|
دور التعليم التلقيني في اعتقال العقل المسلم -الجزء الثاني
نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 21:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قبل قرن مضى، أدرك المفكر أديب إسحاق( مفكر سوري كاثوليكي ) كيف يمكن عن طريق التعليم اللاحوارى إحكام استبعاد العقل وقتل حرية المتعلم، فيقول " وعن طريق تعلم الإنسان، يتم استبعاده وقتل الحرية فيه، فإن سادته لا يسعون إلى توسيع نباهته، ولكنهم يشربونه فهماً جديداً، حتى صار التهذيب عبارة عن إفساد الذهن وتضليل القوة الحاكمة، فالأستاذ لا يعرض تعليمه ليؤخذ اختياراً، ولكنه يوجبه ليحمل اضطراراً، وبذلك تأيدت الأغلاط، واستمرت الجهالة على مرور الأيام ". وهكذا يمكن وصف الفرق بين مفهوم التعليم كخبرة من أجل الحرية، ومفهوم التعليم كوسيلة للسيطرة، بأنه الفرق بين التعليم الحواري والتعليم التلقيني. وطريقة التعليم التلقيني هي التي تعد الإنسان المروضَّ، وتخدم ظروف القهر وتعمل على ترسيخها. وانظر إلى طرق التعليم التى اتبعها المسلمون منذ أجيال وأجيال، تجدها وسائل تلقينية بحتة غير مسموح فيها بالحوار والمناقشة. إذ يعتبر فيها الحوار وتقليب الآراء على أوجهها من قبيل الصفاقة والاجتراء، فكل ما يقوله "الفقيه" " وهو أيضاً مروَّض تعلم بأسلوب تلقيني غير حواري" هو من قبيل المسلمات التى لا تحتاج إلى إثبات، ومن غير الممكن مناقشتها، فضلاً عن تخطئتها. فانكمش العقل المسلم وتم اعتقاله بعد القرن الرابع الهجري، إذ تم اعتبار كل منجزات السلف منجزات مقدسة لا يجوز نقدها أو الخروج عليها، واعتبر المنهج الحواري منهجاً اجترائياً لا يجوز أن يأخذ به مسلم صادق الإيمان. وفى مثل هذا المناخ يترعرع التمذهب والتعصب والتحجر. لذلك لم يتواصل العطاء العقلى والفكري للعقل المسلم مثلما كان عبر القرون الأولى "القرن الثامن الميلادي والتاسع والعاشر" ، فالجدال والمناقشة هما وسيلة إنتاج وتمحيص الحقائق فى منهج التعليم الحواري، وتثمران أفضل النتائج خصوصاً فى ظل الحرية التامة، فمن شروط الحوار التسليم بعدم احتكار الحقيقة، وأن استكشاف العالم ليس من حق الصفوة وحدهم، بل يسع الكل البحث عنها، وأن الحوار فى حد ذاته لا يعنى تهديد ذات المُحاور أو الحط من مكانته فى ما لو أفضى الحوار إلى خلاف ما يعتقده، فالحقيقة ليست حكراً على أحد وما أعتقده قد يكون صواباً أو خطأ، وكذلك معتقد الآخر، والحوار هو الآلية الفاصلة فى تمحيص الخطأ والصواب وتقليب الأمور على أوجهها كافة. ومن يمنعون الحوار هم فى الحقيقة لا يستهدفون سوى فرض الحقيقة التى يعرفونها على الآخرين . انتهى المقال الثاني ويتبعه الثالث إن شاء الله تعالى-من كتابنا :اعتقال العقل المسلم ودوره في انحطاط المسلمين -رابطه :http://www.4shared.com/office/8CDyPl3Z/___online.html
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية ....اقرأ هذا الكتاب- الجزء الر
...
-
اليد الخفية
-
دور التعليم التلقيني في اعتقال العقل المسلم:
-
قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية , .... اقرأ هذا الكتاب (المقال
...
-
قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية , .... اقرأ هذا الكتاب (المقال
...
-
قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية , .... اقرأ هذا الكتاب
-
التجارة بالدين أرجَى من تجارة الحشيش
-
مش كده وإلا إيييييه ؟
-
تكنولوجيا ?......أم نرقَّص النسوان
-
هيَّ الدنيا كده من زمان - شوف إزاي
-
في ظل الحكم الديني أكل المسلم لسانه ليحافظ على عنقه
-
الزنا السياسي
-
لذلك أرفض الحكم باسم الدين:
-
لن تتحقق للمسلمين العدالة وإن صلوا وإن صاموا
-
هيا ننصب باسم الدين
-
كيف يتحول رجل الدين إلى رجل بلا دين
-
اقرأ هذا المقال قبل انتخاب الفريق السيسي
-
هل تعلمون من هو أفضل مرشح للرئاسة
-
3- تأويل مختلف لسورة الإسراء-المراجع
-
2- تأويل مختلف لسورة الإسراء - المقال الثاني
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|