|
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 4)
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 13:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة(4 ) (الأزلي، المتعالي، الثابت، المنزه عن الزمان والمكان) ( قول كنسي ) القول أعلاه قول كنسي منقول عن النت . وكان يمكن تقبل الوجود الإلهي كأزلي ومتعال لو لم يكن ثابتا ومنزها عن الزمان . فماذا يعني ثابت ، لا يتحرك مثلا ، أم لا يتغير شكله ؟ ونرى أن مسألة الثبوت مرتبطة بالزمن ، والله خارج الزمن حسب رأي الكنيسة : (تنزيه الله عن الزمان، يفيد أيَا بثبت الله، فإن كل ما هو خاضع للزمن، محكوم بالتغيير والتبديل والفساد، لأنها من خواص وطبيعة الزمن ذاته "مؤقت"، والألوهة منزهة عن الزمن، فهي ثابتة لا تقبل التغيير أو التحوير في طبيعتها أو الفساد في جوهرها، أو أي طارئ حادث أو حديث عليها.[18]) المصدر نفسه . وهكذا نرى أن الله لو خضع للزمن لتعرض للتغيير والتبديل والفساد ، وبما أنه لا يخضع ، فهو ثابت . لكن ماذا إذا كان الله لا يتأثر بالزمن أصلا ؟! هل سنتقبل وجوده فيه أم لا ؟ّ! وهل يمكن أن يكون الزمن أقوى من الله فيهزمه ؟ المغالطة في هذا الكلام هي أن القائل يفترض أن الله يتأثر بالزمن وكأنه مادة ما ،وليست مشكلة أن يتصور أن الله مادة ، المشكلة أنه يتأثر بالزمن ! كما أنه يتجاهل وجود زمن إلهي يختلف عن الزمن الدنيوي،أوحتى أي زمن آخر ولو من حيث تأثيرة على المواد .فيتعامل مع الزمن بالمطلق ، وأن الله غير قادر على حماية نفسه منه أو التكيف معه رغم أنه إله ، لذلك هو خارج الزمن حتى السماوي منه الذي ورد في القرآن مثلا : ﴿-;-وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾-;- [الحج: 47] تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ المعارج (4) وهنا نلمس بوضوح أن الله في الإسلام ليس خارج الزمن . وماذا عن الزمن النسبي الذي يختلف من كوكب إلى كوكب ، وماذا عن الزمن الفيزيائي ؟ كما أنه يفترض أن لله شكلا ما يمكن أن يؤثر عليه الزمن ، رغم أننا نكتشف في مقالات أخرى أن لا شكل لله لأن أحدا لا يعرف شكله ، فكيف عرف أن الزمن سيؤثر عليه طالما أنه لا يعرف شكله . وإمكانية أن يجدد الله نفسه ، أو أن يكون متجددا باستمرار مسألة غير واردة على الإطلاق عند عباقرة الكنيسة لأن الله ثابت لا يتغير ، رغم أنهم يعرفون كل شيء عن الله ّ! حتى أن بعضهم اعتبره نورا : (وإن كان الله جوهره نور؛ فكما أن النور خاصيته الانتشار ويملأ المكان الذي يحل فيه دون أن يحده المكان. هكذا الله حلَّ بلاهوت كلمته في بطن العذراء مريم واتحد بجسد كامل منها دون أن يحد هذا الجسد لاهوته.) (موقع مسيحي ) والملاحظ هنا أن النور( الله ) موجود ضمن الزمان وحتى المكان أيضا الذي لم نأت عليه بعد ، فكيف يكون خارج الزمان والمكان ! ربما هي كلمته التي يرسلها من خارج الكون (العدم ) لتحيل الكائنات إلى ما يريده هو: شعلة نار ، أو عمود دخان ، أو رجلا ما ، أو جنينا في رحم أنثى أو جسدا مقدسا ،أو إلها في إنسان .
ترى ما ذا عن الأشكال البشرية وغير البشرية التي ظهر الله متجسدا فيها ،فهذه ليست في الزمان فحسب بل في المكان أيضا ، وهي أكثر من أن تحصر ، بدءاً من التجول في الجنة مرورا بمصارعة يعقوب وانتهاء بأعمدة الدخان والعليق وشعل النيران ... والأهم من كل ذلك يسوع المسيح ،الأقنوم الثالث الفاعل في الذات الإلهية . ويحتار المرء حين نجد آباء الكنيسة يقولون : أخيرًا فإن التنزيه عن الاسم والرسم يقود حكمًا للتنزيه عن الجسم، ينصّ الكتاب المقدس عن "ترائي" الله لبعض الأنبياء مثل موسى، غير أنه يوضح أنه عاين "شبه الرب"،[32] و"مجد الرب"،[33] ويجزم الكتاب "ما من أحد رأى الله قط"،[34] وينصّ سفر أشعياء الرؤيوي بأن الملائكة "تستر عينينها بأجنحتها خجلاً ووجلاً"،[35] ( ما من أحد رأى الله قط ) ومع ذلك يعرفون أنه نور ، وأنه خارج الزمان والمكان ، وأنه يستطيع أن يكون في أي مكان دون غيره ،وأن الملائكة (تستر عينيها خجلا ووجلا ) عند رؤيته ! إذن الملائكة وهي كائنات روحية في خدمة الله ، تراه ، لكنها تستر عينيها خجلا ووجلا عند رؤيته . ونحن إن تقبلنا الوجل لمهابة الله فقد لا نتقبل الخجل ، إذ يفترض أن يغمر السرور الملائكة ! هذا بعد أن أقنعنا أنفسنا بوجود ملائكة روحيين ، لا يمكن تصور اشكالهم ، فهم لغز إلهي آخر ! والملائكة هؤلاء يخدمون الله وهو جالس على العرش ، أي ضمن المكان والزمان وليس خارجهما ، وضمن المكان المحدد أيضا : (تعلم المسيحية بأن الله قد خلق ملائكة لخدمته. هؤلاء الملائكة مخلوقات روحية خالصة، لها فهم ووعي وإرادة،[49] ولا جسم مادي لها ولا يُرون عادة، وقد تتخذ هيئة بشرية عند مكالمة خاصة للبشر لتنقل إرادة الله أو إحدى بشائره كما حصل مع أشعياء وحزقيال وزكريا ومريم العذراء.[50] مذكور في نصوص العهد القديم والعهد الجديد، تسبيح وتمجيد الملائكة الغير منقطع والغير نهائي لله، في المقابل فإن الملائكة الساقطون هم شياطين.[51] وإلى جانب الملائكة كأفراد هناك الملائكة كمجموعات أو «أجواق» كما يسميها التقليد اليهودي - المسيحي، مثل الساروفيم والكاروبيم. ويمكن طلب شفاعة الملائكة، لأن من أحد وظائفهم التشفع لأبرار الأرض.[52]) (المصدر االأول) العرش والملائكة في السماوات وليس لأحد أن يعتقد أن في السماوات مكانا أو زمانا ، فهي خارج الزمان والمكان والجغرافيا،إنها مكان الخلود ، هكذا يقول لنا أب من الآباء ، ولا نعرف إذا يجوزلنا أن نطلق عليها مكان :
"، كما يقول اللاهوتي الكاثوليكي من أصل سوري هنري بولاد.[19] يطلق على هذا المفهوم بشكل خاص لقب "التعالي"، فالله متعالي عن المظاهر الكونية الماديّة والحسيّة، فطريقة الوجود الإلهي هي سر.[20] وغالبًا ما يميّز بين "السماء" و"السماوات"؛ فبينما الأولى تشير إلى موطن الغيوم والكواكب، فإن الثانية تشير إلى مقام الله بلفظ بشري، وهو الواقع في نطاق السر: "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولا خطر على قلب بشر: ذلك ما أعدّه الله للذين يحبونه"؛[21] أمام هذا السر، يكتفى عادة بوصف السماوات بكونها "لا جغرافية"، وبأنها "حالة مكثفة من الطوبى" من جهة ثانية." أوردت ما هو فائض عن المطلوب كما هي عادتي أحيانا ، لتوضيح ما لم يوضح لدى بعض القراء . لم يخبرنا هذا اللاهوتي من أين له هذه المعلومات ؟ فهل أخبره الله ذو الوجود السري بها ؟ وربما لا يعرف هذا اللاهوتي أن كلمة ( الله ) وكل ما يقابلها من لغات البشرية ، هي كلمات أوجدها البشر ، للتعبير عما هو وراء الوجود ، الذي قد لا يعرف حتى الآن أن له اسماً . ترى ماذا عن صعود يسوع المسيح وجلوسه إلى جانب الله ، فهل هما صعود وجلوس خارج الزمان والمكان ؟ وحين جلس المسيح هل تخلى عن شكله الإنساني واتخذ شكلا روحيا ؟ أو شكلا سريا لا نعرفه : 19 ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله (مرقس 16) أمام هذه المتاهة من الغموض في تأويل الذات الإلهية المفترضة ، لم يجد الإنسان العادي أمامه غير تعاليم المسيح الدنيوية التي تهم معيشته ، فاتبعها وما زال يتبعها ، وترك ما لقيصر لقيصر وما للكنيسة لأربابها. ومن الجدير بالذكر أن هناك مسيحيين لا يؤمنون بالخلق في ستة ايام ، ويؤمنون بالنشوء والإرتقاء . يتبع . فما زال لدينا بعض الكلام في ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة . **********************
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 3)
-
تابع: ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة ( 2)
-
ألوهة المسيح وفلسفة الألوهة (1)
-
شاهينيات : في الخلق والخالق مرة أخرى!
-
آه على وطن !
-
التحالف بين يهوه ( الله ) والشيطان على أيوب !
-
لو أن المثقف راقصة !!* ( برسم السلطة الفلسطينية واتحاد الكتا
...
-
شاهينيات في الخلق والخالق ( وإن شئتم في المادة والطاقة )!!
-
تحولات الألوهة من الأنوثة إلى الذكورة !!
-
محمود شاهين يوقع أبناء الشيطان
-
شاهينيات : في الخلق والخالق والعقل البشري
-
ملكة السماء تعد الأديب بالنسيان
-
التحول من الدين فحسب إلى الثورة الدينية (دفاعا عن محمد ) (6
...
-
عن القتل والإكتئاب والبشر والغزاة !
-
الجميع فصاميون كما يرى العفيف الأخضر ( دفاعا عن محمد ) (5)
-
صدور رواية (أبناء الشيطان ) لمحمود شاهين
-
عقدة اوديب ( دفاعا عن محمد ) (4)
-
أبناء الشيطان (رواية قصيرة )
-
عقدة اوديب ( دفاعا عن محمد ) (3)
-
دفاعا عن محمد ( رد على العفيف الأخضر ) (2)
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|