أكرم حبيب الماجد
الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 11:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من لم يُكرم الإنسان ، لم يشهدْ الإنسانية في نفسه ، ولا يتقرب الى ربه ، ولايكمل بأي حال من الأحوال ، ولو كان ممن يسير على الكتاب والسنة كلمة كلمة وحرف حرف.
ومثله من لم يبالى بذوات الخلق مطلقا كالانسانية مثلا ، فينظر الى قول ربه وسنة نبيه فقط ، ويسعى في تطبيقهما دون رعاية الذوات .
وقد نسمع من يقول : عليَّ بكتاب الله وسنة نبيه ، ومن بعدهما لا أبالي .
فكيف صح عدم المبالاة ، والذوات ( كالانسانية ) مجبولة على حب ذاتها ،وهو منها ، وفي قوله هذا منكر لها ، محتقر ذاتها ؟!. غير آخذ بحكم الكتاب والسنة من حيث نسبتهما الى الذوات ، ليحكم بحكم الله وكتابه من حيث المحكوم عليه كذلك ، فليس للحكم تجرد بنفسه ، ما لم يضف الى المحكوم عليه الذوات ، حتى يخلص حكم الله كما حكم هو به على الذوات ، فتفرغ نفس الحاكم من حب الذوات ليحكم عليها بمختلف الاحكام كالحكم بالموت وما دونه .
وإعلم : أن عدم المبالاة المذكورة حتى لو قيست الى الله سبحانه ، كمن يرددها ترديد الببغاء ، ويحكم على أفراد الانسانية أو مطلق الذوات بالبلاء ، من حيث أكرام الاله وتحقير ما سواه بما يرى نظره القاصر وذهنه الفاتر من الميل الى ربه وعدم المبالاة بالذوات المخالفة لله تعالى ، ليعمل بالكتاب والسنة ويحكم بهما ، ظنا منه تطبيق الشريعة .
فمن كان هذا شأنه لكان حقا على الله مقته وتحقيره ، فإن الله حق لايقرب اليه ويحكم له بالامتياز على الذوات { ليس كمثله شيء} إلا بالحق الذي يعطيه الشان الالهي للعقول لا الحق الذي يعطيه الشأن الانساني للعقول بما تفهم وتفيض على نفسها ، فتتبع الكتاب والسنة بتجرد غير مبالية بسائر الخلق ، ولو كان حقا .
#أكرم_حبيب_الماجد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟