هل ان جهل (داروين )بالقوانين الوراثية يعتبر خطأً لامعاً ؟

فاضل فرج خالد

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 00:33
المحور: الطب , والعلوم
    

هل انَ جهلَ( داروين) بالقوانين الوراثيةيعتبر خطأً لامعاً؟

__________________________________




فاضل فرج خالد







عندما يتعلق الأمر بالعلوم، لا توجد كتب منزهة عن الأخطاء»، خلاصة يمكن الخروج بها إثر قراءة كتاب «أخطاء لامعة» للكاتب ماريو ليفيو (دار سيمون وتشاستر). يستعرض الكتاب خمسة أخطاء ارتكبها علماء بارزون من داورين إلى اينشتاين، ليقدم مفهوماً جديداً للعبقرية والنبوغ العلمي.

بهذه الاسطرالسابقةبدأت السيدة (هناء عليان )مقالها الذي نشرته في صحيفةالحياة اللبنانية يوم الاحد 6/4/2014

ثم اضافت :ومما ذكره المؤلف( ماريو ليفو )بخصوص الخطأ الذي اعتبره لامعا لنظرية التطور لشارلس دارون هو جهل دارون بعلم الوراثة وكذلك كيفية توارث الصفات في الكائنات الحيةوفقا لما شخصه المؤلف عن االخطأ القاتل لدارون اذ قال في كتابه «أصل الأنواع» حيث اعتبر تشارلز داروين( أنّ الوراثة قائمة على امتزاج صفات الأم والأب معاً ويتم تناقلها من جيل إلى آخر لتعود وتختفي تماماً مع الوقت). اللافت أن داروين نفسه لم يكن مقتنعاً بما كتبه، بل تبنى هذه النظرية لكونها كانت شائعة في حينه لا سيما بين علماء النبات. وقد كتب يعبر عن جهله بعلم الوراثة صراحة: «إن غالبية قوانين الوراثة مجهولة لدينا اليوم. لا أحد يعرف لماذا تنتقل صفة معينة بين أفراد من النوع ذاته بعض المرات بالوراثة وأحياناً لا تنتقل بتاتاً، وفي حالات خاصة تعود وتظهر صفة وراثية معينة، كلون الشعر الأحمر أو التمتع بموهبة موسيقية فذة، لدى طفل ما كان يحملها أحد أجداده القدامى وهنا ينتهي ما ورد في المقال المذكور بخصوص خطا دارون( اللامع) وفقا لوجهة نظر الكاتب (ماريو ليفو)

وبداية انني اقول ان نظرية التطور العضوي التي نادى بها دارون رغم علاقتهاالمعروفة بالوراثة لكنها هي ليست بحثا في علم الوراثة وآلية انتقال الصفات بقدر ماهي نظرية في نشوء وارتقاء الكائنات الحية وفقا لمبدا الانتخاب الطبيعي وظهور صفات جديدة نافعة للكائن الحي في بيئته الجديدةعندما يحصل تغيير فيها

ان نظريته هذه تستند على شواهد عديدة توصل اليها دارون لمتابعاته حول موضوع التطور لاسيما تلك المشاهدات التي لاحظها على الكائنات الحية في سفرته الطويلة على باخرة البحث العلمي( بيگال) ومن اهمها الكائنات الحية التي عاشت منعزلة عن البشر في جزر( گالاباکوس) الواقعة فی-;- المحی-;-ط الهادی-;- قبالة الاکوادور بمسافة حوالی-;- 1000کم وفي الوقت الحاضر فان هنالك عدد كبير من الادلة والبراهين التي تقف مساندة للنظرية وياتي في مقدمتها وعلى رأس هذه الادلة دليل من علم المتحجرات (الاحافير) والتي هي سجلات متكاملة لما حفظته القشرة الارضية من متحجرات لتسلسل المراحل التي مرت بها الاعداد الكبيرة من الانواع المختلفة للكائنات الحية والتي تشير كل مرحلة الى ماكن عليه اسلاف تلك الكائنات من صفات مورفولوجية وتشريحية تؤهلها للعيش ضمن الظروف البيئية المحيطة بها وهنالك تاتي بعد ذلك ادلة وبراهين من علوم اخرى مثل علم الاجنة وعلم التشريح وعلم الكيمياء الحياتية وعلم التصنيف وعلم الوراثة وغير ذلك من العلوم الاخرى

ان كل الحق كان بجانب دارون في عدم المامه بالوراثة وقوانين انتقال الصفات حسب مفهومها الحديث فهو اعتمد في فهمه لها على النظريات التي كانت سائدة في عصره والتي كانت تفسر وراثة الصفات ،فهوبالاساس باحث في التطور العضوي ولم يكن باحثا في الوراثةوكما نعلم ان دارون نشر ابحاثه وخلاصة نظريته التطورية في كتابه الذي الفه تحت عنوان( اصل الانواع) ونشره عام 1859 وقد احدث ضجة عالمية بدات منذ نشره ولم تنته حتى يومنا هذا. بينما فيما يخص علم الوراثة وكيفية انتقال الصفات فان الراهب الجيكي( كريكور يوهان مندل) هو واضع الاساس لعلم الوراثة الحديث وتفسير آلية انتقال الصفات الوراثية وقد واوضحها في ابحاثه التي قدمها الى الجهات المختصة عام 1864 ومن سوء حظه ان الضجة التي احدثهاكتاب( اصل الانواع )الذي سبقت ابحاثه قد دفع القائمين على نشر تلك الابحاث باهمالها ولم يتعرف عليها العالم مطلقا الا بعد وفاة مندل( والتي صادفت عام )1884 بستة عشر عاما اي في عام 1900 حينما توصل ثلاثة علماء من ثلاث دول مختلفة الى نفس نتائج مندل لذلك ارجع الفضل في اكتشاف آلية التوارث وقوانينها لمندل وسميت باسمه وفقا للتجارب التي اجراها على نبات البزاليا الحقلية التي اجراها لمدة سبع سنوات في حديقة الدير الذي يشرف عليه. لقد ارجع مندل ان كل صفة وراثية مسؤول عن ظهورها في الفرد عاملان احدهما يحصل عليه الفرد من ابيه والعامل الثاني من امه وعند تكوين الخلايا الجنسية ينعزل كل عامل منهما في مشيج ( گميت) مستقل وعند اتحاد المشيج الذكري مع الانثوي تعود الصفة للظهور مرة ثانية ...الخ ورغم هذا التعبير البسيط فقد اعتبر غاية في العلمية والدقة ثمم تتابعت الابحاث الوراثية واكتشاف الكروموسومات وعوامل الوراثة التي تحملها (الجينات) ثم تطورت باكتشاف الحامض النووي الرايبي منقوص الاوكسجين (دي ان اي) الذي كل طول معين منه هو جين ...الخ وكل هذه التطورات في علم الوراثة تصب في صالح نظرية التطور لدارون اذ ان ال( دي ان اي) ثبت انه قابل للتطفير وظهور صفات وراثية جديدة( طفرات) قابلة ان تقود عملية التغيير البطيء والذي يستغرق ملايين السنين لنشوء انواع جديدة تتلائم للعيش مع البيئات الجديدة فالانواع التي لا تحمل الصفات التي تمكنها من العيش تنقرض وهذا هو مبدأ( الانتخاب الطبيعي )الذي هو الركن الاساس و العمود الفقري لنظرية التطور التي كتب عنها دارون في كتابه المشهور اصل الانواع وقد كتب اليه عالم آخر اهتدى الى نفس استتناج دارون في الانتخاب الطبيعي والذي توصل الى ابحاثه بناء على مشاهداته في جزر المحيط الهندي وهو العالم الفريد والاس مما عزز نظرية التطور

#فاضل_فرج_خالد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات