بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 21:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إختلف المفسرون في موضوع الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، فمنهم من ايد النسخ و منهم من حرمه رغم وجود آية في القرآن الكريم تؤيد النسخ، "ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شئ قدير" سورة البقرة آية .106.
فالذين يؤيدون النسخ يفسرونه بتغير الاحوال مما استوجب نزول آيات تتطابق مع الضروف المتغيرة، و كلا الطرفين يقعون في معضلة. فالمؤيدون للنسخ يتغاضون عن ان الضروف تغيرت خلال ما يقارب الاحدى عشر عاماً مما استوجب تغيير في الآيات القرآنية بينما مرور 14 قرن لم يستوجب ذلك.
اما الذين يحرمون النسخ كالدكتو احمد صبحي منصور، يتغاضون عن التناقض بين الآيات المنزلة في مكة المكرمة و تلك التي انزلت في المدينة المنورة، كسورة المائدة آية رقم 68 ،"إن الذين آمنوا و الذين هادواوالصابئون من آمن بالله و اليوم الآخرو عمل صالحاً فلهم اجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون"
و سورة العنكبوت آية رقم 45 "و لا تجادلوا اهل الكتاب إلا بالتي هي احسن الخ"، تناقضهما سورة التوبة آية رقم 29 "و قالت اليهود عزير إبن الله و قالت النصارى المسيح إبن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون". علماً ان معتقدات اليهود و النصارى كانت هي نفسها عند نزول الآيتين و السؤال المحرج هنا هو هل يناقض الله نفسه؟ .
و من الملاحظ ان الآيات التي انزلت في مكة المكرمة هي آيات مسالمة من امثال سورة البقرة آية 256 "لا إكراه في الدين" و سورة الكافرون "لكم دينكم و لي دين" ، و غيرها من الآيات و قد نسخت هذه الآيات بسورة السيف.
و مقولة لا إكراه في الدين تعبر عن حقيقة لا يمكن نكرانها إذ ان الشخص الذي يعتنق ديناً بالإكراه قد يعتنق هذا الدين خوفاً من العقاب و ليس لأيمانه بذلك الدين.
و البيت التالي لأبو العلاء المعري يوضح ذلك بصراحة:
اسـلم الـنصراني مـرتـعـبا و لــيــس ذلـك حــبـاً بـإســــــلامـي
لكنه رام عزاً في معيشته و خاف من ضربة ماضي الحد قلام
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟