|
طفولة المسيح وألوهيته ( ألوهية يسوع المسيح تاريخيا)
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 02:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تطرقنا في المقدمات السابقة إلى الأوضاع التي آلت إليها أحوال بني اسرائيل مع الإله يهوه ، الذي أصبح يميز بهذا الإسم عن مجموع الآلهة الوثنية الموجودة لدى شعوب المنطقة ،والتي كان يهوه يعترف بوجودها ، حتى أنه حين يتجسد في شخص إنسان ويصارع يعقوب ليلا بكامله دون أن يعرف من هو يقرر أن يطلق عليه اسم اسرائيل ، اي خادم الإله إيل ( الإله الكنعاني المعروف تاريخيا أن شعوب المنطقة عبدته ، إضافة إلى بعل ،وعناة ،وعشتاروت ،وغيرها من الآلهة( وهناك من المؤرخين والباحثين الذين يفسرون كلمة اسرائيل ، ب جندي الله ،وعبد الله ، والأهم غالب الله لأنه صارع الله طوال الليل وكسر حق فخذه . راجع تكوين 32/24) ويبدو أن يهوه أو كتبة التوراة يريدون بهذه التسمية أن يجعلوا من يهوه جامعا للآلهة كلها في طبيعته ، كما يفعل الإسرائليون اليوم ويعزون تراث المناطق العربية التي عاشوا فيها تراثا يهوديا ، من قرص الفلافل مرورا بالأكلة المغربية الجزائرية ( الكسكسي) وانتهاء بالأزياء الشعبية إلى حد أن مضيفات الطيران الإسرائيلي رحن يلبسن الزي الشعبي الفلسطيني على أنه زي اسرائيلي . والأدهى من ذلك أن يعزو بيغن بناء الأهرامات حين زار مصر إلى أجداده من بني اسرائيل !! نحن في مجال عرض أحوال اليهود الذين أصبحوا في حاجة إلى إله بمفاهيم مناقضة لطبيعة يهوه العدوانية التدميرية المزاجية ، ولقد مررنا على مأساة أيوب ورأينا شكواه المفجعة من يهوه بعد أن أنزل المصائب بماله وعياله وجسده ، إلى حد راح أيوب ينعته بالظالم ويطلب إليه أن يرفع عصاه عن رأسه .ومأساة أيوب لا تشكل شيئا يذكرمقارنة بالمآسي التي أنزلها يهوه ببني اسرائيل والبشرية . إذن كانت المنطقة مهيأة لظهور إله جديد بمفاهيم جديدة وخاصة بعد أن ظهر كثيرون يدعون أنهم المسيح المنتظر،وقتلوا أو صلبوا . وهكذا ظهر المسيح بمفاهيمه الإنسانية التي سادت لدى الملايين من البشر، وهي (المفاهيم ) التي كانت البشرية في حاجة إليها ، والتي أدت إلى هذا القبول وليس المسيح بشخصه كونه ابنا ليهوه أو إيل أو حتى كونه إلها أو ابن إله ، وهذا ما جعل الدين( المسيحي ) يرتبط باسمه وليس بالألوهة وهذا ( انسانية المفاهيم ، رغم تحفظنا على بعض ما جاء فيها حول المرأة والسرقة والمسالمة الفائضة عن ردات فعل الإنسان تجاه ما يواجهه من عدوانية ما ) في رأينا ما جعل المسيحية تنتشر في العالم رغم الصراعات التي عاشها المسيحيون فيما بينهم حول طبيعة المسيح . لم تقدم لنا الأناجيل الأربعة شيئا يذكر عن طفولة المسيح ونشأته ، فكل حياته في مصر كانت مجهولة وحياته في فلسطين قبل الألوهة ( سن الثلاثين ) مجهولة أيضا, ما عدا واقعة زيارته للقدس في يوم الفصح وهو في سن الثانية عشرة . أرفق هذه الإجابة المسيحية عن طفولة المسيح كما أخذتها عن موقع الموسوعة الحرة: السؤال: ماذا حدث أثناء طفولة الرب يسوع؟
الجواب: فيما عدا ما جاء في لوقا 2: 41-52 لا يخبرنا الكتاب المقدس شيئاً عن حداثة يسوع. من هذه القصة يمكننا أن نعرف أشياء معينة عن طفولة يسوع. أولاً، كان إبناً لأبوين ملتزمين بممارسة الشعائر الدينية. فقد قام يوسف ومريم بالرحلة إلى أورشليم في وقت عيد الفصح من كل عام بحسب متطلبات ديانتهم. بالإضافة لهذا، أتوا معهم بإبنهم ذي الإثني عشرة عاماً ليحتفل معهم بحضوره أول عيد إستعداداً للإحتفال بعيد بلوغه الثالثة عشر حيث يحتفي الصبيان اليهود بوصولهم لسن الرجولة. هنا نرى صبي عادي في عائلة عادية بالنسبة لذاك الوقت.
نرى أيضاً في هذه القصة أن بقاء يسوع في الهيكل لم يكن عصياناً أو تمرداً بل كان نتيجة طبيعية لمعرفته أنه يجب أن يكون في ما لأبيه. تشهد قدرته على إدهاش معلمي الهيكل بحكمته ومعرفته عن قدرته غير العادية، بينما يظهر إنصاته للشيوخ وطرحه الأسئلة عليهم إحترامه الكامل لهم، فدور التلميذ كان مناسباً لطفل في عمره.
من وقت هذه الحادثة وحتى معموديته في عمر الثلاثين، فإن كل ما نعرفه عن شباب يسوع هو أنه ترك أورشليم وعاد إلى الناصرة مع أبويه وكان "مطيعاً لهما" (لوقا 2: 51). لقد قام بواجبه نحو والديه الأرضيين في طاعة للوصية الخامسة الضرورية لحفظ وصايا موسى وهو الدور الذي قام به بدلاً عنا. غير هذا فإن كل ما نعرفه هو أن "يَسُوعُ كَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لوقا 2: 52).
من الواضح أن هذا هو كل ما قصد الله أن نعرفه. توجد كتابات أخرى غير الكتاب المقدس كتبت في ذلك العصر تحتوي قصصاً عن شباب يسوع (مثل إنجيل توما). ولكن ما من سبيل لمعرفة صدق هذه الروايات من عدمه. لقد إختار الله ألا يقول لنا الكثير عن طفولة المسيح – لذلك علينا أن نثق أنه قد أمدنا بكل المعلومات التي نحتاج أن نعرفها. وبحثت عن إنجيل توما لأرى ما ذا قال . يوجد أكثر من انجيل منحول رفضته الكنيسة . وبعض هذه الأناجيل موجود على النت . فيما يتعلق بإنجيل توما يتطرق إلى معجزات في طفولة مسيح وهو في سن الخامسة والسادسة ، كإحياء الموتى وتحلية الماء الآسن وخلق العصافير ، لكنه في المقابل يقوم بمعجزات لا تليق بإله كالقتل لأسباب واهية لا تدعو للقتل ، ولو أن الكنيسة اعترفت بها لشكلت عائقا آخر أمام انتشار المسيحية ، تذكرنا بيفاعة موسى حين وجد يهودي ومصري يقتتلان فقام بقتل المصري انتصارا لليهودي حتى دون أن يسأل عن المشكلة .. وفي انجيل توما نجد : ( 50/3ابن حنان الكاتب يفرق ماء البرك، فيلعنه المسيح ويجف ويموت: ومر صبي هو ابن حنان الكاتب وكان يحمل فرع صفصاف، فشتت البرك وتدفق منها المياه. فالتفت يسوع وقال له: "أيها الشرير الأحمق ماذا فعلت برك المياه إليك حتى تفرغها؟ هوذا منذ الآن تجف مثل شجرة لا تنتج أوراقًا أو جذورًا أو أثمارًا". وفي الحال جف الصبي تمامًا أما يسوع فمضى إلى منزل يوسف. فحمل الوالدان الطفل وندبا شبابه وأتيا به إلى يوسف وقالا له: "أنظر ما فعله أبنك بابننا".) ونجد : ( 50/5 – يسوع يلعن طفل ويموت لأنه ضربه بالحجر: وبعد عدة أيام كان يسوع سائرا في وسط المدينة، فألقى صبي بحجر عليه، فأصابه في كتفه. فقال له يسوع: "أنك لن تسير في طريقك “. فسقط في التو ومات أيضا، )
لم أتطرق لولادة يسوع وما أحاط بها من معجزات ، لأنها معروفة كمعجزة إلهية .. لم نعرف شيئا عن طفولة يسوع في مصر ، ولا نعرف أين تعلم ودرس ومن أين جاءته الحكمة ،وهل يعقل أنه لم يطلع على الديانات المصرية المشهورة جدا بتثليث الالوهة ، التي لم يكن تثليثها جديدا على الفكر المسيحي . فهل هي مجرد صدف أن يكون المسيح معجزة إلهية ولدت من مريم كما هو حورس معجزة إلهية ولدت من إيزيس ؟!لنصبح أمام ثالوث مقدس من : ايزيس حورس اوزيريس وفي المسيحية : الآب والابن والروح القدس ! في المصرية أوزيريس هو الأب والإله والأخ والزوج وإذا ما أضفنا إليه الوهية إيزيس تصبح الألوهة اعجازية في شخصه أكثر مما هي في يهوه والمسيح .. عدا مريم التي لم تحتل مكانة مقدسة مرموقة كما هي الحال مع ايزيس الإلهة الكبرى والأم الكبرى . جاء في الموسوعة الحرة : كانت إيزيس أشهر الربات المصريات جميعا وكانت مثال الزوجة الوفية حتى بعد وفاة زوجها, والأم المخلصة لولدها. امتدت عبادة إيزيس في عهد البطالمة واليونان إلى ما بعد حدود مصر, وكان لها معابدها وكهنتها وأعيادها وأسرارها الدينية في كافة أنحاء العالم الروماني حيث صارت تمثل ربة الكون "أنا أم الطبيعة كلها, وسيدة جميع العناصر, ومنشأ الزمن وأصله, والربة العليا, أحكم ذرا السماء ونسمات البحر الخيرة وسكون الجحيم المقفر..." وقد بجل المصريون القدماء إيزيس، واعتبروها الربة الحامية في كافة أنحاء مصر القديمة. ومثّلها الفنان المصري القديم في صورة الأم الحنون التي تحمل طفلها على حجرها وترضعه وتهتم به، ويعتقد بعض المؤرخين أن تماثيل إيزيس وهي ترضع حورس استوحاها الفنانون المسيحيون لتصوير العذراء مريم وابنها يسوع. مفاهيم التثليث في الألوهة قديمة جدا قدم العقائد والديانات وكان بعض العرب الأولين يعبدون الشمس والقمر والزهرة ( الأم والأب والإبن ) ظهرت ألوهة المسيح وهو في سن الثلاثين . وخلال ثلاث سنوات نشر رسالته الإلهية ، وصلب وهو في سن الثالثة والثلاثين . هناك مصادر تشيرإلى أنه صلب وهو في سن السابعة والثلاثين وجاء برسالته وهو في الرابعة والثلاثين . لم نأخذ بها . كتبت الأناجيل كما أشرنا بعد رحيل المسيح بعقود وبعضها بقرون ولا يمكن اعتمادها كوثائق تاريخية صحيحة مائة في المائة . وكذلك لا يمكن التأكد من شخصية يسوع المسيح نفسه على ضوئها حسب الإحتمالات التالية : 1- بما أن مسيحين كثر قد ظهروا قبل المسيح وبعده ، وصلبوا أو قتلوا وكان لبعضهم جمهور كبير كذاك الذي كان معه ثلاثون ألفا وتطرقنا إليه .فهل المسيح هو أحد هؤلاء أم أنه شخصية مختلفة عنهم ؟! 2- ألا يمكن أن تكون شخصية يسوع المسيح شخصية بلورها الخيال الشعبي من مجموع الشخصيات المسيحية التي ظهرت ثم قام حكماء ممن عاصروا المرحلة باستلهام هذا الفكروتطويره ونسبه إلى شخصية متخيلة اسمها يسوع المسيح . فالمهم هنا هو المفاهيم وليس الشخصية بحد ذاتها . 3- تظل إمكانية أن يكون يسوع المسيح هو ابن السيدة مريم ويوسف النجار ، إمكانية ممكنة أيضا وهي ما يمكن الجزم بها أكثر من غيرها من الإحتمالات دون الأخذ بالمعجزة الإلهية إلا من باب الأسطورة ،كما سبقها من أساطير . *** في المقالة القادمة سنتطرق إلى المفاهيم والتعاليم الإنسانية التي جاء بها المسيح والتي أدت إلى انتشار المسيحية .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهينيات ( في الخلق وفناء المادة )!!
-
ألوهية يسوع المسيح تاريخيا .
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (5)
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 4)
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 3)
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 2)
-
ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (1)
-
شاهينيات : في الخلق والخالق مرة أخرى!
-
آه على وطن !
-
التحالف بين يهوه ( الله ) والشيطان على أيوب !
-
لو أن المثقف راقصة !!* ( برسم السلطة الفلسطينية واتحاد الكتا
...
-
شاهينيات في الخلق والخالق ( وإن شئتم في المادة والطاقة )!!
-
تحولات الألوهة من الأنوثة إلى الذكورة !!
-
محمود شاهين يوقع أبناء الشيطان
-
شاهينيات : في الخلق والخالق والعقل البشري
-
ملكة السماء تعد الأديب بالنسيان
-
التحول من الدين فحسب إلى الثورة الدينية (دفاعا عن محمد ) (6
...
-
عن القتل والإكتئاب والبشر والغزاة !
-
الجميع فصاميون كما يرى العفيف الأخضر ( دفاعا عن محمد ) (5)
-
صدور رواية (أبناء الشيطان ) لمحمود شاهين
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|