فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 20:59
المحور:
حقوق الانسان
التغيير السياسي الاخير الذي حدث في العراق بإختيار حيدر العبادي لمنصب رئيس الوزراء، بعث بشئ من الامل و التفاؤل و الثقة بالمستقبل بعد الاعوام الثمانية العجاف من ولايتين متتاليتين لرئيس الوزراء السابق، نوري المالکي و التي أصابت آثارها و تداعياتها السلبية مختلف الاطياف و الاطراف و الشرائح العراقية، مثلما انها کانت بمثابة عهد مظلم و متخم بالظلم و الاجحاف بالنسبة للمعارضين الايرانيين من سکان أشرف و ليبرتي المتواجدين في العراق.
الانتهاکات الفظيعة و واسعة النطاق التي تعرض لها هؤلاء المعارضين طوال فترة حکم نوري المالکي، والتي وصلت الى حد إرتکاب مجاز بشرية تحمل مواصفات جرائم مرتکبة ضد الانسانية، کانت عبارة عن لوحات مأساوية مرسومة بالدماء و الدخان و الرصاص و الموت البطئ، وطوال تلك الفترة بذل هؤلاء المعارضون المعترف بهم کلاجئين سياسيين من قبل المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة و التي هي أرفع منظمة دولية بشؤون اللاجئين و معترف بها من قبل جميع دول العالم بما فيه العراق نفسه، مختلف جهودهم للصمود و المقاومة بوجه الحملات الوحشية التي کانت تستهدفهم و کانوا يستغيثون بالمجتمع الدولي لنجدتهم، لکنهم مع ذلك دفعوا ثمنا باهضا کلفهم 116 قتيلا و أکثر من 600 جريحا مع 7 مختطفين آخرين بسبب من 9 هجمات دموية شنتها القوات العراقية و الميليشيات المتطرفة الخاضعة لإيران ضدهم، الى جانب 20 فردا آخرا قضوا نحبهم بسبب من الحصار اللاإنساني الجائر المفروض عليهم طوال الاعوام الثمانية الماضية، وکل ذلك جرى على مرئى و مسمع من المجتمع الدولي.
اليوم، وبعد أن إنقضى عهد المالکي، فإن الکثير من المعالم السلبية لذلك العهد مازال مستمرا بالنسبة لسکان ليبرتي، خصوصا الحصار الجائر المفروض عليهم و الاصرار على عدم الاعتراف بهم کلاجئين على الرغم من أنهم کذلك بإعتراف الامم المتحدة نفسها، وتبعا لذلك فإنهم محرومون تماما من الحقوق و الإمتيازات الممنوحة للاجئين في مختلف الانحاء، بل ويمکن القول بأن سکان ليبرتي هم اللاجئين الوحيدين في العالم الذين هم محرومون من هذه الحقوق و الامتيازات، واننا نرى بأن الوقت المناسب قد حان لکي تبادر الحکومة العراقية الى إتخاذ خطوات إيجابية تجاههم و تسدل الستار تماما على الفترة الماضية التي عانى سکان ليبرتي منها کثيرا و دفعوا ثمنا باهضا على مختلف الاصعدة، واننا نرى بأن الخطوة الاولى التي من الممکن أن تثبت من خلالها حکومة حيدر العبادي حسن نواياها تجاه هؤلاء السکان انما تکمن في الاعتراف بهم کلاجئين سياسيين و معاملتهم على ذلك الاساس، وان هذه الخطوة ستضمن تلقائيا خطوات إيجابية أخرى تليها من دون أي شك.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟