أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - أين الخلل ؟؟؟















المزيد.....

أين الخلل ؟؟؟


عامر الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الظلم أو الأجحاف الكبيرين أن تطلب من الفيل أن يطير !!! و هذا ليس أنتقاصا من شخص الفيل ذاته .. فهو كائن قد وجد نفسه بلا جناحين كأجنحة الطيور أو كأجنحة الملائكة .. فهو معذور اذن !! لكن أن تجد عصفورا أو شحرورا أو صقرا لا يطير فلابد أن هنالك خلل ما ... أو أعاقة تمنعه من التحليق !!!
للقائد النازي هتلر و جوقة الحزب النازي رأي آخر ... فهم يعتقدون ان ذلك العصفور الذي لا يطير قد وجد بلا جناحين أو بلا دماغ يساعده على الطيران ... و ان الجنس البشري كما زعموا يتدرج في سلم عنصري بايولوجي بشكل تنازلي .. فيبدأ بالجنس الآري المتطور و الراقي و يهبط نزولا حتى يصل الى أجناس أخرى تقترب من أجدادنا القردة !!!
لطالما خطر على بالي تلك النظرية الهتلرية النازية .. و أنا أقارن بين أحوال مجتمعاتنا العربية الأسلامية و المجتمعات الحديثة المتطورة ... و أسأل نفسي : هل الخلل في جيناتنا الوراثية ؟ أم ان هناك أمر ما ... دبر بليل !!! ...
و لعل لو كان الخلل في تكويننا الجيني أو البايولوجي لأرحنا و أسترحنا من هم التساؤل و الحيرة !! و سنكون عندها معذورين أمام انفسنا و أمام المجتمعات الأخرى , بأننا كذلك الفيل الذي تطلب منه الطيران ظلما و عدوانا !!! و لربما أيضا لحظينا بتعاطف الجنس البشري كما تحظى بذلك بقية المجموعة الحيوانية من حماية و رعاية و عطف !!! ... و لوجدنا سيدة رقيقة المشاعر كبريجيت باردو تدافع عن حقوقنا ضد أي انتهاك من الأجناس الأخرى !!!
و لكن ... مع الأسف الشديد .. فأن النظرية النازية قد فشلت فشلا ذريعا في تصنيفها للبشر .. فلا فارق بايولوجي و لا تفوق عرقي و لا سيادة جينات على أخرى و لا فارق في حجم أدمغة البشر و لا هم يحزنون !!!
و هكذا ... نكون في ورطة .. فلا نحن من جنس مختلف و لا نحن بقادرين أن نجاري الجنس البشري الطبيعي !!!
أعتاد العقل العربي و الأسلامي أن يتغنى بمجد بغداد و دمشق و القاهرة و قرطبة !! .. ليقنعنا أن أسلافنا كانوا قوما لهم شأن كبير .. أبدعوا و سادوا و كان لهم صدر العالمين !!! ... و هذه حقيقة تأريخية من الصعب نكرانها .. فالحق أن حضارة عربية أسلامية نشأت و أزدهرت و لها أنجازها التأريخي الحضاري ...
تحدثنا كتب التاريخ و التراث عن أزدهار ثقافة عربية - أسلامية في القرن الرابع الهجري ... الذي شهد أنجازات هائلة حققها المسلمون في الوقت الذي كانت أوربا تغط في نوم عميق !!!
ما لذي حصل اذن ؟ اذا كان لدينا ذلك الأرث الحضاري الكبير ....
أيضا تحدثنا كتب التراث عن تراجع حضاري كبير حدث بتولي المتوكل سدة الحكم العباسي ... و بتحالفه الشهير مع أحمد بن حنبل .. و أصداره حكم الأعدام على الفكر المعتزلي العقلاني الحر و أغلاقه باب الأجتهاد ... دخل العالم الأسلامي بعدها و منذ تلك اللحظة و حتى هذه الساعة و الى ما شاء الله في جمود و ظلام و تخلف شامل !!!
يحاول بعض الأسلاميين القفز على حقائق الواقع العملي المعاش الى عالم التبجح و الخيال .. فيرون ان الحل الوحيد هو في العودة الى الماضي المجيد و التمسك بما فعله السلف الصالح !!! و السير على خطاهم خطوة بخطوة و أثرا بعد أثر ... فخرجت الى عالمنا تلك الدعوات و الأحزاب الأسلامية السياسية التي تجد في التمسك بتعاليم الشرع الأسلامي المنقذ الوحيد من الضلال البعيد !!! ...
و لا زالت تلك النغمة النشاز تتردد على مسامعنا في العشي و الأبكار ... فترى الناس في وسواس تطبيق الشرع في كل فعالية أنسانية صغيرة أو كبيرة .. من الدخول الى الحمام بالقدم اليمنى و التعوذ من الشيطان ... مرورا بالتعاملات البنكية غير الربوية !!! و ليس انتهاءا بأعلان الحرب المقدسة أو الجهاد ضد ما يسمى ( الكفار) !!!
و يحاول البعض الآخر من الأسلاميين النظر بواقعية أكثر ... فيحاولوا أقناع الجمهور أن الأسلام لا يعني الجمود .. بل هو دين التجديد و التحضر .. و الأنتماء الى روح العصر ... فيأتوا بتجربة ماليزيا كمثال لمجتمع أسلامي متطور !!! .... و هنا أيضا يقفز هؤلاء على وقائع الأمور الى جدال عاري عن الصحة ...
ينسى هؤلاء القافزين واقع الدول و المجتمعات الأسلامية ... المتخلف و يتعلقون بالتجربة الماليزية المتطورة نسبيا ... كما أنهم ينكرون ان دولة أسلامية كبيرة مثل تركيا يشكل المسلمون فيها نسبة 99 % قد خطت في التحضر و التطور خطوات تتفوق فيها على كل الدول المسماة اسلامية ... و ينكرون كذلك انجاز التجربة التونسية التي يشكل المسلمون في مجتمعها نسبة ال 99% و التي انتجت مجتمعا عربيا أسلاميا عصريا يتفوق على كل نظائره العربية !!
يخشى الاسلامويون الأشارة الى هاتين التجربتين القريبتين جدا الينا , و يقفزون الى التجربة الماليزية ( نصف الأسلامية ) خوفا من الأقرار بأهمية ( العلمنة ) كأحدى أهم مقومات اي تطور حضاري أجتماعي !!!
فالمعروف أن كلا من تركيا و تونس تتبنيان النظام العلماني الذي فرضه أتاتورك و بو رقيبة في مجتمعيهما فأخرجاهما من الظلام و التخلف الى نور التحضر و التطور !!! بغض النظر عن عامل الفرض و الأجبار الذي لا ينفع كثيرا كعامل الأختيار الحر و ينتقص من جدوى العلمنة الحقيقية ...
و لو قبلنا بالنموذج الماليزي فعلينا أن نعترف بحقائق صارخة لا تخفى الا على المغفلين او المعاندين ... ماليزيا دولة آسيوية الثقافة .. يشكل المسلمون فيها مايزيد على نصف السكان قليلا ... و يتكون مجتمعها من ثلاثة أعراق رئيسية مختلفة .. هم المالايو المسلمين و الصينيين و الهنود !!! و يلعب الماليزيون الصينيون الدور الرئيسي في حركة النمو و تنشيط الدورة الأقتصادية الناجحة فيها ... و المعروف أن الصينيين اذا دخلوا قرية افسدوها بحركتهم الدؤوبة و اجتهادهم و نشاطهم الذي يذكرك بخلايا النحل أو مستعمرات النمل ... و لولا ذلك ( الفساد الصيني ) لما وجدت ماليزيا كما هي عليها اليوم !!! ...
و هناك حقيقة أخرى يخشى ذكرها الأسلاميون و هي ان الدولة الماليزية لا تتبنى نظام الحكم الأسلامي , أو تطبيق الشريعة السمحاء !!! ... بل هي تنادي بانتمائها الى القيم الاسيوية و ليس الى قيم أسلامية فقط !!! و الذي يسير في شوارع كوالالامبور أو أي مدينة ماليزية أخرى لا يجد فيها اي مظهر من مظاهر الحياة الأسلامية سوى ارتداء المالاويات المسلمات ربطات الحجاب و ملابس شبه شرعية يمضين الى جانب أخواتهن الصينيات الكاشفات عن شعرهن وأثدائهن و الأفخاذ !!! .... و سوى ان هناك مساجدا !!! لكنها تقف جنبا الى جنب مع معابد بوذية و أخرى هندوسية !!! ... و أيضا ... تباع في مخازنها و محالها التجارية الكحوليات كما تباع الكوكوكوليات سواء بسواء !!! و اغلب الظن أن تلك المظاهر أو المناظر لا تروق لعين الداعين الى أقامة نظام حكم أسلامي يضمن تطبيق الحد الألهي الشرعي كما نزل به الوحي الأمين !!!
نعود و نعيد تساؤلنا المشروع : يا ترى مالذي جعل الياباني و الصيني و لا نقول الأوربي أو الغربي حتى لا نتهم بالعمالة أو بالأفتتان !!! ... مالذي جعله نشيطا دؤوب الحركة كثيرها منتجا و مبدعا ؟ و ما لذي جعلنا نحن ممن نمتلك جناحين للطيران لا نستطيع ان نحلق في الفضاء الواسع كما تحلق سائر خلق الله ؟؟
الفوارق الثقافية ؟ ......... ربما !!!



#عامر_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تحدث سيد القمني
- سيد القمني يهزم المنتخب الأسلامي .. و ينسحب من المباراة
- تخليص الأبريز في تلخيص محطة قطار شمال باريز
- مرثية أور .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- رهان ( شعب الجبارين ) على الحصان الخاسر
- حسنا فعل الكورد .. نعم لعلم عراقي جديد
- رسالة نقدية .. في نقد النقد .. سأرد لا حقا
- هواية الجهاد في مزرعة الحاج محمود الجحيشي : الدوافع و الأسبا ...
- حوار غير متمدن في موقع أسلامي
- معجزات الديجيتال عند العرب المسلمين
- لكي تكون عربيا مسلما فأليك النصيحة ..
- بغداد بين سقوطين .. هل نحتاج الى أبن العلقمي للتبرير ؟؟؟
- سيوف قد حنت إلى رقاب ... تقطعها قطعا ً مستبينا
- متى تسقط أميركا ؟؟؟ ... 1
- هل تحول العرب المسلمون الى دراكولات ..؟
- قصة اللون الأحمر و اللون البنفسجي .. دعوة لتصميم علم العراق ...
- الى الأخوة العمانيين ... مع التحية
- عودة المهرج مقتدى الى مسرح اللامعقول
- السيرة العربية .. أسئلة الحمقى في السياسة و الأسلام السياسي
- كيف يشتغل العقل العربي الأسلامي ؟ ... -3


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الأمير - أين الخلل ؟؟؟