عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 11:46
المحور:
حقوق الانسان
حديث أحد شبان الأتراك وكان جاء معلما لديار بكر
.............................................................
يذكر فائز الغصين : " قال لي أحد شبان الأتراك أن الحكومة بلغت الأرمن في بروسه أنها قررت إبعادهم للموصل في سوريا والدير ، وإنهم سيبعدون لتلك الديار بعد ثلاثة أيام من تبلغهم الأمر ، وبعد أن باعوا ما قدروا عليه واستأجروا عجلات أجرة للركوب رحلوا لأراضي وعرة بعيدة عن القرين كسروا العجلات وتركوهم في القفار ، وذلك حسب الأمر الذي تلقوه من الحكومة وجعلوا يأتونهم بالليل يسلبونهم دراهمهم وأمتعتهم ، وقد هلك كثير منهم جوعا وخوفا وأتلف قسم عظيم منهم في الطريق ، ولم يصل منهم إلي سوريا والدير إلا القليل .
وحدثني ( فائز الغصين ) أحد عرب الجزيرة ، وكان رافقني أثناء فراري من ديار بكر إنه كان ذهب مع أحد شيوخ عشيرته ومعهم رجال وجمال لأجل مشتري حبوب من أبناء إبراهيم باشا المللي . وفي طريقهم رأوا سبعة عشر طفلا لا يتجاوز أكبرهم سن الثالثة عشرة من عمره ، وكانوا بحال الهلاك من العطش والجوع.
وقال : " وكان معنا قربة صغيرة من الماء وقليل من الزاد بدأ يبكي شفقة عليهم وأخذ الماء والزاد وبدأ يسقيهم بيده واحدا بعد واحد ن ويفرق عليهم الزاد ، ولكن ماذا يفيدهم هذا الماء والزاد .
إننا فكرنا في أمرهم ، فلو أخذناهم معنا إلي المللي لما كان نصيبهم إلا القتل ، لأن الأكراد قتلوا جميع الأرمن الموجودين في بلادهم عن أمر تلفوه من الحكومة، وأعرابنا بعيدون عنا مسافة خمسة أيام عن المكان الذي وجدناهم فيه ، فلم نر بدا من مفارقتهم تاركينهم لشفقة الله ورحمته، وبعد رجوعنا ؛أي بعد أسبوع وجدناهم موتي جميعا ."
.........................................................
حديث أحد مديري النواحي عن طفل أرمني
.........................................................
بقول فائز الغصين : " كنا نبحث عن شجاعة الأرمن ورقيهم ، وكان مدير الناحية جالسا معنا ، فقص علينا قصة عجيبة في بابها .
قال : حسب الأمر جمعت ما بقي في ناحيتي من الأرمن، وكان ما بقي فيها عبارة عن سبع عشرة امرأة وبعض الأطفال ، ومن جملة الأطفال طفا في الثالثة من عمره مريضا ، ولم يمش علي رجليه إلي ذلك الحين.
ولما بدأ القصاب يذبح تلك النسوة وجاء الدور لوالدة هذا الطفل ، فقام علي رجليه وجري شوطا ثم وقع ، فأدهشنا بعمله هذا وكيف أنه فهم أن والدته ستقتل ، فذهب أحد أفراد الدرك وقبض عليه ووضعه جثة بلا روح علي والدته التي قتلت.
وقال : وإنه رأي إحدى تلك النساء دنت من القصاب تأكل خبزا وأخري تدخن بلفافة كانت بيدها ، وكأنهما لم يحسبان( *)للموت حسابا
..................................
(* ) وردت هكذا حسب رواية الغصين في كتابه والتصويب ( لم يحسبا )
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟