ماجد لفته العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يكن مفهوم الفيدرالية جديد على الخطاب السياسي العراقي , فمنذ 13 عاما تم أقرار الفيدرالية كشكل من أشكال العلاقة بالدولة العيراقية والحكم في كوردستان العراق , وكجزء من الحل للقضية القومية الكوردية وباقي القوميات والاقليات القومية والعرقية في كوردستان العراق , وقد جرت حول هذه القضية العديد من المناقشات والحوارات و الدراسات ,وذهب الكثير منها الى التأكيد على أن الحل الامثل للقضية القومية في بلادنا يمر عبر الفيدرالية ,وجاء قانون أدارة الدولة ليجسد هذه الحقيقة بأتفاق جميع الاطراف المشاركة والتي تمثل القوى السياسية الرئيسة في بلادنا , وعلى ضوء هذه الوثيقة ظهرت العديد من الدعوات خارج الوطن وداخل الوطن حول الفيدرالية _ الاْدارية في جنوب العراق , التي تم النظر أليها على أنها شكل من أشكال التنظيم التوزيع العادل للثروات الاجتماعية , وطريقة من الطرق ،للاأزالة الحيف والتميز الذي خلفته سياسة الدكتاتورية الفاشية الصدامية في جنوب العراق , عبر عمليات الخراب والتخريب التي سببتها حروب الدكتاتورية ومغامراتها الفاشلة مع الجارتين أيران والكويت , ومقابرها الجماعية وحربها الغير معلنة
وخصوصافي مناطق الاهوار التي أستنزفت الجنوب أرضا وشعبا , لهذا كان يفهم من هذه الدعوات المنادية لتحقيق الفيدرالية _ الاْدارية في الجنوب على أنها تعويض عن هذه المعاناة ,و أنها جزء من المشاركة في أقتسام السلطة لمنع عودة الديكتاتورية ثانية بأي شكل من الاشكال .
ولكن من المستغرب له , أن يطل علينا السيد عبد العزيز الحكيم ليعلن علينا فيدراليته الطائفية بهذه الطريقة الانتخابية الاستعراضية , في ظل ظروف معقدة جدا يسعى الجميع فيها لتضيق شقة الخلاف حول القضايا العالقة والمثيرة للجدل في صياغة الدستور العراقي الجديد , مما أثار أستغراب وأستنكار كل القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية وفي المقدمة منهم المرجعية الدينية التي أكدة على وحدة العراق وموقفها المساند لكل أبناء الشعب العراقي ,وطالبة عدم أستخدامها كوسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية . ان طموحات أبناء الجنوب المشروعة في الفيدرالية لاتلتقي مع الدعوة [ الطائفية ] للسيد عبد العزيز الحكيم , ولا تصب في خانة أصحاب المحاكم الشرعية [الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ], الحالمين في دولة ولاية الفقيه في الجنوب كأمتداد للجمهورية الاسلامية الايرانية , بل هي مطاليب مشروعة واهداف نبيلة وعادلة لتطوير المسيرة الديمقراطية وتجنيبها الانعطاف نحو الدكتاتورية والشمولية , وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والسلطة على حد سواءفي عراق فيدرالي ديمقراطي موحد.
#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟