أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام (9 من 9)















المزيد.....

ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام (9 من 9)


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سنحاول في هذه الوقفة، وستكون الأخيرة، حول خرافة "العنف الدموي العراقي" استعراض نتائج بحث علمي أوروبي شهير سبق لنا أن أشرنا إلى العالمين المتخصصين في علم النفس المجتمعي والجماعي اللذين قاما به وهما الزوجان إيفو و روزا فايرابند لما لهذا البحث من أهمية نظرية وعملية خاصة. ولكننا قبل ذلك، سنودع كتاب "تاريخ العنف الدموي في العراق" بملاحظة ذات علاقة بالمنهجية البحثية التي اعتمدت فيه.

إن مؤلف هذا الكتاب في سعيه لترسيخ أوهامه كبديهيات يقوم أحياناً بتوظيف الباحثين الآخرين لأداء مهامه وانشغالاته الخاصة، فعلى الصفحة 46 يقتنص الكاتب ملاحظة وردت في كتاب الأستاذ ثروة عكاشة (سومر وبابل وآشور) ليوظفها توظيفاً عجيباً لخدمة منهجية (اللامنهجية) التي يعتمدها فقد كتب عكاشة (إن الآشوريين كانوا أسبق شعوب المنطقة في الحصول على معدن الحديد فعاشوا عصر الحديد بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى وكان هذا ما قـَسّى قلوبهم وجعلهم جفاة غلاظ الأكباد فاتجهت كل إرادتهم لتحقيق الانتصارات بكل وسيل.. إن ثروت عكاشة، وكباحث يحترم كلماته ومنهجيته يضع يده هنا على مغزى عميق وعلى علاقة سببية لها دلالاتها بين اكتشاف الحديد والأسلحة الحديدية التي صنعها واستعملها الآشوريون وبين طابع القسوة التي تفرد بها تاريخهم الحربي، هذا الطابع أو المظهر لما أسميناه كيف العنف والذي يختلف عن عموم التراث الحربي السامي هو الذي جعل باحثاً مرموقاً في التاريخ هو يوسف سامي اليوسف يشكك في أن الآشوريين ساميون أصلاً، ولكن لا عكاشة ولا اليوسف كانت لهما الخفة أو الطيش التنظيري الذي يجعلهما يعتبران الآشوريين، وهم الشعب الذي انقرض حضارياً، وتبقت منه أقلية سكانية تنتسب إليه، عراقيين، لا بل هم شعب العراق وعلى سن ورمح، كما يفعل المؤلف. إن هذا الأخير يعلق على ملاحظة ثروت عكاشة بفرح وكأنه عثر على كنـز ثمين بالقول (وإذا أردنا أن لا نهرب من الحقيقة فإن الوصف الآنف الذكر الذي اشتمل عليه النص السابق إنما هو في أحد جوانبه وأشكاله وصف لميزات الشعب العراقي لأن الآشوريين كانوا هم الشعب العراقي في الألف الثاني قبل الميلاد وما بعده.. ص47) ولن نقول نحن شيئاً بل نقترح على القارئ أن يتأمل المعاني المهينة واللاعلمية والهاجية التي تنطوي عليها عبارة (وما بعده) التي قد تتاخم في الامتداد الزمني المفتوح يوم القيامة!

إن ما قد يبدو مضحكاً للإنسان العادي وغير المتخصص بعلم معين هو كذلك فعلاً بالمنظار العلمي. فالعراق ليس اسماً فقط يدل على كيان سياسي وتاريخي قائم ومتكرس في هذا اللحظة، إنه أيضاً الكيان الجغرافي المحدد الذي يدل عليه ويحتويه. وفي جدل العلاقات بين الكيان الجغرافي والآخر السياسي والحضاري التاريخ ثمة الكثير مما ينبغي فهمه وإدراكه.

إن العراق الحالي (الكيانية السياسية التاريخية التي ندعوها العراق) هو في الوقت نفسه الإقليم الجغرافي الذي يمتد بين الموصل شمالاً وعبادان جنوباً وهذه هي حدود إقليم العراق عند الجغرافيين العرب المسلمين ضمن الإمبراطورية العباسية.

أما في العصور القديمة فقد كانت حدود "بلاد الرافدين" الجنوبية تشمل الخليج العربي كله، والشمالية تمتد إلى هضبة الأناضول، وكانت مدينة (قرقميش) شمال الحدود السورية بعدة كيلومترات وتحت السيادة التركية، كانت هذه المدينة رافدانية ويرد اسمها في الكثير من المدونات والخرائط البابلية. ولكنه ليس الإمبراطورية الآشورية التي ضمنت بين حدودها في عصر من العصور بلاد الشام ومصر كما إنه ليس الإمبراطورية العباسية مترامية الأطراف بين الأطلسي غرباً وأسوار الصين شرقاً.

أما في العصور القديمة التي يصول ويجول في مادتها التاريخية صاحب (تاريخ العنف الدموي في العراق) فقد كانت هناك ثلاثة أقاليم جغرافية لثلاث دول. وبعبارة أخرى، ثلاثة كيانات سياسية على ثلاثة أقاليم جغرافية وهي سومر جنوباً وبابل في الوسط وآشور شمالاً. وقد تمكنت الكيانية الثانية وكذلك الثالثة من الامتداد على عموم ما نسميه وادي الرافدين في فترات تاريخية معينة، ونتج عن هذا الامتداد أو التوحيد كيان سياسي تاريخي واحد ذو سمات امبراطورية. ثم كفَّت (بلاد الرافدين) عن الفعل التاريخي المستقل وأمست إقليماً محتلاً من قبل الفرس الساسانيين حتى حروب الفتح والتحرير العربية الإسلامية فعادت إلى دورها في الفعل والعطاء الحضاري بعد أقل من قرن مليء بالاضطرابات هو عمر الدولة الأموية والتي كان العراق في عهدها مجرد إقليم محتل لا يكاد جيش أموي مكلف بضبطه يغادره إلا ليعود إليه من جديد حتى تم تدمير الدولة الأموية وبضربة جاءت تحديداً من العراق المتحالف مع خراسان تحت راية العباسيين. إن ما نقدمه هنا ليس إلا مفاتيح أولية نحاول من خلالها تبسيط جدلية الكيانيات لكي نفهم وعلى نحو أعمق الظاهرة موضوع البحث. وسننهي بحثنا هذا بما توصلت إليه الدراسة العلمية التي ألمعنا إليها في بداية هذا النص حول ظاهرة العنف في عدد من بلدان العالم من بينها العراق :

أقدم الثنائي (إيفو وروزا فايرابند) على إجراء دراسة تطبيقية شبه (مَسْحيـّة/ إحصائية من منظار علم النفس المجتمعي في دراستهما المعنونة "السلوك العدواني للدول 1948 – 1962"، المنشورة ضمن كتاب سيكولوجية العدوان ص219، وعلى أساس نظرية (الإحباط – العدوان) التي سلفت الإشارة إليها حيث العدوان كما يقول دولارد هو دائماً نتيجة الإحباط. إن أول شيء فعله الثنائي (فايرابند) هو جمع المعطيات السياسية والتغيرات البيئية المتعلقة بعدم الاستقرار السياسي وسلوكيات الصراع الداخلي لأربع وثمانين أمة (دولة) وعلى امتداد خمس عشرة سنة ومن تلك الأمم (الدول) العراق.

لقد جمعت كميات هائلة من المعلومات والمعطيات واستخدم سُلَّم خاص من ثمانية مؤشرات هي:
-الناتج الوطني العام.
-الاستهلاك الحروري.
-توفر أو عدم توفر الهواتف.
-عدد الأطباء قياسا إلى أعداد محدد من السكان.
-استهلاك الصحف.
-أجهزة المذياع.
-نوع ومستوى التعلم.
-وستوى التحضر .

وتمت دراسة خمسة آلاف حادثة عنفية، ثم، تم احتساب علامات الاستقرار على ضوء تلك المعطيات لتحلل وتصنف على أساس سُلَّم من ست درجات كنتائج بحثية وبعد ذلك درس العالمان (فايرابند) العلاقة بين الإحباط المنظومي ودرجة الاستقرار السياسي ليتم الخلوص فيما بعد إلى تصور مستوى العلاقة بين الحداثة والاستقرار.

مهما كان رأينا بدقة هذا النوع من الدراسات ومهما كانت تحفظاتنا، وهي كثيرة في الواقع، على خطوات البحث الإجرائية ومنطلقاتها النظرية لابد لنا أن نسجل لهذا الجهد العلمي الجديد قدرته التحليلية وحياده العلمي ورصانته فيما يتعلق بالحيثيات والتفاصيل وبالنتائج والتعميمات التي انتهى إليها.

قتببل الاطلاع على بعض نتائج تلك الدراسة نذكر بأن العراق في السنوات بين 1955 و1966 الداخلة في مدة الدراسة البحثية عاش فترة من الأحداث الجسام منها ثورة 14 تموز 1958 التي أخرجت العراق مؤقتاً من دائرة النفوذ والاستعباد البريطاني ومن ثم انقلاب 8 شباط 1963 الذي قام به القوميون والبعثيون وأحداث سياسية أخرى، ومع ذلك يخبرنا سلم الثنائي (فايرابند) المؤلف من ست درجات والذي خلاصته هي :

كلما زاد عدد النقاط المسجلة مقابل الحاجات غير الملباة في البلد موضوع الدراسة ارتفع الاحباط المنظومي وكثرت حوادث العنف واقترب هذا البلد من حالة ـ لا استقرار ـ أكثر.
يخبرنا العالمان "إيفو وروزا فايرابند" إن العراق آنذاك وبحوزته (579) كان:
1ـ أكثر استقرارا سياسياً من مجموعة كبيرة من الدول منها: لبنان (581) والهند (599) والأرجنتين (995) تركيا (584) هنغاريا (652) كولومبيا (581) ودول أخرى عديدة.

2ـ أقرب كثيراً من دول متقدمة ومستقرة ويخلو حاضرها السياسي من ظاهرة العنف مثل فرنسا (499) واليابان (453) إيطاليا (433) بلجيكا (432). قال رأيه في هذا الكتاب يكرر مرة أخرى رفضه لكل أنواع القمع الفكري وكمِّ الأفواه على اعتبار مبدئي يؤمن به عميقاً هو: إن الخلافات والتناقضات الفكرية والنظرية تحسم ويتم التعامل معها بالأسلوب الفكري والنظري فقط وليس عن طريق القمع والتكفير والإرهاب الفكري وغير الفكري كما إنه لا يدعو إلى منع الكتاب موضوع نقدنا من التداول والصدور. لقد ألَّف باقر ياسين وأصدر كتابه (تاريخ العنف الدموي في العراق) وعليه أن يتحمل المسؤولية الفكرية والأخلاقية الكاملة عن ممارسة حقه التأليفي بهذا الشكل وهذه الطريقة وتقبل النقد والتقويم.
انتهت الدراسة.

ملاحظة: يمكن تسجيل نسخة مجانية "بي دي أف" من الكتاب الذي يتضمن هذه الدراسة كاملة ودراسة أخرى بتسعة أجزاء نشرت قبل فترة وهي بعنوان ("دماء على نهر الكرخا" لحسن العلوي: فكر عنصري فج ومقدمات لا علمية). الكتاب بعنوان (نقد التأليف الاعتباطي في علوم التاريخ والمجتمع: باقر ياسين وحسن العلوي كمثالين) من الرابط التالي:
http://www.4shared.com/office/it4zX7pXce/______.html



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج8/ الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- ! ج8 ...
- ج7/طقوس الانتحار الجماعي الملكي السومري وخرافة العنف العراقي ...
- بين عبد الكريم قاسم ونوري المالكي .. مقارنة متعسفة
- تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!
- ج5/ شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم جلاد ؟ /ج5 من 9 ج
- الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش
- ج4/ العنف العراقي عند باقر ياسين: شتائم بالجملة ضد الشعب الض ...
- أيهما أدق: إقناع أم اقتلاع المالكي؟
- مجرم نعم.. لكنه وسيم!الانقلاب على دستورهم
- تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟
- ج2/ فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 2 من 2
- دلالات خطاب منتصف الليل للمالكي
- ج1/ قراءة في السياق :فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 1 ...
- لا تغيير الخيول خلال المعركة!
- ج3/ الغربيون والجذور التاريخية لوصم العربي بعار العنف /3من9
- العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي / 2من9
- عودة الى باقر ياسين وكتابه: العنف لغةً واصطلاحاً وسياقاً / 1 ...
- بشرى سارة: أطماع تركيا في الرافدين أصبحت عدوانا بموجب القانو ...
- ج2/ الحرب الإعلامية والحلول المطروحة
- ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ج9/بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام (9 من 9)