زهير الخويلدي
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 13:06
المحور:
المجتمع المدني
رحل المجتهد المصلح هاني حفص الذي عرفناه في الساحة الثقافية والسياسية بمواقفه الجريئة وصداقته للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وتكريسه للرأي المختلف وقيامه بمراجعات هامة وتبنيه لرؤى نقدية ذاتية وايمانه بالمجاهرة بالحق عن طريق الكلمة العلنية وتكريسه لقاعدة الحوار بين الأديان والتقريب بين المذاهب والتخاصب بين المرجعيات والعمل الإنساني والتضحية من أجل الغير وأهمية الموقع الاجتماعي في تبليغ الفكرة الحضارية. قد لا نتفق معه في بعض من مواقفه السياسية من المقاومة والثورة وعلاقة الدين بالسياسة ودور الأقليات في تقوية المجتمع السياسي، وقد تكون تصوراته عن فقه الأوليات والمصالح والتصور المقاصدي متناثرة وطوباوية ولكن لا أحد ينكر ما للرجل من إسهامات في تحديث الإسلام وخلخلة البديهيات وتبني منهج الالتزام السياسي والنضال الحقوقي ضمن دائرة المجتمع المدني وهو في ذلك قد سار على خطى المرحوم محمد مهدي شمس الدين وكانت نظرته المعرفية مستنيرة واعتمد على المقاربة العقلانية في تحالفاته وأنجز كتابات حول سبل نبذ الخلافات ورأب الصدع وووصل التوحيد بالوحدة وجعل من الهوية مسارا ديناميكيا تشكله المكونات المتنوعة والمتعددة. لقد خسرت الساحة الفكرية مصلحا كبيرا عرف بمجهوداته من أجل نشر ثقافة السلام والحوار والوسطية والاعتدال وقد مثلت قيمة المواطنة الباراديغم الأبرز الذي يلخص مسيرة مناضل بذل كل ما بوسعه من أجل ترسيخ معايير الانتماء والوفاء وقد صرح في هذا المقام: المواطنة أن تتحول الأرض الذي نقيم عليها الى وطن" ، تلك هي رسالة الراحل هاني حفص فهل سنرى الأجيال العربية والمسلمة القادمة تجسد أفكاره حول تحديث الإسلام وتعمير الأرض وتنوير العقول والتفاهم بين الشعوب وتعزيز التمدن وتزرع منظومة المواطنة على الأرض العربية الأبية؟
#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟