد للاستهلاك الذي يزعم أن "إسرائيل" تريد العيش بسلام مع جيران "سعداء". أي والله "سعداء" و "مزدهرين" مثلما يقول العجوز الماكر شمعون بيرس كلما ظهر على شاشة تلفزيونية أو صفحة جريدة يومية أو أسبوعية.
لكن كيف يمكن لمجد اعتراف الريماوي أن يصدق بيرس؟ لقد تعود مجد على رؤية جنود الاحتلال يقتحمون بيته بدون سبب واضح ليسرقوا منه والده ومثله الأعلى،- مثلما يسرقون الوطن ذاته كل يوم- بدون أن يكون هذا الوالد قد ارتكب فعلاً يدينه بشيء حتى أمام محاكم الديمقراطية "الإسرائيلية" ذاتها. ولذلك فإن هذه الديمقراطية العجيبة تلجأ إلى اعتقاله مثلما الكثير من أبناء شعبه المبتلى بهذا الداء المسمى بالصهيونية بدون محاكمة ولا تحقيق ولا تهم ولا...الخ تعرفون، إنه أمر عسكري من وزير الدفاع كلي المعرفة والقدرة بأن هناك خطراً يمثله اعتراف وزملائه في هذا المصير المأساوي لا يمكن له الكشف عن أبعاده وتفاصيله. بالطبع يعرف القاصي والداني أن هذا مجرد كلام في الهواء، لأن الاحتلال سيقوم بعد بعض الوقت بالإفراج عن اعتراف "الخطير" جداً دون أن يكون هناك ما يثبت أن الخطر المزعوم قد زال. وبالطبع يستطيع الأمر العسكري أن يعيده إلى الاعتقال بعد الإفراج عنه بمدة تطول أو تقصر. فالقانون المحتل لا يخضع للمنطق وإنما لرغبات مجنونة وعمياء يؤسس لها القمع المنظم لأنفاس الفلسطيني، والضغط عليه من أجل أن يكره حياته اليومية وصولاً به حد التفكير الجاد في مغادرة هذه البلاد وعدم العودة لها أبداً. إنها ممارسة صغيرة جداً في سياق نسق من الممارسات الهادفة إلى إكمال عملية التطهير العرقي التام لفلسطين. إنه على الأرجح نموذج الرجل الأبيض في شمال قارة أمريكا التعسة. من هنا يبدو لنا أن كل ما هنالك من نشاط سياسي هنا وهناك أوهام تباع للناس بغرض المناورة على أمل إنجاز المشروع النقي للرجل الأوروبي الأبيض المسمى في هذه الحالة يهودياً خالياً من أية شوائب عربية فلسطينية.
لا يدرك مجد ابن العاشرة التعقيدات السخيفة التي تقبع عميقاً وراء اعتقال والده وعمه من بين أشخاص آخرين من أبناء قريته وشعبه على السواء. يقول الطفل الذي تحوله الماكينة الصهيونية إلى مناضل، وتسلب منه أحلام الطفولة مثلما تسلب من والده أحلام الوطن والإنسانية: "يا ريت لو يحبسوني سنة ولا سنتين علشان أكون عند عمي وأبي." شكراً للاحتلال، إنه لا يسمح لنا بنسيان هويته التدميرية الوحشية في رام الله مثلما في غزة. هنالك بالطبع أناس يرغبون في إغماض عيونهم، وصم آذانهم، ولكن ديمقراطية "إسرائيل" تنغص عليهم الحلم-الوهم بكوابيسها التي تنضج الأطفال قسراً مثلما الموز في مخمر القمع، والقتل الجماعي، وهدم المنازل، والاعتقالات المسوغة وغير المسوغة، واقتحام البيوت البسيطة لانتزاع الأب والأم من تفاصيل الطفولة المشاكسة بأوامر وزير الدفاع كلي المعرفة والقدرة.
لا يستطيع الاحتلال تقديم أي شيء للمحكمة ضد اعتراف الريماوي والد المناضل مجد الريماوي، والمناضلة وجد الريماوي، والمناضل باسل الريماوي، وأخيراً الأم المناضلة ريناد زعرب التي يتعين عليها المرة تلو المرة أن تقوم بدور الأبوين معاً في سياق مسلسل اعتقال زوجها بدون أدلة. كيف يمكن سوق الناس وراء الشمس بدون أن يفعلوا شيئاً يدينهم حتى في عرف محكمة المحتل بالذات؟ ماذا يفعل اعتراف الريماوي بوصفه مديراً لمؤسسة بحثية تقوم بالكتابة في قضايا الاقتصاد، والتنمية، وهموم المجتمع الصحية والتعليمية، وما لف لفها؟ كيف يمكن أن يكون في هذا العمل خطر على دولة الاحتلال، اللهم إلا إذا كان الاحتلال لا يريد لنا حتى أن نتنفس؟
من الواضح أن اعتراف مفعم بالحياة والأمل والعمل الدؤوب في مواجهة الأسئلة التي تضع وطنه وشعبه على الخريطة الحضارية والسياسية للعالم. ليس أكثر من ذلك. وهو معني بلا شك بحض أبناء وطنه على الصمود والإصرار على مرض الإدمان على الحياة وحب فلسطين. ولكن هذا على الأرجح هو الخطر "الأمني" أو "الإرهابي" إن شئتم الذي يمثله اعتراف والمعتقلين الإداريين جميعاً على دولة الاحتلال. لكن هل سيتمكن الاحتلال من "إقناع" مجد بالتوقف عن حب فلسطين عبر اقتحام منزله الآمن وانتزاعه من أحلام الفجر؟! يضحك مجد ببراءة لطيفة من بين جهاز تقويم الأسنان المتغير اللون بسبب حادث صغير تعرض له مع والده قبل وقت قليل من انتزاع ذلك الوالد من حضن أسرته، ويقول: "صحيح، حبسوا أبويا، بس ما هو أنا تعودت على الاعتقال." لا بد أن مجد وإخوته وأطفال فلسطين يعتادون واقعة أخرى هي إدمان الحياة وحب فلسطين، ومقاومة الاحتلال. هذا بالضبط هو ما يزرعه المحتل بتعسفه وبطشه. ربما يظن هؤلاء القوم أنهم يقتلعون فلسطين من الجذور، ولكنهم واهمون، إنهم يزرعونها على عمق أكبر في قلوب الكبار والصغار على السواء.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأس المال المحلي لا وطن له
- أوباما، يصنع الدمى، يحركها، يعبث بها، ويحرقها
- ما الذي يبقينا على قيد الحياة؟
- أغلقوا المدارس/افتحوا بوابات الإنتاج والمقاومة
- المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المناضل مجد اعتراف الريماوي