أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - توفيق أبو شومر - الهجرة النفسية والإحباط














المزيد.....

الهجرة النفسية والإحباط


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 01:04
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


من السهل أن نصف حالة هجرة الغزيين عقب العدوان على غزة، في شهري يوليو وأغسطس 2014 إلى بلاد العالم بأنها مؤامرة تستهدف الترحيل من الوطن!
ومن السهل أن نقرن هذه الهجرة بتدمير الحياة في فلسطين،على يد عملاء الموساد والشين بيت!
ومن السهل أن نربط بين حالة التهجير تلك، وبين الهجرات السورية والعراقية والليبية، لتكون مؤشرا على تردي كل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط برمتها!
ومن اليسير جدا أن ننسب هجرة الشباب الفلسطيني إلى انعدام فرص الحياة المستقبلية، وندرة الوظائف وفرص العمل ومجالات الإبداع!
غير أن ما يغيبُ دائما هو الدراسات والأبحاث المتعلقة بالهجرة والتهجير، الأبحاث المحكمة القائمة على استبانات وحقائق عن هجرة شباب فلسطين، وهجرة رؤوس الأموال ، وهجرة العائلات والأسر، وهجرة العقول والإبداعات، ومقارنة هذه الهجرة بالسنوات الفائتة، ومقارنتها ببلدان العالم الأخرى لنتمكن من رصد هذه الظاهرة، ومعرفة آثارها!
وهذا ما تفعله الدول الأخرى في بداية كل عام جديد!
فالعولمة الراهنة لم تعد تقبل الشعارات القديمة في المجتمعات التقليدية،المجتمعات التي ظلت تنظر للهجرة كأعتداء على الهُوية الوطنية !! فالوطنية والقومية بمفاهيمها السالفة أصبحت تعريفات غابرة، تُحفظ في المدارس لغرض النجاح في الاختبارات فقط!
فلم تعد تعريفات الوطنية بمفهومها الجغرافي والسياسي تعريفاتٍ مقبولة عند أجيالنا، ولم تعد تعريفات القومية بمفهومها الإثني والعرقي والبشري أيضا مستساغة! فالعولمة جعلت معظم شبان العالم ينصهرون ويمتزجون ويتوحدون في أنماط الحياة، لذا فإن الشاب الذي لا يظفر بالحد الأدنى من طموحاته يلجأ إلى الهجرة، والشابُ المقهور الذي لا يجد فرصة للعمل والحياة في وطنه،ينظر بازدراء إلى الانتماء وحب الوطن والتضحية من أجله!
ولا يجب أن نُغفلَ إسهام متطرفي الأديان، وأنصارُ النحلُ والطوائف في إفراغ الأوطان من شبابها الطامحين، فتولَّت عصاباتٌ اتخذتْ من التفسيرات الفلسفية والفقهية تجارة مُربحة، وبموجب هذه التفسيرات قتلتُ المواهب والفنون والإبداعات وحرّمتها على الشباب، واستولتُ هذه العصابات على سلطات الله، وأصبح زعماؤها يحاكمون البشر، ويحكمون عليهم بالموت، فأصيبَ كثيرٌ من الشباب بالرعب، وسارعوا للهجرة!
كما أن طغاةَ الحكام العرب، وزعماء كثير من الأحزاب، لم يرغبوا في دخول عالم الألفية الثالثة، ألفية التكنلوجيا، لاعتقادهم بأن دخولها سيُطيح بعروشهم، ويُقصييهم عن الحكم، وحينما تمردتْ التكنلوجيا على أجهزة رقابتهم، وتجاوزت كل عيونهم وجواسيسهم، وفشلوا في متابعتها وتقليم أظافرها، تركوها تفعل فعلها في جماهيرهم المضللين!
فاكتشف المقهورون من شبابهم، بواسطة هذه التكنلوجيا الرقمية عوالم أخرى، تحيا حياة جميلة،وقارنوا بين حياة هؤلاء وحياتهم، وقرروا إعلان التمرد، والتحرر من أغلالهم التقليدية الوطنية والقومية والحزبية والثيوقراطية، وحينما حاولوا تنفيذها في أوطانهم قُتلوا وطُوردوا، وسجنوا وعُذِّبوا؛حينئذٍ حزموا أمتعتهم وقرروا الرحيل من الأوطان ليحظوا بحياة جميلة.
ليست هجرةُ الشباب العربي ولجوؤهم إلى بلدان العالم الأخرى هي أخطر آثار العولمة، ولكن الأخطر هم (المهاجرون)نفسيا، مع بقاء أجسادهم في الأوطان ، فهؤلاء يتحولون في مستقبل الأيام إلى قنابلَ موقوتةٍ، تتفجر في الأوطان قهرا وغضبا تُعطل مسيرة الوطن، وتبثُّ الإحباط في كل تفاصيل الوطن، فيصبحُ الوطنُ ملجأً للمقعدين المحبطين المرضى!
وأخيرا، يجب أن نُفرِّق بين حالة الهلع التي استولت على أهل غزة من الهجرة، بسبب غرق أبنائهم في البحار، وبين الهجرة كقضية تستحق الدراسة، ليس لمعرفة أعداد المهاجرين ونسبهم المئوية في العقود الماضية فقط، بل لدراسة هذه الظاهرة، وأثر النظام الحزبي الفلسطيني على هذه الظاهرة، وكذلك النظام الأسري والعائلي، وإعادة النظر في طريقة التربية والتعليم لوصف العلاج المناسب، نفسيا، واقتصاديا وثقافيا، وتربويا! وهذا الملف يجب أن يكون من أولويات البحث في جامعاتنا ومراكز أبحاثنا! فلم تعد الأوطان أناشيدَ وأغنياتٍ، بل إن الأوطانَ أملٌ وحياة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات متمردي وحدة 8200
- جرائم بيئية في غزة
- قصة الطفل دانيال وقصة أطفال غزة
- لاتفخروا بنضالكم على أهلكم
- زراعة نُطف جنود غولاني
- جامعات العباءات وجامعات الإبداعات
- تيمورلنك يعود إلى العراق
- أطفال غزة فرائس الصحفيين
- الفرق بين دعم الخطة ودعم الشفقة
- فقه التفسيرات في قصف الطائرات
- يجب إعلان جيش إسرائيل جيشا إرهابيا
- جنود الاحتلال حاملو الجنسيات الأجنبية
- أربع قصص من غزة
- حروب الألفية السهلة
- لماذا يتحول شهداؤنا إلى أرقام؟
- ليلة وسط أربعة قنابل
- الفلسطينيون يقفون على الأطلال
- غزة مدينة العماليق الصلعاء
- الفلسطيني سلحفاة هذا العصر
- كيف تصبح معلقا وخبيرا؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - توفيق أبو شومر - الهجرة النفسية والإحباط