أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - الطفولة والتلقائية















المزيد.....

الطفولة والتلقائية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1290 - 2005 / 8 / 18 - 07:41
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تنظر العائلة في اي مجتمع للطفل على انه محور نتاج تلاقي محبة الوالدين(الام والاب)في الوضع الطبيعي فتمنحه كل حبها وعطفها وحنانها وهو مؤشر سوي لنشوء الطفل نشأة متكاملة سوية،فالاسرة التي تلبي كل مطالب الطفل وعبر مراحل العمر المختلفة تزرع في نفسه الاشباعات المختلفة ولا تجعله في حاجة وخصوصاً الحاجات البيولوجية ثم النفسية،ويرافق هذه الاشباعات الحاجة الى التوجيه والارشاد النفسي،فالطفل كما يحتاج الاكل والشرب والعناية يحتاج الى الارشاد والتوجيه،ويحتاج الى الضبط والنظام،هذا الضبط يتعلم من خلاله الطفل التكيف مع البيئة المحيطة به ومع الاقران من نفس العمر،يتعلم تحمل المسؤولية وهو امر شاق وعسير ويحتاج الى تدريب وخبرة لكي يدرك الاخر ويتقبله.الطفل محق كما يقول علماء نفس الطفولة في الحاجة الى ان يتعلم منا الكثير ،فهو يتعلم كيف يسلك سلوك الراشدين،وهو يتعلم الثقة او عدمها منا نحن معشر الكبار رغم انه لا يمتلك حدود الصح والخطأ في القرارات واحياناً يفاجئنا الطفل نحن البالغين بقوله:انكم دائماً ترسمون لي امور الحياة وخطواتكم وتجربتكم الخاصة وكأنكم تنسخونها طبق الاصل ومن هنا يرفض الاستماع لما نقول ويرفض التقيد بما نريد وعندما لا يخضع لما نعطيه من توجيهات،ننفعل،ونرى تلك الافعال اول بادرة منه لحالة العصيان ضد سلطة الابوين، نحن نعرف حق المعرفة ان طفل الانسان عاجز بيولوجياً ويحتاج الى الاعتماد العضوي على ابويه وعلى من يعيله لكي يعيش، فهو لا يستطيع ان يطعم نفسه او يوفر الحماية لنفسه من المخاطر الا بوساطة الكبار ولهذا فهو تحت رحمة مربيه او من يحميه او يطعمه،فهو اسير واختياره محدود،وهو اذن يتحمل اخطاء وهفوات وشطحات والديه ويتحمل وزر نتائج تربيتهم الخاطئة او الصحيحة.
تدلنا دراسات علم النفس العام وعلم نفس الطفولة ان الطفل يتمتع بقدر من التلقائية والقرب من طبيعته التي تجعل مشاعره وسلوكه اصدق من مشاعر ابويه الا انه بصفته الطرف الاضعف في العلاقة فهو يقتل هذه البراءة والتلقائية ويبيع نفسه لكي يتجنب شر الكبار ويسعى الى ارضاءهم،وبقتل هذه التلقائية فهو يرتكب اول مخالفة لاحساسه الصادق كما يقول د.محمد شعلان اي اول عصيان يوجهه نحو ذاته ويعارض تلقائيته في فطرتها ونقائها لكي يرضي الكبار على حساب نفسه.ان الطفل بهذا الفعل مارس حريته مجبراً على الخطأ،يرتكب الخطأ بحق نفسه لكي لا يزعل الكبار او يغضبهم حتى وان اغضب نفسه وانفعل وانكفأ نحو ذاته الغضة ،لاندري نحن مجتمع الكبار لماذا اجبرنا هذا الطفل على الخطأ ووضعناه في اول طريق حرية الاختيار وهو اختيار الخطأ الذي سوف يدفع ثمن هذه الخطيئة بقية عمره وهذه الخطيئة هي انه ارضى الكبار على حساب فطرته الناصعة وعشوائيته الطرية الغضة،ترك الكبار يفرحون لانه استجاب لجميع مطالبهم،تركهم يفرضون عليه ما يخالف طبيعته النقيةوهي بداية الخنوع والخضوع ،وما يريده الكبار يفعله،لكن الكبار وجدوا في ذلك الفعل اعظم استسلام لمطالبهم من قبل الطفل حتى وان تعارض مع قيم المجتمع وتوجهاته اوما يتعارض مع ما حملوه في انفسهم من اتجاهات خاطئة او اراء متعصبة او نوايا خبيئة او انماط سلوكية ترسخت بفعل الخبرة،وتدلنا خبرات التحليل النفسي ان معظم حالات مرض الذهان"المرض العقلي"(الاكتئاب،الفصام،البرانويا،الهوس)تكونت في مراحل مبكرة من النمو اثناء الطفولة،وان الصراع الذي نشأ في نفس الطفل منذ ذلك الحين بين الرغبة في البقاء في سلام وأمن وحماية الابوين وما يدور في خلده من متطلبات ظلت مكبوتة تتعارض مع متطلبات الابوين وتوجهاتهم، وبين ما حملته سنوات البلوغ من آهات فيها من الرغبة في الموت،وفي الوقت ذاته تفضيل حالة الموت،ويقول د.محمد شعلان ان الطفل في الانسان هو التلقائية وهو القلب النابض،فالكبار عندما يكونون قساة في اوامرهم على الابناء يخفون التلقائية في داخل انفسهم ويقتلونها ولا يحتملون اي ايقاظ لما بداخلهم مثلما تثيره تلقائية اطفالهم،فهم حين ينجحون في هذا القتل انما يدفعون الثمن ايضاً بأن يبقوا تلقائيتهم مقتولة كما هو حال اطفالهم فهم يستمرون في الرضوخ لهذا القتل،فالاطفال في تقبلهم والامتثال لاوامر الكبار حرفياً وبالكامل انما يساهمون ايضاً في قتل تلقائيتهم وكلاهما يدفع الثمن،الاب والابن.
نحن عالم الكبار نضع لمساتنا على الابناء بكل ما حملت من مساوئ وحسنات،نحن على علم تام باننا لا نريد لاطفالنا غير الخير والمستقبل المضئ،ولا يعتقد اي منا ان اباً او اماً يكره ان يكون ابنه او بنته فاشلاً،فالاباء والامهات يتمنون في قرارة انفسهم ان يكون الاولاد احسن منهم،يتمنون ارشاد الابناء الى كيفية الاعتماد على انفسهم. الوالدية بكل ما حملت من عاطفة هي العامل القوي والدافع الفعال لنمو الاطفال،واحسن نموذج لهذا الحب هو ذلك الاحساس الذي يمنحانه من دفء وحنان وعاطفة للطفل،هذا الدفء والحب يحرر الطفل من القلق الدائم،انهم يشجعون الابناء في المواجهة لكي ينمو اسوياء غير اعتماديين على الغير،ولا ننسى ان زرع الثقة بالنفس عند الاطفال يأتي اولاً من الوالدين قبل غيرهم،وكذلك الاعتدال والاتزان النفسي،فأن بذر الاباء بذور التعصب يكونون قد تعلموا اساساً آخر من اسس النضج الاجتماعي الذي سيجنون ثماره لاحقاً،لذا فأن الطفل على مر العصور هو مرآة لاسرته وتربية والديه،ولانغالي او نبالغ اذا قلنا ان الطفل يطالب بحقه في الحياة،هذا الحق ينطلق من الدفاع عن الطفل باعتباره الضعيف المقهور كما هو حال المرأة،ودائماً يكون الظالم هو الرجل، رغم ان الكل يجمعهم الكيان الانساني الواحد،والكيان الانساني وحدة متكاملة لا ينفع تحرير جزء منها واغفال جزء آخر،فالانسان طالما يستعبد آخاه الانسان،سواء كان ذلك طفلا او امرأة،فهو بقبوله لهذا الوضع فأنه يقبل بالضرورة ان يكون هو المستعبد. ما من شك ان احترام حقوق الاخرين هو سلوك التحضر،الاخر اياً كان رجلا او امرأة او طفل فالكل يستجيب للمثل العليا التي يقيمها النظام القيمي،فيجب ان تسود العدالة اولاً في كيفية عدم مصادرة تلقائية الطفل لكي لا ينشأ طفل اليوم مريض في المستقبل،فعلى الاباء ان يكونوا متسامحين وعادلين حتى نضع امام اطفالنا نموذجاً صالحاً في السر والعلن.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!
- عقدة النقص وآلية التعويض
- التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان
- الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية
- الارهاب الاسلامي وقيم العنف
- صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية


المزيد.....




- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...
- الأمم المتحدة: نصف عناصر الجماعات المسلحة في هايتي أطفال
- اليونيسف: نسبة غير مسبوقة...  نحو نصف أعضاء الجماعات المسلحة ...
- في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وتزامناً مع انطلاق ...
- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - الطفولة والتلقائية