حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أول ما فرح أشد الفرح كباقي مدن العراق الأخرى هي مدينة البصرة ، حينما إنهارت دكتاتورية الإرهاب والحروب في التاسع من نيسان عام 2003 .
حيث فرحت مدينة الفرح والمحبة والتآخي والسلام ، لأنها من المتضررين الأوائل من الحروب والمطاردة والقتل والخراب والإهمال الشامل المتعمد من قبل الطاغية صدام وأزلامه .
ولكن للإسف الشديد ، فأن فرحتها لم تدم طويلا ، وضاعت إبتسامتها بين الأحزان ، عندما غزتها مجددا حملات الظلم والعنف والقهر ، وجعلت منها مرة إخرى ، مدينة للحزن والممنوعات وسلب الحريات العامة .
وحتى الموسيقى والأغاني وبما فيها الأغاني البصراوية الجميلة ، أصبحت من الممنوعات والمحرمات وإستبدلت آلة العود بالسيوف والخناجر !! .
يا لها من مصيبة ، أن تتحول مدينة العلم والأدب والفن والتاريخ والسياسة والثقافة والرياضة والحب والجمال والحرية والحياة .. الى إمارة للتعصب والتخلف والظلامية وسيادة السلب والنهب والإرهاب .
لا فرحة للعراق والعراقيين ، والبصرة تطاردها اللصوص وغارقة بالهموم والعذابات ، ولا حرية للعراق والعراقيين ، والبصرة تعاني من الطغاة الصغار .
أن عودة إبتسامة البصرة مرة إخرى ، وعودة حريتها وتحررها من هؤلاء ، تعني بالضرورة أن الفرح والحرية والسلام قد عاد للعراق والعراقيين جميعا ، وأصبحوا في أحسن الأحوال ومن دون تحقيق ذلك ، فالجميع في ظلام ومآس.
فيا بصرة الخير والسعادة ، إصبري كما صبرتي من قبل ، ولكن أن هذه المرة صبرك لن يطول ، فقادم الأيام يبشر بالتغيير والثورة الشاملة ، بعزيمة وإرادة وهمة كل من يحب الحياة والحرية من العراقيات والعراقيين .
وسترجعين كما أنت ، إغنية للفرح والحب ، وقصيدة للوطن والناس ، وجدارية للمستقبل الزاهر ، ومدينة للحرية والثقافة والتعددية السياسية ، وساحة للرياضة والرياضيين ، وحدائق زاهية وعطرة تحتضن المحبين والعشاق ، وروضة رياحين للأطفال .
وسيرجع أبناؤك ، أبناء العراق ، إليك من مدن الوطن والمنافي ومدن الغربة ، محملين بالجديد من العلم والشعر والقصة واللوحة والإغنية ... وكل ما هو جديد في عالم السياسة والثقافة والفنون .
فيا بصرتنا العزيزة أيامك الجميلة قادمة ... وأيامهم السوداء حتما في زوال .
[email protected]
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟