أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي كركوب - الإسلام السياسي و تناقضات الممارسة














المزيد.....

الإسلام السياسي و تناقضات الممارسة


عبد العالي كركوب

الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 21:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعود بروز العمل السياسي في العالم العربي الإسلامي تاريخيا إلى عهد الخلفاء الراشدين، فبعد مرحلة الرسول (ص) الذي أكد المؤرخون و المتتبعون للتاريخ الإسلامي أنه كان رجل دين و رجل دولة؛ أي استطاع الجمع بين الدين و السياسة، فإن من تلوه غلبوا جانبا على الجانب الآخر... باستثناء شخصيتين: الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، و الخليفة العباسي عمر بن عبد العزيز.
لنبدأ بمرحلة ما بعد وفاة الرسول (ص) هناك قصة غريبة وقعت في سقيفة بنو ساعدة، حيث اجتمع الأنصار يتداولون مسألة الخلافة... التحق أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب بالمجمع بعد أن بلغهم الخبر، فبدأ أول صراع على الحكم في تاريخ الدولة الإسلامية، فالأنصار يرون أنهم الأولى بالحكم بناءا على شرعية دينية، فهم مسلمون و استقبلوا الرسول (ص) و من معه... و المهاجرين كذلك يرون أنهم الأولى بالحكم بناءا على شرعية دينية أيضا، فهم مسلمون و فيهم أول من اسلم و اتبع رسالة محمد (ص)... فانتهى الصراع إلى اختيار أبي بكر الصديق.. بعد أن كان سينتهي بحرب.. و الغريب في الأمر هو كيفية اختيار أبي بكر، فلقد قام أحد الأنصاريين و هو ابن عم المرشح للخلافة من جهة الأنصار "سعد بن عبادة" بمبايعة أبي بكر حسدا لابن عمه..
سيشتد الصراع أكثر في عهد عثمان بن عفان و عهد علي بن أبي طالب، و يمكن الجزم بأن البداية الفعلية للسياسة المحضة التي تتبنى الدين كوسيلة لبلوغ السلطة و توظف المكر و الخداع كانت مع معاوية بن أبي سفيان و بداية الدولة الأموية... و اتضحت معالمها أكثر مع الدولة العباسية...
إن التاريخ السياسي الإسلامي هو تاريخ صراع و حروب، و لازال، و سيستمر كذلك.
و بناءا على المنظور السالف، فدعاة العلمانية لا يرفضون الدين، و لكن يسعون إلى إزالة الوسيلة الوحيدة التي يقصدها العديد لبلوغ السلطة...
إن المجتمعات الإسلاموية - أي التي تدعي إتباعها للشريعة الإسلامية كما هو منصوص عليها في القرآن و السنة - لم تعرف مرحلة النهضة؛ مرحلة الحسم مع الثابت الأخروي و التفكير في المتغير الدنيوي، فهي لم تكثرت للأبحاث السياسية، الأخلاقية، و الاجتماعية... الوفيرة التي وضعها المفكرين القدامى أو المعاصرين، فأغلب هؤلاء المفكرين تم تكفيرهم و تهميشهم...
إن هدف ولاة السياسة في المجتمعات الإسلاموية تكريس الجهل و التبعية لرجال الدين اللذين يخدمون مصالح السلطة السياسية.
و كما أكد الفيلسوف العربي ابن رشد فالإسلام يدعو إلى التعقل، و أن للمعرفة طريقين: النقل؛ أي ما جاء به القرآن و السنة، و العقل؛ الذي يعتبرا مكملا للأول، و محددا لأمور دنيوية، يقول ابن رشد "الحق (العقل) لا يضاد (النقل) بل يوافقه و يشهد له".
و للتوضيح، فهذه الأسطر التي كتبتها لا أحارب بها الدين، بل أحاول من خلالها نشر الوعي التنويري العقلاني الذي يحارب مستغلي الدين و يفضح ممارساتهم، فالإسلام و غيره من الأديان الأخرى، إذا كان مبنيا على علاقة روحية بين الإنسان و ربه ليس في الأمر مشكلة، لأن هذا هو المغزى من الدين و هنا يكون غاية، لكن إذا كان ثوبا يختبئ وراءه انتهازيين يستغلون محتواه لتنمية ثرواتهم و بلوغ مراتب عليا في السلطة، فهذا مرفوض قطعا.
إن البحث عن الوحدة يجعل من الدين أمرا شخصيا، و إذا أردنا التشتت فكل منا يتشبث بمعتقده و يكفر من خالفه أو يقتله.. و مآل هذا انتشار الحروب و الاقتتال، فلكم الاختيار يا أهل الأديان.

عبد العالي كركوب



#عبد_العالي_كركوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة المثقف العربي!!
- محمد عابد الجابري: حياته، مؤلفاته، مماته.
- مملكة الجرذان
- إشكالية الجبر و التخيير من منظور الفكر الديني
- إشكالية الحرية في الفكر الفلسفي
- الفكر السوفسطائي و العدالة كممارسة سياسية، تراسيماخوس و كالي ...
- البعد الفلسفي لحقوق الإنسان
- المغرب بين المرتكزات الدينية و أسس العلمانية
- -هذا ليس مقتطفا من جمهورية أفلاطون و لا مدينة الفارابي الفاض ...
- دعوة إلى التسامح
- محمد عابد الجابري و مشروع نقد العقل العربي ، الجزء الأول: مك ...
- الوضع العربي الراهن و نقد مفهوم الثورة
- المشهد السياسي المعاصر: زمن بنكيران


المزيد.....




- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العالي كركوب - الإسلام السياسي و تناقضات الممارسة