أكرم حبيب الماجد
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 14:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأصل في العلم معرفة الدليل ، فهو الحجة في القول ، ولذا قيل : نحن أبناء الدليل أينما مال نميل ، ولكن هذا القول لا يصح على إطلاقه ، إذ قد لا تتوفر قابلية للمتلقي مطلقة أو محجوبة ، أو أن الظرف لا يناسب ، أو الموضوع غير قابل للعبارة ، أو حتى الإشارة ، فتلقي الدليل حينئذ يلزمه المفسدة ، كقصة موسى والخضر حيث منعه من السؤال حتى يحدث له منه ذكرا { قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ-;- أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا } .
وعليه يبطل قول أهل العلوم الكسبية المطالبين بالدليل مطلقا ، والمعترضين على قول العرفاء بذلك .
ولم يخلق الله الخلق على أساس الإحاطة العقلية بالدليل ، ولو كان العقل أول الخلق ، ولذا تسير الكثير من مفردات الحياة والمخلوقات فضلا عن الغيبيات من غير علاقة بإدراك العقل ودليله ، كالشرعيات ، والفطريات ، والغرائز ، وسائر المخلوقات غير العاقلة التي لا شأن لها بالدليل ، والانسان يشترك معها فيما لاعلاقة له بالدليل ، فحينئذ إقحام العقل وتطويعه لإقامة الدليل فيما هو خارج عنه مفسدة للعقل ، والموضوع .
وهذا ما يصحح إعتماد العارف على علم لا يخضع للعبارة فضلا عن الإشارة ، ويبطل دعوى أهل العلوم الكسبية المطالبين بالدليل مطلقا .
#أكرم_حبيب_الماجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟