أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد علي منصور - مهلهلة أحزابك يا وطني














المزيد.....

مهلهلة أحزابك يا وطني


فؤاد علي منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:28
المحور: المجتمع المدني
    


يبدو أن الجو السياسي في هذه المرحلة الراهنة من حياة سوريا,وما تشهده من متغيرات وضغوطات داخلية وخارجية , يبدو أن هذا الجو قد أثر فيما أثر على الحياة الحزبية والمناخات (الديمقراطية) التي تلوح في أفق العمل الوطني ولا سيما بعد انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي تمخض عن إرهاصات سياسية وحزبية قد تسهم في تعزيز ثقافة وممارسة الديمقراطية بكل أشكالها.
وهذا الأمر إيجابي إن سار بشكل علمي عقلاني واع لمتطلبات المرحلة الحالية التي تتطلب من الجميع العمل الوطني الصادق والمخلص وعلى كل المستويات, ولأن سوريا دائما وفي كل منعطفاتها الصعبة والهامة تقبل على أبنائها الذين هم سر عظمتها ووجودها وثروتها, تقبل عليهم إقبال الأم الرؤوم.
ولأن سوريا عظيمة، فلا أحد من أبنائها يرضى أن يصيبها مكروه مهما كان مصدره ومهما كان حجمه، المهم أن يكون العمل الوطني خالصا لوجهها،
لاتشوبه شائبة ولا يكدر صفوه أي كدر، ولأن العمل لا يكون وطنيا خالصا إلا إذا توخى في كافة مراحله المصلحة العليا.
الجو السياسي الآن ما بين مد وجزر،وأخذ ورد , بين سلطة تتلمس بخطى متثاقلة الأفق الممكن ,وبين (معارضة) خجولة تمد رأسها بين الفينة والأخرى على استحياء وربما على خوف , فلا السلطة تفصح عن برنامج شامل واضح يضع النقاط على الحروف ويلبي إلحاحات الواقع والمستقبل ,ويستشرف ملامح العصر الآتي , ولا (المعارضة) بفكرها الحالي قادرة على خوض الحوارات الأيديولوجية , وليس لديها أحزاب متماسكة نظرياً أو فكرياً أو سياسياً.
والأحزاب الموجودة على الساحة الآن هي أحزاب شكلية نفعية , تتبع سياسيا لحزب واحد أوحد.
إن هذه الأحزاب بشكلها ومضمونها الحاليين ليست مؤهلة لتثري وتخدم هذه المرحلة ,إن نظرة عجلى على أنظمة هذه الأحزاب الداخلية ترينا مدى هشاشة الأفكار الحزبية ومدى تطابقها في طرح ومعالجة أغلب القضايا المطروحة على الساحة السياسية والحزبية , فلا طورت نفسها ولا طرحت حلولاً جدية جديدة , فبقيت تراوح مكانها منذ أسست في الأربعينات والخمسينات والستينات بل استمرت في دور المطبل والمهلل لكل ما يصدر عن حزب البعث ,وكان وجودها في (الجبهة الوطنية التقدمية) وجود ظل باهت صامت لا يملك لنفسه نفعا, فكيف يطلبه لغيره, قلت لا يملك لنفسه نفعاً وأعني سياسياً لأنها ـ أحزاب الجبهة ـ استفادت مادياً ومعنوياً من ممالأتها للسلطة, ولقد أثارت قراءة نشرات هذه الأحزاب في نفسي تساؤلات كثيرة.....
ما فائدة أن يكون لدينا سبعة أو تسعة أحزاب أو أكثر طالما أن موقفها من كل الأحداث واحد موحد لا يحيد قيد أنملة عن قرارات حزب البعث؟؟؟؟
ما فائدة الأحزاب إذا كانت تصفق منذ أكثر من ثلاثين عاماً لكل ما يجري على الساحة؟؟
ما فائدة النشرات الحزبية إذا كانت نسخة كربونية لنشرة الحزب القائد؟؟
إلا أن ما يميزها عن نشرة الحزب القائد هو التملق والمداهنة السياسية واعتبارها ردة فعل مؤيدة لفعل فاعل مؤثر, أي أنها على المستوى السياسي لا تقدم ولا تؤخر, بل تؤخر لأنها تلغي دور الأحزاب الفاعلة.
إن ما يحدث داخل هذه الأحزاب أمر يثير العجب, فقادتهم يسعون بكل الوسائل للبقاء في أماكنهم وامتيازاتهم و(شبحاتهم) ومكاتبهم, يجلسون... يؤيدون... ويصفقون, وبقية أعضاء الحزب يتآمرون... ويفكرون بجنون... كيف مقاعد قادتهم يأخذون؟ وإن بدر منهم ما يلفت النظر فبالفصل يعاقبون, أحد هذه (الأحزاب) فصل منذ أيام ثلاثة من أعضائه الأصلاء لأنهم حاولوا أن يثيروا مسائل صغيرة في ممارسات الحزب (لأنهم طلبوا أن يبلغوا بموعد الاجتماع قبل يومين أو ثلاثة).
هل هذا حزب ديمقراطي؟؟
إن عملية التطوير والتحديث التي بدأت في سوريا منذ خمسة أعوام تحتاج إلى عمل فاعل من قبل السلطة والأحزاب والشعب, وعلينا جميعاً النهوض لحمل مسؤولية تقدم هذا البلد ووضعه في مكانته اللائقة والتي هو أهل لها, وأن لا تبقى خطوات العمل والمرحلة مجرد شعارات جوفاء رنانة تطلق فقط للاستهلاك الإعلامي ولامتصاص الرأي العام.
فؤاد علي منصور



#فؤاد_علي_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنت مسلم..؟
- بعيدا عن السياسة ...مرة أخرى


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فؤاد علي منصور - مهلهلة أحزابك يا وطني