نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 21:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جاءت الأديان لخدمة الناس بتقرير مصالحهم وتحديد حقوق وواجبات الحاكم والمحكوم , وحماية حقوق الناس من الناس . واستهدفت الأديانُ تحريرَ الشعوب من سيطرة الأقوياء , والقضاءَ على الطبقية , وتحريرَ الناس من الحاجة , ومناهضةَ القهر والظلم. وبدراسة الظاهرة الدينية عبر التاريخ يتبين أن الدين-كما أراده الكهنوت- أسقط الناس في قبضة معبودات من نوع جديد: الفرعون والكاهن والملأ ولم يتحرر الناس من الفقر بل ترعرع في ظلها.وجنّد الكهنةُ الناسَ والدين لخدمة الحاكم والملأ ,وخسر القرآن معركته مع ثالوث الشر (الفرعون والكاهن والملأ) كما خسر تجربته مع الشرع الجماعي.وجاء الإسلام ليحرر الفرس من عبوديتهم لكسرى , وليحرر الروم من عبوديتهم لقيصر, وأوقع فقيه السلطان الناس في فخ عبودية معاوية ويزيد وأشباههما ممن حكموا الناس بعد ذلك .
وانشغل الوعاظ بالثرثرة من فوق المنابر, وفاتهم اكتشاف مهمة القرآن في تغيير واقع الناس ,واكتفوا بالحديث إليهم عن نعيم أخروي يمتلك فيه الصالح مئات من الحور العين حيث يجامعهن بذَكَر لا يمل وإن الشهوة لتجري في جسده سبعين عاما يجد فيها اللذة ( المرجع:ابن قيم الجوزية - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - حققه وأخرج أحاديثه خالد بن محمد بن عثمان) , وفقد الإسلام سحره وفعاليته فور تجريده من أهم خواصه: وهو أنه دين الجماعة والأغلبية , لا دين السلطان أو القبيلة أو الأسرة الملكية , فهو دين كل الناس يرعى مصالحهم جميعا بلا محاباة لأحد على حساب أحد , ولا يحظى فيه السلطان ولا طبقة ما بما لا يحظى به أدنى الناس في المجتمع ,ولا فرق فيه بين حقوق الشريف والمشروف.كان ذلك هو الحال أيام النبي والشيخين. وبفعل كثافة تضليل الكاهن للناس , أصبحوا يصدقون ما يُقال لهم , ويكذبون ما يرونه : فيصدقون أن دين الكاهن والحاخام -وليس دين الله- فيه العدل والحق , ويعجزون عن تصديق ما هم فيه من بؤس وفقر وقهر .انتهى امقال الرابع ويتبعه الخامس بإذن الله تعالى -من كتابنا؛ خرافة اسمها الخلافة ,ورابطه: http://www.4shared.com/rar/GZId9Xdz/___online.html
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟