|
الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل تقرر إضرابا عاما..
احمد الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 02:22
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
أخيرا وبعد طول انتظار ، المجلس الوطني الكونفيدرالي يقرر ، خوض غضراب عام وطني في كل القطاعات ، ويترك للمكتب التنفيدي صلاحية تحديد تاريخه ، والمرجح أن يكون في الأسبوع الأخير من شتنبر ...
حدث كهذا يستحق أن نتوقف عنده ونتناوله ولو بعجالة مساهمة منا في استكناه بعض دروسه ،والتأكيد على ضرورته ، والمساهمة في التعبئة له ، هذا بالنظر إلى الظرفية الإستثنائية التي جاء فيها والمتمثلة في تدبير الشأن الحكومي من طرف حكومة العدالة و التنمية لأول مرة في المغرب ، وبالنظر كذلك إلى أننا لم نخرج بالكامل من سياقات الإحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط الفساد و الإستبداد ، ولرسم صورة مختصرة عن هذا الإضراب ، سنتناوله من خلال نقط تلاثة :
1- في المضمون الوطني للإضراب:
ليس المقصود بالمضمون الوطني هنا ، تعميم الإضراب أفقيا و عموديا ، بل هو استيعاب حساسية اللحظة و ما تنطوي عليه من خطورة كما جاء في بيان المجلس الوطني ، هذه الخطورة التي تتمثل في تعنث الحكومة الذي قد يدفع الأشياء إلى انفجار احتماعي غير مسبوق و غير متحكم في نتائجه ،قد يهدد حاضر المغرب ومستقبله ، لذا وجب التنبيه و دق ناقوس الخطر في أوانه ....
ويعني كذلك استيعاب معاناة الشغيلة المغربية التي ما فتئت تقدم التضحيات تلو التضحيات ،ماديا ومعنويا للمساهمة في الرقي بالبلد و تنميته، و أحيانا بل غالبا في ظروف وشروط عمل غير مناسبة لا توفر الحد الأدنى المطلوب من الشروط لأداء المهام ، من قبيل كثرة المهام في قطاعات عمومية كالتعليم و الصحة ، وعدم احترام قانون الشغل في القطاع الخاص وووووو...
كما يعني من جهة أخرى تحمل تعنث الحكومة لمدة تزيد عن تلاث سنوات ، و إعطاء الكثير من الفرص لعل أصحاب الأمر يستوعبون الرسالة ، لكن الظاهر أن الشغيلة لا يمكن ان تتحمل لوحدها كل هذا العبء المترتب عن سياسة الفساد و الإستبداد وصم الآذان ، ولا يمكن أن تكون بقدرة قادر ضحية الإفلات من العقاب في جرائم نهب المال العام التي وصلت إلى مبالغ خيالية تعد بالملاير ، كما لا يمكن أن تتحمل تبعات نهب صناديق التقاعد ......
وهو كذلك وهذا لب القضية ، استجابة لصوت وطن يئن تحت سياسات لا إنسانية و لا وطنية تختزل كل قضايا البلد في أرقام فارغة من أي معنى ومن أي مضمون إنساني ، فهل رفع سن التقاعد مثلا غلى 65 سنة فيه ذرة من الإنسانية ، إلى ماذا سيقود هذا القرار وما هي تبعاته و انعكاساته الإجتماعية والنفسية ، في الوقت الذي لم تجرأ الحكومة على فتح ورش محاربة الفساد داخل هذه الصناديق وهذا فقط مثال للتوضيح ليس إلا ..
لكل هذه الإعتبارات وغيرها ، يكتيسب القرار مشروعيته اجتماعيا و سياسيا ....
2- في الدلالات :
لا يمكن أن نعزل هذا الإضراب المقرر عن سياقه الكونفيدرالي ، وعن حلقات نضالية سابقة علية تمتد إلى أواخر سنوات السبعينيات من القرن الماضي ، مرورا بملاحم 20 يونيو 81 و 14 دجنبر 1990 مما يعني أن الكدش تتجشم عبء تحمل مسؤولية اتخاد المواقف المطلوبة في اللحظة و الظرفية المطلوبة ،وليس هذا نزوعا إلى تغييب بعض الإختلالات التنظيمية داخل المركزية ، كما لا يعني إغفال وجوب إشراك الشركاء النقابيين UMT/FDTفي مثل هذه المعارك لأن النضال الوحدوي وحده الكفيل بتحقيق المطالب ، إنما هو إشارة إلى أنها ما زالت تتيح فرصا و إمكانيات للنضال من داخلها ن بما يضمن تطوير الممارسة ودمقرطتها ، إذا تعبأت جهود كل الفعاليات و الكوادر النقابية المتشبعة بالممارسة الديمقراطية ....
3- في الواجب:
ما المطلوب الآن ؟ وما ذا علينا أن نقوم به تجاه أنفسنا و تجاه عموم الشغيلة ، بل و تجاه مستقبلنا و مستقبل البلد ككل ؟ أعتقد أنه و بغض النظر عن الإنتماءات النقابية المختلفة ، لا يمكن لأي ذي نظر حصيف إلا أن يقول : حي على الإضراب ، حي على النضال ...
لا يمكن لأي ذي نظر إلا أن يستحضر تضحيات من سبقونا و أدوا الثمن عنا لننعم و نستفيد من مكتسبات ما كانت لتكون لولا تلك التضحيات ..
لا يمكن لأي ذي نظر إلا أن يستوعب اللحظة ، ويسترخص الغالي و النفيس دفاعا عن نفسه و حقه في الوجود أولا ، ودفاعا عن باقي الشغيلة بالإنخراط الإيجابي في هذه المعركة ضد سياسات فاشلة متعنثة تستغفلنا و تستهدفنا جميعا.......
طبعا ، كل كلامي هذا ليس موجها إلى الذين يقولون يوم الإضراب: أصاحبي كاين الإقتطاع بدون حياء ، وهم يكشفون عن عوراتهم وضحالة تفكيرهم وفقر وعيهم ، ويكشفون أنهم لا يستحقون شرف الوظيفة التي ينتمون إليها ، كما لا يستحقون شرف المشاركة في معارك الدفاع عن المستقبل ....
وفي مثل هذه اللحظات ، ينتصب السؤال الوجودي الأزلي ، إما أن نكون أو لا نكون ، فلنقرر بكل جرأة أن نكون ......
#احمد_الطالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في الحاجة إلى حركة سياسية، فكرية ، مدنية، قوية.
-
أزمة الراهن المغربي ، ومسؤولية القوى التقدمية ..
-
دفاعا عن العقل
-
شيء ما يستعصي على الفهم
-
يجب إرجاعهم إلى زمن ما قبل الصناعة..
-
مرافعة تحت التراب
-
شبح داعش
-
في الحاجة إلى حراك جديد
-
الفعل الكنفيدرالي بتيزنيت بين ضرورتي النقد و التحصين
-
في حقد حزب العدالة و التنمية على الأمازيغ وتهديد تماسك المجت
...
-
.الويسكي و الشمبانيا بين الدين و السياسة...
-
في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي- الحلقة 2
-
في نقض النقد السوقي/ ليس دفاعا عن الأموي
-
السيد عيوش يجرب الشعبوية
-
الوزيرة الحقاوي تتحرش بالمجتمع المغربي
-
بدعة الوزيرة بسيمة الحقاوي
-
إسلامية إسلامية أو محاولة فهم.
-
ما العمل ؟
-
خواطر شيخ علماني
-
أصوات على ركح مصر
المزيد.....
-
النسخة الألكترونية من العدد 1819 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
حقيقة زيادة الأجور في المغرب للقطاعين العام والخاص 2024.. وز
...
-
لشهر نوفمبر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في العراق mof.gov
...
-
انعقاد الاجتماع الأول لـ “الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن
...
-
انخفاض غير متوقع لطلبات إعانة البطالة الأميركية
-
انخفاض طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة
-
هولندا.. استقرار معدل البطالة عند 3.7 بالمئة الشهر الماضي
-
المرصد العمالي يُجدد رفضه لزيادة أجور الأطباء دون اتخاذ إجرا
...
-
اهم الشروط عدم وجود دخل ثابت .. إليك خطوات تجديد منحة البطال
...
-
منظمة العمل الدولية: ارتفاع البطالة في غزة إلى 80% مع انهيار
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|