أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن رفو - قصص قصيرة من سنجار 2














المزيد.....

قصص قصيرة من سنجار 2


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 20:26
المحور: الادب والفن
    


قصص قصيرة من سنجار 2
وسيط
طلب من زوجته الزحف بعدما عجز رجليها من حملها ، فشعلة النيران على قمة الجبل ليست ببعيدة كما يتراء له . حمل رشو ثلاثة من اطفاله في عتمة ذلك الليل الحزين وترك ابنه ذا الربيعين نائما هادئا كما هو بعدما ان لفحه ببعض الملابس في وكر صغير لحين ايصال البقية الى بر الامان .
بعد ساعتين او اكثر كان الجميع على قمة الجبل حيث القليل من الاكل والماء والامان ، لم يمكث الوالد هناك كثيرا من اجل العودة من حيث اتى لجلب طفله ، بالفعل ومع بزوغ فجر سنجار المفزع وجد ابنه كما هو نائما يداعب جسده عقرب اسود توسط في ابعاث روحه دون عناء الى السماء !.

اوقات للتسلية
عمل كالمعتاد في جولة لزقاق جديد ، يجمع في طريقه كل الهواتف النقالة التي تتشابك نغماتها كأنين اطفال جائعة في كيسه الجلدي الكبير، يضع مجاهد يده في الكيس لأختيار هاتفٍ عشوائي ليوقف حديثه مع رفيقه لبرهة من الوقت : الو ...نعم ...تكلمي دون بكاء ...ما اسم والدكِ.....الياس...سليمان .....برجس ...لا تتلعثمي في الكلام ...قي اية منطقة او شارع تسكنون ...والدكِ كان له شوارب كثيفة وشعر اصلع ...اليس كذلك ...نعم ...نعم .....لقد نحرته ليلة امس .......!...الو ...الو ...العاهرة الكافرة اغلقت الهاتف في وجهي .
يرد صاحبه ببرود : لا عليك ، رد على رقم اخر فكثرة النغمات الصادرة من حقيبتك مزعجة حقا .

مرفوع الراس
ما ان خرج من القاعة حتى قام بتعديل شواربه المعقوفة وركب سيارته البيك اب الحديثة متوجها الى شقته في احد احياء دهوك ، في الطريق وتحت احد الجسور الذي اصبح ملاذا لمن تبقى من عائلة خديدة ، استوقفه المنظر المؤلم وحاول ان يواسي العجوز ببعض الكلمات : لا تقلق يا جاري ...لقد اخبروني للتو باننا سنرجع لسنجار مرفوعي الراس ... لا تقلق ياعزيزي ، لم يعري الرجل اهمية لكلام المختار فقد كان مشغولا بأتصال هاتفي من اجل الحصول على معلومات جديدة عن بناته الثلاثة المحتجزات لدى داعش .

الخالة كَـوَزي

_ ايها المغترب المغرور : سأموت دون ان ارى زوجتك .
بهذه العبارة ختمت جارتنا العجوز كَـوَزي حديثها معي اثناء زيارتي الاخيرة لسنجار .
لمن لا يعرف تلك السيدة المرحة هي في نهاية عقدها السابع وتدخن بشراهة وتتجول بنشاط كل صباح على نساء الحي لتخبرهم بجديد الاحداث مع تكهناتها المستقبلية المتفائلة لكل حالة ، ولا انسى تحليلها للاحداث سنة 1990 عندما غزا جيش العراق الجارة كويت ، ومع تشابك اخبارالسلم بالحرب غرد صوت كَـوَزي ذات مساء لتبشر نساء المحلة بألاخبار السعيدة وذلك بموافقة اسرائيل على الانسحاب من القدس شريطة خروج صدام من الكويت !. هلهلت النساء حينها ونعتوا كل الرجال بأخبارهم الكاذبة ، مرت الايام وبدات الحرب وجاعت البلاد بسبب الحصار الافتصادي على الشعب وذهبت كل تحليلات "ام حسو" ادراج الريح .
على ذكر الجوع ...اخر الانباء التي وردتني من الاهل بان الخالة كَـوَزي ماتت جوعا بين تخوم الجبل !.

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن رفو - قصص قصيرة من سنجار 2