هذه السنة قرر الشتاء ان ياخذ اجازة . ومرت فصول السنة بلاشتاء والواقع ان اجازة الشتاء من هذه السنة لم يمر بهدوء فقد اعترضت البقول الشتوية على تلك الاجازة واعتبرتها انتهاكا صارخا لحقها في الحياة واحتجت ( الحيات ) ايضا على هذا التصرف الطائش ايضا لانها لاتقوى على السبات من غير الشتاء والضفادع اصابها الهلع لازدياد اعدادها بهذ الشكل المفجع لانها كانت تفقد نصفه طعاما ( للحيات ) اما الطيور فقد مرت بكارثة وتعطلت هجراتها واسماك السلمون اصابها الهلع فهي في هجرة متكررة لاتعرف نهايتها و ( الفخاتي ) تقطعت اوتارها الصوتية ولم يعد احدا يسمع نداء ( ياكوكتي ) .
ازدادت مداخيل اصحاب المقاهي و ( الايس كريم ) مرتين هذه السنة واستبشر خيرا بائعوا ( الشربت ) والماء البارد على ارصفة شارع السعدون وشعر بالخسارة كل من حجي جابر صاحب اشهر ( عربانة ) باقلاء ( بالبطنج ) وابو مشكور صاحب ( عربانة لبلبي بيع امك واشتري ) ولان العطلة المدرسية تكررت مرتين في عام واحد فأن ( سعد ابو شامة ) شعر ان صنعته ( كاسّت ) وليس مثل طلاب المدارس هناك اكثر منهم حبا ( للعمبة والفلافل ) .
لماذا اخذ الشتاء هذه السنة اجازته بالذات ؟ كان هذا السؤال مدار نقاش ليس بين بني البشر فقط بل بين جميع ( الحيوات ) .
ان الاجازة عمل مشروع وحق طبيعي ويستطيع ان يتمتع بها الجميع وكان الشتاء ياخذ اجازته من غير اثارة المشاكل . فلماذا هذه السنة بالذات كان الشتاء محط نقاش وتساؤل وهو شأنه شأن كل فصول السنة من خريف وربيع وصيف .
سالت ( الفخاتي ) الشتاء هل سيعود واجاب ( سعد ابو شامة ) قانطا :
ـ يجب ان يعود
ولااحد يعرف هل الشتاء حقا في اجازة ام انه قرر الانسحاب من فصول السنة ؟
وكلهم لايعرف حقا نيات الشتاء .
واكثرهم يقول مات او هرب او تقاعد او تقاعس وهناك قليل يقول سنحضره وان رغب عن الحضور .
واتهمت الامارة التي اطيح بها في الصيف اتهمت الشتاء خائنا لان ( القزو ) ياتي في الصيف ويذهب في الشتاء .
وهو وجنوده الذين يحلو لهم القتال في الشتاء قال لاتقلقوا فسوف نصنع شتاءا .
ابتهجتْ من غير ان تدري بحقيقة موقف الشتاء جماعة لاللحرب لاللدكتاتورية وصلى جماعة الله ( صلاة الاستسقاء ) واعتير العروبيون ذلك موسما ملائما لطواف الاصمعي بين قبائل العرب. والكورد نظروا الى ذلك بعين الكارثة لان الجبال ذاب من قممها الثلج وتحولت الى قمم جراداء وتوقفوا عن ( الدبكة ) هذا العام .
ولايدري التركمان في اي موسم جاء الخروف الاسود ولا في اي موسم رحل الخروف الابيض والكلدواشوريين ليس عندهم عنبا كافيا يغطون به صيفيين في سنة واحدة ( خمرة ) كافية للعباد والبلاد .
و’يعـتَـقـد ان جماعة الستة عندهم وحدهم خبر الشتاء .
والله اعلم .