عطا درغام
الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 10:07
المحور:
حقوق الانسان
يعدد فائز الغصين الفظائع والمجاذر وأنواع القتل والإتلافات لأملاك الأرمن في الولايات العثمانية ، وفي هذا الصدد يقول : " وأنواع القتل والإتلاف متنوعة ، أما في ولاية بتليس روي لي أحد الضباط أن الحكومة تجمع الأرمن في المتابن (*) وتضع تبنا كثيرا في القسم الذي يلي الباب وتحرق التبن فيموت الذين هم داخل المتبن من الدخان . وقال لي إنها كانت تضع المئات في متبن واحد بعض الأحيان ن وبعض الأحيان تقتلهم بصورة أخري.
وقد زادني حزنا لما قال لي أنه رأي عروسا ضمت عريسها إلي صدرها وتلقت الموت غير وجلة ودخلت المتبن .أما في موش فقسم من الأرمن أتلف بالمتابن والقسم العظيم أتلف رميا بالرصاص وطعنا بالسكاكين . وإن كانت الحكومة تستأجر قصابين ، تعطي لكل واحد منهم ليرة عثمانية يوميا . وقد قص علي أحد الأطباء ويسمي عزيز بك أنه كان في قضاء مرزيفون من أعمال ولاية سيواس وعلم أن قافلة من الأرمن سترسل للقتل فذهب لعند القائمقام وقال له : تعلم أيها القائمقام إنني طبيب ولا فرق بين الجزارين والأطباء ؛ إن الأطباء يشتغلون بتشريح الإنسان في أكثر الأوقات . ولما كانت وظائف القصابين في هذه الآونة كوظيفتنا ؛ أي تشريح أبدان الإنسان ، فأرجو أن تأذن لي بالذهاب لأري هذه العملية التشريحية بأم عيني . فرخص لي "
وما أبشع أن نقرأ هذه الفظائع ، التي تستهين بحياة البشر وتنحرهم كالحيوانات . ويواصل فائز الغصين في سرد الرواية علي لسان الطبيب : فرخص لي وذهبت فوجدت أربعة من القصابين ، بيد كل واحد منهم مدية طويلة وأفراد الدرك يفرقون كل عشرة من الأرمن علي حدة ويرسلون الواحد بعد الآخر لعند القصابين فيقول للأرمني : مد رقبتك ، فيمدها فيذبحه ذبح الغنم .
وكان يتعجب هذا الطبيب من إقدام الأرمن علي الموت دون أن يتكلموا بكلمة أو أن يظهروا خوفا"
.وفي موضع آخر يذكر لنا فائز الغصين عن صورة أخري من صور القتل للأرمن خلال المذابح التي ارتكبها العثمانيون سنة 1915 فيقول : " وكان أفراد الدرك يربطون النساء والأطفال ويلقونهم من محل عال جدا إلي أسفل ، فلا يصلون إلي الأرض إلا إربا إربا . وهذا المحل هو بين ديار بكر وماردين علي ما يقال وعظام القتلى فيه كالتلال إلي الآن ( سنة كتابة الكتاب ).
وقال لي آخر ( فائز الغصين ) : " إن حكومة ديار بكر كانت تقتل الأرمن رميا بالرصاص ، وتارة بواسطة القصابين ، وآونة ترمي بكثير منهم في الآبار والمغاوير وتسد عليهم تلك الآبار والكهوف فيهلكون.
وبعض الأحيان يرمون بهم في الدجلة والفرات . وقد فشت الحمى التمشية من هذه الأجساد. وقد قتل ألفان أرمني وبين نهر الدجلة لا يبعد عن ديار بكر أكثر من نصف ساعة . "
...........................................
"1" المتابن : وهي الأماكن التي تخزن فيها أعلاف الحيوانات من تبن وغيره
#عطا_درغام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟