شخص مزعج

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4573 - 2014 / 9 / 13 - 16:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

إلى هيثم سليمان
من يشعر ويدرك أنه يكذب, ويفهم دوافعه وحوافزه السلوكية_ تلك درجة متقدمة في النضج, وأعتقد انها ميزة أخلاقية ايضا.
* * *
الفرد شخصية وموقع_ يتقاسمان مختلف التعبيرات والعواطف والأفكار والحدود, عبر مزيج دينامي لا يوقف حركته وتغيره إلا الموت.
توجد مواقع مكروهة بذاتها أو العكس ضرورة بذاتها, على القطبين وبينهما:
سجين_ سجان,أو أم _ طفل ة.
حالتان متشابهتان في ندرة_ تفوق السمة الشخصية على الموقع, السجان المتعاطف أو الأم السيئة.
في عصرنا الحالي, حدث تغير أساسي , يمكن أن يلاحظ اليوم وبسهولة في مختلف مدن العالم. يتناقص دور وأهمية الموقع بالتدريج لصالح الشخصية والسلوك.
_ أطفال كثر يجدون المعلمة أو المعلم أكثر تفهما وحنانا من الأبوينز
_ بدورها وظيفة السجان تحولت إلى دور إداري محدد بضوابط, لا يختلف عن بقية وظائف الدوائر الأمنية_ طبعا الكلام هنا عن بلاد طبيعية.
* * *
الخلط بين مشاكل الموقع أو مزاياه, وبين مشاكل الشخصية ومواصفاتها_ عامل أساسي ودائم في سوء الفهم بيننا.
_ يتدرج الموقع بين الذروة والقاع عموديا, وبين الجلاد والحكيم أفقيا.
_ تتدرج الشخصية بين الابداع والتفكك_ التماسك والانكار. في حالة خاصة يكون المتصل الشخصي (المسافة بين العتبة والسقف لنفس الشخص) نفطة وليس مسافة كما نيتشة المثال البارز في التاريخ. حيث المتصل الشخصي يصل ويمزج بنقطة_ الابداع بالفصام وخلال سلوك واحد مفرد. هذا الاستثناء هو من الندرة التي يمكن اهماله, بدون أن يتأثر التوجه العام للفكرة.
_ شخص متوسط في موقع متوسط, يمكن توقع مصيره, بدرجة ضعيفة من اليقين.
_ شخص متقدم بمواصفاته الشخصية وبموقع متقدم, يمكن توقع مصيره, بدرجة عالية من اليقين.
_ شخص منخفض المواصفات في موقع منخفض, يمكن توقع مصيره, بدرجة عالية من اليقين.
المحزن والمؤسف وما يدعو إلى اليأس: البيوت الكوابيس. البيت وطن.
_ البيت الكابوس: إما موقعه تحت خط الفقر أو أحد الأبوين مريض _عصابي. تحقق أحد الشرطين كفيل بتحويل أي بيت( ركن الأمان النفسي والعقلي والروحي المفترض) إلى كابوس.
* * *
تتضح العلاقة الغامضة عادة بين الشخصية والموقع, في مثال عربي بارز بعد مرحلة الاستعمار. وصول أفراد( درجة التفاوت في النضج الشخصي غير معروفة) من عامة الشعب إلى حكم مطلق_ نموذجهم الأساسي جمال عبد الناصر. بموازاة الحكم الوراثي التقليدي حيث الموقع يطغى على الشخصية.
* * *
الشخص المزعج يستحق الشفقة لا الغيظ. هو عالق في الطور الثاني من العلاقات الاجتماعية.
_الطور الأول: العلاقة الطيبة مع الأبوين وبقية الأسرة. تعاون ودعم.
_ الطور الثاني: العلاقة السيئة مع أفراد الأسرة. تنافس وصراعز
_ الطور الثالث: النضج والاستقلال وتحقيق الحرية الداخلية أخيرا. مرحلة التحكم بمسافات الأمان مع الآخر_ ومعادلها النفسي الضبط الذاتي( الذكاء العاطفي).
_ الطور الرابع: طور الابداع_ المرح واللهو. اللعب مع الحياة بدل الصراع العشوائي.
* * *
الكلام هنا عن الفرد المزعج الذي يتعذر التخلص منه, كأن يكون احد افراد السرة أو شريك عمل او مجاور في السكن والعيش.
ربما في الغزل, الموضوع الانساني الأكثر اشكالية بعد النضج يتضح الموقف المزعج أكثر. لا هو متحرش جنسي صريح بحيث يمكن إدانة السلوك وتحديد المسؤولية, ولا هو تودد لطيف وحنون صريح وقادر على أن يجعل من نفسه وتجربته الشخصية موضوعا لمؤانسة الصاحب وتسليته, وبالتالي نيل تقديره ورضاه.
* * *
المزعج: أنا وأنت....في حالة الخوف أو الجشع أو الضجر أو الغرور أو الغفلة.
المزعج في الجوهر....
نبدأ بفهم الحياة, في المرحلة التي نبدأ بفقدها بشكل ملموس الآن_ هنا.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات