أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - تحدّي الشفافية.














المزيد.....

تحدّي الشفافية.


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 07:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا معنى لشعاراتنا، التي تُرفع عاليا في الشوارع، في غياب الترجمة العملية لمضمونها في سلوكنا اليومي. ولا قيمة لمبادئنا، التي نُوزعها في كل المناسبات، في ظل تغييبها في تنظيماتنا؛ التي نعتبرها، بناء على مرجعيتنا المهيكلة، الأدوات الحاملة لمشروعنا في التغيير المنشود!
كيف لنا، نحن من لا نتردد في قصف "الفساد" بكل النعوت القدحية، أن نختبر أدواتنا التنظيمية، الحاملة للمشروع، على قاعدة المبادئ والقيم التي نعمل بجهد على "تسويقها" في المجتمع؛ الذي نسعى إلى تغييره وفقا لأفقنا؟

يجب، إذن، أن نتحدى الفساد بتقديم النموذج الآخر الذي نزعم تمثيله: نموذج الشفافية المتعارض قطعا مع الفساد!

التحدي، بهذا المعنى، سيكون مطروحا على الشبيبات الحزبية، وخاصة الشبيبات التقدمية، للاعتبارات التالية:
1- التضحيات الجسيمة التي قدمها شباب المغرب، بكل أجياله، من أجل استقلال الوطن وكرامة الشعب المغربي.
فلم تثن الاعتقالات العشوائية والقمع الممنهج والاستشهادات البطولية شباب المغرب، وبالتحديد طليعته المتعلمة، في الاستمرار على نهج التضحيات من أجل مغرب بدون فساد!
من شباب الحركة الوطنية في كفاحهم من أجل الاستقلال الوطني، ومرورا بشباب اليسار في نضالهم من أجل نهضة الوطن، وإلى شباب 20 فبراير كحركة مجتمعية من أجل مغرب الديموقراطية، في كل هذا المسار- التاريخ الحافل بالتضحيات ظل المطلب قائما: إسقاط الفساد!
2- شكلت التنظيمات الشبيبة، في ممارستها السياسية والتنظيمية، نموذجا متقدما عمّا هو سائد في الاحزاب الوطنية والديموقراطية. لقد ظلت هذه الشبيبات، في الغالب الأعم، كتنظيمات موازية لتربية الشباب والشابات على قيم الممانعة والتضحية والالتزام الصادق بنبل الأهداف والغايات؛
3- شكلت، أيضا، تجربة الشباب، المنخرط في المنظمات الشبيبية، لحظة فاصلة في الصراع ضد الفساد والاستبداد؛ حيث تؤكد المؤشرات على استعصاء دفع هذه الفئة للتطبيع مع الفساد أو دفعها للصمت مقابل نِعَم عائدات الريع السياسي.
المؤشر ليس إطلاقيا، لكن يحضرني نموذج مشرف لذاكرة الفعل الشبيبي التقدمي للأستاذ محمد حفيظ، ككاتب عام أسبق في الشبيبة الاتحادية،الذي رفض مقعدا برلمانيا مزورا رغم الضغوط الحزبية (أقصد الاتحاد الاشتراكي) في سياق إنجاح لحظة "التوافق" الذي كان يقوده أنذاك الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي لإنقاذ المخزن من سكتته القلبية؛
4- هذا التحدي يهم، حصريا، المنظمات الشبيبة التقدمية، لأنها تعمل بناء على إيمانها بالفعل التطوعي لغرس القيم الإنسانية في أوساط الشبيبة المغربية. وبالتالي، فإن المنظمات الغارقة في عائدات الريع معفية من هذا التحدي!
(...)

لهذه الاعتبارات، يجب أت ترفع الشبيبات الحزبية الوطنية، التي تنتمي إلى الصف الديموقراطي، وفي مقدمتها حركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية، التي أتشرف بالانتساب إليها، تحدّي الشفافية في وجه فساد نقيضنا السياسي والاجتماعي: نظام الفساد والاستبداد.
سيكون مفيدا، مثلا، أن تنشر حشد التقدمية، عبر هيآتها، كشف تفصيلي لميزانية منظمتنا، من حيث المداخيل والمصاريف خلال الفترة الممتدة من المؤتمر السادس إلى الآن، بالاعتماد على خبير مختص تنفيذا لمطلبنا المبدئي للنظام بضرورة اعتماد معايير الشفافية وربط تحمل المسؤولية بالمحاسبة.

إننا كشبيبة نستفيد من المال العام، في إطار الدعم الممنوح، وبالتالي سنكون ملزمون أمام الرأي العام، أكثر من الوزارة الوصية، بتقديم كشف الحساب لتأكيد تطابق شعاراتنا مع سلوكنا اليومي.
فمن غير المعقول، أن يبادر النظام إلى إنجاز تقارير مفصلة لإداراته ومصالحه عبر المجلس الأعلى للحسابات، ونظل نحن نختلي بترديد هذا الشعار دون "تنزيله" فعليا في تنظيمنا!
ستكون حشد التقدمية، بهذه المبادرة الشجاعة، إن امتلكنا الجرأة للمبادرة والفعل، نموذجا حيا للتنظيم الذي يجسد فعليا شعاراته في ممارسته التنظيمية، وستكون هذه المبادرة، أيضا، فعلا ذكيا للرد على كل مزاعم الفساد المنشورة في المواقع الإلكترونية والمنتديات الاجتماعية!

فهل ننجح، كشبيبة ديموقراطية، في التحدي أم أننا سنجنح، كعادتنا، إلى فضيلة الصمت حتى يعُم النسيان؟

ملحوظة: أتمنى أن لا نُضيع الزمن هدرا في نميمة الهواثف لكشف المؤامرة الاستعمارية لهذه الخاطرة!


(*) عضو اللجنة المركزية لحركة الشبيبة الديموقراطية التقدمية.



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبيبة - داعش- بالمغرب.
- الشبيبات الحزبية -مابعد- 20 فبراير: هل تُضيّع هوية الانتماء؟
- الفلاح المغربي المدافع عن العرش.. هل ينجح شباب القرى في تفكي ...
- انتحار الشباب بسيدي يحيى الغرب..وهذا هو المتهم!
- ما لم تقله جماعة العدل والإحسان في مؤتمرها الصحفي.
- بصدد الندوة الدولية لطنجة: لا..لم يناضل الشهداء من أجل تقوية ...
- صقور المخزن وحمائمه: أجنحة التوازن.
- بصدد الفساد: النقد المزدوج.
- ديغول -الأنواري- يخاطب مرسي الإخواني.
- البيان العام للمؤتمر الوطني السادس لشبيبة الحزب الاشتراكي ال ...
- مؤتمر حشدت بروح الربيع الديمقراطي:-ممفاكينش..على التغيير ممت ...
- حشد التقدمية... إعادة البناء بروح حركة 20 فبراير.
- حديث الشهداء: من ايت الجيد الى شكري بلعيد.
- شبيبة الاشتراكي الموحد.. نهاية نفق التأزيم
- نفاق صحابة بنكيران.... صهيوني في مؤتمر حزب رئيس الحكومة الاس ...
- ذ جمال العسري: ركز الاستنطاق حول مقاطعة الانتخابات .. و هناك ...
- المناضلة التونسية جليلة قديش لأنوال: القطب الديمقراطي الحداث ...
- باراكا في مسيرات 20 فبراير: هل فشل بنكيران في انتزاع نصيبه م ...
- ميثاق الشرف...لسياسة بدون شرف.
- بسبب تراكم السياسات الفاشلة في سيدي يحي الغرب : السلطات تحتر ...


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - تحدّي الشفافية.