أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - قراءة لمذكرات داعية2














المزيد.....

قراءة لمذكرات داعية2


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 10:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فور إنتهاء المواجهات المسلحة في داخل مدينة جاروي Garoowe ومحيطها بين حركة الاتحاد الاسلامي والجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال وميليشيات قبيلة المجيرتين الموالية للجبهة, أتجهت ميليشيات حركة الاتحاد, فارة صوب مدينة بوصاصو Bosaaso شمال شرق الصومال, وقد مرت في عدة مدن وبلدات ومن أهمها مدينة قرذو وسلسة القرى على طريق جاروي-بوصاصو, وتمت مواجهات عديدة في تلك المناطق بين الطرفين, ومن المحطات التي وقعت فيها المواجهات الساخنة محيط منطقة ميرمير Mermeer والقريبة من بوصاصو.

واستطاعت قوات حركة الاتحاد من إقتحام مدينة بوصاصو والتي كانت أصلاً تشهد تواجد مجاميع كبيرة من المسلحين الموالين للحركة, وفور دخولهم تجمعت قوات الحركة معا في المدينة, وشنت حربها داخل المدينة مجددا, فيما أدى ذلك إلى إستنفار مواطني قبائل(الديشيشي Disheshe,ورسنجليWarsangeli,مجيرتينMajerteen) القاطنين في المدينة وإنضمامهم إلى ميليشيات جبهة الانقاذ, وحصلت مواجهات داخل المدينة بين الجانبين, ومع إلتحاق القبائل بالجبهة, تم دفع ميليشيات حركة الاتحاد صوب غرب المدينة وهي الحدود الواقعة ما بين مدينتي بوصاصو و بلدة عيلايو Ceelaayo التابعة إداريا إلى محافظة محافظة سناج Sanaag.

وقد وقعت تلك المواجهة التي تمت في هذا الطرف الجغرافي من مدينة بوصاصو على أرضية سهلية ساحلية قاحلة, وفي ظل إرتفاع حرارة الشمس الحارقة والتي أشعلت المواجهة ما بين الطرفين المتقاتلين, ولم تكن المواجهة أنذاك عموما في صالح حركة الاتحاد كونها كانت قد فقدت قواعد إمدادها في مدينة بوصاصو, في حين أن القبائل وجبهة الانقاذ, كانوا لازالوا ينالون الدعم والإمداد من المدينة, ناهيك إن حركة الاتحاد ومقاتليها كانوا يصحبون معهم عائلاتهم وهو ما كان شكل لهم صعوبة في الحركة.

وكان في صحبتهم عدد من عناصر تنظيم القاعدة والذين كانوا يمثلون المدربين العسكريين لميليشيات حركة الاتحاد في مدينة بوصاصو, وهم من حملة صواريخ "الستينجر" الأمريكية والتي منحتها الولايات المتحدة للمقاتلين الأفغان أثناء حربهم مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان, وجُلبت تلك الصواريخ على أيدي عناصر قيادية من تنظيم القاعدة إلى مدينة بوصاصو قبل حدوث المواجهات فيها.

وسميت تلك المواجهة بحرب الطوفان Dagaalkii Dufaanka والتي كان يقودها العقيد السابق "عبدالله يوسف أحمد" و العميد الركن السابق "علي إسماعيل محمد", إذ سميت بحرب الطوفان, كون الأرضية الجغرافية التي وقعت فيها المواجهة كانت أرض سهلة ومكشوفة, ووجود تفوق في العدة العسكرية وسعة النيران أنذاك لصالح خصوم حركة الاتحاد, والذين استخدموا ما يصل إلى 52 عربة مسلحة ومن عدادها صواريخ الكاتوشه المدمرة, وكان القائد الميداني لتلك المعركة العميد "علي إسماعيل محمد", وخسر الطرفان ضحايا كثيرة إلا ان خسائر حركة الاتحاد كانت الأكثر عددا.

حينها دفعت الظروف ميليشيات حركة الاتحاد اللجوء نحو جبال ساليد Saliid والواقعة في التخوم الشرقية لمحافظة سناج, ووقعت قوات الحركة وعائلاتهم في حالة حصار شديد, وتمت المواجهة مجددا في جبال ساليد, واستخدمت صواريخ الكاتوشه الحارقة مرة أخرى, في حين ان المواجهة لم تكن في صالح الحركة لاسيما مع إرتطام الصخور بفعل ضربات الصواريخ وتمترسهم في ظل رقعة جبلية محصورة, مما دفع حركة الاتحاد للخروج من جبال ساليد والإتجاه نحو منطقة أكثر أمناً وإستراتيجية وهو ماتم فعلا.

إذ وقع الخيار على منطقة لاسقري Laas Qoray كمدينة ومحيط جغرافي لما تشكله من أهمية حيوية إستراتيجية وواقعة على البحر, سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة من الجنوب الشرقي والغربي, والساحل البحري للمنطقة شمالا, اقتحمت قوات حركة الاتحاد والتي كان تعدادها ما بين 700-800 مسلح مصحوبين مع عائلاتهم المدينة, وفي الظرف الزمني المناسب وذلك في صيف 1992 الحار ومع خلوا المدينة من غالبية سكانها, وتقدمت قوات الحركة عناصرها المتحدرة من قبيلة الورسنجلي كطلائع (عسس), ووقعت مواجهة على المنفذ الجنوبي الشرقي لمدينة لاسقري, وسقط عدد من أبناء المدينة المسلحين قتلى, والذين دفاعوا عن مدينتهم من سيطرة الحركة, وتم إقتحام المدينة والسيطرة عليها كليا في نهاية الأمر.

وفور سيطرة الحركة على مدينة لاسقري أتجهت كل العناصر القاطنين من الحركة في محافظة سناج صوب المدينة, فيما دخلت قيادة الحركة والتي كان يقودها العقيد السابق"حسن طاهر أويس" في تحالف سياسي مع عشيرة "أذن سعيد" Aden Saciid والمنتمية إلى قبيلة الورسنجلي, وكان عراب ذلك التحالف رجل أعمال سابق ومن أعيان القبيلة وهو السيد الراحل "أحمد جامع موسى" والملقب ب(واداد يري Wadaad Yare), ونظرا لوجود خلاف عشائري حينها بين العشيرة المذكورة وعائلة سلطان قبيلة الورسنجلي الراحل "عبدالسلام محمود علي شيري", فكانت حركة ذكاء وتغليب للمصلحة العشائرية من السيد "أحمد جامع موسى" ورجاله وبُقية الإستقواء بحركة الاتحاد.

ومع إجراء ذلك التحالف استطاعت الحركة تأمين المحيط الجغرافي المجاور لمدينة لاسقري, ووزعت أسلحة كثيرة على عشيرة "أذن سعيد" وانظمت أعداد كبيرة منها في المجهود العسكري للحركة, كما أستفادت حركة الاتحاد من الأعداد الكبيرة من صيادي العشيرة وخبراتهم في الملاحة والصيد, وبذلك استطاع رجال "حسن طاهر أويس" تأمين ذاتهم بإحكام مطلق استمر وصولا إلى عام 1993 .

ومع الاستقرار في مدينة لاسقري حققت الحركة تأمين جميع احتياجاتها اللوجستية أكان من مواد غذائية,مواشي,خضروات,البان وغيرها من مضارب عشيرة "أذن سعيد", أو سلع غذائية,نفط وأسلحة من البحر وتحديدا من صوب السواحل اليمنية المقابلة لساحل محافظة سناج, ناهيك عن وصول عدد من المدربين العسكريين اليمنيين المنتمين لتنظيم القاعدة, بإلاضافة إلى تأمين طريق جيل دورا Geel Doora الجبلي الإستراتيجي والواقع ما بين مدينة لاسقري و مدن قبيلة الورسنجلي, الواقعة في سهول محافظة سناج خلف السلسلة الجبلية في إتجاه جنوب مدينة لاسقري.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال أحمد سليمان عبدالله1
- إلى أين سورية الدامية؟
- العلمانية كحاجة وجدوى
- قراءة لمذكرات داعية1
- أثر التلموديين الجدد في حياة المسلمين!
- مظاهرة ضد رئيس الصومال
- تغيرات عقائدية في الأوساط الصومالية المعاصرة!
- مظاهرة ضد رئيس جيبوتي
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟2
- ما معنى مفهوم الخلافة الاسلامية؟1
- الصومال وتبعات حظر السلاح
- الاسلام الإلهي والإنساني
- الصومال وتراث الابل
- أبعاد الاعتراف الأمريكي بالحكومة الصومالية
- ذاكرة ذات صلة بسفير صومالي
- تذبذب السياسة الأمريكية في الصومال
- عودة صومالية مميزة إلى الاتحاد الافريقي
- الصومال تودع المناضلة سادو علي ورسمه


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد حسن يوسف - قراءة لمذكرات داعية2