عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)
الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 19:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الغيب هو ما غاب عن الإنسان رؤيته غيابا منظورا أو معنويا أي كل حقيقة لا يدرك العقل طبيعتها وكينونتها وهيئتها وكنهها ؛ ولا يتامل معها الإنسان بالحواس الخمس ؛ فلا سبيل لرؤيتها أو الوقوف عليها ؛ فهو ما خلف المنظور المشاهد وهو ما يسمى ما وراء الطبيعة - الميتافيزيقا - فالغيب ووفق المفهوم الإسلامي أمر غائب بالكلية شكلا وموضوعا ؛ والغيب وفق المفهوم الإسلامي له خمسة مفاتيح ! ومحصورة بالآية الكريمة التالية " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " ؛ هذه مفاتيح الغيب الخمسة وفق التصور والمفهوم الإسلامي ؛ والسؤال : هل العلم الحديث بمخترعاته الحديثة والمتقدمة تمكن من تحديد الحمل من حيث جنسه ؟!! بل وهل يمكن طبيا التحكم بجنسه ؟!! السؤال الثاني : هل وسائل الأرصاد العلمية تقدر وبسهولة معرفة مسبقا أماكن الأمطار والفيضانات بل وحتى مناطق الجفاف المقبلة ولو بعد سنين ؟!! لكن صديقي القارئ الكريم دعني المحور الرئيس : الغيب الإيمان بالغيب واجب ومقدم حتى على الإيمان بالعبادات وفعلها ولا بد به من الإيمان المطلق به والتسليم التام دون سؤال أو استفسار وهو أصل العقيدة ومحورها بالنسبة للمسلم !! والآن نأتي لأسرار الكنيسة السبعة ونتسآئل : هل هي تماثل الغيب في الإسلام ؟!! أولا دعونا نعرف المقصود بالسر الكنسي : هو وفق الإيمان المسيحي نعمة إلهية سرية صحيح لا ترى لكنها محسوسة الأثر بفعل وعمل الروح القدس ؛ وهذا الفرق الجوهري بين الغيب في الإسلام والأسرار في الكنيسة ؛ ناهيك عن أن الغيب أمر غائب ومغيب عن كل البشر خلاف الأسرار ؛ والأسرار السبعة هي : سر المعمودية وسر الميرون وسر التوبة والاعتراف وسر الأفخارستيا وسر مسحة المرضى وسر الزواج وسر الكهنوت ؛ فالأسرار هي القوى التي تخرج من جسد المسيح وفق الإيمان المسيحي الحي أبدا والمحي والتي تستنبط وتظهر بفعل الروح القدس العامل في جسد المسيح الذي هو الكنيسة بذاتها ؛ فالأسرار بحقيقة الأمر وواقعها هي روائع الله المحسوسة في العهد الجديد ؛ والخلاصة أن الغيب في الإسلام تغييب تام لحقيقة الإله وأنه يجب الإيمان به دون سؤال أو حتى إحساس وشعور بعمل له يكشف بعض حقيقته وكنه بل ولا يجوز السؤال عن ذلك وأنه يجب الإيمان والتسليم مطلقا ودون ما قلنا ؛ أما في الإيمان المسيحي فالأسرار تسمية أكثر منها واقعا وقاسمها بالتجسد فالله المنظور وعمل الروح القدس المحسوس فهو إيمان بشيء منظور ومحسوس ولا يحتاج لسؤال عن حقيقته كما في الإسلام ؛ وللحديث ربماﻻ-;-بقية .
#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)
Abduallh_Mtlq_Alqhtani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟