أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عمار علي - المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!














المزيد.....

المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!


عمار علي

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان قيام دولة دستورية حديثة وطنية مركبة, هوجهد عام و بناء يقوم و يستند على مصالح جميع الاطياف التي تشكل هذه الدولة, وتضمن مشاركتها الفعلية في رسم مستقبلها بطريقة سلمية وعادلة. وتحقق لها اهدافها المنشودة ضمن حياة دستورية مستقرة بعيدا عن أثارة روح التعصب بكل تجلياته.
وان الدستور هو وثيقة تعاقدية بين مخلتف الاطياف المذهبية والدينية والقومية والسياسية, لانه يحدد العلاقة بين هذه المكونات وآلية العلاقة بينها وبين الدولة التي تحقق المصالح العامة المشتركة بطريقة التوافق والمواطنة .وبغير هذا سينفرط عقد الدولة وتتفكك وربما تتناحر مكونات الدولة وتبتلع الكيات الكبيرة
الكيانات الصغيرة وتتمددوتهدد الكيانات الاخرى. لذا فالدستور هو ضمانة وعقد سلام لاينفرط.ونحن بالعراق بحاجة الى عقد دستوري يضمن مصالح الجميع وهو استحقاق وطني وليس انتخابي او غنيمة للقوى الكبيرة الفائزة بالانتخابات. وللاسف.
لم تتوفق الكتل البرلمانية الحاكمة بالعراق على انهاء مهمة كتابة الدستور,في الفترة المحددة والمنصوص عليها في( قانون أدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية). وكأنها مهمة مستحيلة, وهي تقف ألآن على تخوم الفشل والهزيمة في تأسيس المشروع الوطني المنشود.
لقد عصفت المصالح الضيقة والخلافات العميقة بين التيارات المتنازعة. بألآمال المعقودة من الشعب العراقي على الادراك و الشعور الوطني للقوى السياسية, بأن تخرج من هذه الازمة, ولو بالتوافق على المشترك العام, وترحيل المسائل العقدية الشائكة الى فترة لاحقة ,من اجل الالتفات لمشاكل الشعب العراقي الخانقة وخاصة الملف الامني الذي سيعطل مجمل العملية السياسية اذا لم تتم معالجته او التقليل من تأثيراته على الشارع العراقي المهموم بأيجاد حلول سريعة وعاجلة لهذا الملف الخطير ولمشاكله التي اثقلت كاهل المواطن بأعباء كارثية.وهو بالحقيقة بالضفة الاخرى من سباق المصالح المحموم بين هذه التيارات المتحكمة بمستقبله.
أن مهمة كتابة الدستور لاتنتهي بسهولة, في ظل وضع سياسي معقد متشابك ومتنافر المصالح والاهداف. يشبه الظرف العراقي الراهن, موسوم بالتشدد والايغال في التطرف بالمطالب المعقدة, والمصالح الفئوية الضيقة والاهداف السياسية المرسومة مسبقا بقوالب ايدلوجية ثابتة. التي تطرح بهذا الزخم والقوة. و التي سوف تعطل الحوار الدستوري والعلمية السياسية برمتها. وتضعها على تخوم الافتراق والقطيعة, ان اصرت على نهج هذا الاسلوب المتطرف , بل يجب على الاطراف المتنازعة اعتماد مبدأ التوافق والمساومات في حل المشاكل العقدية و التي لايعني بالضرورة في كل الاحوال التخلي الكلي عن المطلب المطروح او الخيانة لمصالح القوى الداعمة لهذه الكتلة او تلك . بل هي بحقيقة الامرعملية تأخيرأو تاجيل زمني(تكتيكي),وهي ايضا فسح المجال امام الكتل السياسية الاخرى التى لها رؤى ومشاريع مختلفة عن القوائم الكبيرة المتناحرة ,و من اجل المصلحة العامة و الحفاظ على وحدة البلاد, في أطار التنوع والاختلاف الحر, وطرح الخلافات بطريقة سلمية حضارية ترتفع على المصالح الفئوية الضيقة.لان الدستور هو عملية بناء دائمة متحركة غير ثابتة وهويخضع لتطورات الاجتماعية والسياسية ولاينتهي بسن قانون ثابت الى الابد.
ان التاخير في اقرار مسودة الدستور العراقي الى اسبوع اخر تعكس بجلاء عمق الخلافات والتجاذبات والازمات بين الاطراف الحاكمة وتشددها في مطالبها والاختفاظ بسقف المطالب, التي تحيل بناء البلاد الى احتمالات مفتوحة كل شيء فيها قائم وممكن التحقق . وهي تعني ان هذه القوى غير مهمومة بمستقبل البلاد ,بل انها تشتغل على تحقيق برامجها السياسية وكأن الدستور هو اخر المطاف.وليس هناك مشاكل وعقد وأزمات ثتقل عاتق البلاد وتخنق الامل في بناء وطن آمن ومواطن حر وكريم.
ان هذه القوى تسعى الى خلق اجواء متوترة وأزمات تعيق تطور العملية الديمقراطية الناشئة بالفكر السياسي العراقي , وأشاعة ثقافة الاستبداد او تسعى الى تقسيم البلاد باي وسيلة كانت, فهي تتشدد وتهدد وتضع خطوط حمراء, وتبالغ في سقف المطالب ولاتريد ان تتنازل او تخفف من حدة هذه السياسة المدمرة والتي تسعى لوضع العصي في عجلة تقدم الحوار والوصول الى بر السلام, ضاربة بعرض الحائط مصلحة العراق ومستقبله.
ان البلاد تقف على تخوم التفكك و العودة الى حقب الاستبداد. لان الحياة الدستورية تعني الحرية والديمقراطية والتنوع في اطار الوحدة .
ان هذه القوى تخشى من الدستور ومشدودة الى بريق السلطة وعنفها المجنون , والدستور هو القيد الذي يكبل احلامها المريضة. القابعة تحت شعارالدين و المذهب والقومية.
بتعنتهم وضعوا البلاد في ازمة دستورية وتهديد وحدتها وبغطاء دستوري ايضا.



#عمار_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقل من الورد فوق اشلاء الملائكة
- مقاومة شريفة مقاومة غير شريفة
- فيدراليات ام مشروع تقسيم
- احتلال العقل والدستور
- لاالله الا الله الجينز عدو الله
- المغامر


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عمار علي - المصالح الضيقة تطيح بدستور العراق...!!!!