أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - دولة الجبناء














المزيد.....

دولة الجبناء


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 19:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما الاسم الذي يمكنك إطلاقه بإنصاف على الذين يهاجمون السكان اللاجئين المحاصرين في مساحة صغيرة محاطة من كل جانب بأسوار وأبراج المدافع الرشاشة ، السكان الذين لا يمكنهم الذهاب لأي مكان آخر؟ لا،وهذا ليس كافياً. أنت لا تهاجمهم فقط، ولكن تستخدم في الهجوم أحدث الأسلحة من الترسانة الأمريكية وأشرسها لذبح أكثر من 2100 شخص، بينهم أكثر من 500 طفل، وتدمير- على طول الطريق- جزء كبير من مساكن هؤلاء الفقراء ومؤسساتهم وشركاتهم.
إن تعريف الجبان التقليدي بأنه الجندي الذي لا يقاتل، بعيد جداً عن هذا ويتم تبسيطه لخدمة مصالح ذاتية.المعنى الحقيقي للكلمة، المعنى الذي يبرر شعورنا الكامل بالاشمئزاز والاحتقار هو الشخص الذي يهاجم شخصاً أضعف منه بكثير .مثلاً رجل كبير يلكم امرأة أو طفلاً بقبضته أو شرطي يضرب سجيناً مكبل اليدين بالهراوة .هذا هو التعريف الدقيق ذو المعنى للكلمة. وينطبق هذا التعريف بشكل نموذجي مثالي على الإسرائيليين الجبناء المسؤولين عن عملية الجرف الصامد .
أين الشجاعة الاستثنائية عند جيش الدفاع الإسرائيلي المجهز بمدرعات الكيفلار (Kevlar )، وأحدث الأدوات الاستخباراتية والأقمار الصناعية و أجهزة الراديو والدعم من كل نوع يمكنك تخيله ، والأسلحة القوية جداً (و حتى الحصول على البيتزا الساخنة أثناء عملهم الشنيع ) في إطلاق النار على الناس الذين لا يستطيعون الهرب ، وغالباً لا يتغذون ولا يلبسون بشكل جيد، ومعظمهم من الذين ليس لديهم أية أسلحة . وأين شجاعة الطيارين الإسرائيليين الذين يقصفون المنازل والمدارس ، والشقق، والمخازن من طائراتهم الأسرع من الصوت ؟ إنه يذكرني بالطيارين الأمريكيين الذين أطلقوا النار وأحرقوا عدداً لا يحصى من الجنود العراقيين المنسحبين في حرب الخليج الأولى "المهندسة" حين سُمعت صيحات ابتهاج الطيارين في البث التلفزيوني ، إنه مثل إطلاق النار على السمك في برميل فقط! "
نعم ، الأميركيون هم مثال وحيد للمقارنة مع الجبن الإسرائيلي ، الأمريكيون الذين زوّدوا إسرائيل بقدراتها الوحشية وقدموا بأنفسهم للعالم أفضل جزء من نصف قرن من الوحشية في الخارج ، قتل الملايين من المدنيين في نصف دزينة من الدول ،القتل جراء القصف السجادي والنابالم والصواريخ و الفسفور الأبيض ، ومختلف السموم ، و شظايا القنابل العنقودية.
الولايات المتحدة، مثل إسرائيل ، لم تُحاسب يوماً على أسوأ سجل في العالم من القتل الجماعي والدمار. لا يمكنك ببساطة تسمية مشروع إجرامي معاصر أو ما يسمى بمنظمة إرهابية لديها سجل غارق في مثل تلك الأهوال مثلهما.
أصبحت ضربات القتل الجماعي والتجاهل التام للقانون الدولي عرفاً وسياسة ثابتة لكلا البلدين. ونعم، هناك أعذار للقتل الجماعي دائماً ، و بكلمات مراوغة مثل الشيوعيين أو الإرهابيين أو الحكام المستبدين وأسلحة الدمار الشامل ( ومن المفارقات أن الأميركيين هم الشعب الوحيد على وجه الأرض الذي استخدم هذه الأوصاف مرتين، على المدنيين )، جميعها كلمات لا معنى حقيقي لها إلا الكلمات التي تقشعر لها الأبدان التي استخدمها ستالين مشيراً لإبداعاته، "إن الوقت قد حان لسيلان دموي جديد". تمت إسالة الدم في بعض الحالات ببساطة لأفراد لم يحبهم ستالين أو شعر بالغيرة منهم. وفي معظم الحالات للملايين الذين حطمهم وأرسلهم إلى الجحيم على الأرض ، وكان الدافع الوحيد ترويع السكان لحملهم على الخضوع ، و هذا هو بالضبط دافع إسرائيل للمجازر الدورية ضد الفلسطينيين واللبنانيين .
يجب أن يفهم أي شخص ذكاؤه متوسط ويجيد القراءة والتفكير أن الفلسطينيين لا يشكلون خطراً على اسرائيل . الفلسطينيون الذين لا جيش منظم ولا سلاح بحرية ولا قوات جوية لهم ، ناهيك عن القليل جداً من أي شيء آخر. ترتمي إسرائيل المسلحة بالأسلحة التقليدية وغير التقليدية بغرور في أحضان القوة العظمى "أمريكا" وتلعب دور الضحية في الأراضي التي حوّلت سكانها إلى ضحايا ، تهدف الدولة العسكرية إسرئيل إلى تحطيم حياة الملايين البائسة من الناس لأنهم ببساطة – ليسوا يهوداً -،وأملها في يوم ما أن يرحلوا. ومن السخف القول أن أمن إسرائيل معرض للخطر من قبل أية قوة و خاصة من قبل الشعب الفلسطيني السجين اليائس.
إن المحرقة (الهولوكست)التي تمت قبل ثلاثة أرباع قرن من الزمان كانت أمراً لا يغتفر ، ولكن هناك على الأقل شعور حقيقي جداً الآن أن الغرب تحت طائلة المسؤولية لغضه الطرف عن فظائع إسرائيل. ارتكبت المحرقة في سرية كبيرة، ولم يكن هناك إنترنت أو وسائل إعلام دولية مجهزة بالأقمار الصناعية لتقول للعالم ما كان يحدث. لم يكن هناك أمم متحدة أو منظمات دولية أخرى تراقب. أما اليوم ، فيرى الجميع في كل مكان ما تقوم به إسرائيل . يتناول الناس في أمريكا العشاء أثناء مشاهدة الطائرات الإسرائيلية تقصف المنازل. ودون بذل الكثير من الجهد ترى صوراً لأطفال فلسطينيين تحطمت رؤوسهم. وكلنا رأينا الإسرائيليين في سديروت يجلسون على الكراسي في الحدائق يضحكون و يصفقون في المساءات المنعشة والنساء والأطفال يتلوون من العذاب بالقرب منهم .
مترجم
John Chuckman



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نرفض الخدمة في الاراضي الفلسطينية المحتلة
- غزة:كسر آخر المحرمات
- جز العشب في غزة
- فشل في غزة
- اسرائيل تستخدم فيديو من 2009 لتبرير تدمير مستشفى الوفاء
- عائلة غزاوية دمرتها القنابل الإسرائيلية
- مجزرة ريشون لتسيون - قاتل غزة
- توجيه هانيبال: كيف قتلت إسرائيل جنودها وذبحت الفلسطينيين لمن ...
- ثلاثة أسئلة لحماس
- الأساطير القاسية حول المعلمين
- إعادة تشكيل عيد العمال
- لماذا خان العرب غزة
- ابن الموت - محمد ضيف-
- نظرة تاريخية لمجزرة غزة 2014
- عولمة غزة : كيف تقوض إسرائيل القانون الدولي من خلال -الحرب ا ...
- لماذا لا يمنح الجيش الإسرائيلي جائزة نوبل للسلام؟
- حماس : ليست هدف اسرائيل
- الجانب النفسي/العسكري للبلدوزر الإسرائيلي
- إرفعوا الحصار عن غزة يتحقق السلام
- إرفعوا حماس من قائمة الإرهاب وتفاوضوا معها


المزيد.....




- روسيا تعلن استعادة إحدى آخر القرى في منطقة كورسك من القوات ا ...
- -الاتفاق أفضل-.. ترامب يعلن عن محادثات مهمة مع إيران حول برن ...
- لماذا يُحب ترامب أردوغان؟
- طهران تعلن عن موعد الانطلاق لمحادثات -غير مباشرة- مع واشنطن ...
- Ph?c m?n ???ng 789club – T?a game c?c hot dành cho bet th?
- Ng? long sicbo 3D 789club – Tr?i nghi?m c? c??c m?i l? và th ...
- مشاركة عزاء للرفيق ثائر تيم بوفاة خاله
- الخارجية الروسية: الاتفاقية بين روسيا وإيران لا تنص على تباد ...
- -يديعوت أحرنوت-: تراجع أعداد المليونيرات في إسرائيل.. 1700 م ...
- الإعلام الروسي يكشف تفاصيل عن حياة ماهر الشرع في روسيا (صورة ...


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - دولة الجبناء